الجفاف، أعراضه، درجاته، أسبابه، وعلاجه | ميدزون
top of page

صورة تعبيرية لرجل يمثل الماء 70% من جسمه وبجانبه عبوة ماء
الجفاف

الماء من العناصر الحاسمة للبقاء على قيد الحياة ويشكل ما يقارب 75% من وزن الجسم، إذ يتواجد الماء داخل خلايا الجسم وفي الفراغ بين الخلايا، وداخل الأوعية الدموية. يحدث الجفاف (بالانجليزي: Dehydration) عندما تكون كمية الماء الخارجة من الجسم (المفقودة) أكثر من كمية الماء التي يتناولها الشخص، مما يؤدي إلى حدوث اختلال في وظائف أعضاء الجسم.


يعد الجفاف عند كبار السن، والجفاف عند الرضع، والجفاف عند الأطفال صغار السن أكثر شيوعاً منه لدى الفئات الأخرى، ويعد الجفاف سبب متكرر لدخول هذه الفئات إلى المستشفى، وتعقد الحالات المرضية لديهم، وقد يؤدي أيضاً إلى الوفاة.


درجات الجفاف

دار الكثير من الجدل حول تصنيف درجات الجفاف، وبشكل عام يمكن أن يصنف الجفاف إلى درجات وفقاً للمعايير التالية:

  • الجفاف البسيط: يشخص الجفاف الخفيف عندما يتراوح مستوى النقص في سوائل الجسم بين 3-5% من وزن الجسم، وعادةً ما تكون أعراض هذا النوع من الجفاف خفيفة ومتنوعة.

  • الجفاف المتوسط: تشخص الإصابة بالجفاف المتوسط عند فقدان سوائل الجسم بمعدل يتراوح بين 6-10% من وزن الجسم، ويمكن أن تؤدي هذه الدرجة من الجفاف إلى تأثر وظائف الأعضاء الداخلية وبدء تلف هذه الأعضاء.

  • الجفاف الشديد: يشخص الجفاف الشديد عندما يزيد فقد سوائل الجسم عن 10% من وزن الجسم، ويعد هذا النوع من الجفاف خطير جداً ويؤثر في الجهاز العصبي المركزي، وقد يسبب صدمة نقصان حجم الدم، وقد يؤدي إلى الوفاة.

للمزيد: النقرس

أسباب الجفاف

يعاني الكثير من البالغين من الجفاف المزمن (طويل الأمد) دون إدراكهم لذلك، ويعود السبب في ذلك بشكل رئيسي إلى عدم شرب الماء بكميات كافية بالمقارنة مع كميات الماء التي يفقدها الجسم من خلال الجلد، والرئتين، والكلى، والجهاز الهضمي، إلا أنه يمكن للعديد من الحالات المرضية والأدوية وغيرها من الأسباب أن تكون سبب الجفاف.


يمكن أن تشمل أسباب الجفاف على ما يلي:

  • عدم القدرة على تعويض الماء المفقود نتيجة لعدم الحركة، أو التغيرات في الحالة الذهنية والعقلية، وعدم الشعور بالعطش (ضعف آلية العطش)، والدخول في غيبوبة، وتعاطي المخدرات المسبب لضعف القدرات العقلية والذهنية.

  • فقدان الماء عن طريق الجلد من خلال:

  1. يمكن أن يتم فقدان الماء عن طريق كثرة التعرق عند التعرض لضربة شمس (الأمراض المرتبطة بالحرارة).

  2. التواجد في أماكن مرتفعة الحرارة.

  3. كثرة التمرين.

  4. الحروق خاصة الحروق التي تطال مساحة واسعة من الجلد.

  5. الإصابة بالأمراض الجلدية الشديدة.

  • فقدان الماء عن طريق الكلى من خلال:

  1. استخدام الأدوية المدرة للبول.

  2. الإصابة بأمراض الكلى المختلفة.

  3. إدرار البول التالي للانسداد ويعني كثرة التبول بعد الإصابة باحتباس البول لفترة من الزمن.

  4. الاعتلالات الوراثية التي تؤثر على امتصاص الصوديوم في الأنابيب الكلوية.

  5. انخفاض مستوى هرمون الألدوستيرون.

  6. ارتفاع السكر في الدم نتيجة لمرض السكري.

  7. مرض السكري الكاذب.

  • فقدان الماء عن طريق الجهاز الهضمي من خلال:

  1. الإسهال.

  2. التقيؤ.

  3. استخدام ملينات البراز (المسهلات).

  4. التعرض لغسيل المعدة.

  5. وجود ناسور (قناة) في الجهاز الهضمي.

  • فقدان الماء داخل البطن من خلال:

  1. استسقاء البطن، أي تجمع السوائل داخل البطن.

  2. التهاب الصفاق (التهاب جدار البطن).

  • تشمل الحالات الأخرى التي تسبب جفاف الجسم على:

  1. فرط نشاط الغدة الدرقية.

  2. الربو.

  3. تعاطي المخدرات.


أسباب الجفاف عند الأطفال

يعد الأطفال والرضع معرضين بشكل خاص للإصابة بالجفاف نتيجة للأسباب التالية:

  • الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتقيؤ والإسهال.

  • ارتفاع معدل الأيض (تحويل الطعام إلى طاقة) لدى الأطفال بالمقارنة مع البالغين مما يزيد إلى حاجتهم للماء.

  • عدم قدرة الطفل على الوصول للماء لتلبية احتياجات جسمه من الماء.

  • إصابة الطفل بالسكري أو السكري الكاذب.

  • الحروق.

  • تعرض الطفل لدرجات حرارة مرتفعة تؤدي إلى زيادة التعرق.

  • حركة سوائل الجسم من دم الطفل إلى الفراغ بين الخلايا، أو تراكمها في تجاويف الجسم أو مناطق الأمعاء التي تحتوي على القليل من السوائل.

  • أمراض الكلى.

  • مشاكل في توازن أملاح الدم، ويمكن أن يحدث اختلال الأملاح نتيجة للعديد من الحالات المرضية مثل قصور القلب الاحتقاني، وتليف الكبد.


أدوية تسبب الجفاف

يمكن أن تسبب بعض الأدوية الجفاف، ومن هذه الأدوية ما يلي:

  • إرينوتيكان (Irinotecan).

  • ليناليدوميد (Lenalidomide).

  • سبيرونولاكتون (Spironolactone).

  • جلوتامين (Glutamine).

  • ليفيتيراسيتام (Levetiracetam).

  • ميلوكسيكام (Meloxicam).

  • موكسيفلوكساسين (Moxifloxacin).

  • بوميتانيد (Bumetanide).

  • كلوروثيازيد (Chlorothiazide).

  • إبليرينون (Eplerenone).

  • تورزيمايد (Torsemide).

  • تريامتيرين (Triamterene).


أعراض الجفاف

تختلف أعراض الجفاف وفقاً لدرجة جفاف الجسم التي يعاني منها الشخص، ويمكن أن تشمل أعراض الجفاف على ما يلي:


أعراض الجفاف الخفيف

يمكن أن يسبب الجفاف الخفيف مجموعة متنوعة من الأعراض، ويمكن أن تشمل على ما يلي:

  • الشعور بالتعب.

  • العطش.

  • جفاف الشفاه.

  • جفاف الجلد وبرودته وشحوبه.

  • البول الداكن.

  • انخفاض كمية البول.

  • الصداع.

  • ألم العضلات.

  • الدوخة.

  • انخفاض الضغط الانتصابي، أي انخفاض الضغط والدوخة عند الوقوف.

  • سرعة ضربات القلب (الخفقان).


أعراض الجفاف المتوسط

تختف أعراض الجفاف المتوسط وفقاً للأعضاء المتضررة نتيجة للجفاف، وقد يسبب الجفاف المتوسط مجموعة واسعة من الأعراض تشمل أهمها على ما يلي:

  • سرعة التنفس.

  • زيادة سرعة ضربات القلب.

  • الدوار أو الغيبوبة.

  • العينين الغائرتين.

  • انخفاض يافوخ الطفل للأسفل من علامات الجفاف عند الأطفال.


للمزيد: اليرقان


أعراض الجفاف الشديد

يؤثر الجفاف الشديد على الجهاز العصبي المركزي وقد يسبب التلف في الدماغ أو الحبل الشوكي أو الأعصاب، مما يؤدي إلى حدوث تغيرات في الحالة العقلية للشخص، ويمكن أن تشمل أعراض الجفاف الشديد على ما يلي:

  • انخفاض ضغط الدم.

  • تغير في الحالة العقلية.

  • الحمى.

  • سرعة ضربات القلب.

  • سرعة التنفس.

  • الدوخة والارتباك.

  • جفاف الغشاء الأغشية المخاطية في الأنف والفم.

  • جفاف الفم، وجفاف اللسان، وتشقق الشفاه وزرقتها.

  • الجلد الغير منتفخ والذي يعود ببطء إلى موقعه عند قرصه بين الأصابع.

  • الغيبوبة.

  • الصدمة نتيجة لانخفاض حجم الدم.

  • النوبات وتعرف بشكل شائع باسم الصرع.


تشخيص الجفاف

لا يوجد معيار ذهبي لتشخيص مرض الجفاف، ولكن يمكن أن يساعد الفحص السريري والكشف عن الأعراض مثل جفاف الفم، والجلد في توجيه التشخيص في الطريق الصحيح، وقد يجري الطبيب الفحوصات لمعرفة مدى نقص سوائل الجسم، وتضرر الأعضاء، والسبب خلف الجفاف، وتشمل الفحوصات التي قد يجريها الطبيب على ما يلي:

  • قياس حرارة الجسم.

  • فحص أملاح الدم، وغالباً ما يعاني المصابين بالجفاف من انخفاض صوديوم الدم.

  • فحص سكر الدم إذ غالباً ما يعاني المصابين بالجفاف من انخفاض سكر الدم.

  • تحليل عوامل التخثر لاستبعاد الإصابة بالنزيف أو الجلطات في الأوعية الدموية.

  • تحليل الدم الشامل للكشف عن وجود التهاب مثل التهاب المعدة والأمعاء، إذ غالباً ما تكون مثل هذه الحالات السبب خلف الجفاف خاصة لدى الأطفال.

  • زراعة البراز أو البول أو الدم عند الاشتباه بوجود عدوى خلف الجفاف.

  • قياس نسبة نيتروجين اليوريا في الدم إلى نسبة الكرياتينين.

  • البزل القطني، أي تخذ عينة من السائل النخاعي الشوكي من الظهر لاستبعاد إصابة الجهاز العصبي المركزي بالضرر نتيجة للجفاف.


علاج الجفاف

يهدف علاج الجفاف إلى تعويض السوائل السريع وتحديد السبب خلف فقدان السوائل. وتشمل طرق علاج الجفاف على ما يلي:


علاج الجفاف عند الأطفال

يشمل علاج الجفاف عند الأطفال وفقاً لشدة الجفاف على ما يلي:

  • ينطوي علاج الجفاف الخفيف عند الأطفال على إعطاء السوائل عن طريق الفم والاستمرار بالرضاعة، إلا أنه يجب تجنب إعطاء الطفل السوائل المحتوية على السكر لتفادي تفاقم الإسهال لدى الطفل، كما يجب الاستمرار بتغذية الأطفال الذين يتناولون الطعام ولكن بكميات صغيرة وعلى فترات متقطعة.

  • يعالج الجفاف المتوسط عند الأطفال بمحلول الإماهة مثل محلول الأكواسال، وتعرف هذه المحاليل بشكل شائع باسم محلول الجفاف، وتشمل محتويات محلول الجفاف على الأملاح والسكر والسوائل لتعويض النقص في هذه العناصر في جسم الطفل.

  • يتم علاج الجفاف الشديد بالمحلول الملحي والجلوكوز عن طريق الوريد لتعويض السوائل بسرعة خاصة لدى الأطفال الذين يعانون من انخفاض حجم الدم، أما باقي علاج الجفاف فقد يشتمل على المسكن وخافض الحرارة للأطفال الذين يعانون من الحمى، ويشتمل على علاج السبب خلف الجفاف مثل استخدام المضادات الحيوية لعلاج التهاب المعدة والأمعاء البكتيري، وقد يشمل أيضاً على الأدوية المضاداة للتقيؤ والإسهال لإيقاف فقدان سوائل الجسم.


علاج الجفاف عند الكبار

يعالج الجفاف عند الكبار بنفس طريقة علاجه لدى الأطفال، إلا أنه يتم توخي الحذر عند إعطاء السوائل الوريدية بسرعة لكبار السن والمرضى الذين يعانون من قصور القلب والفشل الكلوي لتفادي الوذمة الرئوية أي تجمع السوائل في الرئتين، والوذمة الدماغية لدى المراهقين والأطفال الذين يعانون من الحماض الكيتوني السكري (حموضة الدم).


بالنسبة للمرضى الذين لا يمكنهم تلفقي السوائل عن طريق الوريد قد يتم تزويدهم بالسوائل بطرق أخرى مثل توصيل أنبوب أنفي معدي للمريض لتزيويده بالسوائل، أو من خلال الترطيب تحت الجلد أي ملئ الفراغ تحت الجلد بسوائل يمكن للجسم امتصاصها بشكل منتظم.


أضرار الجفاف

تحدث مضاعفات الجفاف بسبب عدم كفاية السوائل في الجسم، أو بسبب الإفراط في استبدال السوائل لدى المريض، ويمكن أن تشمل المضاعفات على ما يلي:

  • إصابة الكبد.

  • ارتفاع حمض اللاكتيك في الدم.

  • صدمة انخفاض حجم الدم التي تسبب الغيبوبة والوفاة في بعض الأحيان.

  • الوذمة الرئوية، والوذمة في الأطراف نتيجة الإفراط في تعويض السوائل.

  • تحلل الميالين الجسري المركزي (بالانجليزي: Central pontine myelinolysis) وتعني تلف مناطق من الدماغ نتيجة التعويض السريع للصوديوم وارتفاع مستواه المفاجئ في الدم.

  • الأمراض المرتبطة بالحرارة والتي تعرف بشكل شائع باسم ضربة السمس نتيجة انخفاض سوائل الجسم، وارتفاع حرارة الأنسجة مما قد يسبب تلف الأعضاء، وتلف في الجهاز العصبي المركزي، والوفاة.


الوقاية من الجفاف

تشمل خطوات الوقاية من الإصابة بالجفاف على ما يلي:

  • شرب كميات كافية من الماء، ويمكن معرفة كمية الماء التي يجب تناولها يومياً من خلال ضرب وزن الجسم في 30 ليكون الناتج حجم الماء الذي يجب تناوله بالملليتر.

  • تناول الأطعمة الغنية بالسوائل مثل الخضراوات والفواكه، ويجب زيادة استلاك السوائل عند المعاناة من حالات تسبب الجفاف مثل الإسهال والتقيؤ.

  • التعرف إلى أعراض الجفاف المبكرة مثل جفاف الفم، والشعور بالعطش، والبول الغامق، أو أعراض الأمراض المتعلقة بالحرارة مثل الإجهاد الحراري والعمل على تعويض السوائل بشكل مبكر لتلافي تفاقم الحالة وزيادة سوء الجفاف.

  • تجنب أو التقليل من شرب المشروبات التي تحتوي على السكر والكافيين خاصة في الأجواء الحارة، لأنها تزيد من سوء الجفاف وفقدان السوائل عن طريق البول.

  • تجنب شرب الكحول.

  • التزود بالمزيد من الماء عند العمل، وأداء التمارين الرياضية، أو الخروج في الأجواء الحارة.

  • تجنب الوقوف والعمل والتمرين تحت أشعة الشمس المباشرة، واختيار أمكان باردة ومظللة.

  • متابعة نشرات الطقس لتجنب ممارسة الرياضة أو العمل أو الخروج في الأيام الحارة، ولاتخاذ التدابير الوقائية اللآزمة في تلك الأجواء لتفادي الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة والجفاف.

  • تفقد كبار السن والأطفال ومعدل شربهم للماء وتعويض السوائل لديهم بشكل دوري خاصة في الطقس الحار.

  • ارتداء ملابس خفيفة، وفضفاضة وواسعة في الأيام الحارة للتقيل من فقدان السوائل عن طريق العرق.

  • تبريد الجسم من الخارج بالماء بشمكل مستمر.

  • أخذ استراحة بشكل متكرر ولوقت كافي عند العمل أو التمرن لفترات طويلة.


للمزيد: حصى الكلى


المراجع

  1. Taylor K, Jones EB. Adult Dehydration. [Updated 2022 May 15]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK555956/

  2. Vega RM, Avva U. Pediatric Dehydration. [Updated 2022 May 1]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK436022/

  3. National Collaborating Centre for Women's and Children's Health (UK). Diarrhoea and Vomiting Caused by Gastroenteritis: Diagnosis, Assessment and Management in Children Younger than 5 Years. London: RCOG Press; 2009 Apr. (NICE Clinical Guidelines, No. 84.) 4, Assessing dehydration and shock. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK63845/

  4. Lacey, J., Corbett, J., Forni, L., Hooper, L., Hughes, F., Minto, G., Moss, C., Price, S., Whyte, G., Woodcock, T., Mythen, M., & Montgomery, H. (2019). A multidisciplinary consensus on dehydration: definitions, diagnostic methods and clinical implications. Annals of medicine, 51(3-4), 232–251. https://doi.org/10.1080/07853890.2019.1628352

  5. Popkin, B. M., D'Anci, K. E., & Rosenberg, I. H. (2010). Water, hydration, and health. Nutrition reviews, 68(8), 439–458. https://doi.org/10.1111/j.1753-4887.2010.00304.x

  6. Strachan, S. R., & Morris, L. F. (2017). Management of severe dehydration. Journal of the Intensive Care Society, 18(3), 251–255. https://doi.org/10.1177/1751143717693859


bottom of page