التهاب الأذن الداخلية، أعراضه، أسبابه، وعلاجه | ميدزون
top of page

التهاب الأذن الداخلية


مخطط تشريح الأذن مع المظهر والمقطع العرضي للأعضاء
التهاب الأذن الداخلية

التهاب الأذن الداخلية مصطلح شائع يستخدم للإشارة لالتهاب تيه الأذن (بالانجليزي: Labyrinthitis) أي التهاب المتاهة الغشائية التي تقع داخل المتاهة العظمية التي تتكون من مجموعة من التجاويف العظمية داخل العظم الصدغي للجمجمة ويطلق عليها أيضاً الدهليز [1].


غالباً ما تكون العدوى الفيروسية سبب التهاب الأذن الداخلية، حيث يحدث التهاب الأذن الداخلية بعد التهاب الجهاز التنفسي العلوي الفيروسي [1].


قائمة عناوين موضوع التهاب الأذن الداخلية

يمكن الانتقال إلى الجزء المطلوب من مقال التهاب الأذن الداخلية مباشرة من خلال الضغط على الرابط المطلوب في القائمة التالية:


أسباب التهاب الأذن الداخلية

يعد تقدم السن من العوامل التي تزيد من خطر التهاب الأذن الداخلية، حيث تشيع الإصابة بالتهاب التيه لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 - 60 عام خاصة النساء [1].


هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر التهاب الأذن الداخلية بالإضافة إلى التهاب الجهاز التنفسي العلوي مثل التعرض لعمليات الأذن، والإصابة بالتهاب السحايا، والإصابة بكسر العظم الصدغي أو الجمجمة [1].


يرتبط تيه الأذن بالأذن الوسطى من جهة وبالجهاز العصبي المركزي (الدماغ والأعصاب) من جهة أخرى، ويمتلئ بسائل يعرف بالليمف المحيطي [6].


كما ذكرنا سابقاً غالباً ما يحدث التهاب الأذن الداخلية كعدوى ثانوية، وتشمل أنواع التهاب الأذن الداخلية وأسبابها على ما يلي [1] [2] [3]:


التهاب الأذن الداخلية الفيروسي

يمكن أن تتسبب مجموعة واسعة من الفيروسات في التهاب الأذن الداخلية بما في ذلك إعادة تنشيط النطاقي الحماقي المسبب لجدري الماء بعد سنوات ليسبب حزام النار الذي بدوره قد يؤثر على الأذن الداخلية.


يأتي التهاب الأذن الداخلية بعد التعرض لنوبة من التهاب الجهاز التنفسي العلوي مثل الزكام أو التهاب الجيوب الأنفية (احتقان الأنف)، يليها التهاب الأذن الوسطى ثم التهاب الأذن الداخلية، وقد يترافق التهاب تيه الأذن أيضاً بالتهاب العصب الدهليزي (التهاب عصب التوازن).


من أنواع الفيروسات الأخرى التي يمكن أن تسبب التهاب الأذن الخارجية ما يلي:

  • فيروس كورونا المسبب لعدوى كوفيد 19.

  • الفيروس المضخم للخلايا.

  • فيروس الإنفلونزا.

  • فيروس نظير الانفلونزا.

  • فيروس النكاف.

  • فيروس الهربس البسيط 1 المسبب لحمو الفم.

  • الفيروس المخلوي التنفسي.

  • فيروس كوكساكي.

  • فيروس العوز المناعي البشري - الإيدز.


للمزيد: الإنفلونزا


التهاب الأذن الداخلية البكتيري

التهاب الأذن الداخلية البكتيري أو التهاب الأذن الداخلية الجرثومي غالباً ما ينجم عن التهاب الأذن الوسطى البكتيري في 32% من الحالات أو التهاب السحايا البكتيري، وقد يحدث هذا النوع من التهاب الأذن الداخلية بطريقتين وهما:


التهاب الأذن الداخلية القيحي

في التهاب التهاب تيه الأذن القيحي (بالانجليزي: Suppurative labyrinthitis) تنتشر البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا أي التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ مع السائل النخاعي الذي يغطي الدماغ والحبل الشوكي لتصل إلى الأذن الداخلية ثم الأذن الوسطى، وعظم الخشاء أي العظم خلف الأذن.


التهاب الأذن الداخلية المصلي

في التهاب تيه الأذن المصلي (بالانجليزي: Serous labyrinthitis) لا تصل البكتيريا نفسها إلى تيه الأذن، إنما تصل السموم التي تفرزها البكتيريا والعوامل الالتهابية التي ينتجها الجسم خلال التهاب الأذن الوسطى إلى الأذن الداخلية لتسبب التهاب تيه الأذن.


البكتيريا المسببة لالتهاب الأذن الداخلية البكتيري

تشمل أنواع البكتيريا التي قد تكون خلف التهاب الأذن الداخلية والتهاب الأذن الوسطى والتهاب السحايا على ما يلي:

  • المستدمية النزلية.

  • النيسرية السحائية.

  • أنواع المكورات العنقودية.

  • العقدية الرئوية.

  • أنواع البكتيريا العقدية.

  • الموراكسيلا النزلية.

  • الإشريكية القولونية.

  • بكتيريا السل.

  • أنواع بكتيريا المتقلبة.

  • بكتيريا اللولبية الشاحبة المسببة لمرض الزهري.


التهاب الأذن الداخلية المناعي الذاتي

يمكن أن يحدث التهاب تيه الأذن المناعي نتيجة لتخبط الجهاز المناعي ومهاجمته لتيه الأذن عن طريق الخطأ، وقد ترافق هذه الحالة اضطرابات مناعية أخرى مثل التهاب حوائط الشرايين، والورم الحبيبي الويغنري ولكنه نادر الحدوث.


أعراض التهاب الأذن الداخلية

يتسبب التهاب الأذن الداخلية البكتيري بأعراض أكثر شدة من التهاب الأذن الداخلية الفيروسي، ويمكن أن تشمل أعراض التهاب الأذن الداخلية على ما يلي [5]:

  • الغثيان.

  • القيء.

  • الدوار الشديد الذي يستمر ل 72 ساعة في البداية ثم يأتي على شكل هجمات لعدة أسابيع، وعادةً ما يحدث الدوار عند الحركة، أو تغيير وضعية الرأس.

  • ضعف السمع وطنين الأذن ويعد هذان العرضان مميزان لالتهاب تيه الأذن عن التهاب عصب التوازن، لأن التهاب عصب التوازن لا يرتبط بأعراض سمعية.

  • رأرأة العين، أي حركة العين السريعة بعيداً عن الأذن المصابة.

  • اضطرابات المشي والتوازن.

  • الصداع.

  • الشعور بالضغط أو الامتلاء أو الثقل داخل الأذن.

  • ألم الأذن.

  • الحمى.

  • الثر الأذني، أي تدفق سائل قيحي أو مصلي من قناة الأذن الخارجية.

  • ألم أو تصلب الرقبة.



التهاب الأذن الداخلية والدوار

يوجد العصب الدهليزي القوقعي الذي ينقل المعلومات حول موضع الجسم والرأس في الأذن الداخلية [6].


يتسبب التهاب تيه الأذن في التهاب عصب التوازن مما يؤدي إلى تضارب الإشارات التي ترسل إلى الدماغ حول موقع الرأس وتوازن الجسم، مما يسبب الشعور بالدوار المرافق لالتهاب الأذن الداخلية [6].


تشخيص التهاب الأذن الداخلية

تشمل الفحوصات التي تجرى للكشف عن التهاب الأذن الداخلية والسبب خلفه وشدة الالتهاب على ما يلي [3]:

  • فحص الدم الشامل (CBC).

  • تحليل سرعة ترسب الدم (ESR).

  • التصوير المقطعي المحوسب للرأس (CT scan).

  • تصوير الرأس بالرنين المغناطيسي (MRI).

  • تخطيط السمع (بالانجليزي: Audiogram).

  • خزعة الفقرات القطنية لفحص السائل النخاعي للتعرف على البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا والأذن الداخلية.

  • اختبار المنعكس الحراري (بالانجليزي: Caloric testing) لفحص وظائف تيه الأذن وسبب الدوخة.

  • تخطيط كهربية الرأرأة (بالانجليزي: Rlectronystagmogram) لالتقاط رأرأة العين الناجمة عن الضرر الحادث في مراكز التوازن في الجسم.


علاج التهاب الأذن الداخلية

يعالج التهاب الأذن الداخلية وفقاً للسبب خلف الالتهاب وشدة الأعراض ومدى تقدم الالتهاب.


يجب أن يتم علاج التهاب الأذن الداخلية على يد طبيب مختص ويجب عدم محاولة علاج التهاب الأذن الداخلية في المنزل، أو علاج التهاب الأذن الداخلية بالأعشاب لتلافي المضاعفات خاصة المضاعفات العصبية مثل فقدان السمع والتوازن.


تشمل طرق علاج التهاب الأذن الداخلية على ما يلي:


علاج التهاب الأذن الداخلية الفيروسي

عادةً ما تنتهي العدوى الفيروسية من تلقاء نفسها، ينصح دائماً المرضى الذين يعانون من التهاب الأذن الداخلية الفيروسي بالراحة في الفراش والإكثار من شرب السوائل.


في الحالات الشديدة قد يحتاج المريض للسوائل الوريدية، ويمكن أن يصف الطبيب أدوية لتخفيف الأعراض وعلاج العدوى الفيروسية مثل [2] [3]:

  • دواء سيناريزين (Cinnarizine) لايقاف الدوار ومن أسمائه التجارية الشائعة:

  1. بيتاهستين (Betahistine).

  2. ستوجيرون (Stugeron).

  3. بيتاسيرك (Betaserc).

  • مضادات الهيستامين مثل كلورفينيرامين (Chlorpheniramine).

  • مضادات الغثيان، لإيقاف الغثيان و القيء مثل بروكلوربيرازين (Prochlorperazine).

  • المضادات الفيروسية لعلاج العدوى الفيروسية ومنها:

  1. فالاسيكلوفير (Valacyclovir).

  2. فامسيكلوفير (Famciclovir).

  3. أسيكلوفير (Acyclovir).

  • مضادات الالتهاب الستيرويدية للتخفيف من الالتهاب خاصة في حالات التهاب عصب التوازن، ومنها:

  1. ميثيل بريدنيزولون (Methylprednisolone).

  2. بريدنيزولون (Prednisolone).

  3. بريدنيزون (Prednisone).


علاج التهاب الأذن الداخلية البكتيري

يعالج التهاب الأذن الداخلية البكتيري بناءً على نوع البكتيريا المسببة للالتهاب للقضاء على العدوى الكامنة.

يعد العلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الفم خط العلاج الأول في حالات التهاب الأذن الداخلية المصلي أي الناجم عن التهاب الأذن الوسطى البكتيري [1].


في حالات التهاب الأذن الداخلية القيحي أي الناجم عن التهاب السحايا يبدأ العلاج فوراً بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد، وقد يبدأ العلاج حتى قبل ظهور نتائج الزراعة وفحص عينات السائل النخاعي للتأكد من السبب خلف التهاب السحايا [4].


تشمل المضادات الحيوية المستخدمة في علاج التهاب الأذن البكتيري على ما يلي [1] [4]:

  • الجيل الثالث من أدوية السيفالوسبورين مثل:

  1. سيفوتاكسيم (Cefotaxime).

  2. سيفترياكسون (Ceftriaxone).

  3. ليفوفلوكساسين (Levofloxacin).

  • الجيل الرابع من أدوية السيفالوسبورين مثل:

  1. سيفيبيم (Cefepime).

  2. ميروبينيم (Meropenem).

  • فانكوميسين (Vancomycin).

  • بنسيللين جي (Penicillin G).

  • أزتريونام (Aztreonam).

  • أمبيسيلين (Ampicillin).

  • أموكسيسيلين وحمض الكلافولينيك (Amoxicillin and Clavulanic acid) ومن أسمائه التجارية الشائعة أموكسيكلاف وأوجمنتين.

  • أوفلوكساسين (Ofloxacin).

  • أزيثروميسين (Azithromycin).


قد يصف الطبيب أيضاً الأدوية لأيقاف الدوخة، والغثيان والتخفيف من الالتهاب التي تم ذكرها في فقرة علاج التهاب الأذن الداخلية الفيروسي.



علاج التهاب الأذن الداخلية المناعي الذاتي

يعالج التهاب الأذن الداخلية المناعي الذاتي بمضادات الالتهاب الستيرويدية مثل بريدنيزولون لكبت الجهاز المناعي ومنعه من مهاجمة تيه الأذن وللتخفيف من الالتهاب [1].


قد لا يستطيع بعض المرضى التعرض للعلاج بالستيرويدات، لذا قد يصف الطبيب المعدلات المناعية لعلاج التهاب الأذن الداخلية المناعي الذاتي ومنها [1]:

  • آزاثيوبرين (Azathioprine).

  • إيتانيرسيبت (Etanercept).

  • سيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide).


عملية التهاب الأذن الداخلية

قد يحتاج المريض أيضاً لتفريغ الانصباب خلف طبلة الأذن (الانصباب) أي تراكم السوائل والقيح المتراكم خلف طبلة الأذن في الأذن الوسطى لمنع العدوى من الانتشار إلى عظم خلف الأذن (الخشاء) أو إلى أماكن أخرى من الجسم مثل الوصول للدم [1].


يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي في الحالات الشديدة، ويتضمن التدخل الجراحي على [1]:

  • بزل طبلة الأذن (بالانجليزي: Tympanocentesis) لتصريف الانصباب.

  • بضع طبلة الأذن (بالانجليزي: Myringotomy) ويجرى أيضاً لتفريغ الانصباب خلف طبلة الأذن، وعادةً ما يترافق بضع طبلة الأذن بتركيب أنبوب يمر عبر طبلة الأذن يطلق عليه أنبوب جروميت لتوفير التصريف المناسب للسوائل خلف طبلة الأذن وللسماح بالتهوية المناسبة للأذن الوسطى لمنع تكرار الالتهاب.

  • استئصال عظم الخشاء (بالانجليزي: mastoidectomy) ويدرى في الحالات الشديدة من التهاب الأذن الداخلية والتهاب عظم الخشاء خلف الأذن لمنع تقدم العدوى.


أضرار التهاب الأذن الداخلية

عادةً لا يسبب التهاب الأذن الداخلية المعالج جيداً أي مضاعفات، ويمكن أن تشمل المضاعفات في الحالات الشديدة من التهاب الأذن الداخلية على ما يلي [1]:

  • ضعف البصر.

  • طنين الأذن الدائم.

  • فقدان السمع الجزئي أو التام.

  • التهاب عظم الخشاء.

  • إنتان الدم.

  • ضعف الإدراك المكاني.

  • الحاجة لوسائل المساعدة على الحركة في حالات الدوار الدائم.

  • حوادث السقوط الناجمة عن الدوار.

  • تعظم تيه الأذن الغشائي، أي تحول أغشيته إلى عظام صلبة، ولكن تعد هذه الحالة نادرة.

  • خراج الدماغ أذني المنشأ.

  • الورم الكوليسترولي.



المراجع


[1] Barkwill D, Arora R. Labyrinthitis. [Updated 2022 Sep 30]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK560506/

[2] Bokhary, H., Chaudhry, S., & Abidi, S. M. R. (2021). Labyrinthitis: A Rare Consequence of COVID-19 Infection. Cureus, 13(8), e17121. https://doi.org/10.7759/cureus.17121

[3] Boston, M. (n.d.). Labyrinthitis [Review of Labyrinthitis]. Medscape; WebMD. https://emedicine.medscape.com/article/856215-overview#a4

[4] Runde TJ, Anjum F, Hafner JW. Bacterial Meningitis. [Updated 2023 Apr 27]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK470351/

[5] Selfridge G. (1910). Labyrinthitis: Its Physiology, Methods of Diagnosis and Report of Two Cases. California state journal of medicine, 8(4), 130–135. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1893258/

[6] Stanton M, Freeman AM. Vertigo. [Updated 2023 Mar 13]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK482356/


bottom of page