التهاب المفاصل، أعراضه، أسبابه، أنواعه، وعلاجه | ميدزون
top of page

التهاب المفاصل


سيدة كبيرة حزينة تعاني من آلام الرقبة
التهاب المفاصل

التهاب المفاصل (بالانجليزي: Arthritis) مصطلح يستخدم لوصف أكثر من 200 حالة تؤثر في المفاصل والأنسجة المحيطة بها، والأنسجة الضامة الأخرى. يعد الالتهاب في المفاصل شائعاً لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، لكنه يمكن أن يصيب أي شخص في أي سن بما في ذلك الأطفال [8].


يمكن أن يحدث الالتهاب في المفاصل نتيجة العديد من الحالات والأسباب، مثل: الذئبة الحمامية الجهازية (بالانجليزي: Systemic lupus erythematosus) التي تهاجم العديد من أجزاء وأعضاء الجسم [8].


التهاب المفاصل التنكسي الذي يطلق عليه بشكل شائع خشونة المفاصل أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً، وتتم مناقشته في هذا الموضوع بالإضافة إلى مناقشة أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً في هذا المقال وفي مقالات منفصلة لكل نوع [8].


قائمة عناوين موضوع التهاب المفاصل

يمكن الوصول للجزء المطلوب من موضوع التهاب المفاصل من خلال الضغط على الروابط المتوفرة في القائمة التالية:


التهاب المفاصل التنكسي

يحدث التهاب المفاصل التنكسي (بالانجليزي: Osteoarthritis) الذي يعرف أيضاً بالفصال العظمي، أو مرض تآكل المفاصل أو خشونة المفاصل نتيجة الإفراط في استخدام المفصل، أو نتيجة تقدم السن، لكن يمكن لبعض الأسباب الأخرى أن تساهم في الإصابة بالفصال العظمي، ومنها السمنة، والتعرض للإصابة، مما يضع المزيد من الضغط على المفصل، ويعد هذا النوع من أنواع التهاب المفاصل المزمن أي الذي يستمر لفترة طويلة [1].


تعد المفاصل التي تحمل وزن الجسم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي، مثل العمود الفقري، ويعد هذا النوع من التهاب المفاصل سبب بعض حالات التهاب المفاصل الشائعة مثل التهاب مفصل الورك، والتهاب مفصل الركبة [1].


يتطور تآكل المفاصل على مدى فترة طويلة، ويحدث نتيجة تلف الغضروف بشكل تدريجي، والغضاريف هي المادة الزلقة التي تغطي أطراف العظام، مما يجعل حركة المفصل مؤلمة، بالإضافة إلى أنه قد يتسبب في سماع صوت طقطقة المفاصل عندما يحتك الغضروف الخشن مع سطح العظام، مما يؤدي في النهاية إلى تكون نوابت عظمية (زوائد عظمية) على نهايات العظام عند فقدان جزء كبير من الغضروف أو فقدان الغضروف بشكل كلي، خاصة في الأصابع والقدمين [1].


أعراض التهاب المفاصل التنكسي

وتشتمل أعراض الفصال العظمي على ما يلي [1]:

  • ألم المفصل.

  • مواجهة مشكلة في إمساك الأشياء، أو إغلاق أصابع اليد، أو تمشيط الشعر، أو الانحناء، أو مواجهة ألم عند صعود الدرج، مما يعني أن موقع الألم يعتمد على المفصل المتضرر.

  • تيبس المفاصل في الصباح، وعادة ما يستمر هذا التيبس أو التصلب لأكثر من 30 دقيقة.

  • الشعور بالألم عند المشي، مثل : ألم الركبة أو غيرها من المفاصل.

  • تيبس المفاصل بعد الجلوس أو الراحة.

  • سخونة واحمرار المفصل.

  • انتفاخ المفاصل وصعوبة تحريكها



التهاب المفاصل الروماتويدي

التهاب المفاصل الروماتويدي (بالانجليزي: Rheumatoid Arthritis) الذي يعرف أيضاً باسم التهاب المفاصل الرثوي، أو التهاب المفاصل الرثياني، أو الروماتويد، أو الروماتيزم هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تحدث نتيجة مهاجمة جهاز المناعة للمفاصل بالخطأ، مما يؤدي إلى التهابها [2] [5].


قد يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي تلف المفاصل إذا ترك دون علاج، وعادةً ما يصيب الروماتويد المفاصل التي تتعرض للضغط كثيراً، مثل: المرفقان والكعبان. ويمكن أن يصيب أكثر من مفصل في الوقت نفسه [2] [5].


لا يزال السبب الرئيسي المؤدي إلى الإصابة بالروماتويد غير معروف تماماً، ويعتقد بعض الخبراء أن الجهاز المناعي يبدأ في التخبط بعد التعرض للإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية ويهاجم المفاصل، ويمكن أن يمتد هجوم الجهاز المناعي لأبعد من المفاصل ليصل إلى مناطق أخرى في الجسم [2] [5].


يعتقد العلماء أن الجهاز المناعي في الجسم يتم تحفيزه عبر مادتين كيميائيتين ليهاجم المفاصل، وهما عامل نخر الورم (بالانجليزي: Tumor necrosis factor or TNF)، وانترلوكين-1 (بالانجليزي: Interleukin-1)، لذا قد تساعد الأدوية التي تثبط أو تمنع عامل نخر الورم، وانترلوكين-1، وانترلوكين-6 في تخفيف أعراض الروماتويد، وتمنع تلف المفاصل [5].


أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي

يمكن أن تظهر أعراض الروماتويد فجأة أو تدريجياً، وتشمل أعراض الروماتويد على ما يلي [2] [5]:

  • ألم وتيبس وتورم المفاصل في اليدين، والمعصمين، والكتفين، والمرفقين، والقدمين، والكاحلين، والرقبة، والفك.

  • وجود نمط متماثل في الالتهاب، فعلى سبيل المثال عندما تلتهب مفاصل اليد اليمنى، فمن المحتمل أن تلتهب مفاصل اليد اليسرى أيضاً مع مرور الوقت.

  • تيبس المفاصل في الصباح الذي يمكن أن يستمر لساعات أو طوال اليوم.


التهاب المفاصل الصدفي

يصاب ما يقارب 10-30% من الأشخاص الذين يعانون من الصدفية (بالانجليزي: Psoriasis) بالتهاب المفاصل بالصدفية (بالانجليزي: Psoriatic Arthritis)، والصدفية نوع من التهاب الجلد يسبب ظهور مناطق مرتفعة حمراء متقشرة من الجلد [6].


يحدث التهاب المفاصل الناجم عن الصدفية عادةً بين سن 30-50 عاماً، لكن يمكن أن يصاب به الأشخاص الأصغر سناً مثل الأطفال [6].


أعراض التهاب المفاصل الصدفي

تشتمل أعراض التهاب المفاصل الصدفي في هذه الحالة عادةً على ما يلي [6]:

  • تورم اصابع اليدين والقدمين.

  • تشوه الأظافر وتعرجها.


التهاب المفاصل النقرسي

يحدث النقرس (بالانجليزي: Gout) نتيجة تراكم بلورات حمض اليوريك الذي يعرف بشكل شائع باسم حمض البول في المفصل، وفي معظم الأحيان يتأثر إصبع القدم الكبير، ومفاصل القدم بالنقرس [7].


تستمر نوبة النقرس بين 3-10 أيام حتى لو لم يتم علاجها، وقد تمر أشهر أو سنوات قبل أن يعاني المريض من نوبة نقرس أخرى، لكن مع مرور الوقت قد يزداد تكرار هجمات النقرس، وقد تستمر النوبة لمدة أطول، وقد يؤثر النقرس غير المعالج في الكليتين بالإضافة إلى المفاصل [7].


أعراض التهاب المفاصل النقرسي

غالباً ما تظهر أعراض النقرس بسرعة، وتشتمل على ما يلي [7]:

  • ألم المفاصل الشديد خاصة ألم إصبع القدم الكبير، ويمكن أن يشعر المريض بالألم أيضاً في الكاحلين، أو الركبتين، أو المرفقين، أو الرسغين، أو الأصابع.

  • الشعور بالالم الخفيف والانزعاج في المفصل حتى بعد زوال الألم الشديد.

  • احمرار المفصل والتهابه.

  • تورم وانتفاخ المفصل وليونته.

  • تيبس المفصل وصعوبة تحريكه.


التهاب المفاصل بالذئبة

يطلق على مرض الذئبة الحمامية الجهازية التي تؤثر في المفاصل الذئبة الحمراء، وهي أحد أمراض المناعة الذاتية التي تسبب التهاب المفاصل والعديد من أعضاء الجسم [3].


لا يزال السبب المؤدي للإصابة بمرض الذئبة غير معروف، ولكن ما تمت معرفته أن شيئاً ما يؤدي إلى تهيج الجهاز المناعي، ويسبب انحرافه عن عمله الصحيح ليهاجم أنسجة الجسم المختلفة بدلاً من مهاجمة لمسببات العدوى مثل الفيروسات، مما يؤدي إلى الشعور بالألم في مفاصل وأعضاء الجسم المختلفة [3].


أعراض التهاب المفاصل بالذئبة

تشمل أعراض التهاب المفاصل بالذئبة الشائعة على ما يلي [3]:

  • تورم المفصل.

  • احمرار المفصل.

  • ألم المفاصل.

  • يترافق التهاب المفاصل لدى مرضى الذئبة بالعديد من الأعراض الشائعة ومنها:

  1. الإعياء.

  2. صداع.

  3. ألم وتورم في المفاصل.

  4. تورم في القدمين، أو الساقين، أو حول العينين، أو في اليدين.

  5. الحساسية للشمس.

  6. تساقط الشعر.

  7. تقرحات الفم.

  8. طفح جلدي، خاصة طفح أجنحة الفراشة الذي يظهر على الخدين.

  9. اضطرابات الدم مثل فقر الدم، أو انخفاض مستويات خلايا الدم البيضاء، أو الصفائح الدموية.

  10. زرقة أو ابيضاض أصابع اليدين أو القدمين عند التعرض للبرد، وتعرف هذه الحالة بظاهرة رينود.

  11. ألم الصدر الناجم عن التهاب بطانة القلب أو الرئتين.


التهاب المفاصل التفاعلي

كان يطلق على التهاب المفاصل التفاعلي (بالانجليزي: Reactive Arthritis) فيما سبق اسم متلازمة رايتر (بالانجليزي: Reiter's syndrome)، وهو نوع من أمراض المناعة الذاتية الذي يسبب التهاب بالمفاصل مرتبط بالالتهاب المعوي الناجم عن عدوى الشيغيلة، والسالمونيلا، والعطيفة وكائنات أخرى، ويرتبط هذا النوع من التهاب المفاصل أيضاً ببعض أنواع عدوى الجهاز البولي التناسلي خاصة عدوى المتدثرة الحيثرية [4].


في حالات نادرة قد يحدث التهاب المفاصل التفاعلي نتيجة الإصابة بعدوى بكتيريا المتدثرة الرئوية (بالانجليزي: Chlamydia pneumoniae) التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويمكن أن تدخل البكتيريا المسببة للالتهاب إلى الجسم بطريقتين وهما [4]:

  • من خلال الجهاز البولي التناسلي، إذ يمكن أن تدخل البكتيريا من خلال المهبل لتسبب التهاب المهبل، أو مجرى البول أثناء الاتصال الجنسي وتنتشر إلى المثانة لتسبب التهاب المسالك البولية.

  • من خلال الجهاز الهضمي، ذلك عن طريق تناول الأطعمة الفاسدة، أو الأطعمة الملامسة للأسطح الملوثة.


ما يزال من غير المعروف لماذا يصيب التهاب المفاصل التفاعلي بعض الأشخاص الذين يعانون من أنواع العدوى السابقة دون غيرهم، ومع ذلك حدد الباحثون جين يسمى مستضد كريات الدم البيضاء البشرية (بالانجليزي: Human leukocyte antigen) يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل، لكن لا يرث الجميع هذا الجين [4].


للمزيد: فيتامين ب


أعراض التهاب المفاصل التفاعلي

تشمل أعراض التهاب المفاصل التفاعلي الأكثر شيوعاً على التهاب وتورم المفاصل، والعينين، والمثانة، والإحليل، وفي بعض الأحيان قد تظهر تقرحات في الفم، وقد يعاني المريض من طفح جلدي، أما الأعراض الأخرى الخاصة بالمفاصل الأخرى تشتمل على ما يلي [4]:

  • تورم والم الركبة والكاحلين، والقدمين، وأحياناً المعصمين، والأصابع.

  • تورم والتهاب الاوتار، خاصة في الأماكن التي ترتبط فيها الأوتار بالعظام.

  • ألم الكعب وحوافه، بسبب وجود زوائد عظمية في الكعب.

  • ألم أسفل الظهر، أو الأرداف.

  • التهاب في العمود الفقري ، أو التهاب مفصل أسفل الظهر الذي يعرف بالمفصل العجزي الحرقفي.


علاج التهاب المفاصل

يعتمد علاج التهاب المفاصل على معرفة نوع التهاب المفاصل، أو سبب الالتهاب الذي يعاني منه المريض، وتشمل طرق العلاج المتاحة على [8]:

  • العلاج المنزلي، مثل الجبائر والكمادات الباردة.

  • العلاج بالأدوية، تشمل أدوية التهاب المفاصل التي قد يصفها الطبيب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ومسكنات الألم، ومنها باراسيتامول أو إيبوبروفين، والأدوية المعدلة للمناعة، والأدوية البيولوجية.

  • العلاج الجراحي، بما في ذلك عملية استبدال المفصل، وعلاج التهاب مفاصل أسفل الظهر التي تسبب تهيج أعصاب العمود الفقري.

  • يتطلب علاج الروماتويد استخدام الأدوية المثبطة للمناعة.

  • يمكن تخفيف ألم والتهاب الركبة الناجم عن الفصال العظمي بحقن الركبة بحمض هيالورونيك (بالانجليزي: Hyaluronic acid).

  • يتطلب علاج التهاب المفاصل التفاعلي التعرف على مسبب العدوى في الجسم وعلاجه، وغالباً ما تكون المضادات الحيوية خط العلاج الأول في حالات التهاب المفاصل التفاعلي.



المراجع

[1] Aboulenain S, Saber AY. Primary Osteoarthritis. [Updated 2022 Feb 22]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK557808/

[2] Bullock, J., Rizvi, S., Saleh, A. M., Ahmed, S. S., Do, D. P., Ansari, R. A., & Ahmed, J. (2018). Rheumatoid Arthritis: A Brief Overview of the Treatment. Medical principles and practice : international journal of the Kuwait University, Health Science Centre, 27(6), 501–507. https://doi.org/10.1159/000493390

[3] Ceccarelli, F., Govoni, M., Piga, M., Cassone, G., Cantatore, F. P., Olivieri, G., Cauli, A., Favalli, E. G., Atzeni, F., Gremese, E., Iannone, F., Caporali, R., Sebastiani, M., Ferraccioli, G. F., Lapadula, G., & Conti, F. (2022). Arthritis in Systemic Lupus Erythematosus: From 2022 International GISEA/OEG Symposium. Journal of clinical medicine, 11(20), 6016. https://doi.org/10.3390/jcm11206016

[4] Cheeti A, Chakraborty RK, Ramphul K. Reactive Arthritis. [Updated 2022 Jan 4]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK499831/

[5] Lin, Y. J., Anzaghe, M., & Schülke, S. (2020). Update on the Pathomechanism, Diagnosis, and Treatment Options for Rheumatoid Arthritis. Cells, 9(4), 880. https://doi.org/10.3390/cells9040880

[6] Liu, J. T., Yeh, H. M., Liu, S. Y., & Chen, K. T. (2014). Psoriatic arthritis: Epidemiology, diagnosis, and treatment. World journal of orthopedics, 5(4), 537–543. https://doi.org/10.5312/wjo.v5.i4.537

[7] Parisa, N., Kamaluddin, M. T., Saleh, M. I., & Sinaga, E. (2023). The inflammation process of gout arthritis and its treatment. Journal of advanced pharmaceutical technology & research, 14(3), 166–170. https://doi.org/10.4103/japtr.japtr_144_23

[8] Senthelal S, Li J, Goyal A, et al. Arthritis. [Updated 2022 Feb 22]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK518992/


bottom of page