السالمونيلا، أعراضها، طرق انتشارها، علاجها، مضاعفاتها، والوقاية منها | ميدزون
top of page

السالمونيلا


بكتيريا السالمونيلا
السالمونيلا

السالمونيلا (Salmonella) نوع من أنواع البكتيريا سالبة غرام التي تسبب المرض المرتبط بالطعام الذي يعرف بشكل شائع باسم التسمم الغذائي أو تسمم الطعام، الذي يعرف طبياً باسم التهاب المعدة والأمعاء البكتيري.


تعيش بكتيريا السلمونيلا في أمعاء البشر والحيوانات وتفرز عن طريق البراز، ويمكن أن تحتوي كل من لحوم الدواجن والبقر والبيض والحليب الغير مبستر والفواكه والخضار الملوثة على بكتيريا السالمونيلا، ولكن لا تعد معظم حالات عدوى السالمونيلا مهددة للحياة إلا في حالات خاصة.


انتقال عدوى السالمونيلا

توجد عدة سلالات من بكتيريا السلمونيلا تسبب المرض للبشر، ومن أكثر هذه السلالات شيوعاً سالمونيلا التيفية الفأرية (بالانجليزي: S. typhimurium) والسالمونيلا الملهبة للأمعاء (الانجليزي: S. enteritidis).


قد تسبب بعض السلالات من السالمونيلا أمراض خطيرة مثل حمى التيفود أو التيفوئيد الذي تسببه السالمونيلا التيفية (بالانجليزي: S. typhi). ما يقلق في أمر السالمونيلا أن الكثير من السلالات أصبحت مقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية نتيجة للاستخدام الخاطئ لهذه الأدوية، وانتشار استخدامها دون وصفة طبية واستشارة الطبيب.


ترتبط عدوى السالمونيلا أيضاً بارتفاع الحرارة والطقس الحار، إذ يساعد ارتفاع درجة الحرارة بكتيريا السالمونيلا على التكاثر بسرعة، لذا يعد فصل الصيف من الفصول التي يشيع خلالها الإصابة بالتسمم الغذائي الناجم عن بكتيريا السالمونيلا، لذلك يتطلب هذا الفصل المزيد من الحذر فيما يخص ممارسات النظافة الشخصية، وإعداد الطعام، وتجنب تناول الأطعمة الغير مطهوىة جيداً، والأطعمة الجاهزة.


يبقى المصابين بالسالمونيلا ناقلين للعدوى لمدة تتراوح بين أيام وحتى أسابيع حتى بعد اختفاء الأعراض، وبما أن بكتيريا السالمونيلا تعيش في أمعاء البشر والحيوانات وتفرز مع البراز يمكنها الانتقال من الحيوانات إلى البشر، ومن البشر إلى البشر بعد طرق خاصة في البلدان النامية، والأحياء الفقيرة التي تفتقر إلى التصريف الصحي والمياه النظيفة.


يمكن أن تشمل طرق انتشار عدوى السالمونيلا، وأسباب السالمونيلا على ما يلي:

  • الطهي لمدة غير كافية للدواجن ولحم البقر والبيض.

  • شرب الحليب الغير مبستر.

  • شرب الماء الملوث بالبراز المحتوي على جرثومة السالمونيلا.

  • غسل الخضار والفواكه بالماء الملوث ببكتيريا السالمونيلا.

  • عدم غسل اليدين بعد استخدام المرحاض أو التعامل مع الحيوانات خاصة الزواحف مثل السلاحف، والطيور مثل الدجاج، والبط والقوارض مثل فأر الهامستر ومن ثم لمس الأسطح المختلفة أو إعداد الطعام.

  • رعاية شخص مصاب بالسالمونيلا مثل تغيير حفاض طفل مصاب بالسالمونيلا.

  • ترك الأطعمة دون وضعها في الثلاجة خاصة في الأجواء الحارة.

  • إذابة المنتجات المجمدة مثل الدجاج في ظروف غير صحيحة وفي درجات حرارة عالية.

  • وصول الذباب للطعام.

  • ابتلاع مياه المسابح والبرك وأماكن الترفيه المائية.

  • الأسطح العامة مثل مقابض الأبواب وأزرار المصاعد، خاصة في أماكن تقديم الرعاية الصحية مثل المستشفيات.

  • وصول مياه الصرف الصحي إلى شبكات مياه الشرب.



أعراض السالمونيلا

قد تختلف شدة أعراض عدوى السالمونيلا المسببة لالتهاب المعدة والأمعاء وفقاً للعديد من الاعتبارات مثل صحة المريض العامة وسنه، إذ يعد كبار السن والأطفال الصغار خاصة الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، والمرضى ذوي المناعة الضعيفة مثل مرضى السرطان، والمرضى الذين يتلقون العلاج بالأدوية التي تضعف المناعة (كابتات المناعة) مثل الأدوية الستيرويدية، والمرضى الذين يعانون من اضطرابات مناعية مثل الروماتويد أكثر عرضة لتطوير أعراض شديدة، ومضاعفات عند الإصابة بمرض السالمونيلا.


يمكن أن تختلف الأعراض أيضاً وفقاً لسلالة بكتيريا السالمونيلا المسببة للعدوى، والعضو الذي تستعمره البكتيريا في الجسم، فعلى سبيل المثال يمكن لبعض سلالات السالمونيلا أن تصيب الجهاز العصبي المركزي وأن تسبب التهاب السحايا، ويمكن لها أيضاً أن تستعمر الجهاز البولي وأن تسبب التهاب المسالك البولية البكتيري، إلا أن معظم حالات عدوى السالمونيلا تحدث ضمن الجهاز المعوي حيث تستعمر البكتيريا الأمعاء، وتقوم بإفراز سمها لتسبب التهاب المعدة والأمعاء البكتيري (النزلة المعوية) أو الالتهاب المعوي القولوني.


تبدأ أعراض عدوى السالمونيلا بالظهور بعد 12-72 ساعة من التعرض لبكتيريا السالمونيلا، وعادةً ما تستمر أعراض عدوى السالمونيلا بين 5-7 أيام، ويمكن أن تشمل أعراض السالمونيلا الشائعة على ما يلي:

  • التعب وفقدان الطاقة والشعور بالخمول.

  • الصداع.

  • الحمى.

  • الإسهال، أو الإسهال الدموي.

  • الزحير، أي الشعور بالحاجة الملحة للتبرز بالرغم من خلو الأمعاء من البراز.

  • وجود قيح أو مخاط مع البراز.

  • ألم وتقلصات البطن (المغص).

  • فقدان الشهية.

  • الغثيان أو التقيؤ.

  • الانتفاخ.


أعراض الجفاف المرافق لعدوى السالمونيلا

يمكن أن تسبب عدوى جرثومة السالمونيلا في الإصابة بالجفاف نتيجة للإسهال والتقيؤ المستمر الذي بدوره يسبب فقدان أملاح وسوائل الجسم، ولكن غالباً ما يكون الجفاف طفيف، أما الجفاف الشديد فقد يسبب تلف الأعضاء الداخلية، وقد يكون قاتل في بعض الأحيان، ويمكن أن تشمل أعراض الجفاف المرافقة لعدوى السلمونيلا على ما يلي:

  • جفاف الفم أو الشفاه.

  • العطش.

  • جفاف الجلد وشحوبه.

  • ألم العضلات.

  • التهيج، والتقلبات المزاجية، وسرعة الانفعال.

  • قلة التبول أو كمية البول القليلة.


أعراض عدوى السالمونيلا الخطيرة

عند ظهور الأعراض التالية يجب زيارة الطبيب أو أقرب غرفة طوارئ:

  • الحمى التي تزيد فيها درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية.

  • الصداع الشديد أو المستمر.

  • فقدان الوعي أو تغير الإدراك.

  • الإسهال الدموي.

  • كثرة خمول ونوم الطفل وصعوبة استيقاظه.

  • التقيؤ بشكل مستمر وعدم القدرة على الاحتفاظ بسوائل الجسم.

  • استمرار الأعراض وعدم تراجعها بعد 5-7 أيام.

  • إذا كان المريض يعاني من أمراض أخرى مثل التهاب القولون التقرحي، أو داء كرون، أو أمراض الكلى، أو حالات تضعف الجهاز المناعي كما هو مذكور أعلاه.


تشخيص السالمونيلا

يمكن أن تتشابه أعراض عدوى السالمونيلا مع الكثير من الحالات الأخرى، لذا بعد إجراء الفحص السريري للتعرف على الأعراض، ومعرفة التاريخ الطبي للمريض، يمكن أن يجري الطبيب التحاليل التالية لتشخيص العدوى ببكتيريا السالمونيلا:

  • تحليل البراز.

  • زراعة البراز أوالدم أو البول في حالات معينة للتأكد من إصابة بكتيريا السالمونيلا للأمعاء أو الدم أو الجهاز البولي.

  • تحليل الدم الشامل.


عند الاشتباه بإصابة عدوى بكتيريا السالمونيلا للسحايا أو العظم والنقي قد يجري الطبيب تحليل للسائل الخاعي من خلال أخذ عينة من السائل النخاعي من الظهر (البزل القطني)، أو أخذ خزعة من نخاع العظم لفحصها في المختبر.


للمزيد: الزعتر


علاج السالمونيلا

يرتكز علاج السلمونيلا على علاج الجفاف ومنع زيادة شدته من خلال الإكثار من شرب السوائل، وعلى تصحيح مستويات الأملاح في الجسم، والتخلص من العدوى خاصة لدى الفئات الضعيفة التي يمكن أن تتطور لديها مضاعفات، وتشمل طرق علاج عدوى السالمونيلا على ما يلي:

  • المسكنات وخافضات الحرارة مثل:

  1. الباراسيتامول.

  • محاليل الإماهة التي تحتوي على الأملاح والسكر، مثل محلول الأكواسال.

  • المضادات الحيوية للتخلص من جرثومة السالمونيلا، ويمكن أن تشمل أنواع المضادات الحيوية (أدوية السلمونيلا) التي قد يصفها الطبيب على ما يلي:

  1. سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin).

  2. الجيل الثالث من سيفالوسبورين (Cephalosporin) مثل سيفترياكسون (Ceftriaxone)، وسيفيكسيم (Cefixime).

  3. كليندامايسين (Clindamycin).

  4. فانكوميسين (Vancomycin).

  5. اريثرومايسين (Erythromycin).

  6. أزيثروميسين (Azithromycin).

  7. ليفوفلوكساسين (Levofloxacin).

  8. تريميثوبريم - سلفاميثوكسازول (Trimethoprim-sulfamethoxazole).


تعالج عدوى السالمونيلا تحت إشراف الطبيب ووفقاً لتعليماته، ويجب الانتباه إلى إتمام دورة العلاج بالمضادات الحيوية وفقاً لتعليمات الطبيب لمنع تطور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.


قد يستخدم البعض مضادات الإسهال لإيقاف الإسهال الناجم عن عدوى السالمونيلا مثل لوبراميد (Loperamide) أو ايموديوم (Imodium)، إلا أن هذه الأدوية لا يفضل استخدامها في علاج السلمونيلا لأنها توقف الإسهال وتمنع خروج البكتيريا من الأمعاء، مما قد يزيد من سوء العدوى ويسمح بتطور المضاعفات.


أضرار السالمونيلا

يمكن أن تسبب عدوى السالمونيلا في حالات نادرة لدى الأشخاص الأصحاء، ولدى الفئات الضعيقة المذكور سابقاً مضاعفات، ويمكن أن تشمل مضاعفات السالمونيلا على ما يلي:


الوقاية من السالمونيلا

يعد اتباع ممارسات النظافة الشخصية المفتاح الرئيسي للوقاية من عدوى السالمونيلا. يمكن للخطوات التالية أن تساعد على الوقاية من التعرض لعدوى السالمونيلا ونشرها للآخرين:

  • غسل اليدين بالماء والصابون جيداً وبشكل متكرر خاصة قبل تحضير الطعام، وقبل تناوله، وبعد تناول الطعام.

  • غسل اليدين بالماء والصابون جيداً قبل وبعد استخدام المرحاض.

  • غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد تنظيف الأسطح المختلفة خاصة الحمامات.

  • غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد تغيير حفاضات الأطفال.

  • تعقيم الأسطح المختلفة خاصة الأسطح المستخدمة لإعداد الطعام وتقطيع اللحوم بالماء والكلور.

  • تنظيف أي تسرب للبراز من حفاض الطفل بالماء والكلور مباشرة.

  • التخلص من الحفاضات بطريقة صحيحة من خلال وضغها في أكياس مغلقة داخل سلة النفايات بعيداً عن مصادر الطعام والشراب.

  • تجنب ابتلاع الماء من البحيرات، والبرك، والمسابح، وأماكن الترفيه.

  • غسل الخضراوات والفواكه بمياه معالجة خاصة عند السفر إلى بلاد تعاني من اتشار مسببات عدوى التهاب المعدة والأمعاء.

  • طهو الأطعمة جيداً حتى تصل إلى درجة الغليان وتركها على النار لمدة كافية لقتل البكتيريا.

  • شرب المياه المعبأة المعالجة عند السفر، واستخدامها لغسل الأسنان.

  • حفظ الطعام جيداً من خلال وضعه في حافظات لتلافي وصول الذباب إليه.

  • تبريد الطعام وحفظه في الثلاجات خاصة في أيام الصيف الحارة.

  • تجنب تناول الحليب الغير مبستر ومشتاقاته خاصة المحفوظة خارج الثلاجات.

  • عدم استخدام السكاكين وألواح التقطيع المستخدمة لتقطيع الدجاج واللحوم لتقطيع باقي أنواع الطعام التي يتم تناولها دون دون طهو مثل الخضراوات والفواكه.

  • الحرص على تعقيم أدوات وأسطح المطبخ بالكلور.

  • غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد زيارة العيادات والمستشفيات، وعدم اصطحاب الأطفال لهذه الأماكن إلا لغايات العلاج فقط.

  • غسل اليدين وتعقيمها جيداً بعد التعامل مع الحيوانات والطيور وبرازها، والاحتفاظ بها بعيداً عن مصادر الطعام والشراب.

  • عدم استبدال غسل اليدين بالماء والصابون بمعقمات اليدين الكحولية إلا في حالات عدم توافر الماء والصابون، لأن هذه المنتجات ليست فعالة تماماً في القضاء على مسببات العدوى.

  • تجنب تناول الأطعمة مجهولة المصدر أو المعدة في ظروف غير صحية مثل الأطعمة الجاهزة خاصة في أيام الصيف الحارة.

  • استخدام المناديل الورقية لتجفيف اليدين في حال العدوى ببكتيريا السالمونيلا، والتخلص من المناديل في سلة المهملات لأن البكتيريا يمكن أن تبقى على اليدين والأسطح لفترة طويلة من الوقت.



المراجع

  1. Ajmera A, Shabbir N. Salmonella. [Updated 2022 Apr 30]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK555892/

  2. Kurtz, J. R., Goggins, J. A., & McLachlan, J. B. (2017). Salmonella infection: Interplay between the bacteria and host immune system. Immunology letters, 190, 42–50. https://doi.org/10.1016/j.imlet.2017.07.006

  3. Ehuwa, O., Jaiswal, A. K., & Jaiswal, S. (2021). Salmonella, Food Safety and Food Handling Practices. Foods (Basel, Switzerland), 10(5), 907. https://doi.org/10.3390/foods10050907

  4. Akil, L., Ahmad, H. A., & Reddy, R. S. (2014). Effects of climate change on Salmonella infections. Foodborne pathogens and disease, 11(12), 974–980. https://doi.org/10.1089/fpd.2014.1802

  5. Giannella RA. Salmonella. In: Baron S, editor. Medical Microbiology. 4th edition. Galveston (TX): University of Texas Medical Branch at Galveston; 1996. Chapter 21. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK8435/

  6. Popa, G. L., & Papa, M. I. (2021). Salmonella spp. infection - a continuous threat worldwide. Germs, 11(1), 88–96. https://doi.org/10.18683/germs.2021.1244

  7. Sattar SBA, Singh S. Bacterial Gastroenteritis. [Updated 2021 Aug 11]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK513295/


bottom of page