فقدان الشهية العصبي، أسبابه، أعراضه، علاجه، ومضاعفاته | ميدزون
top of page

فقدان الشهية العصبي


امرأة تعاني من اضطرابات الأكل تجلس بحزن في المطبخ وأمامها ميزان لوزن الجسم
فقدان الشهية العصبي

فقدان الشهية العصبي (بالانجليزي: Anorexia nervosa or AN) ويطلق عليه أيضاً فقدان الشهية العصابي أو القهم العصبي، أو أناروكسيا هو أحد اضطرابات الأكل المهددة للحياة، ويتميز بعدم القدرة على الحفاظ على الحد الأدنى من الوزن الطبيعي للجسم.


يعاني المصابين من مرض فقدان الشهية العصبي من خوف شديد من زيادة الوزن وتشوه صورة الجسم، مما يدفع المصابين بهذه الحالة إلى اتباع أنظمة وعادات غذائية غير صحية تمنع زيادة الوزن مع عدم الأخذ بعين الاعتبار الخطورة الكامنة خلف الانخفاض الشديد في وزن الجسم، وخطورة سوء التغذية.


أسباب فقدان الشهية العصبي

يعد فقدان الشهية العصبي من أخطر الاضطرابات النفسية وأكثرها تسبباً بالوفاة، وتشيع الإصابة به بين النساء أكثر من الرجال، وبين الممثلين، والمشاهير، والرياضيين أكثر من غيرهم، ويعد فقدان الشهية العصبي عند المراهقات في سن 15 عام أكثر شيوعاً بمدى الضعف منه لدى الفئات العمرية الأخرى.


لا يزال السبب الرئيسي خلف الإصابة بفقدان الشهية العصبي غير معروف تماماً، إلا أنه يعتقد أنه قد يكون للعوامل الوراثية دور في زيادة استعداد الشخص للإصابة بفقدان الشهية العصبي، وقد تمت ملاحظة انتشار الاضطرابات النفسية التالية بين عائلات المرضى المصابين بفقدان الشهية العصبي:

  • العصابية (بالانجليزي: Neuroticism) وتعني كثرة تقلب المزاج.

  • اضطرابات الأكل مثل الشره العصبي.


يمكن أن يكون للعوامل البيئية والنفسية الدور الأكبر في الإصابة بفقدان الشهية العصبي، حيث أشارت الكثير من الدراسات إلى أن نشوء الشخص وسط عائلة تنافسية تسعى للكمال، والنظرة العامة الحالية للجمال والجسم المثالي المنتشرة خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي قد تساهم في تطور فقدان الشهية العصبي.

لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10-14 عام يرتبط النمو الجنسي والحيض بطفرة زيادة الوزن، مما قد يتسبب بصراع نفسي شديد لدى الطفل، والشعور الغير واعي بالقلق والخوف خاصة من الأقران وعدم تقبلهم لسمنة جسم الطفل في تلك الفترة، مما قد يقود الطفل إلى تعمد خسارة الوزن السريع والمفاجئ، الذي بدوره يؤدي بدوره إلى حدوث استجابة جسدية تعزز من التكيف الجسدي مع الجوع واستمرار خسارة الوزن لدى الطفل، مما يمكن أن يقود إلى أن يصبح فقدان الشهية العصبي مزمن أي يستمر لفترات طويلة.


أما لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15-18 عام فتلعب محاولة إثبات الاستقلالية وأزمة الهوية التي تدفع المراهق للتفكير في مكانة وسبب وجوده في هذا العالم، وانتقال الأطفال في هذه المراحل إلى المدارس الثانوية والجامعات، وتعرضهم للضغوط الأكاديمية دور كبير في محاولة الطفل لفقدان الوزن والإصابة بفقدان الشهية العصبي.

عوامل تزيد من خطر الإصابة بفقدان الشهية العصبي

تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بفقدان الشهية العصبي على ما يلي:

  • الجنس الأنثوي.

  • وجود تاريخ عائلي من الإصابة باضطرابات الأكل.

  • الشخصية المثالية والسعي الدائم خلف الكمال والخلو من العيوب والأخطاء.

  • عدم تعبير الشخص عن مشاعره السلبية.

  • مواجهة الشخص صعوبة في حل المشاكل التي تواجهه.

  • تدني احترام الذات لدى الشخص.



أعراض فقدان الشهية العصبي

يميل المصابون بفقدان الشهية العصبي إلى اتباع نظام غذائي صارم، وممارسة التمارين الرياضية الشديدة أو الإفراط في ممارسة الرياضة، والإفراط وسوء استخدام ملينات البراز، والحقن الشرجية، ومدرات البول لفقدان الوزن.


غالباً ما يكون مريض فقدان الشهية العصبي مشغول بوزن جسمه، وعدد السعرات الحرارية التي يتناولها، ونظامه الغذائي، مما يسبب سوء التغذية وفقدان الوزن السريع اللذان يؤثران على المؤشرات الحيوية للشخص مثل التسبب بانخفاض ضغط الدم، وبطء ضربات القلب، وانخفاض حرارة الجسم.


يمكن أن تشمل أعراض فقدان الشهية النفسي الأخرى على ما يلي:

  • جفاف الجلد والشعر.

  • زرقة وبرودة الأطراف.

  • هشاشة الأظافر.

  • تساقط الشعر.

  • بطء التئام الجروح.

  • تلف مينا الأسنان.

  • عدم انتظام الدورة الشهرية.

  • ضعف العضلات وفقدان سريع لكتلة العضلات.

  • تأخر البلوغ.

  • صعوبة التركيز.

  • ظهور الكدمات في الأطراف.

  • الإمساك.

  • الدوخة.

  • الصداع.

  • العصبية وكثرة التهيج.

  • ارتفاع وظائف الكبد.

  • السكري الكاذب.

  • الاكتئاب الشديد.

  • العزلة الاجتماعية.

  • القلق.

  • مشاكل النوم مثل الأرق.

  • الاندفاع والتصرف بتهور دون التفكير في العواقب.

  • ارتفاع كوليسترول الدم.

  • ارتفاع وظائف الكبد.

  • انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء.


تشخيص فقدان الشهية العصبي

إن التشخيص السريع لفقدان الشهية العصبي أمر حاسم لمنع تدهور صحة المريض العامة ومنع الوفاة، ومنع تحول فقدان الشهية العصبي إلى حالة مزمنة من خلال التكيف الذي يحدث في الجسم للاستجابة للجوع المستمر.


نظراً لأن فقدان الشهية العصبي حالة نفسية، لا توجد فحوصات خاصة يمكن أن تساعد على تشخيص الإصابة به بشكل قاطع، وقد يجري الطبيب الفحوصات التالية للتأكد من صحة المريض العامة وعدم تطور مضاعفات لديه نتيجة لسوء التغذية الناجمة عن فقدان الشهية العصبي:

  • الفحص الجسدي وتقييم الحالة العقلية للمريض.

  • تعداد الدم الشامل.

  • لوحة الأيض الشاملة.

  • تخطيط القلب.


علاج فقدان الشهية العصبي

يصعب علاج فقدان الشهية العصبي بسبب شعور المريض بالخزي والإنكار والاضطرابات النفسية الأخرى المصاحبة للحالة، وقد يحتاج العلاج إلى سنوات، وغالباً ما يبدأ العلاج بتصحيح ومنع مضاعفات فقدان الشهية العصبي الجسدية، وبعد ذلك يحال المرضى إلى الطب النفسي.


أدوية فقدان الشهية العصبي

لا توجد أدوية مخصصة لعلاج فقدان الشهية العصبي، إنما تستخدم الأدوية المختلفة للسيطرة على الأعراض والحالات التي ترافق فقدان الشهية العصابي مثل اختلال أملاح الجسم، والاكتئاب، وقد تشمل الأدوية المستخدمة في العلاج على ما يلي:

  • مضادات الاكتئاب مثل فلوكستين (Fluoxetine) للتخفيف من أعراض القلق والاكتئاب وتؤخذ تحت إشراف الطبيب.

  • مضادات الذهان للتخفيف من القلق والاكتئاب والذهان لدى بعض المرضى، ومع ذلك تستخدم هذه الأدوية بحذر شديد وتحت إشراف الطبيب وفي حالات محددة لما لها من آثار جانبية ضارة خاصة على كهرباء القلب، ومن الأمثلة على مضادات الذهان المستخدمة في علاج فقدان الشهية العصبي ما يلي:

  1. أولانزابين (Olanzapine).

  2. كويتيابين (Quetiapine).

  3. ريسبيريدون (Risperidone).

  • مكملات الأملاح والمعادن لتعويض الجسم عن الأملاح التي فقدها الجسم نتيجة لسوء التغذية ومنها: الكالسيوم لتحسين أداء الأعصاب والعضلات بما في ذلك عضلة القلب، ولزيادة كثافة العظام، والبوتاسيوم وفوسفات البوتاسيوم لدعم عمل الأعصاب، وتقلص عضلة القلب، وعضلات الجسم الأخرى.

  • الفيتامينات لتلبية حاجات الجسم الغذائية الضرورية، ومن الأمثلة عليها إرغوكالسيفيرول (Ergocalciferol) وهو أحد أنواع فيتامين د ويطلق عليه فيتامين د2 ويستخدم لزيادة امتصاص الكالسيوم والفوسفات في الأمعاء الدقيقة، وإطلاق الكالسيوم من الأمعاء الدقيقة ليتم استخدامه في أنحاء الجسم المختلفة.


للمزيد: فيتامين A


العلاج النفسي لفقدان الشهية العصبي

غالباً ما يعاني المرضى المصابين بفقدان الشهية العصبي من اضطرابات نفسية أخرى بالإضافة إلى فقدان الشهية، لذا يحتاج المرضى إلى التقييم النفسي والعلاج على يد أخصائي نفسي، ويمكن أن تشمل طرق العلاج النفسي لفقدان الشهية العصبي على ما يلي:

  • العلاج التحليلي المعرفي (بالانجليزي: Cognitive analytic therapy): ينطوي هذا العلاج على استخدام رسوم بيانية وحروف لفحص سلوك المريض وتفكيره ومشاعره عندما يكون مع الآخرين.

  • العلاج السلوكي المعرفي (بالانجليزي: Cognitive behaviour therapy): يساعد هذا النوع من العلاج النفسي على تثقيف المريض حول كيمياء الجسم وحاجات الجسم الغذائية، ويدحض الأفكار والافتراضات التي يحملها المريض حول التغذية وشكل الجسم التي تقوده إلى فقدان الشهية العصبي.

  • العلاج النفسي التفاعلي (بالانجليزي: Interpersonal psychotherapy): ينطوي هذا العلاج على معرفة شبكة علاقات المريض، ويسلط الضوء على الأسباب المحتملة التي يمكن أن تؤثر في أفكار الشخص حول وزنه، ويعمل على إيجاد طرق للتخلص من هذه الأسباب.

  • العلاج التحفيزي المعزز (بالانجليزي: Motivational enhancement therapy): يجرى هذا النوع من العلاج بشكل خاص للمرضى الذين يستخدمون الأدوية بشكل خاطئ للتخلص من الوزن، وينطوي العلاج على توعية المريض حول آثار ومضاعفات سوء استخدام الأدوية والمواد الأخرى، ويعزز ويضخم الدوافع الصحية والتغذوية لدى المريض.

  • العلاج النفسي الديناميكي الاطلاعي (بالانجليزي: Dynamically informed therapies): قد يساعد هذا العلاج المريض من خلال اتحدث والفن والموسيقى على كسب الوزن والتعافي بشرط أن يكون المريض على دراية بخطر الأضرار الجسدية التي يمكن أن تنجم عن تعمد فقدان الوزن، ومعرفته بازدياد خطر التعرض للوفاة نتيجة للقرارات الغذائية الخاطئة.


أضرار فقدان الشهية العصبي

يمكن أن يسبب فقدان الشهية العصبي الكثير من المضاعفات والأضرار في الجسم، وقد يكون بعضها غير قابل للعلاج، ويمكن أن تشمل المضاعفات على ما يلي:

  • انقطاع وعدم انتظام الحيض.

  • تأخر البلوغ.

  • فرط كاروتين الدم.

  • فشل النمو.

  • بطء القلب.

  • عدم انتظام ضربات القلب (اضطراب نظم القلب).

  • العقم.

  • العجز الجنسي.

  • فقر الدم الشديد.

  • الهبوط الشديد في سكر الدم مما قد يؤدي إلى الدخول في الغيبوبة في بعض الأحيان.

  • ضمور الدماغ.

  • ضمور العضلات.

  • قلة الكريات الشاملة أي نقص في عدد كريات الدم الحمراء، والبيضاء والصفائح الدموية.

  • اعتلال الأعصاب المحيطية نتيجة لنقص المغذيات خاصة نقص فيتامين ب12.

  • الاكتئاب الشديد والانتحار.

  • الوفاة.


النظرة المستقبلية لفقدان الشهية العصبي

يتسبب فقدان الشهية العصبي بوفاة 20% من المرضى المصابين به، وتحتاج معظم حالات فقدان الشهية العصبي بين 6-12 عام حتى يتعافى المريض منها، وتصل نسبة التعافي التام إلى 50% بين المرضى، أما ال 50% المتبقيين فتستمر لديهم المعاناة من الأمراض والمضاعفات الناجمة عن فقدان الشهية والنحف الشديد.


غالباً ما تنجم وفاة المرضى المصابين بفقدان الشهية العصابي عن الانتحار وليس نتيجة لمضاعفات الجوع، وقد ترتبط محاولات الانتحار لدى المرضى بالألم الجسدي، وتعاطي المخدرات وسوء استخدام الأدوية وملينات البراز. على الرغم مما ذكر سابقاً إلا أن التعافي من فقدان الشهية العصابي يترافق باستئناف النمو والتمتع بصحة جيدة، إلا أن المرضى قد يعانون من قصر القامة في أغلب الأحيان.



المراجع

  1. Moore CA, Bokor BR. Anorexia Nervosa. [Updated 2021 Sep 1]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK459148/

  2. Morris, J., & Twaddle, S. (2007). Anorexia nervosa. BMJ (Clinical research ed.), 334(7599), 894–898. https://doi.org/10.1136/bmj.39171.616840.BE

  3. Zayas, L. V., Wang, S. B., Coniglio, K., Becker, K., Murray, H. B., Klosterman, E., Kay, B., Bean, P., Weltzin, T., Franko, D. L., Eddy, K. T., & Thomas, J. J. (2018). Gender differences in eating disorder psychopathology across DSM-5 severity categories of anorexia nervosa and bulimia nervosa. The International journal of eating disorders, 51(9), 1098–1102. https://doi.org/10.1002/eat.22941

  4. Bacaltchuk, J., Hay, P., & Trefiglio, R. (2001). Antidepressants versus psychological treatments and their combination for bulimia nervosa. The Cochrane database of systematic reviews, 2001(4), CD003385. https://doi.org/10.1002/14651858.CD003385

  5. Forman S. Eating Disorders: epidemiology, pathogenesis, and clinical features. Up to Date [online]. 2005: https://www.uptodate.com/contents/eating-disorders-overview-of-epidemiology-clinical-features-and-diagnosis

  6. Wade, T. D., Treloar, S. A., Heath, A. C., & Martin, N. G. (2009). An examination of the overlap between genetic and environmental risk factors for intentional weight loss and overeating. The International journal of eating disorders, 42(6), 492–497. https://doi.org/10.1002/eat.20668

  7. Smink, F. R., van Hoeken, D., & Hoek, H. W. (2012). Epidemiology of eating disorders: incidence, prevalence and mortality rates. Current psychiatry reports, 14(4), 406–414. https://doi.org/10.1007/s11920-012-0282-y


bottom of page