top of page

اضطراب ما بعد الصدمة


فتاة تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة
اضطراب ما بعد الصدمة

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟ يشمل تعريف اضطراب ما بعد الصدمة (بالانجليزي: Posttraumatic Stress Disorder or PTSD) الذي يسمى أيضاً اضطراب الكرب التالي للصدمة أو اضطراب الكرب التالي للرضح بأنه حالة نفسية واضطراب قلق تظهر بعد التعرض لصدمات وكوارث مفاجئة، ويعد هذا الاضطراب شائع إلى حد ما.


يمكن للتعرض للصدمات والكوارث المفاجئة مثل: الكوارث الطبيعية كالزلازل، والكوارث البشرية كالحروب والانفجارات، والصدمات الجسدية مثل: حوادث الاعتداء الجنسي والعنف الجسدي أن تسبب اضطراب ما بعد الصدمة.


تعد الصدمات النفسية أيضاً كموت أحد من أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين بشكل مفاجئ سبباً رئيساً للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، كما يعد الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بعد مشاهدتهم ومساعدتهم لضحايا حرب أو أحداث صادمة، والجنود والمحاربون القدامى معرضون أيضاً للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.


أسباب اضطراب ما بعد الصدمة

كل شخص شهد أو تعرض لأي حدث أو صدمة سببت له الخوف الشديد وهددت حياته بالخطر ومهما كان عمره معرض للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة. يختل فهم الشخص لذاته والعالم المحيط به بعد الحدث الصادم.


قد تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد الحدث الصادم مباشرة أو بعدها بشهور أو حتى سنوات، وتكون المشكلة أكثر تعقيداً، لكن عادةً ما يتطور اضطراب ما بعد الصدمة بعد ما بين ثلاث إلى ستة أشهر من التعرض للحدث الصادم، وقد يستمر اضطراب ما بعد الصدمة لشهور أو لسنوات.


لا يزال سبب اضطراب ما بعد الصدمة الدقيق غير معروف، لكن يعتقد أن طريقة الدماغ في التعامل مع الأمور المهددة للحياة وفهم الحدث الصادم بشكل أفضل للاستفادة من التجربة والحذر في المستقبل قد تؤدي إلى تطور اضطراب ما بعد الصدمة.


أغلب الأشخاص قد يصابون بالصدمة واضطراب ما بعد الصدمة، لكن يمكن أن يتعاملوا مع الحالة وأن تقل شدة الأعراض تدريجياً لديهم خلال وقت قصير، لكن إذا استمرت الأعراض فذلك يعني أن الشخص غير قادر على التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة، ويحتاج إلى تدخل أخصائيين نفسيين وبعض الأدوية للتعامل مع متلازمة بعد الصدمة وعلاجها لتخفيف شدة أعراضها.


للمزيد: التوحد


عوامل تزيد من خطر تطور اضطراب ما بعد الصدمة

هناك أشخاص لديهم قابلية أكثر للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة من غيرهم، وهم:

  • الجنس: اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء أكثر شيوعاً منه لدى الرجال.

  • العوامل الوراثية: يمتلك بعض الأشخاص جينات تتسبب بزيادة خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.

  • وجود تاريخ شخصي من الاضطرابات النفسية: يعد الأشخاص الذين لديهم مشاكل نفسية سابقة مثل: الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.

  • البيئة غير المستقرة: من لديهم علاقات مع الوالدين غير مستقرة أو نشؤوا في بيئة اجتماعية غير جيدة وغير مستقرة أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.

  • وجود تاريخ عائلي من الاضطرابات النفسية: عندما يكون أحد الوالدين أو كلاهما لديه أمراض نفسية، فإن خطر إصابة الأولاد باضطراب ما بعد الصدمة يزداد.

  • يمكن أن ينجم اضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD) عن أي حدث مؤلم أو مخيف جداً ومهدد لحياة الشخص، والأشخاص المعرضون للإصابة هم:

  1. الناجون من الحروب والكوارث الطبيعية أو البشرية.

  2. الاعتداءات والعنف الجسدي أو الجنسي كالاغتصاب والتحرش الجنسي.

  3. الاختطاف، والأسر، والسجن، والاعتقال في معسكرات التعذيب.

  4. عند سماع تشخيص الشخص أو أحد أقاربه بمرض خطير أو لا يمكن علاجه مثل: السرطان.

  5. الجنود والمحاربون الذين يشهدون الحروب.

  6. الأطباء ومقدمو الرعاية الصحية الذين يتعاملون مع الإصابات الناتجة عن الكوارث والصدمات.


أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

يتسبب اضطراب ما بعد الصدمة بأعراض جسدية ونفسية متنوعة، ويمكن أن تشمل هذه الأعراض ما يأتي:


اعراض اضطراب ما بعد الصدمة الجسدية

غالباً ما تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الجسدية بعد التعرض للحدث الصادم مباشرة، أو عند استرجاع ذكريات الحدث الصادم. وتشتمل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الجسدية التي قد تظهر لدى المريض على ما يأتي:

  • زيادة خفقان في القلب.

  • العرق البارد.

  • الرجفة.

  • ضيق التنفس.

  • الغثيان أو التقيؤ.

  • الإغماء.

  • الصداع.

  • آلام في المعدة.

للمزيد: الفصام


أعراض اضطراب ما بعد الصدمة النفسية

قد يتأخر ظهور أعراض اضطراب ما بعد الصدمة النفسية قليلاً لدى المريض، لكنها غالباً ما تكون أعراض واضحة عند ظهورها، ويمكن أن تشمل أعراض اضطراب بعد الصدمة النفسية ما يأتي:

  • الكوابيس.

  • تذكر الحدث الصادم بشكل متكرر.

  • محاولة عدم التذكر أو التحدث عن الأمر الصادم.

  • تذكر المشاعر التي وعانى منها المريض خلال الحدث الصادم بشكل متكرر.

  • اكتئاب ما بعد الصدمة والحزن والشعور بالذنب.

  • الإجهاد النفسي بعد الصدمة.

  • صعوبة النوم والقلق الدائم.

  • صعوبة التركيز.

  • تغيير المزاج السريع، وتبدل الأفكار.

  • التفكير بالانتحار.

  • مشاكل الذاكرة.


تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة

غالبا ما تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، خاصة النفسية منها، بعد ستة أشهر من الصدمة وتستمر لفترة طويلة، ويتم تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة وفقاً لبعض المعايير والتي تشتمل على وجود العديد من الأعراض المذكورة سابقاً لدى المريض ولمدة تزيد عن شهر. وتشمل معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة :

  • تعرض الشخص لخطر هدد حياته أو حياة أحد المقربين له بشكل مفاجئ، وسبب ذلك له صدمة شديدة (كما ذكر سابقاً في هذا المقال الأسباب المسببة لاضطراب ما بعد الصدمة).

  • تكرار تذكر المشاعر وذكريات الحدث الصادم.

  • الكوابيس.

  • تجنب ومجاهدة النفس لعدم تذكر المشاعر والذكريات المسببة للصدمة.

  • مشاكل التركيز.

  • الشعور بالحذر طوال الوقت وكأنَّ الأمر الصادم يمكن أن يتكرر مرة أخرى.

  • فقدان جزئي لأحد الأحداث المهمة في الحدث الصادم.

  • سرعة الانفعال والغضب والخوف.

  • العزلة وتجنب الاشخاص أو الأماكن التي سببت له الصدمة وتبلُّد المشاعر تجاه الأخرين.

  • الأرق وصعوبة الاستسلام للنوم.


علاج اضطراب ما بعد الصدمة

يمكن علاج اضطراب ما بعد الصدمة بمزيج من العلاج النفسي والعلاج الدوائي معاً، وقد يكون أحد طرق العلاج أكثر فائدة من الآخر للمريض، وهذا يعتمد على حالة المريض النفسية ومدى تقبله للعلاج. ويمكن أن تشتمل طرق علاج اضطراب ما بعد الصدمة على ما يلي:


العلاج النفسي لاضطراب ما بعد الصدمة

يجرى العلاج النفسي لاضطراب ما بعد الصدمة من قبل أطباء أو أشخاص مختصين في الصحة النفسية ضمن جلسات مع المريض، وقد يتبع المختص أكثر من نهج للتعامل مع المريض حسب حالته، ومن طرق العلاج النفسي لاضطراب ما بعد الصدمة ما يأتي:

  • العلاج الأسري: يساعد العلاج الأسري في نشر الوعي لدى أفراد الأسرة حول حالة المريض لأن السلوكيات التي يتبعها مريض اضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن تؤثر في الأسرة بشكل مباشر.

  • العلاج الجماعي: ويطلق عليه أيضاً مجموعات الدعم، وهي مجموعات من أشخاص تعرضوا للحدث الصادم نفسه أو الذي هدد حياتهم، إذ يجتمع هؤلاء المرضى بشكل منتظم و يتشاركون قصصهم وآلامهم بتوجيه من أحد المختصين النفسيين ليتمكنوا من التعامل مع مشاعرهم وأفكارهم.

  • العلاج الداعم: ينطوي على التوجيه والتركيز على اتباع المريض لنمط حياة مختلف مثل: تعلم هواية جديدة، أو ممارسة التمارين الرياضية، واليوغا، والتأمل، وتناول طعام صحي، والوجود في بيئة سليمة وداعمة.

  • العلاج السلوكي المعرفي: يتضمن العلاج السلوكي المعرفي لاضطراب ما بعد الصدمة على التعرف إلى أنماط التفكير التي يتبعها المريض، وتؤدي إلى مشاعره المؤلمة وسلوكه المزعج وتغييرها.

  • العلاج النفسي الديناميكي: يركز هذا النوع من العلاج على مساعدة المريض في فهم الصراعات العاطفية الناجمة عن الحدث الصادم وقيمه الشخصية ليتمكن من التخلص من هذه الصراعات، ويعد العلاج النفسي الديناميكي نوعاً من أنواع العلاج بالتحدث.

  • العلاج بالتعرض المطول: هو نوع من أنواع العلاج السلوكي، ويتضمن على جعل المريض يسترجع الحدث الصادم من ذاكرته، أو أن يتعرض لمواقف تسبب له القلق والخوف، ويطلق على هذا الاختبار بشكل شائع اختبار اضطراب ما بعد الصدمة، لكن يكون المريض في بيئة آمنة مراقبة من قبل الطبيب أو أخصائي العلاج النفسي، ويساعد هذا النوع من العلاج المريض في مواجهة مخاوفه والتخلص منها تدريجياً. ويعد هذا النوع من العلاج أفضل علاج نفسي من اضطراب ما بعد الصدمة.

  • إزالة الحساسية لحركة العين وإعادة المعالجة (بالانجليزي: Eye movement desensitization and reprocessing or EMDR): هو نوع معقد من العلاج النفسي يستخدم للتخفيف من الانزعاج الذي يرافق الذكريات المؤلمة، لكن يستخدم هذا العلاج غالباً لعلاج الرهاب.


للمزيد: خمول الدرقية


أدوية اضطراب ما بعد الصدمة

يتم علاج اضطراب ما بعد الصدمة بالأدوية التي توصف من قبل الأطباء النفسيين لتقلل من أعراض الاكتئاب وتساعد على النوم، لكن بعض هذه الأدوية قد تسبب الإدمان، لذلك قد لا تفيد على المدى البعيد. ومن أدوية علاج اضطراب ما بعد الصدمة ما يأتي:

  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل:

  1. ايزوكاربوكسازيد (Isocarboxazid).

  2. اميتريبتيلين (Amitriptyline).

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مثل:

  1. فلوفوكسامين (Fluvoxamine).

  2. باروكستين (Paroxetine).

  3. سيتالوبرام (Citalopram).

  4. سيرترالين (Sertraline).

  5. فلوكستين (Fluoxetine).

  • مضادات الذهان غير النمطية مثل:

  1. كويتيابين (Quetiapine).

  2. أريبيبرازول (Aripiprazole).

  • مثبتات المزاج مثل:

  1. لاموترجين (Lamotrigine).

  2. ديفالبرواكس (Divalproex).

  • تستخدم بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم للتحكم ببعض الأعراض الناجمة عن اضطراب ما بعد الصدمة. ومن هذه الأدوية ما يأتي:

  1. كلونيدين (Clonidine) لتمكين المريض من النوم.

  2. بروبرانولول (Propranolol) أو بيسوبرولول (Bisoprolol) للتقليل من اجترار الذكريات المؤلمة (استرجاعها).

  3. برازوسين (Prazosin) للتقليل من الكوابيس لدى المريض.


لا ينصح باستخدام المهدئات للمرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة مثل: كلونازيبام (Clonazepam)، لورازيبام (Lorazepam)؛ لأن الدراسات المختلفة أظهرت أنها غير مفيدة في علاج اضطراب ما بعد الصدمة، بالإضافة إلى انطوائها على خطر الإدمان.


التعايش مع اضطراب ما بعد الصدمة

في ما يأتي بعض النصائح للأشخاص المقربين من شخص مصاب باضطراب ما بعد الصدمة، مثل الوالدين وغيرهم للتعامل والتعايش مع مريض اضطراب ما بعد الصدمة، وهي:

  • السماح للمريض بالتحدث عن مشاعره وأفكاره دون الحكم عليه أو محاولة إيقافه، واستخدام العبارات المحفزة عند التعامل معه مثل: أنت قوي، ولا يجب أن تخاف.

  • بقاء الأهل والأصدقاء قريبين من المريض قدر المستطاع من أجل دعمه عند حاجته إلى ذلك، والانتباه لأي أعراض متكررة أو أفكار انتحارية لدى المريض.

  • مساعدة المريض في تغيير نمط حياته بإدخال نشاطات جديدة أو رياضات إلى حياته اليومية، وإخضاعه لنظام غذائي صحي.

  • مراجعة أخصائي نفسي عند ظهور عدة أعراض من أعراض اضطراب بعد الصدمة لدى المريض.

  • الصبر على تقلبات المريض المزاجية وحالات الغضب والذعر التي يمكن أن تصيبه.

  • التثقيف حول المرض ضروري ؛ لفهم حالة المريض وكيفية التعامل معه.


أضرار اضطراب ما بعد الصدمة

يمكن لاضطراب ما بعد الصدمة الشديد والمتروك دون علاج ويطلق عليه اضطراب ما بعد الصدمة المعقد أن يؤدي إلى تطور الكثير من المضاعفات الخطيرة، ومن مضاعفات اضطراب ما بعد الصدمة ما يأتي:

  • تعاطي المخدرات.

  • الإفراط في شرب الكحول.

  • العزلة الاجتماعية والابتعاد عن الأشخاص والأماكن المسببة للصدمة.

  • الاكتئاب والقلق.

  • اضطرابات الأكل.

  • الانتحار أو محاولة الانتحار.


للمزيد: القذف المرتجع


المراجع

  1. Mann SK, Marwaha R. Posttraumatic Stress Disorder. [Updated 2021 Sep 7]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK559129/

  2. Sherin, J. E., & Nemeroff, C. B. (2011). Post-traumatic stress disorder: the neurobiological impact of psychological trauma. Dialogues in clinical neuroscience, 13(3), 263–278. https://doi.org/10.31887/DCNS.2011.13.2/jsherin

  3. Qi, W., Gevonden, M., & Shalev, A. (2016). Prevention of Post-Traumatic Stress Disorder After Trauma: Current Evidence and Future Directions. Current psychiatry reports, 18(2), 20. https://doi.org/10.1007/s11920-015-0655-0

  4. Bisson, J. I., Cosgrove, S., Lewis, C., & Robert, N. P. (2015). Post-traumatic stress disorder. BMJ (Clinical research ed.), 351, h6161. https://doi.org/10.1136/bmj.h6161

  5. Bisson J. I. (2007). Post-traumatic stress disorder. BMJ (Clinical research ed.), 334(7597), 789–793. https://doi.org/10.1136/bmj.39162.538553.80

  6. Bisson, J. I., Roberts, N. P., Andrew, M., Cooper, R., & Lewis, C. (2013). Psychological therapies for chronic post-traumatic stress disorder (PTSD) in adults. The Cochrane database of systematic reviews, 2013(12), CD003388. https://doi.org/10.1002/14651858.CD003388.pub4

  7. Kar N. (2011). Cognitive behavioral therapy for the treatment of post-traumatic stress disorder: a review. Neuropsychiatric disease and treatment, 7, 167–181. https://doi.org/10.2147/NDT.S10389

  8. Miao, X. R., Chen, Q. B., Wei, K., Tao, K. M., & Lu, Z. J. (2018). Posttraumatic stress disorder: from diagnosis to prevention. Military Medical Research, 5(1), 32. https://doi.org/10.1186/s40779-018-0179-0

  9. Briggs-Gowan, M. J., Carter, A. S., & Ford, J. D. (2012). Parsing the effects violence exposure in early childhood: modeling developmental pathways. Journal of pediatric psychology, 37(1), 11–22. https://doi.org/10.1093/jpepsy/jsr063


bottom of page