التوحد، أعراضه، أسبابه، أنواعه، وعلاجه | ميدزون
top of page

صورة لفتاة صغيرة حزينة تجلس معزولة على خلفية الاستوديو الزرقاء. كيف تشعر بالتوحد
التوحد

ما هو التوحد؟ يطلق على التوحد (بالانجليزي: Autism) علمياً مصطلح اضطراب طيف التوحد (بالانجليزي: Autism Spectrum Disorder)، وهو مصطلح واسع يستخدم لوصف مجموعة من الاضطرابات النمائية العصبية التي تسبب تحديات سلوكية، وتواصلية، واجتماعية كبيرة. غالباً لا يوجد شكل معين أو علامة جسدية تميز مرضى التوحد، لكن يمكن أن يتميز الأشخاص المصابون بالتوحد بطرق التواصل والتفاعل والتعلم المختلفة عن غيرهم [8].


تتراوح قدرات التعلم وحل المشكلات والتفكير لدى مرضى التوحد من القدرات الهائلة التي لدى الموهوبين منهم إلى الضعف الشديدة في القدرة على التعلم وحل المشكلات والتفكير، وقد يحتاج بعض مرضى التوحد إلى الكثير من المساعدة في حياتهم اليومية، بينما يحتاج الآخرون إلى درجات مساعدة أقل وفقاً لدرجة التوحد التي يعاني منها المريض [8].


تختلف أعراض التوحد المبكرة عند الأطفال بحسب شدة الحالة وموقعها في طيف التوحد، لكن يمكن أن تشمل الأعراض المبكرة لدى الأطفال بشكل عام على قلة الاتصال بالعين، وتركيز الطفل المفرط على شيء واحد، وفقدان الاهتمام باللعب، أما علامات التوحد عند الأطفال عمر سنة أو أقل فقد تتضمن عدم الاهتمام بالتواصل، وعدم إظهار الاهتمام بالأشياء، وعدم النظر إلى الأشياء التي يشار إليها [1] [8].


قائمة عناوين موضوع التوحد

يمكن الوصول للجزء المطلوب من موضوع التوحد مباشرة من خلال الضغط على الرابط في القائمة التالية:


أنواع التوحد

في ما مضى كان التوحد يقسم إلى عدة أنواع ودرجات من 1-3، إذ كانت الدرجة 1 تعني أخف أنواع التوحد، والدرجة 3 تعني التوحد الشديد، وكانت تطلق على أنواع التوحد مصطلحات مختلفة، إلا أن هذه المصطلحات والدرجات لم تعد تستخدم الآن لتصنيف مرضى التوحد؛ لأنها تعد تصنيفات مرهقة لعائلات مرضى طيف التوحد عند الكبار والصغار، وقد تكون بعض الأسماء والتصنيفات والخطوط الفاصلة بين الأنواع غير مفهومة [4].


كانت تشمل هذه الأنواع والتصنيفات وفقاً لشدة التوحد ما يلي:


متلازمة اسبرجر

كانت تصنف متلازمة اسبرجر (بالانجليزي: Asperger’s syndrome) بأنها توحد خفيف أو متوسط، وقد يطلق عليها بعضهم مصطلح التوحد الخفيف، وتقع ضمن الدرجة الأولى في الطيف، وغالباً ما يكون الأشخاص الذين يعانون من متلازمة اسبرجر من ذوي الأداء العالي في الحياة اليومية، ويتراوح معدل الذكاء لديهم من الطبيعي إلى فوق المتوسط [5].


ويمكن أن تشمل أعراض متلازمة اسبرجر ما يلي [5]:

  • معاناة المريض من صعوبة في فهم تعابير الوجه، ولغة الجسد، والتعابير الاجتماعية.

  • عدم القدرة على فهم السخرية والدعابات.

  • ضعف التفاعل الاجتماعي.

  • حركات الجسد المحرجة، والوقوف على مسافة قريبة من الآخرين، والتحدث بصوت عالي جداً.

  • تكرار الأنشطة نفسها.

  • قلة الاتصال بالعين.

  • خط اليد الضعيف وغير المفهوم.

  • ضيق نطاق اهتمامات المريض، أو انشغاله بأمر واحد فقط.

  • اتباع المريض لقواعد روتينية صارمة.

  • انزعاج المريض بسهولة عند عدم سير الأمور كما يريد أو كما هو مخطط لها.

  • السلوكيات المتكررة.


للمزيد: الاكتئاب


الاضطرابات النمائية الشاملة الغير محددة بطريقة أخرى

كانت تشخص الاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة بطريقة أخرى (بالانجليزي: Pervasive developmental disorder, not otherwise specified or PDD-NOS) وكان يطلق عليها أيضاً التوحد غير النمطي عندما لم تكن أعراض الاضطراب النمائي تفي بمعايير تشخيص التوحد، أو متلازمة اسبرجر، أو متلازمة ريت، أو اضطرابات الطفولة التـحللية [9].


تعد الاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة بطريقة أخرى من النوع الطفيف إلى المتوسط من التوحد، وتقع في الجزء المتوسط من الطيف، ويمكن أن تتضمن أعراض هذا النوع من التوحد ما يأتي [9]:

  • ضعف تطور الكلام واللغة.

  • الاستجابة غير الطبيعية للرؤية، والتذوق، والشم، واللمس، والصوت.

  • السلوكيات الشعائرية.

  • خلل في السلوكيات الاجتماعية.

  • السلوكيات المتكررة.

  • عدم التكافؤ في تنمية المهارات.

  • صعوبة قبول التغيير.

  • الإعجاب وعدم الإعجاب بأشياء غير مألوفة.


الاضطراب التوحدي

يعد الاضطراب التوحدي (بالانجليزي: Autistic disorder) أقصى درجات طيف التوحد (التوحد الشديد)، ويمكن أن تظهر أعراض هذه الحالة في وقت مبكر لدى الأطفال [9].


يمكن أن تشتمل أعراض الاضطراب التوحدي على ما يلي:

  • صعوبات التفاعل الجتماعي.

  • السلوكيات المتكررة.

  • مشاكل الاتصال.

  • تكرار الطفل للكلمات أو العبارات التي تقال له، أو تكرار صدى الكلمات.

  • يمكن أن تشمل أعراض الاضطراب التوحدي الأخرى ما يلي:

  1. اضطرابات النوم والأكل.

  2. تفضيل الطفل للعب بمفرده، وعدم الاهتمام بالآخرين (الانسحاب الاجتماعي)، والعالم الخارجي.

  3. نوبات الغضب الشديد.

  4. حاجة الطفل إلى مستوى عالي من الدعم والرعاية.


اضطراب الطفولة التحللية

يطلق على اضطراب الطفولة التحللية (بالانجليزي: Childhood disintegrative disorder or CDD) متلازمة هيلر (بالانجليزي: Heller Syndrome)، أو الانتكاس الذهاني، أو الانتكاس الطفولي. وتصنف بأنها توحد شديد، وتوجد في أقصى طيف التوحد [3].


تكون لدى الطفل المصاب باضطراب الطفولة التحليلية مراحل نمو طبيعية في السنوات القليلة الأولى من حياته، بعد ذلك يظهر الطفل انخفاضاً سريعاً في المهارات التي تعلمها، ومنها [3]:

  • مهارات اللغة والتواصل، وتتضمن التوقف عن الكلام بعد أن كان الطفل يتحدث بشكل جيد.

  • المهارات الاجتماعية.

  • مهارات اللعب.

  • مهارات الرعاية الذاتية.


متلازمة ريت

متلازمة ريت (بالانجليزي: Rett Syndrome) أطلق عليها في ما مضى اسم متلازمة التوحد والخرف والرنح وفقدان استخدام اليد الهادف (بالانجليزي: Autism-dementia-ataxia-loss of purposeful hand use syndrome)، لكنها ليست من أنواع أو درجات التوحد، وهي اضطراب دماغي وراثي ناتج من الطفرات الجينية [2].


متلازمة ريت متلازمة تشبه التوحد، وتؤثر في الإناث في الغالب، وعادةً ما يكون نمو وتطور هؤلاء الفتياتالإناث طبيعياً في الأشهر الأولى بعد الولادة، ثم تبدأ أعراض متلازمة ريت بالظهور، وتشمل الأعراض المبكرة لمتلازمة ريت ما يلي [2]:

  • مشاكل اللغة والتواصل.

  • مشاكل التعلم.

  • مشاكل التنسيق الحركي.


أعراض متلازمة ريت المتأخرة

في النهاية يبدأ الأطفال المصابون بمتلازمة ريت بفقدان السيطرة على أيديهم، وتبدأ أعراض أخرى بالظهور، والتي قد تتضمن ما يلي [2]:

  • بطء النمو.

  • صغر حجم الرأس.

  • كثرة البصق وسيلان اللعاب.

  • حركات اليد المتكررة.

  • برودة الأطراف.

  • حركات العين غير العادية، أو كثرة الرمش أو التحديق.

  • اضطرابات النوم.

  • التهيج والعصبية.

  • النوبات (الصرع).

  • انحناء العمود الفقري.

  • شذوذ التنفس.


قصور الانتباه وفرط الحركة

يتسبب اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD) في ضعف تحكم الشخص بانفعالاته واندفاعه، بالإضافة إلى فقدان القدرة على التركيز وتشتت الانتباه الدائم المترافق بفرط النشاط والحركة، وعلى الرغم من أن اضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط ليس أحد أنواع التوحد إلا أن الحالتين ترتبطان ارتباط كبير لدرجة أن الكثير من الأشخاص يخلطون بين الحالتين، أو يعتقدون أن قصور الانتباه وفرط الحركة من أنواع التوحد، لذا تم ذكر اضطراب فرط النشاط وقصور الانتباه هنا لنفي المعتقدات الخاطئة حول أن قصور الانتباه وفرط الحركة أحد أنواع التوحد [7].


تشمل أعراض قصور الانتباه وفرط الحركة على ما يلي [7]:

  • عدم الاهتمام بالتفاصيل.

  • صعوبة الاحتفاظ بالانتباه.

  • كره أو تجنب الواجبات المدرسية.

  • تشتت الانتباه بسهولة.

  • كثرة التململ والنقر باليدين والقدمين.

  • كثرة التسلق والركض.

  • التسرع في إجابة الاسئلة بإجابات غير واضحة.

  • كثرة الكلام.

  • صعوبة الانضباط والانتظار.



أسباب التوحد

التوحد هو مرض ما يزال السبب الدقيق المؤدي إلى الإصابة به غير معروف، وقد تنجم الإصابة به عن الوراثة (التوحد الوراثي)، أو عن العوامل البيئية (التوحد المكتسب)، وقد أوضحت الكثير من الأبحاث أن طيف التوحد قد ينجم عن العوامل الجينية والبيئية معاً، وأن الإصابة بالتوحد يمكن أن تحدث قبل الولادة وأثناءها وبعدها مباشرة [1] [8].


تتضمن بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالتوحد الآتي [1] [8]:

  • إصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى بالتوحد.

  • الطفرات الجينية.

  • متلازمة الكروموسوم إكس الهش ( بالانجليزي : Fragile X syndrome ) والاضطرابات الوراثية الأخرى.

  • المعاناة من التهاب الدماغ المصلب تحت الحاد نتيجة للعدوى بفيروس الحصبة.

  • أن يكون الوالدان كبيرين في السن عند حدوث الحمل.

  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة.

  • التعرض للمعادن الثقيلة والسموم البيئية خلال الحمل أو بعد الولادة.

  • الاختلالات الأيضية، أي الاختلال في عملية تحويل الطعام إلى طاقة.

  • تناول الحامل لأدوية حمض الفالبرويك (مضاد للتشنجات)، والثاليدومايد (منوم ومهدئ).


طرق التعامل مع مريض التوحد

يمكن أن تساعد النصائح التالية في تسهيل التعامل في الحياة اليومية مع الأطفال والكبار المصابين بالتوحد، وتشتمل هذه النصائح على ما يلي [7]:

  • استخدام اسم الطفل عند التحدث إليه.

  • استخدام لغة بسيطة وسهلة، وعدم استخدام جمل طويلة.

  • التكلم ببطء ووضوح.

  • استخدام الصور أو الإيماءات البسيطة لدعم الحديث.

  • عدم توجيه الكثير من الأسئلة للطفل.

  • عدم إجراء محادثة مع الطفل عندما يكون هناك الكثير من الضوضاء في المكان.

  • عدم قول أشياء قد يكون لها معنى مختلف، ومنها ارفع جواربك.

  • قد يتسبب وجود الطفل الذي يعاني من توحد متوسط إلى شديد في مكان به ضوضاء أو الكثير من الألوان الزاهية في توتر الطفل، لذا قد يفيد أخذ الطفل إلى مكان هادئ في التخفيف من التوتر لديه.

  • تحديد موعد ثابت للنوم.

  • التأكد أن غرفة النوم مظلمة، وغير قريبة من مصادر الضوضاء.

  • استخدام سدادات الأذنين عند النوم إذا تقبل المريض ذلك.


علاج التوحد

لا يوجد علاج للتوحد، لكن يمكن لطرق العلاج المختلفة المعتمدة أن تساعد في تخفيف الأعراض، وأن تجعل المريض يشعر بالتحسن، وتتمثل هذه الطرق في ما يلي [1] [7]:

  • العلاج باللعب.

  • العلاج السلوكي.

  • العلاج الوظيفي.

  • العلاج الفيزيائي.

  • علاج النطق.


العلاجات الوهمية للتوحد

قد يلجأ بعضهم إلى العلاج البديل للتوحد، لكن هذه الطرق العلاجية غير مفيدة، وقد تسبب الضرر للمريض في بعض الأحيان، وتشمل هذه الطرق ما يلي [6] [10] [11]:

  • العلاج بالفيتامينات، والمعادن، والمكملات الغذائية.

  • اتباع أنظمة غذائية خاصة، وقد يتبع بعضهم هذه الطرق في العلاج بوصفها إحدى طرق علاج التوحد البسيط ومنها:

  1. الأنظمة الغذائية الخالية من الغلوتين

  2. الأنظمة الغذائية الخالية من الكازين.

  3. الحمية الكيتونية.

  • العلاج بالتبييض الذي يسمى أيضاً ثاني أكسيد الكلور، أو المكمل المعدني المعجزة (بالانجليزي: Mineral Miracle Solution or MMS)، وهو محلول يحتوي على كلوريت الصوديوم مع عصائر الحمضيات، ويباع على الإنترنت، وقد صدرت بشأنه عدة تحذيرات من خلال الجهات الصحية في مختلف دول العالم، ومنها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لما يسببه من مضار عند تناوله.

  • العلاج بحقن الجي سي ماف (GcMAF)، وهي حقن مصنوعة من خلايا الدم.

  • العلاج بالأدوية، ومنها:

  1. الأدوية التي تساعد في تحسين الذاكرة.

  2. الأدوية التي تغير مستويات الهرمونات.

  3. الأدوية التي تسحب المعادن الثقيلة من الجسم، ويعرف هذا العلاج بشكل شائع باسم العلاج بالاستخلاب (بالانجليزي: Chelation).

  • العلاج بالارتجاع العصبي (بالانجليزي: Neurofeedback).

  • العلاج بالأكسجين عالي الضغط (بالانجليزي: Hyperbaric oxygen therapy)، من خلال وضع المريض في حجرة مضغوطة بالأكسجين.


للمزيد: الفصام


المراجع

[1] Brasic, J. R. (n.d.). Autism Spectrum Disorder. Medscape; WebMD. https://emedicine.medscape.com/article/912781-overview

[2] Chahil G, Bollu PC. Rett Syndrome. [Updated 2021 Aug 11]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK482252/

[3] Charan S. H. (2012). Childhood disintegrative disorder. Journal of pediatric neurosciences, 7(1), 55–57. https://doi.org/10.4103/1817-1745.97627

[4] Hodges, H., Fealko, C., & Soares, N. (2020). Autism spectrum disorder: definition, epidemiology, causes, and clinical evaluation. Translational pediatrics, 9(Suppl 1), S55–S65. https://doi.org/10.21037/tp.2019.09.09

[5] Hosseini SA, Molla M. Asperger Syndrome. [Updated 2021 Dec 25]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK557548/

[6] James, S., Stevenson, S. W., Silove, N., & Williams, K. (2015). Chelation for autism spectrum disorder (ASD). The Cochrane database of systematic reviews, 5(5), CD010766. Advance online publication. https://doi.org/10.1002/14651858.CD010766.pub2

[7] Lordan R, Storni C, De Benedictis CA. Autism Spectrum Disorders: Diagnosis and Treatment. In: Grabrucker AM, editor. Autism Spectrum Disorders [Internet]. Brisbane (AU): Exon Publications; 2021 Aug 20. Chapter 2. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK573609/ doi: 10.36255/exonpublications.autismspectrumdisorders.2021.diagnosis

[8] Mughal S, Faizy RM, Saadabadi A. Autism Spectrum Disorder. [Updated 2021 Aug 6]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK525976/

[9] Tateno, M., Kikuchi, S., Uehara, K., Fukita, K., Uchida, N., Sasaki, R., & Saito, T. (2011). Pervasive developmental disorders and autism spectrum disorders: are these disorders one and the same?. Psychiatry investigation, 8(1), 67–70. https://doi.org/10.4306/pi.2011.8.1.67

[10] Trudeau, M. S., Madden, R. F., Parnell, J. A., Gibbard, W. B., & Shearer, J. (2019). Dietary and Supplement-Based Complementary and Alternative Medicine Use in Pediatric Autism Spectrum Disorder. Nutrients, 11(8), 1783. https://doi.org/10.3390/nu11081783

[11] Xiong, T., Chen, H., Luo, R., & Mu, D. (2016). Hyperbaric oxygen therapy for people with autism spectrum disorder (ASD). The Cochrane database of systematic reviews, 10(10), CD010922. https://doi.org/10.1002/14651858.CD010922.pub2


bottom of page