top of page

سوء التغذية


يد تحمل قطعة دونات واليد الأخرى تحمل شريط قياس محيط الخصر
سوء التغذية

سوء التغذية (بالانجليزي: Malnutrition) مصطلح واسع يشير إلى نقص التغذية الكافية نتيجة للاختلال، أو الإفراط، أو النقص في تناول الطعام والمغذيات مثل الفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، والدهون.


قد يعتقد الكثيرون أن سوء التغذية يرتبط فقط بقلة تناول الطعام أو قد يحدث نتيجة لحالة طبية تمنع امتصاص المغذيات، ولكن مالا يدركه الكثيرين أن اتباع نظام غذائي سيء وزيادة الوزن أو السمنة تعد سوء تغذية أيضاً.


يعد سوء التغذية شائع بين الأطفال في البلدان النامية بسبب عدم كفاية الإمدادات الغذائية نتيجة للعوامل البيئية والاقتصادية، والاجتماعية، كما أن العيش في مخيمات اللجوء نتيجة للحرب أو الكوارث الطبيعية التي تفتقر للبنية التحتية المناسبة تعد من العوامل المساهمة بشدة في الإصابة بسوء التغذية خاصة لدى الأطفال.


أنواع سوء التغذية

يقسم سوء التغذية إلى نوعين رئيسين وهما:

  • سوء التغذية الأولي: وهو سوء التغذية الناجم عن قلة أو زيادة تناول المغذيات، ولا يحدث نتيجة لحالة مرضية، وغالباً ما يرتبط هذا النوع من سوء التغذية بالفقر، وانخفاض الحالة الاجتماعية والتعليمية، أو يحدث نتيجة لاتباع نظام غذائي سيء يفتقر إلى عناصر غذائية معينة أو يحتوي على زيادة في عناصر غذائية معينة مثل انتباع النظام الغذائي النباتي، أو تناول الأطعمة السريعة الغنية بالكربوهيدرات والدهون.

  • سوء التغذية الثانوي: وهو سوء التغذية الناتج عن حالة صحية تسبب فقدان المغذيات بشكل غير طبيعي مثل الأمراض التي تمنع امتصاص المغذيات كأمراض الأمعاء.


أسباب سوء التغذية

يمكن لأي مرض سواء كان قصير أو طويل الأمد، وأي صدمة أن تسبب سوء التغذية، وتشمل بعض أسباب سوء التغذية الثانوي على ما يلي:

  • العوامل والأمراض النفسية، إذ يمكن لأي حالة نفسية أن تسبب سوء التغذية، مثل فقدان الشهية كالقلق والتوتر المزمن، وفقدان الشهية العصبي.

  • جميع الأمراض والحالات الالتهابية والعدوى التي تؤثر في أيض وامتصاص المغذيات، مثل التهاب المعدة والأمعاء، ومرض كرون، وأمراض القلب، والكبد، والسل، والتليف الكيسي.

  • الإصابات والصدمات مثل الحروق وإصابات الجهاز الهضمي.

  • السرطان، ويحدث سوء التغذية لدى مرضى السرطان بسبب القلق والتوتر، وعلاج السرطان.

  • استخدام بعض أنواع الأدوية التي تسبب الغثيان والتقيؤ وتغير طعم الطعام، أو تقلل من كفاءة امتصاص بعض أنواع المغذيات في الأمعاء.

  • الإعاقة الجسدية.

  • الخرف.

  • إدمان شرب الكحول.

  • تعاطي المخدرات.


للمزيد: فيتامين ب


أعراض سوء التغذية

تختلف أعراض سوء التغذية من شخص لآخر وفقاً للمغذيات التي يفتقد إليها الجسم، فعلى سبيل المثال يسبب نقص الحديد فقر الدم الذي بدوره يسبب الدوخة وزرقة الجلد وضيق التنفس وغيرها من الأعراض، أما نقص فيتامين أ فيؤثر على سلامة البصر.


يمكن أن تشمل أعراض سوء التغذية الشائعة على ما يلي:

  • بطء النمو من أعراض سوء التغذية عند الأطفال.

  • نقص الانتباه وكثرة النسيان.

  • ضعف العضلات.

  • التعب والإرهاق.

  • نوبة نقص السكر التي تسبب الرجفة، والدوخة أو الإغماء، والعرق البارد، ويتبعها هبوط في حرارة الجسم.

  • بطء التئام الجروح.

  • هشاشة وتقصف الشعر.

  • فقر الدم.

  • سهولة الإصابة بالكسور.

  • انتفاخ البطن.

  • البشرة الجافة والباهتة.

  • تأخر البلوغ.

  • كثرة الإصابة بالعدوى، وصعوبة الشفاء، أو استمرار العدوى لفترة طويلة.

  • الصداع المتكرر.

  • التهيج وسرعة الغضب.

  • زيادة الوزن أو السمنة.

  • تورم الأطراف.

  • هشاشة الأظافر وسهولة كسرها.

  • النحافة.


تشخيص سوء التغذية

يبدأ الأطباء بتشخيص سوء التغذية بناءً على 3 معايير مظهرية وهي فقدان الوزن، وانخفاض مؤشر كتلة الجسم BMI، وانخفاض كتلة العضلات، ومن ثم تجرى عدة فحوصات لمعرفة العناصر والمغذيات التي يفتقد إليها الجسم، ومعرفة مدى الضرر الذي تسبب به سوء التغذية في الجسم، وتشمل بعض هذه الفحوصات على ما يلي:

  • قياس محيط منتصف العضد (بالانجليزي: Mid-Upper Arm Circumference or MUAC) أو فحص مواك للأطفال، وهو عبارة عن شريط طويل عليه سلسلة من الأرقام الملونة يستخدم على المنطقة المنصفة للعضد بين الكتف والكوع لقياس محيط هذه المنطقة لتقييم شدة سوء التغذية، وتشير الأرقام والألوان في هذا الشريط إلى ما يلي:

  1. الأرقام باللون الأخضر التي تزيد عن 13.5 سم تشير إلى أن الطفل طبيعي.

  2. الأرقام التي تتراوح بين 12.5-13.5 سم باللون الأصفر تشير إلى إصابة الطفل بسوء التغذية البسيط.

  3. الأرقام التي تقل عن 11.5 سم باللون الأحمر تشير إلى أن الطفل يعاني من سوء تغذية شديد قد يفضي إلى الموت.


للمزيد: فرط الحركة وتشتت الانتباه


علاج سوء التغذية

يختلف علاج سوء التغذية من مريض لآخر وفقاً لسبب سوء التغذية، وشدته، والعناصر الغذائية التي يعاني من نقصها، والمضاعفات المتطورة نتيجة لسوء التغذية، وصحة المريض العامة، ويمكن أن يشمل العلاج في حال عدم وجود مضاعفات على ما يلي:


علاج سوء التغذية البسيط إلى المتوسط

يمكن علاج سوء التغذية البسيط إلى المتوسط في المنزل من خلال استمرار الرضاعة للأطفال الرضع، وتزويدهم وتزويد البالغين الذين يعانون من سوء التغذية بالمكملات الغذائية وفقاً لنوع ومدى نقص العناصر الغذائية مثل فيتامين أ، والحديد، والزنك، ويجب أن يرتكز النظام الغذائي لهذه الفئة على الأطعمة حيوانية المصدر مثل الجبن والحليب واللحوم، والتأكد من تناولهم لأطعمة تزودهم بالطاقة مثل التمر.


علاج سوء التغذية الشديد

يعد سوء التغذية الشديد من الحالات الخطيرة التي تحتاج للعلاج الطارئ، وتشمل خطوات العلاج على ما يلي:

  • يعد علاج نقص السكر في الدم من خلال تزويد المريض بالجلوكوز الفموي أو الوريدي أولوية قصوى في العلاج، خاصة إذا كان المريض خامل، أو فاقد للوعي، أو متشنج.

  • علاج ومنع انخفاض حرارة الجسم.

  • علاج ومنع الجفاف من خلال تزويد المريض بالسوائل، والأملاح أو محاليل الإماهة ORS، لتلافي هبوط ضغط الدم ودخول المريض في صدمة.

  • قد يصف الطبيب المضادات الحيوية للوقاية من إصابة المريض بعدوى بكتيرية نتيجة لضعف الجهاز المناعي.

  • الطعام العلاجي الجاهز للاستخدام، مثل معجون الفول السوداني مع الحليب والزيوت النباتية والمعادن والفيتامينات المتعددة.


أضرار سوء التغذية

يؤثر سوء التغذية على وظيفة وتعافي كل جهاز وعضو في الجسم، ويمكن أن يسبب مضاعفات جسيمة لا يمكن علاجها في بعض الحالات، وتشمل بعض مضاعفات سوء التغذية على ما يلي:


أضرار سوء التغذية على القلب

يتسبب سوء التغذية في انخفاض كتلة عضلة القلب مما يؤثر على كمية الدم التي يضخها القلب لأعضاء الجسم المختلفة، مما يسبب نقص تروية الكلى بالدم ونقص معدل ترشيح الكلى للسوائل في الجسم.


بطء القلب وانخفاض ضغط الدم شائعان أيضاً في حالات سوء التغذية الشديد، التي بدورها تسبب عدم انتظام ضربات القلب، ويجب عدم إغفال دور نقص الحديد المسبب لفقر الدم بزيادة الضغط على عضلة القلب لتلبية حاجة الجسم من الدم المشبع بالأكسجين، مما قد يؤدي إلى فشل القلب تدريجياً.


أضرار سوء التغذية على الجهاز التنفسي

يتسبب سوء التغذية في ضعف عضلات الحجاب الحاجز والجهاز التنفسي، مما يقلل من الضغط الذي تسببه هذه العضلات عند السعال، ويزيد من كثافة إفرازات الجهاز التنفسي مثل المخاط والبلغم، الذي بدوه يؤخر شفاء عدوى الجهاز التنفسي.


يتسبب اختلال أملاح الدم خاصة نقص البوتاسيوم ونقص الفوسفات في حجم الهواء المتدفق إلى الرئتين، ويضعف استجابة الجهاز التنفسي لنقص الأكسجين في الجسم.


أضرار سوء التغذية على الجهاز الهضمي

يؤثر سوء التغذية في إفراز البنكرياس، وتدفق الدم إلى الأمعاء، ويفقد القولون قدرته على امتصاص الأملاح والماء، الذي بدوره يسبب الجفاف واختلال أملاح الدم الخطير، وانخفاض سكر الدم وانخفاض ضغط الدم التي تؤدي إلى الدخول في صدمة نقص حجم الدم والوفاة.


أضرار سوء التغذية على الجهاز المناعي

يحد سوء التغذية من قوة جهاز المناعة مما يزيد من خطر الإصاب بالعدوى المعقدة، ويبطئ الشفاء من أنواع العدوى المختلفة حتى البسيطة منها.


أضرار سوء التغذية على أجهزة الجسم الأخرى

يؤثر سوء التغذية في صحة العظام والأسنان ويزيد من هشاشة العظام وسهولة كسرها وسهولة تسوس الأسنان، ويؤثر أيضاً في وظائف الأعصاب والدماغ ليسبب الخدر والتنميل مثل في حالات نقص فيتامين ب12، ويؤثر في عمل خلايا الدماغ مما يضعف الذاكرة ويسبب ضبابية وتشوش التفكير.


يؤثر سوء التغذية أيضاً على سلامة البصر، أما من الناحية النفسية فإن سوء التغذية يسبب الاكتئاب والقلق.


للمزيد: الفشل الكلوي


المراجع

  1. Kabashneh, S., Alkassis, S., Shanah, L., & Ali, H. (2020). A Complete Guide to Identify and Manage Malnutrition in Hospitalized Patients. Cureus, 12(6), e8486. https://doi.org/10.7759/cureus.8486

  2. Saunders, J., & Smith, T. (2010). Malnutrition: causes and consequences. Clinical medicine (London, England), 10(6), 624–627. https://doi.org/10.7861/clinmedicine.10-6-624

  3. Dipasquale, V., Cucinotta, U., & Romano, C. (2020). Acute Malnutrition in Children: Pathophysiology, Clinical Effects and Treatment. Nutrients, 12(8), 2413. https://doi.org/10.3390/nu12082413

  4. Fan, Y., Yao, Q., Liu, Y., Jia, T., Zhang, J., & Jiang, E. (2022). Underlying Causes and Co-existence of Malnutrition and Infections: An Exceedingly Common Death Risk in Cancer. Frontiers in nutrition, 9, 814095. https://doi.org/10.3389/fnut.2022.814095

  5. Norman, K., Haß, U., & Pirlich, M. (2021). Malnutrition in Older Adults-Recent Advances and Remaining Challenges. Nutrients, 13(8), 2764. https://doi.org/10.3390/nu13082764

  6. Bhutta, Z. A., Berkley, J. A., Bandsma, R., Kerac, M., Trehan, I., & Briend, A. (2017). Severe childhood malnutrition. Nature reviews. Disease primers, 3, 17067. https://doi.org/10.1038/nrdp.2017.67

  7. Maleta K. (2006). Undernutrition. Malawi medical journal : the journal of Medical Association of Malawi, 18(4), 189–205. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3345626/

  8. Vassilakou T. (2021). Childhood Malnutrition: Time for Action. Children (Basel, Switzerland), 8(2), 103. https://doi.org/10.3390/children8020103

  9. Govender, I., Rangiah, S., Kaswa, R., & Nzaumvila, D. (2021). Malnutrition in children under the age of 5 years in a primary health care setting. South African family practice : official journal of the South African Academy of Family Practice/Primary Care, 63(1), e1–e6. https://doi.org/10.4102/safp.v63i1.5337

  10. Mark, H. E., Dias da Costa, G., Pagliari, C., & Unger, S. A. (2020). Malnutrition: the silent pandemic. BMJ (Clinical research ed.), 371, m4593. https://doi.org/10.1136/bmj.m4593


bottom of page