الاكتئاب، علاجه، أسبابه، أعراضه، ومضاعفاته | ميدزون
top of page

مراهق يضع رأسة فوق يده ويعاني من الأكتئاب
الاكتئاب

ما هو الاكتئاب؟ الاكتئاب (بالانجليزي: Depression) هو اضطراب مزاجي شائع لكنه خطير، ويؤدي إلى أعراض شديدة تؤثر في التفكير، والشعور، والأنشطة اليومية، وطريقة التعامل مع الآخرين، وليتم تشخيص الإصابة بالاكتئاب يجب أن تكون أعراض الاكتئاب موجودة لمدة أسبوعين على الأقل، وقد يستمر الاكتئاب لعدة أسابيع، أو شهور، أوحتى سنوات.


يخلط الكثير من الأشخاص بين الحزن والاكتئاب، ويكمن الفرق بين الحالتين في أن الحزن حالة عابرة، أما الاكتئاب فهو حالة مستمرة، لكن يمكن للحزن أن يؤدي إلى الاكتئاب إذا استمر لمدة طويلة.


أنواع الاكتئاب

يمكن أن تشمل الأنواع الشائعة للاكتئاب ما يلي:


الاضطراب الاكتئابي المستمر

يطلق على الاضطراب الاكتئابي المستمر (بالانجليزي: Persistent depressive disorder)أيضاً سوء المزاج (بالانجليزي: Dysthymia) أو عسر المزاج.


تستمر أعراض هذا النوع من الاكتئاب لمدة عامين على الأقل، ويعاني خلالها المريض من نوبات الاكتئاب الشديد، إلى جانب فترات تقل فيها شدة الأعراض، لكن يجب أن تستمر الأعراض لمدة عامين حتى يتم تشخيص الإصابة بالاضطراب الاكتئابي المستمر، ويصنف هذا النوع ضمن أنواع الاكتئاب المزمن (طويل الأمد).


اكتئاب ما بعد الولادة

يحدث اكتئاب ما بعد الولادة (بالانجليزي: Postpartum depression) لدى النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب بعد الولادة، أو اللواتي يعانين من اكتئاب حاد كامل إما أثناء الحمل أو بعد الولادة.


قد تقلل مشاعر الحزن الشديد والقلق والإرهاق التي تصاحب اكتئاب ما بعد الولادة من قدرة الأمهات الجدد على رعاية أنفسهن وأطفالهن.


الاكتئاب الذهاني

يحدث الاكتئاب الذهاني (بالانجليزي: Psychotic depression) عندما يعاني الشخص من اكتئاب شديد بالإضافة إلى نوع من أنواع الذهان، وينطوي الذهان على رؤية أشياء مزعجة، أو سماع أصوات لا يسمعها الآخرون (هلوسة)، وغالباً ما يكون للهلوسة سبب اكتئابي، ومن ذلك: أوهام الشعور بالمرض أو الفقر أو الذنب.


الاضطراب العاطفي الموسمي

يتميز الاضطراب العاطفي الموسمي (بالانجليزي: Seasonal affective disorder) بالظهور خلال أشهر الشتاء عندما يكون ضوء الشمس أقل، ويطلق عليه بشكل شائع اكتئاب الشتاء، أو اكتئاب الخريف، أو الاكتئاب الموسمي.


عادةً ما تتراجع أعراض الاكتئاب الشتوي خلال فصلي الربيع والصيف، ويتصاحب عادة بالانسحاب الاجتماعي، وزيادة الوزن، وزيادة النوم، ومن المتوقع أن يعود كل عام.


اضطراب ثنائي القطب

يختلف اضطراب ثنائي القطب (بالانجليزي: Bipolar disorder) عن الاكتئاب، لكن تمت إضافته إلى هذه القائمة لأن الشخص المصاب بالاضطراب ثنائي القطب يعاني من سوء المزاج الذي يصل إلى معايير الاكتئاب الشديد، ويطلق على هذه الحالة اكتئاب ثنائي القطب (بالانجليزي: Bipolar depression) بالإضافة إلى حالات مزاجية شديدة أخرى، منها: التهيج والعصبية.


اضطراب المزاج المدمر والسلوك الممزق

يتم تشخيص اضطراب المزاج المدمر والسلوك الممزق (بالانجليزي: Disruptive mood dysregulation disorder) عند الأطفال والمراهقين، ويتسم بالتهيج الشديد، ونوبات الغضب الشديد المتكررة، وتتجاوز أعراضه كون الطفل متقلب المزاج.


الاضطراب المزعج السابق للحيض

ينجم الاضطراب المزعج السابق للحيض (بالانجليزي: Premenstrual dysphoric disorder) قبل الدورة الشهرية عن التقلبات الهرمونية، ويتميز بالتقلبات المزاجية، والتهيج، واشتهاء الطعام.



أسباب الاكتئاب

لا يوجد سبب محدد للاكتئاب، لكن يمكن للعديد من العوامل أن تلعب دوراً في تطوره، وتشمل هذه العوامل ما يلي:

  • كيمياء الدماغ: يمكن أن تساهم الاختلافات في بعض المواد الكيميائية في الدماغ في ظهور أعراض الاكتئاب.

  • الوراثة: يمكن أن ينتشر الاكتئاب بين العائلات.

  • العوامل الشخصية: يميل الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات، والذين يميلون إلى التوتر بسهولة، والمتشائمين للإصابة بالاكتئاب أكثر من غيرهم.

  • العوامل البيئية: يؤدي التعرض بشكل مستمر للعنف، أو الإهمال، أو سوء المعاملة إلى زيادة خطر الإصابة بالكتئاب.

  • المحفزات: هي الظروف العاطفية، أو النفسية، أو الجسدية التي تؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب أو عودتها.

  • الأدوية: يمكن لبعض الأدوية أن تسبب انخفاض المزاج، ومنها:

  1. الكورتيكوستيرويدات (الكورتيزون).

  2. بعض حاصرات بيتا.

  3. الإنترفيرون.

  • العوامل الأخرى: تشمل العوامل الأخرى التي تزيد من خطر ظهور أعراض الاكتئاب على:

  1. كثرة شرب الكحول.

  2. تعاطي المخدرات، مثل تعاطي الأمفيتامين.

  3. إصابات الرأس.

  4. التعرض لنوبة اكتئاب شديد سابقة.

  5. وجود حالة أو أمرض مزمنة مثل أمراض القلب، ومرض السكري.


أعراض الاكتئاب

تشمل أعراض الاكتئاب بالتفصيل ما يلي:


أعراض الاكتئاب العامة

تشمل أعراض الاكتئاب العامة والشائعة ما يلي:

  • سوء المزاج.

  • فقدان الرغبة الجنسية.

  • فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة المختلفة.

  • خسارة أو زيادة الوزن.

  • التغيرات في الشهية.

  • كثرة أو قلة النوم.

  • بطء الحركات أو الكلام.

  • سرعة الإثارة والغضب.

  • فقدان الطاقة أو الشعور بالتعب.

  • صعوبة التفكير، أو التركيز، أو اتخاذ القرارات.

  • الشعور بالذنب أو انعدام القيمة.

  • التفكير بالانتحار، أو محاولة الانتحار من علامات الاكتئاب الحاد .


أعراض الاكتئاب عند النساء

يعد الاكتئاب أكثر شيوعاً بين النساء مقارنة بالرجال، وتشمل الأعراض لدى النساء ما يلي :

  • القلق.

  • التهيج.

  • تقلب المزاج.

  • الأفكار السلبية (الاجترار النفسي).

  • التعب.


أعراض الاكتئاب عند الرجال

يميل الرجال الذين يعانون من الاكتئاب إلى شرب الكحول بكثرة، وإظهار الغضب، والانخراط في سلوكيات خطيرة مقارنة بالنساء، ويمكن أن تشمل أعراض الاكتئاب لدى الرجال ما يلي :

  • العمل دون انقطاع.

  • مواجهة صعوبة في تحمل مسؤوليات الأسرة والعمل.

  • إظهار سلوك سيئ.

  • تجنب العائلة والمواقف الاجتماعية.


أعراض الاكتئاب عند الأطفال

تشمل أعراض الاكتئاب لدى الأطفال ما يلي :

  • انخفاض الطاقة.

  • البكاء.

  • السلوك الذي ينطوي على التحدي.

  • الصراخ.



علاج الاكتئاب

يشمل علاج الاكتئاب على مجموعة من التدخلات، وتشمل طرق علاج الاكتئاب ما يلي :


أدوية الاكتئاب

يمكن علاج الاكتئاب وأعراضه باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب التي يعمل كل نوع منها على ناقل عصبي أو مجموعة من النواقل العصبية في الدماغ، ويجب لفت الانتباه إلا أن استخدام الأدوية في علاج الاكتئاب يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب، ووفقاً لتعليماته، وتشمل هذه الأنواع ما يلي:

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (Selective serotonin reuptake inhibitors or SSRIs) ومنها:

  1. إسيتالوبرام (Escitalopram).

  2. فلوكستين (Fluoxetine).

  3. باروكستين (Paroxetine).

  4. سيرترالين (Sertraline).

  5. سيتالوبرام (Citalopram).

  6. فيلازودون (Vilazodone).

  7. فلوفوكسامين (Fluvoxamine).

  • مثبطات الأوكسيداز الأحادي الأمين (Monoamine oxidase inhibitors or MAOIs) ومنها:

  1. سيليجيلين (Selegiline).

  2. نارديل (Nardil).

  3. بارنات (Parnate).

  4. ماربلان (Marplan).

  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالانجليزي: Tricyclic antidepressants) ومنها:

  1. كلوميبرامين (Clomipramine).

  2. إيميبرامين (Imipramine).

  3. تريميبرامين (Trimipramine).

  4. أميتريبتيلين (Amitriptyline).

  5. نورتريبتيلين (Nortriptyline).

  6. ديسيبرامين (Desipramine).

  7. دوكسيبين (Doxepin).

  8. أموكسابين (Amoxapine).

  • مضادات الاكتئاب غير النمطية (بالانجليزي: Atypical antidepressants) ومنها:

  1. نيفازودون (Nefazodone).

  2. فورتيوكستين (Vortioxetine).

  3. ميرتازابين (Mirtazapine).

  4. بوبروبيون (Bupropion).

  5. فيلازودون (Vilazodone).

  6. ترازودون (Trazodone).

  • مثبط استرداد السيريتونين والنورأدرنالين الانتقائي (بالانجليزي: Serotonin–norepinephrine reuptake inhibitors or SNRIs) ومنها:

  1. ديسفينلافاكسين (Desvenlafaxine).

  2. ليفوميلناسيبران (Levomilnacipran).

  3. فينلافاكسين (Venlafaxine).

  4. أتوموكستين (Atomoxetine).

  5. ميلناسيبران (Milnacipran).

  6. دولوكستين (Duloxetine).

يجب استخدام هذه الأدوية وفقاً لتعليمات الطبيب، وقد يستغرق بعضها بعض الوقت حتى يصبح له تأثير، لكن يجب عدم إيقاف الدواء حتى بعد تحسن الأعراض لأنّ التوقف قد يسبب الانتكاس وعودة اعراض الاكتئاب.


العلاج النفسي للاكتئاب

تشمل طرق العلاج النفسي ما يلي:

  • العلاج بالكلام .

  • العلاج المعرفي السلوكي .

  • العلاج الجماعي .

يمكن أن يلجأ الأطباء إلى العلاج النفسي كخط أول للعلاج في بعض أنواع الاكتئاب، كما قد يستفيد بعض المرضى من العلاج النفسي المترافق مع العلاج بمضادات الاكتئاب.


علاج تحفيز الدماغ

ينطوي علاج تحفيز الدماغ على مجموعة من الخيارات العلاجية، ويتم اختيار نوع العلاج وفقاً لشدة أو نوع الاكتئاب الذي يعاني منه المريض، ومن هذه الطرق ما يلي:

  • التحفيز المغناطيسي للدماغ (بالانجليزي: Repetitive transcranial magnetic stimulation): يستخدم التحفيز المغناطيسي للدماغ في علاج الحالات الشديدة من الاكتئاب، ويتم من خلال إرسال نبضات مغناطيسية متكررة عبر الجمجمة إلى الدماغ.

  • العلاج بالصدمة الكهربائية (بالانجليزي: Electroconvulsive therapy): يستخدم هذا النوع من العلاج إذا كان المريض يعاني من الذهان مع الاكتئاب.


علاج الاكتئاب بالأعشاب

قد يستخدم البعض العلاجات الطبيعية، مثل الادوية العشبية لعلاج الأعراض الخفيفة إلى المتوسطة من الاكتئاب، لكن لا توجد أدلة علمية تثبت فوائد هذه الأعشاب في علاج الاكتئاب، وتشمل بعض الأعشاب المستخدمة في العلاج ما يلي:

  • اللافندر: يساعد اللافندر في التخفيف من الأرق والقلق.

  • الجينسنغ: يستخدم الجينسينج لتقليل التوتر والارتباك العقلي.

  • البابونج: يحتوي البابونج على مركبات الفلافونويد التي قد يكون لها تأثير مضاد لاضطراب المزاج.

  • نبتة سانت جون: قد تساعد نبتة سانت جون في التخفيف من القلق، لكنها غير مناسبة للاستخدام للمرضى الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب.


أضرار الاكتئاب

يرتبط النوع المرضي من الاكتئاب بالعديد من الأعراض الجسدية، بما في ذلك الألم، ويمكن للمشاعر السلبية المؤثرة في الدماغ أن يكون لها تأثير سلبي في وظائف الجسم بالكامل، ويمكن أن تشمل مضاعفات الاكتئاب ما يلي:

  • الصداع دون سبب واضح.

  • ألم الرقبة غير المبرر.

  • ألم البطن غير المبرر.

  • فقدان الرغبة الجنسية نتيجة للاكتئاب أو أدوية علاجه.

  • ضعف الأداء الجنسي.

  • الأرق.

  • الإفراط في النوم.

  • تطور الأمراض المزمنة، ومنها : ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية.



المراجع

  1. Chand SP, Arif H. Depression. [Updated 2021 Jul 26]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK430847/

  2. McCarter T. (2008). Depression overview. American health & drug benefits, 1(3), 44–51. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4115320/

  3. Bains N, Abdijadid S. Major Depressive Disorder. [Updated 2021 Apr 20]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK559078/

  4. Brigitta B. (2002). Pathophysiology of depression and mechanisms of treatment. Dialogues in clinical neuroscience, 4(1), 7–20. https://doi.org/10.31887/DCNS.2002.4.1/bbondy

  5. Kennedy S. H. (2008). Core symptoms of major depressive disorder: relevance to diagnosis and treatment. Dialogues in clinical neuroscience, 10(3), 271–277. https://doi.org/10.31887/DCNS.2008.10.3/shkennedy

  6. HAMILTON M. (1960). A rating scale for depression. Journal of neurology, neurosurgery, and psychiatry, 23(1), 56–62. https://doi.org/10.1136/jnnp.23.1.56


bottom of page