القناة الشريانية السالكة، أسبابها، أعراضها، علاجها، ومضاعفاتها | ميدزون
top of page

القناة الشريانية السالكة


طبيب يفحص طفلاً حديث الولادة تحت الأضواء في المستشفى
القناة الشريانية السالكة

القناة الشريانية السالكة (بالانجليزي: Patent ductus arteriosus or PDA) واحدة من أكثر عيوب القلب الخلقية شيوعاً، حيث تمثل 5 - 10٪ من مجموع أمراض القلب الخلقية عند الرضع [1].


يرتبط استمرار وجود القناة الشريانية السالكة ارتباط عكسي بعمر الجنين عند الولادة ووزنه، حيث أنه كلما ولد الطفل مبكراً ونقص وزنه عن 1000 غرام يزداد خطر استمرار وجود القناة الشريانية السالكة، ويعد الأطفال الذكور أكثر عرضة لاستمرار وجود القناة الشريانية السالكة من الإناث [1].


قائمة عناوين موضوع القناة الشريانية السالكة

يمكن الانتقال إلى الجزء المطلوب من موضوع القناة الشريانية السالكة مباشرة من خلال الضغط على الرابط المطلوب في القائمة التالية:


أسباب القناة الشريانية السالكة

أثناء تواجد الطفل في الرحم لا تعمل رئتيه على تزويد دمه بالأكسجين، ولكن يحتوي قلبه على القناة الشريانية أو القناة الجنينية التي تسمح للدم الحامل للأكسجين القادم من المشيمة بتجاوز رئتي الجنين والدخول للقلب لتتم إعادة ضخه إلى أعضاء جسم الطفل، بكلمات أخرى هي وصلة أو تحويلة بين الشريان الأورطي الصدري النازل والشريان الرئوي الذي يوصل الدم للرئتين بعد ولادة الطفل ليتم تزويده بالأكسجين في الرئتين [2] [5].


في الوضع الطبيعي عند ولادة الطفل بعد إتمام فترة الحمل كاملة وعند استنشاقه لأول أنفاسه وامتلاء رئتيه بالهواء يبدأ تدفق الدم الطبيعي من البطين الأيمن للقلب إلى الرئتين ليتم تزويده بالأكسجين دون الحاجة لعبور الدم للقناة الشريانية [2] [5].


بعد 12 - 24 ساعة من ولادة الطفل السليم يبدأ إغلاق القناة الشريانية لأن الطفل لا يعود بحاجة إليها ويحدث إغلاقها نتيجة لانخفاض تدفق الدم عبرها، وتغلق هذه القناة بشكل تام بعد 2 - 3 أسابيع [2] [5].


لدى الأطفال الخدج المولودين قبل الأوان لا تغلق هذه القناة بسرعة وقد تتطلب العلاج الدوائي والجراحي لإغلاقها [2] [5].


عوامل تزيد من خطر استمرار القناة الشريانية السالكة

تشمل العوامل التي تزيد من خطر استمرار القناة الشريانية السالكة وعدم انسدادها على ما يلي [2] [3] [5]:

  • الولادة المبكرة.

  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة.

  • إصابة الطفل بمتلازمة الضائقة التنفسية.

  • تزويد الطفل بالسوائل بكثرة عن طريق الوريد خلال الأسبوع الأول بعد الولادة.

  • إصابة الطفل بإنتان الدم.

  • تمزق الأغشية المحيطة بالجنين لفترة طويلة.

  • تعرض الطفل للعلاج بالأدوية التالية بعد الولادة:

  1. مدرات البول مثل فوروسيميد.

  2. الهيبارين.

  3. المضادات الحيوية من فئة أمينوغليكوزيد.

  4. مضادات الحموضة مثل سيميتيدين.

  • ارتفاع ضغط الدم لدى الأم.

  • تعرض الأم للعلاج بالستيرويدات (الكورتيزون) خلال الحمل لإتمام نمو رئتي الطفل، لذا يفضل أن يتم إعطاء الستيرويدات للأم قبل 24 ساعة على الأقل من الولادة.

  • معاناة الطفل من متلازمة داون، أي التثلث الصبغي 21.

  • معاناة الطفل من متلازمة إدوارد، أي التثلث الصبغي 18.

  • معاناة الطفل من متلازمة باتو، أي التثلث الصبغي 13.

  • معاناة الطفل من متلازمة دي جورج.

  • معاناة الطفل من متلازمة تشارج.

  • معاناة الطفل من متلازمة هولت أورام.

  • معاناة الطفل من تمدد الشريان الأبهر الصدري وتسلخه والقناة الشريانية السالكة (TAAD/PDA) وهي أحد الحالات الوراثية.

  • معاناة الطفل من متلازمة نونان.

  • معاناة الطفل من أمراض القلب الخلقية مثل رباعية فالوت.

  • معاناة الطفل من القناة الشريانية السالكة العائلية.

  • معاناة الأم من مرض السكري.

  • تعرض الأم للمغنيسيوم خلال الحمل.

  • تعاطي الأم للمخدرات خلال الحمل خاصة الكوكايين.

  • علاج الأم خلال الحمل بحاصرات قنوات الكالسيوم، وهي أحد أنواع أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.

  • تعرض الأم لعدوى الحصبة الألمانية خلال الحمل.


للمزيد: ثقب القلب


أعراض القناة الشريانية السالكة

تعتمد أعراض القناة الشريانية السالكة على حجم القناة لدى الطفل، وقد لا يعاني الكثير من الأطفال من أعراض نتيجة لاستمرار وجود القناة الشريانية، كما قد تظهر أعراض القناة الشريانية السالكة لدى الكبار أيضاً [4].


تشمل أعراض القناة الشريانية السالكة على ما يلي [2] [4]:


أعراض القناة الشريانية السالكة عند الأطفال

غالباً ما تظهر أعراض القناة الشريانية السالكة عند الرضع ما بين سن 3 - 6 أسابيع، ويمكن أن تشمل الأعراض على ما يلي:

  • سرعة التنفس.

  • التعرق الشديد.

  • صعوبة إرضاع الطفل، وتعرقه وزيادة سرعة تنفسه، وتحول جلده للون الأزرق خلال الرضاعة.

  • فقدان الوزن أو عدم اكتساب الطفل للوزن.

  • صوت البكاء الأجش.

  • السعال.

  • انقطاع التنفس المفاجئ.

  • التهاب الشعب الهوائية.

  • الالتهاب الرئوي.


أعراض القناة الشريانية السالكة عند الكبار

غالباً ما يعاني البالغين المصابين بالقناة الشريانية السالكة من أعراض قصور القلب، ويمكن أن تشمل الأعراض على ما يلي:

  • سرعة أو عدم انتظام ضربات القلب.

  • عدم القدرة على القيام بالتمارين الرياضية أو بذل مجهود بدني.

  • زرقة الأطراف السفلية.

  • الوذمة الرئوية (ماء الرئة).

  • النفخة القلبية، وهي أصوات يصدرها القلب يمكن للطبيب تميزها.

  • انخفاض ضغط الدم المتدفق إلى الأعضاء مما يسبب ظهور العديد من الأعراض وفقاً لعضو الجسم المنخفض تدفق الدم إليه، مثل خلل وظائف الكلى عند انخفاض تدفق الدم إلى الكلى.


تشخيص القناة الشريانية السالكة

يعتمد تشخيص القناة الشريانية السالكة على الفحص البدني الدقيق للتعرف على صوت نفخة القلب التي يصدرها مرور الدم في القناة الشريانية، بالإضافة إلى إجراء العديد من الفحوصات التي تظهر الشذوذات المرتبطة بالقناة الشريانية السالكة، ومن هذه الفحوصات ما يلي [1] [3]:

  • تخطيط كهرباء القلب (ECG).

  • تخطيط صدى القلب (الإيكو).

  • فحص تأكسج الدم.

  • التخطيط فوق الصوتي (دوبلر).

  • تصوير الصدر بالأشعة السينية (CXR).

  • تحليل غازات الدم الشرياني (ABG).

  • تحليل لوحة الأيض الأساسية (BMP).



علاج القناة الشريانية السالكة

نادراً وفي الحالات البسيطة من القناة الشريانية السالكة الغير مترافقة بمضاعفات يمكن أن تغلق القناة الشريانية السالكة من تلقاء نفسها [3].


يتم اللجوء لعلاج القناة الشريانية السالكة عند معاناة المريض من الضائقة التنفسية، أو ضعف تزويد أعضاء الجسم بالأكسجين، وعادةً ما يساعد استخدام دواء اندوميثاسين (Indomethacin) أو الإيبوبروفين الوريدي على إغلاق القناة الشريانية السالكة عند استخدامها في أول 10 - 14 يوم من حياة الطفل [3].

يعتمد علاج الحالات المعقدة أكثر من القناة الشريانية السالكة على حجم القناة الشريانية السالكة والمضاعفات المرافقة لها مثل قصور القلب الاحتقاني، وغالباً ما يتم تحديد تشوهات القلب الأخرى قبل البدء بعلاج القناة الشريانية السالكة، وتشمل طرق العلاج على ما يلي [3] [6]:


أدوية القناة الشريانية السالكة

تشمل الأدوية التي قد يصفها الطبيب في حالات القناة الشريانية السالكة على ما يلي:

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لإغلاق القناة الشريانية السالكة، ومن الأمثلة على هذه الأدوية ما يلي:

  1. اندوميثاسين (Indomethacin).

  2. إيبوبروفين (Ibuprofen).

  • آلبروستاديل (Alprostadil) لتوسيع الأوعية الدموية.


عملية القناة الشريانية السالكة

يتم اللجوء للجراحة لإغلاق القناة الشريانية السالكة أو ربطها، ومن أنواع العمليات الجراحية التي تجرى لهذه الغايات ما يلي:


قسطرة القلب لعلاج القناة الشريانية السالكة

تعد القسطرة عن طريق الجلد الخيار المفضل والأكثر شيوعاً لعلاج القناة الشريانية السالكة عند حديثي الولادة والبالغين، إذ يمكن لسد القناة الشريانية السالكة عن طريق القسطرة في الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل أن يكون علاج ناجح للغاية، ولكن على الرغم من ذلك تكون نسب إغلاق القناة الشريانية السالكة عن طريق القسطرة أقل من النسب التي يمكن الحصول عليها عند التعرض لعمليات الربط الجراحية للقناة الشريانية السالكة.


خلال عملية القسطرة تستخدم عدة أنواع من الأجهزة (السدادات) لسد القناة الشريانية السالكة بالاعتماد على حجم القناة، ومن هذه الأجهزة:

  • سدادات جيانتوركو الزنبركية (بالانجليزي: Gianturco spring occluding coils) وهي الأجهزة الأكثر شيوعاً المستخدمة في سد القناة الشريانية السالكة، ويتميز استخدام هذه السدادت بالنجاح العالي بنسبة تتراوح بين 75 - 100% في سد القناة الشريانية السالكة، ولكن يقتصر استخدامها على القناة الشريانية التي يتراوح طولها بين 4 - 5 ملم فقط.

  • سدادة القناة أمبلاتزر (بالانجليزي: Amplatzer duct occluder): تستخدم سدادة أو جهاز أمبلاتزر في سد القناة الشريانية الكبيرة، إلا أن أجزاء هذه السدادة يمكن أن تقلل من تجويف الشريان الأبهر النازل.

  • سدادة القناة راشكيند (بالانجليزي: Rashkind ductus occlusion device): تتكون سدادة راشكيند من مظلتين تعملان على غلق القناة الشريانية السالكة بنسبة 83%، ولكن استخدام هذه السدادة غير معتمد في جميع الدول.


الربط الجراحي للقناة الشريانية السالكة

يعد ربط القناة الشريانية السالكة عن طريق الجراحة المفتوحة العلاج المثالي لهذه الحالة خاصة في حالات القناة الشريانية السالكة الكبيرة التي تحتاج للعلاج خلال الطفولة.


دائماً ما تكون نتائج جراحة ربط القناة الشريانية السالكة أفضل إذا تم إجراء العملية قبل أن يتم الطفل 3 سنوات من عمره، إذ يمكن أن يتسبب تأجيل ربط القناة الشريانية السالكة إلى ما بعد هذا السن بارتفاع ضغط الدم الرئوي، وتطور مضاعفات أخرى مثل فشل القلب لدى الطفل.


تشمل الحالات التي يتم فيها اللجوء إلى ربط القناة الشريانية السالكة على ما يلي:

  • يتم اللجوء لربط القناة الشريانية السالكة لدى الرضع بشكل عاجل إذا كان الطفل يعاني من أعراض فشل الجهاز التنفسي أو فشل القلب الذي لا يمكن السيطرة عليه بالأدوية.

  • عدم قدرة الطفل على تحمل العلاج بالأدوية، مثل عند معاناة الطفل من قصور الكلى، أو نقص الصفيحات.

  • فشل العلاج بالإندوميثاسين.

  • اكتشاف القناة الشريانية السالكة لدى الرضع الأكبر سناً الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، أي عدم اكتشافها بعد الولادة مباشرة .


متى يمنع ربط القناة الشريانية السالكة؟

لا يمكن إجراء ربط القناة الشريانية السالكة إذا كان الطفل يعاني من ارتفاع ضغط الشرايين الرئوية، أو إنتان الدم الغير مسيطر عليه بالعلاج، أو إذا كان المريض غير قادر على تحمل التخدير العام.


كما أن معاناة الطفل من بعض العيوب القلبية المرتبطة بالقناة الشريانية السالكة يمنع إجراء عملية ربط القناة الشريانية السالكة، لذا يجب أولاً إصلاح هذه العيوب ومنها:

  • رتق الصمام المترالي مع البطن الأيسر ناقص التنسج (بالانجليزي: Mitral valve atresia with hypoplastic left ventricle)، وتعني كلمة رتق هنا تضيق أو انسداد أو عدم وجود الصمام المترالي المترافق بعدم اكتمال نمو البطين الأيسر أو يكون البطين الأيسر صغير للغاية.

  • رتق الصمام الأبهري (بالانجليزي: Aortic valve atresia).

  • الرتق الرئوي، أي انسداد أو عدم وجود الصمام الرئوي الذي يتحكم بتدفق الدم من القلب إلى الرئتين.

  • نقص تنسج الشريان الرئوي (بالانجليزي: Pulmonary artery hypoplasia).

  • تبادل مواقع الشرايين الكبيرة (بالانجليزي: Transposition of the great arteries) أي انعكاس التوصيل الطبيعي للشريان الأبهر والشريان الرئوي مع القلب.

  • رتق الصمام ثلاثي الشرفات (بالانجليزي: Tricuspid atresia) الواقع بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن، والذي يعمل على منع عودة الدم من البطين الأيمن إلى الأذين الأيمن.

  • التضيق الشديد في الشريان الأورطي (بالانجليزي: Severe coarctation of the aorta).


أضرار القناة الشريانية السالكة

يمكن للقناة الشريانية السالكة المتروكة دون علاج أن تتسبب بالعديد من المضاعفات الخطيرة، ومنها [2] [4]:


النظرة المستقبلية للقناة الشريانية السالكة

في الحالات البسيطة من القناة الشريانية السالكة تكون النظرة المستقبلية للحالة جيدة جداً، ولكن بالنسبة للأطفال المولودين مبكراً والذين يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة فإن النظرة المستقبلية للقناة الشريانية السالكة وحالة الطفل العامة تعتمد على الأمراض المصاحبة للقناة الشريانية السالكة [2].


في 80 - 90% من حالات القناة الشريانية السالكة لدى الرضع تغلق القناة الشريانية السالكة بمساعدة الإندوميتاسين، أما لدى البالغين فدائماً ما تكون هناك حاجة لإغلاق أو ربط القناة الشريانية السالكة جراحياً [2].


ترتبط معدلات المراضة والوفيات الناجمة عن القناة الشريانية السالكة بحجم الدم المتدفق عبر القناة الشريانية السالكة، وحدوث أو عدم حدوث ارتفاع ضغط الدم الرئوي الذي يتسبب بالوفاة المبكرة للمريض، بالإضافة إلى أن ارتباط القناة الشريانية السالكة بعيوب القلب الخلقية الأخرى، وتطوير المريض للمضاعفات نتيجة للقناة الشريانية السالكة يزيد من سوء النظرة المستقبلية [2].


للمزيد: تضخم القلب


المراجع

[1] Dice, J. E., & Bhatia, J. (2007). Patent ductus arteriosus: an overview. The journal of pediatric pharmacology and therapeutics : JPPT : the official journal of PPAG, 12(3), 138–146. https://doi.org/10.5863/1551-6776-12.3.138

[2] Gillam-Krakauer M, Mahajan K. Patent Ductus Arteriosus. [Updated 2023 Aug 8]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-.https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK430758/

[3] Gillam-Krakauer, M., & Reese, J. (2018). Diagnosis and Management of Patent Ductus Arteriosus. NeoReviews, 19(7), e394–e402. https://doi.org/10.1542/neo.19-7-e394

[4] Kim, L. (n.d.). Patent Ductus Arteriosus (PDA). Medscape; WebMD. https://emedicine.medscape.com/article/891096-overview

[5] Milewicz, D. M., Carlson, A. A., & Regalado, E. S. (2010). Genetic testing in aortic aneurysm disease: PRO. Cardiology clinics, 28(2), 191–197. https://doi.org/10.1016/j.ccl.2010.01.017

[6] Rajan, P., Barwad, P., Aggarwal, P., & Rohit, M. K. (2021). Patent Ductus Arteriosus Device Closure in Interrupted Inferior Vena Cava: Challenges Overcome and Lessons Learnt: A Case Series. Heart views : the official journal of the Gulf Heart Association, 22(1), 71–75. https://doi.org/10.4103/HEARTVIEWS.HEARTVIEWS_180_20

bottom of page