فيروس سي، أعراضه، أسبابه، وعلاجه | ميدزون
top of page

الكبد وفيروسات التهاب الكبد الوبائي سي
فيروس سي

ما هو فيروس سي؟ فيروس سي مصطلح شائع يطلق على التهاب الكبد الوبائي سي (بالانجليزي: Hepatitis C) ويطلق عليه أيضاً التهاب الكبد سي، فيروس التهاب الكبد سي، وفيروس c.


تم تشخيص الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي سي لأول مرة في عام 1989، ولكن هذه العدوى كانت موجودة قبل ذلك الوقت. يعد فيروس سي من مشاكل الصحة العالمية الكبيرة، إذ يعاني 58 مليون شخص من التهاب الكبد الوبائي سي، والأعداد لا تزال في ازدياد خاصة في الأماكن التي يكثر فيها تعاطي المخدرات، والأماكن التي تحدث فيها ممارسات صحية خارجة عن الضوابط مثل المناطق المكتظة والفقيرة [1].


قائمة عناوين موضوع فيروس سي

يمكن الانتقال إلى الجزء المطلوب من موضوع فيروس سي مباشرة من خلال الضغط على الرابط المطلوب في القائمة التالية:


أسباب فيروس سي

هل فيروس سي معدي؟ نعم فيروس سي معدي. ينتقل فيروس سي عادةً عن طريق الدم، ويعد تعاطي المخدرات عن طريق الحقن أكثر طرق انتقال فيروس سي شيوعاً [2].


فيما مضى كان نقل الدم من مريض لآخر من أسباب انتقال فيروس سي الشائعة، إلا أن انتقال العدوى عن طريق نقل الدم أو أحد مشتقاته انتهت بسبب الممارسات الوقائية الشديدة والفحوصات الكثيرة التي تجرى على الدم المتبرع به قبل نقله إلى المرضى [2].


يمكن أن ينتقل فيروس سي في حالات قليلة من خلال ممارسة الجنس، وقد يزداد خطر العدوى في حالات حدوث الجروح خلال ممارسة الجنس، إذ تم العثور على المادة الوراثية الخاصة بفيروس سي في السائل المنوي والأغشية المخاطية وحتى الدموع [2].


كيف ينتقل فيروس الكبد سي؟

يمكن أن تشمل أسباب انتقال فيروس سي على ما يلي [2] [4]:

  • فيما مضى كان المرضى الذين يحتاجون لعمليات نقل الدم الدائمة مثل مرضى الهيموفيليا، والثلاسيميا، ومرضى الفشل الكلوي الذين يتعرضون لغسيل الكلى، ومرضى بعض أنواع من السرطانات من أكثر الفئات التي تصاب بالتهاب الكبد سي، إلا أن نقل الدم في معظم بلدان العالم أصبح آمناً الآن.

  • لا تزال الممارسات الصحية الخاطئة في بعض المناطق خاصة الفقيرة منها مثل استخدام الحقن الملوثة ونقص التعقيم للأجهزة الطبية مثل أجهزة التنظير وتصوير الأوعية الدموية تسبب نقل فيروس سي.

  • يعد المرضى الذين يعانون من فيروس العوز المناعي البشري (الإيدز) من أكثر الفئات المعرضة أيضاً للإصابة بفيروس سي.

  • يمكن أن ينتقل فيروس سي من الأم إلى الطفل خلال الولادة، ويعرف هذا الانتقال بالانتقال العامودي، ولكن مع الممارسات الصحية الوقائية المشددة الآن يعد خطر انتقال فيروس سي من الأم للطفل قليل ولا يتجاوز 5%.

  • استخدام أجهزة وشم وثقب الجسم الغير معقمة.

  • استخدام شفرات الحلاقة وغيرها من الأدوات الشخصية الحادة الملوثة بالدم الحامل لفيروس سي.

  • الشذوذ الجنسي.

  • وجود أكثر من شريك جنسي في نفس الوقت.



مدة حضانة فيروس سي

عند وصول فيروس سي إلى الدم يتجه مباشرة إلى الكبد ليبدأ دورة حياته هناك في خلايا الكبد قبل أن ينطلق إلى مجرى الدم مرة أخرى، ويتسبب تكاثر فيروس سي في خلايا الكبد بالتهاب الكبد، ومع مرور الوقت يمكن أن تتحول الخلايا المتضررة في الكبد إلى خلايا متليفة أي متصلبة ومشابهة لأنسجة الجروح، ولا تقوم بوظائفها الطبيعية وهذا ما يعرف بتليف الكبد [3].


تمتد فترة حضانة فيروس سي قبل أن تظهر أعراض التهاب الكبد سي بين 7 - 21 يوم، وعلى الرغم من ذلك قد لا يعاني المصاب بفيروس سي من أعراض لمدة تصل إلى خمسة أسابيع، وتعرف هذه الفترة بالفترة الصامتة، ولا يزال سبب عدم ظهور الأعراض لدى معظم المصابين بفيروس سي خلال هذه افترة غير مفهوم تماماً [3].


أعراض فيروس سي

تختلف الأعراض التي يسببها فيروس سي وفقاً لمدة وشدة العدوى والضرر الحاصل للكبد والجسم، ويمكن أن تشمل الأعراض على ما يلي [1] [2]:


أعراض فيروس سي المبكرة

في بداية العدوى غالباً ما تؤثر عدوى فيروس سي في الجلد والعضلات والمفاصل قبل أن تظهر أعراض أخرى تشير إلى الإصابة بالتهاب الكبد سي مما قد يؤخر التشخيص.


يمكن أن تشمل أعراض فيروس سي في بدايته على ما يلي:

  • الإسهال.

  • التقيؤ.

  • البول الداكن.

  • البراز الفاتح أو اللامع.

  • ألم العضلات.

  • ألم المفاصل.

  • الشعور بالتنميل في الأطراف.

  • حكة الجلد.

  • اعتلال الأعصاب الحسية، أي تلف الأعصاب التي تنقل الرسائل حول اللمس، والحرارة وغيرها من الأحاسيس للدماغ.

  • متلازمة سيكا أو متلازمة شوغرن وتعني جفاف الفم والعينين وأنسجة أخرى في الجسم مثل الأنسجة المبطنة للبلعوم مما يسبب مشاكل البلع.


أعراض فيروس سي المتقدمة

مع تقدم العدوى وزيادة تلف خلايا الكبد ونشر فيروس سي لبروتينات خاصة به في الجسم تتطور أعراض جديدة ومن هذه الأعراض ما يلي:

  • الاعتلال الدماغي الكبدي الذي يسبب تغيرات في الحالة العقلية.

  • تجمع السوائل في البطن (وذمة البطن).

  • تجمع السوائل في الكاحل (وذمة الكاحل).

  • تقيؤ الدم.

  • البراز الأسود.


أعراض ارتفاع ضغط الدم البابي

عادة لا تبدأ أعراض فيروس سي الجسدية بالظهور حتى يتطور ارتفاع ضغط الدم البابي (بالانجليزي: Portal hypertension)، أي ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئيسي الذي يزود الكبد بالدم، وتعرف هذه الحالة أيضاً بمرض الكبد اللا تعويضي.


تشمل أعراض ارتفاع ضغط الدم البابي لدى مرضى فيروس سي ما يلي:

  • اصفرار بياض العين والجلد والأظافر (اليرقان).

  • تضخم الغدد النكفية.

  • زرقة البشرة والشفاه.

  • ظهور آفات جلدية في راحة اليد.

  • الارتعاش الخافق الكبدي (بالانجليزي: Asterixis) أي رعشة اليد عندما يكون الرسغ ممدود.

  • رائحة النفس الكريهة والقوية، ويطلق على هذه الحالة علمياً النتن الكبدي (بالانجليزي: Fetor hepaticus).

  • تقفع دوبيتران، أي انحناء واحد أو أكثر من أصابع اليد تلقائياً باتجاه راحة اليد.

  • تعجر الأصابع.

  • التثدي، أي زيادة بروز الثديين.

  • تقلص الخصيتين.

  • وذمة الكاحل.

  • رأس ميدوسا، أي بروز الأوعية الدموية المحيطة بالسرة.

  • الفتق بجوار السرة.

  • تضخم الكبد والطحال.

  • شعر الجسم الباهت أو الجاف والمتكسر.

  • الأوردة العنكبوتية، وهي الأوردة الصغيرة التي تظهر زرقاء ومتشابكة تحت سطح الجلد.

  • التهاب كبيبات الكلى مما يؤدي إلى ظهور أعراض بولية مثل ألم الجانب وحرقة البول وغيرها من الأعراض.

  • الحزاز المسطح.



تشخيص فيروس سي

يساعد الفحص البدني والتعرف على الأعراض الطبيب على توجيه التشخيص باتجاه التهاب الكبد، ولكن لا يمكن تأكيد الإصابة بفيروس سي والتعرف إلى مدى تقدم الحالة وتضرر الكبد إلا من خلال إجراء العديد من الفحوصات، ومنها [2] [4]:

  • تعداد الدم الشامل (CBC).

  • تحليل وظائف الكبد (LFT).

  • التحري عن العدوى بفيروس التهاب الكبد ب من خلال الكشف عن مستضد التهاب الكبد B السطحي (HBsAg) لمعرفة إذا كان المريض يعاني أيضاً من التهاب الكبد الوبائي ب، لأن العدوى بكلا الفيروسين تزيد من تعقيد الحالة وتعقيد العلاج.

  • فحص المقايسة المناعية الإنزيمية (EIAs).

  • تحليل تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR).

  • فحص نسبة الترشيح الكبيبي في الكلى (eGFR).

  • فحص الحمل من خلال الدم للنساء اللواتي يعتقد بأنهن حوامل.

  • تحليل النمط الجيني لفيروس التهاب الكبد الوبائي سي للتعرف على النوع الفرعي من فيروس سي الذي يعاني منه المريض، لأنه توجد عدة سلالات فرعية من الفيروس.

  • تحليل الأجسام المضادة للنواة (ANA).

  • تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب.

  • خزعة الكبد.


علاج فيروس سي

في معظم الحالات لا يمكن علاج فيروس سي نهائياً، أي أن 80 - 85% من المصابين بفيروس سي سيطورون التهاب الكبد مدى الحياة، إلا أن التشخيص والعلاج المبكر يخفف من سوء العدوى [2].


يتخلص 20% من المرضى المصابين بفيروس سي من العدوى بشكل تلقائي، ولا يزال السبب خلف هذا الشفاء التام من فيروس سي غير مفهوم. كما ذكرنا سابقاً توجد عدة سلالات من فيروس سي، ويعتقد أن تحور فيروس سي لينتج سلالات جديدة وليتكاثر يؤدي إلى حدوث خلل جيني (طفرة) لدى الفيروس تؤدي إلى القضاء عليه في النهاية [3].


لا يمكن علاج فيروس الكبد سي بالعسل، أو علاج فيروس سي بالأعشاب، إنما يجب أن يتم علاج فيروس سي على يد طبيب مختص في أسرع وقت ممكن عند الشك بحدوث العدوى أو ملاحظة الأعراض لتلافي تقدم العدوى، وتطور المضاعفات مثل تليف الكبد، وسرطان الكبد.


يهدف علاج فيروس سي إلى قمع تكاثر الفيروس، والسيطرة على التهاب الكبد، وتخفيف الأعراض، ومنع تطور المضاعفات، ويمكن أن تشمل طرق علاج فيروس سي على ما يلي:


أدوية فيروس سي

تشمل الأدوية التي قد يصفها الطبيب لعلاج عدوى فيروس سي على ما يلي [2] [3]:

  • مضادات الفيروسات التي تقمع تكاثر فيروس سي، ومن هذه المضادات الفيروسية ما يلي:

  1. أومبيتاسفير (Ombitasvir).

  2. سوفوسبوفير (Sofosbuvir).

  3. ليديباسفير / سوفوسبوفير (Ledipasvir / sofosbuvir).

  4. أومبيتاسفير / باريتابريفير / ريتونافير (Ombitasvir / paritaprevir/ ritonavir).

  5. سوفوسبوفير / فيلباتاسفير (Sofosbuvir / velpatasvir).

  6. أومبيتاسفير / باريتابريفير / ريتونافير / داسابوفير (Ombitasvir / paritaprevir / ritonavir / dasabuvir).

  7. الباسفير / غرازوبريفير (Elbasvir / grazoprevir).

  8. سوفوسبوفير / فيلاتاسفير / فوكسيلابريفير (Sofosbuvir / velpatasvir / voxilaprevir).

  9. جليكابريفير / بيبرنتاسفير (Glecaprevir / pibrentasvir).

  • الإنترفيرون، وهي أدوية مقاومة للفيروسات ومعدلات مناعية تساعد على التخفيف من الضرر الذي يسببه الفيروس سي في الجسم، ومن الأمثلة على هذه الأدوية:

  1. بيغنتيرفيرون ألفا 2ب (Peginterferon alfa-2b).

  2. ريبافيرين (Ribavirin).

  3. انترفيرون ألفا 2ب (Interferon alfa-2b).

  4. الإنترفيرون المبلمر ألفا 2ب (Pegylated interferon alfa-2a).

  • ناهضات مستقبلات الثرومبوبويتين وتستخدم لتحفيز إنتاج صفائح الدم في العظم للتقليل من مشاكل تخثر الدم والنزيف، ومن الأمثلة على هذه الأدوية إلترومبوباج (Eltrombopag).


يمكن أن تختلف الأدوية التي يصفها الطبيب، أو أن تزيد شراسة البروتوكلات العلاجية إذا كان المريض يعاني من التهاب الكبد الوبائي سي والتهاب الكبد الوبائي ب معاً، او إذا كان يعاني من التهاب الكبد الوبائي سي المترافق بعدوى فيروس العوز المناعي البشري.


عملية فيروس سي

يمكن أن يساعد زرع الكبد لمرضى فيروس سي على الشفاء من عدوى فيروس سي تماماً، ولكن عدوى فيروس سي المتكررة بعد زرع الكبد أمر شائع، كما يمكن أن يحدث تليف الكبد المزروع لدى 30% من المرضى الذين تعرضوا لزرع الكبد في غضون خمس سنوات من التعرض للزراعة [2].


بالإضافة إلى ما سبق قد يتم رفض الكبد المزروع من قبل الجسم، أو قد يسبب استخدام بعض الأدوية من الإنترفيرون بعد زرع الكبد في رفض الجسم للكبد [2].


أضرار فيروس سي

تعد الأعراض التي يسببها التهاب الكبد الوبائي سي المزمن مثل الاعتلال الدماغي هي مضاعفات فيروس سي، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تتسبب عدوى فيروس سي الإصابة بتليف الكبد، وفشل الكبد لدى 20% من المرضى خلال 20 عام من التعرض للعدوى [1].


يصاب 1 - 5% من المرضى الذين يعانون من مرض فيروس سي بسرطان الكبد خلال 30 عام من التعرض للعدوى بفيروس سي، خاصة لدى المرضى الذين يفرطون في شرب الكحول، والمرضى الذين يعانون من تليف الكبد، والمرضى الذين يعانون من عدوى فيروس سي والتهاب الكبد الوبائي ب معاً [1].


للمزيد: جفاف الفم


المراجع

[1] Basit H, Tyagi I, Koirala J. Hepatitis C. [Updated 2023 Mar 26]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK430897/

[2] Dhawan, V. (n.d.). Hepatitis C [Review of Hepatitis C]. Medscape; WebMD. https://emedicine.medscape.com/article/177792-overview

[3] Li, H. C., & Lo, S. Y. (2015). Hepatitis C virus: Virology, diagnosis and treatment. World journal of hepatology, 7(10), 1377–1389. https://doi.org/10.4254/wjh.v7.i10.1377

[4] Moosavy, S. H., Davoodian, P., Nazarnezhad, M. A., Nejatizaheh, A., Eftekhar, E., & Mahboobi, H. (2017). Epidemiology, transmission, diagnosis, and outcome of Hepatitis C virus infection. Electronic physician, 9(10), 5646–5656. https://doi.org/10.19082/5646


bottom of page