الصداع العنقودي، علاجه، أعراضه، وأسبابه | ميدزون
top of page

الصداع العنقودي


رجل يعاني من الصداع العنقودي
الصداع العنقودي

الصداع العنقودي (بالانجليزي: Cluster Headache) هو نوع شديد جداً ونادر من الصداع يحدث في جانب واحد من الرأس، وغالباً ما يصفه المرضى بأنه ألم شديد خلف أو حول أو فوق العين مروراً بالصدغ (المنطقة بجانب العين).


يقدر معدل الإصابة بالصداع العنقودي بشخص واحد لكل 1000 شخص، وبسبب ندرة هذه الحالة لا تتوفر الكثير من المعلومات حول تكرارها، ويعد الصداع العنقودي أكثر شيوعاً لدى الرجال بمرتين إلى أربع مرات منه لدى النساء، وغالباً ما يصيب البالغين، إلا أنه تم تشخيص حالات صداع عنقودي لدى أطفال تقل أعمارهم عن 6 سنوات.


أسباب الصداع العنقودي

يطلق على الصداع العنقودي أيضاً صداع الهيستامين (بالانجليزي: Histamine headache)، وهو أحد أنواع الصداع الأساسية التي يعتقد أنها تحدث نتيجة وجود اضطراب في الأوعية الدموية في الرأس يتسبب في توسعها، ويطلق على هذه الأنواع النادرة من الصداع صداع العصب ثلاثي التوائم المستقل (بالانجليزي: Trigeminal autonomic cephalgia)، والعصب ثلاثي التوائم، وهو العصب القحفي الخامس المسؤول عن بعض الوظائف الحركية في الوجه، مثل: المضغ، والعض، بالإضافة إلى الوظائف الحسية.


ما يزال سبب الصداع العنقودي غير معروف، لكن ما تم إثباته أن تنشيط العصب ثلاثي التوائم في الرأس يتسبب في توسع الأوعية الدموية حوله مما يؤدي إلى نوبات الألم التي يشعر بها المريض، لكن لا يعد تنشيط العصب ثلاثي التوائم في جانب واحد من الرأس السبب القاطع خلف الإصابة بالصداع العنقودي، مما يشير إلى أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً رئيساً في حدوث نوبات الصداع العنقودي وتكرارها.


يمكن أن يكون الصداع العنقودي وراثي، إذ يرتفع خطر الإصابة به 18 مرة أكثر لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى ( أخ، أخت، أب، أم) مصابون به، لكن ما تزال طريقة توريث الجينات المسؤولة عن الإصابة بالصداع العنقودي غير معروفة.


هناك الكثير من النظريات حول أسباب الصداع العنقودي، ومنها توسع الشريان العيني الذي تمت ملاحظته من خلال تصوير الرنين المغناطيسي للمرضى خلال نوبة الصداع، بالإضافة إلى زيادة النشاط في الجيب الكهفي (شبكة من الأوردة تقع خلف العين)، بينما ربطت نظريات أخرى الساعة البيولوجية في غدة تحت المهاد (غدة في الدماغ) بتكرار نوبات الصداع، إلا أن هذه الأسباب تمت ملاحظتها في أنواع أخرى من الصداع، مما يعني أنّها ليست السبب خلف الصداع العنقودي.


أسباب هجمة الصداع العنقودي

عادة ما تبدأ هجمة الصداع العنقودي خلال النوم، وقد تم تحديد بعض العوامل التي يمكن أن تكون السبب خلف إطلاق هجمة الصداع العنقودي، ومنها:

  • السن: يعد الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 30 عاماً أكثر عرضة للإصابة بهجمات الصداع العنقودي وتكرارها.

  • تناول المواد الموسعة للأوعية الدموية، مثل الكحول.

  • التدخين.

  • الهيستامين والنيتروجلسرين (موسعات للأوعية الدموية).

  • تقلبات الفصول.

  • التعرض للإجهاد العصبي والنفسي، والتوتر.

  • بذل مجهود عضلي كبير.

  • التعرض للتغيرات البيئية، مثل: ارتفاع درجة حرارة الطقس.

  • مسببات حساسية الأنف، مثل: الغبار، ووبر الحيوانات وشعرها، وغيرهما.

  • التعرض للإصابات الرضحية في الرأس، مثل: السقوط، أو التعرض للجراحة في الرأس.



أعراض الصداع العنقودي

تتميز نوبات الصداع العنقودي بأن الصداع يحدث في جانب واحد من الرأس، ويمكن أن تتكرر النوبات ثماني مرات في اليوم في الوقت نفسه من اليوم تقريباً، وغالباً ما تحدث نوبات الصداع خلال الليل، ويمكن أن يستمر تكرار النوبات يومياً لمدة تتراوح بين أسابيع إلى شهور تليها مدة من الهدوء لا تحدث فيها نوبات الصداع العنقودي ويمكن أن تستمر فترة هدوء الصداع العنقودي لمدة تتراوح بين شهور إلى سنوات.


تقسم نوبات الصداع العنقودي وفقاً لتكرار الهجمات إلى نوعين، وهما:

  • هجمات الصداع العنقودي العرضية: تعني تعرض المريض لهجمتين من الصداع العنقودي تستمر فيها تكرار نوبات الصداع بين 7 أيام إلى سنة، وتفصل بينهما مدة خالية من الألم (هدوء) تستمر لمدة 3 أشهر على الأقل.

  • هجمات الصداع العنقودي المزمنة: تعني التعرض لنوبات الصداع العنقودي بشكل متكرر لمدة عام أو أكثر دون وجود مدة يهدأ في الألم، أو بوجود أوقات يهدأ فيها الألم لمدة تقل عن 3 أشهر.


أعراض ترافق الصداع العنقودي

تشمل الأعراض الأخرى التي يمكن أن ترافق الصداع العنقودي بالإضافة إلى الألم ما يلي:

  • احمرار ملتحمة العين (بياض العين) وتوسع الأوعية الدموية بها.

  • تدميع العين.

  • احتقان وسيلان الأنف.

  • تورم جفن العين أو تورم الجبهة أو الوجه.

  • تضيق حدقة العين (بالانجليزي: Miosis).

  • تدلي الجفن.

  • يتشابه الصداع العنقودي مع الصداع النصفي في بعض الأعراض، بما في ذلك الحساسية للأصوات والضوء والروائح.


ألم الصداع العنقودي

يتميز ألم الصداع العنقودي بالسمات الآتية:

  • الألم المفرط وشعور المريض بأن عينه تدفع للخارج.

  • الألم في جانب واحد من الرأس إما خلف العين، أو حولها، أو فوقها، أو في الصدغ.

  • استمرار الألم لمدة تتراوح بين 15 إلى 180 دقيقة.

  • تكرار نوبة الألم بين مرة كل يومين إلى ثماني مرات في اليوم.

  • انتشار الألم أحياناً إلى مناطق أخرى من الرأس، مثل: الخد، والفك، وخلف الرأس من الأسفل في منطقة التقاء أسفل الجمجمة بالفقرات العنقية (العظم القذالي).

  • في 20% من الحالات يمكن أن ينتشر الألم إلى مؤخرة العنق.

  • بقاء الصداع طوال الهجمة في الجانب نفسه من الرأس، وفي حالات نادرة يمكن أن ينتقل الألم إلى الجانب الآخر من الرأس.


تشخيص الصداع العنقودي

عادةً ما يجرى تشخيص الصداع العنقودي بعد معرفة تاريخ الصداع والأعراض التي يعاني منها المريض وإجراء الفحص البدني. لا يوجد فحص دم أو نوع تصوير خاص لتأكيد تشخيص الإصابة بالصداع العنقودي، لكن يمكن أن يجري الطبيب تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب أو تخطيط الدماغ للتأكد من عدم وجود حالات تسبب ظهور أعراض مشابهة لأعراض الصداع العنقودي.


في بعض الأحيان قد تكون هناك حاجة إلى فحص العين وأوعيتها الدموية لاستبعاد حالات العين التي يمكن أن تسبب حدوث أعراض مشابهة لأعراض الصداع العنقودى.



علاج الصداع العنقودي

يقسم علاج الصداع العنقودي إلى فئتين، وهما تخفيف شدة الصداع العنقودي، والوقاية من تكرار هجمات الصداع العنقودي في المستقبل. وتتضمن طرق علاج الصداع العنقودي الآتي:


علاج نوبة الصداع العنقودي الحاد

تعالج نوبة الصداع العنقودي الحادة، أي التي تتطور بسرعة أو خلال نوبة الألم من خلال استخدام قناع الأكسجين، وأحد أنواع أدوية التريبتان، أو أحد مشتقات الأرغوت عن طريق الحقن، أو من خلال استخدام هذه الأدوية على شكل بخاخات أنفية.


لا ينصح باستخدام الأدوية الفموية لعلاج هجمة الصداع العنقودي لأن مفعولها يحتاج إلى وقت أطول من وقت نوبة الصداع العنقودي حتى يبدأ، وتعد هذه الخطة العلاجية خط العلاج الأول لنوبة الصداع العنقودي خلال نوبة الألم والصداع. تشمل طرق العلاج للتخفيف من الألم خلال هجمة الصداع العنقودي ما يلي:

  • الأكسجين: يستجيب ما لا يقل عن 66% من مرضى الصداع العنقودي للعلاج بالأكسجين، إذ يساعد الأكسجين على إيقاف نوبة الصداع العنقودي بنسبة 100% في أقل من عشر دقائق.

  • أدوية التريبتان ( Triptan ) ومنها:

  1. زولميتريبتان (Zolmitriptan).

  2. ناراتريبتان (Naratriptan).

  3. سوماتريبتان (Sumatriptan).

  4. ريزاتريبتان (Rizatriptan).

  5. ألموتريبتان (Almotriptan).

  6. فروفاتريبتان (Frovatriptan).

  7. إليتريبتان (Eletriptan).

  • الأجسام المضادة أحادية النسيلة، ومنها جالكانيزوماب (Galcanezumab)، وهو أول دواء يحصل على الموافقة لاستخدامه في تقليل شدة الصداع العنقودي وعدد النوبات.

  • مشتقات الإرغوت، ووظيفة هذه الأدوية تضييق الأوعية الدموية في الجمجمة من خلال إرخاء العضلات الملساء للأوعية الدموية، مما يساعد على تخفيف ألم الصداع العنقودي. ومن هذه الأدوية:

  1. هيدروارجوتامين (Dihydroergotamine).

  2. ارجوتامين (Ergotamine).

  • أدوية التخدير الموضعي للتخفيف من نقل النبضات العصبية، مما يقلل من شدة ألم الصداع العنقودي. ومن هذه الأدوية: ليدوكايين (Lidocaine).


أدوية الوقاية من تكرار هجمات الصداع العنقودي

تشمل الأدوية التي تستخدم للوقاية من تكرار نوبات الصداع العنقودي في المستقبل ما يلي:

  • حاصرات قنوات الكالسيوم، تمنع هذه الأدوية توسع الأوعية الدموية في الرأس، ومنها: فيراباميل (Verapamil)، وتستخدم مع الارجوتامين أو الليثيوم.

  • كربونات الليثيوم (Lithium carbonate)، ما تزال آلية عملها في منع تكرار هجمات الصداع العنقودي غير مفهومة، لكن من الممكن أن يكون لها دور في استرخاء الأوعية الدموية وعدم توسعها.

  • مضادات الاختلاج، وما تزال آلية عملها في منع تكرار هجمات الصداع العنقودي غير مفهومة، ومن مضادات الاختلاج المستخدمة في منع تكرار هجمات الصداع العنقودي:

  1. ديفالبرويكس الصوديوم (Divalproex sodium).

  2. توبيراميت (Topiramate).

  • ميثيسيرجيد (Methysergide)، يعد هذا الدواء فعالاً للغاية في الوقاية من هجمات الصداع العنقودي، إلا أنه لم يعد يستخدم في الكثير من الدول بسبب آثاره الجانبية.

  • الكورتيكوستيرويدات فعالة للغاية في منع تكرار نوبات الصداع العنقودي خلال الهجمة الواحدة، وتعطى عادةً في الأيام الأولى من هجمة الصداع العنقودي مع الأدوية الوقائية الأخرى، مثل فيراباميل. وبعد انتهاء الهجمة يبدأ إيقاف الكورتيكوستيرويدات تدريجياً، ومن هذه الأدوية:

  1. بريدنيزون (Prednisone).

  2. بريدنيزولون (Prednisolone).


عملية الصداع العنقودي

يمكن لبعض الإجراءات الجراحية أن تساعد على الحد من تكرار هجمات الصداع العنقودي لمدة مؤقتة، لكن لا ينصح بهذه الإجراءات إلا في حالات الصداع العنقودي المزمن، ونوبات الصداع العنقودي التي لا تستجيب للعلاج بالأدوية. ومن هذه الإجراءات ما يلي:


عملية الجذ الراديوي عن طريق الجلد للعقدة الجناحية الحنكية

تنطوي عملية الجذ الراديوي عن طريق الجلد للعقدة الجناحية الحنكية (بالانجليزي: Percutaneous radiofrequency ablation of the sphenopalatine ganglion) على عمل حروق أو ندوب في العقدة الجناحية الحنكية، ويطلق عليها أيضاً العقدة الأنفية، وهي إحدى عقد الجهاز العصبي في الرأس، إذ تمنع الحروق العقدة العصبية من نقل الإشارات العصبية المسببة لألم الصداع العنقودي.


تصل نسبة نجاح الجذ الراديوي عن طريق الجلد للعقدة الجناحية الحنكية في تخفيف الصداع العنقودي إلى 50%، وقد تساعد على منع تكرار هجمات الصداع العنقودي لمدة تصل إلى 18 شهراً.


عملية حل جذر العقدة ثلاثية التوائم

تنطوي جراحة حل جذر العقدة ثلاثية التوائم (بالانجليزي: Trigeminal gangliorhizolysis) على بضع جذر العقدة ثلاثية التوائم بالترددات الراديوية لمنع الإشارات العصبية من المرور عبرها والتسبب بالألم.


تصل نسبة نجاح عملية حل جذر العقدة ثلاثية التوائم في تخفيف الألم وعدد هجمات الصداع العنقودي إلى 83%، لكن فعاليتها على المدى البعيد في توفير الراحة للمريض ما تزال غير معروفة بسبب ندرة حالات الصداع العنقودي وعدم توفر البيانات الكافية.


عمليات الصداع العنقودي الأخرى

هناك بعض الإجراءات الجراحية الأخرى، مثل: التحفيز العميق للدماغ باستخدام الأقطاب، والجذ باستخدام سكين غاما لعلاج الصداع العنقودي، لكن لا ينصح بها لانطوائها على الكثير من المخاطر والمضاعفات.


لم يثبت أن لاستخدام حقن توكسين البوتولينيوم (Botulinum Toxin)، التي تعرف بشكل شائع بحقن البوتوكس لاحصار الأعصاب (شل العصب بشكل مؤقت) المرتبطة بالصداع العنقودي أي فعالية في التخفيف من شدة الصداع العنقودي أو تقليل تكرار الهجمات.


الوقاية من الصداع العنقودي

لا يمكن الوقاية من الصداع العنقودي لأن أسبابه غير معروفة، لكن يمكن التقليل من تكرار هجمات الصداع العنقودي من خلال تجنب مسببات الصداع المعروفة، ومنها ما يأتي:

  • عدم الحصول على عدد ساعات نوم كافٍ.

  • التعرض للتوتر العاطفي أو النفسي القوي.

  • شرب الكحول.

  • النشاط البدني المفرط.

  • التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة.

  • التعرض للإضاءة الساطعة أو الوامضة.

  • تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.

  • التدخين.

  • الروائح القوية، خاصة روائح مذيبات الطلاء.

  • الجفاف وعدم شرب ما يكفي من السوائل.



المراجع

  1. Kandel SA, Mandiga P. Cluster Headache. [Updated 2021 Jun 29]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2021 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK544241/

  2. Matharu M. (2010). Cluster headache. BMJ clinical evidence, 2010, 1212. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2907610/

  3. Lovshin LL. Clinical caprices of histaminic cephalalgia. Headache 1961;1:7–10. https://headachejournal.onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1111/j.1526-4610.1961.hed0103007.x

  4. Bahra A, May A, Goadsby PJ. Cluster headache: a prospective clinical study with diagnostic implications. Neurology 2002;58:354–361. https://n.neurology.org/content/58/3/354.short

  5. Blanda, M. (n.d.). Cluster Headache. Medscape. https://emedicine.medscape.com/article/1142459-overview#a5


bottom of page