د.نضال البستنجي
ما هو سرطان البروستاتا؟ يحدث سرطان البروستاتا (بالانجليزي: Prostate Cancer) عندما تبدأ خلايا غدة البروستاتا في النمو والتراكم بشكل خارج عن السيطرة بسبب تحولها لخلايا سرطانية وعدم موتها، مما يسبب تشكل ورم البروستاتا الخبيث.
توجد غدة البروستاتا اسفل المثانة أمام المستقيم، وتصنع بداخلها جزءاً من السائل المنوي، وتقع خلفها الحويصلات المنوية التي تصنع معظم السائل المنوي، ويمر عبرها مجرى البول الذي ينقل السائل المنوي والبول إلى خارج الجسم.
يقسم سرطان البروستات إلى درجات وفقاً لشكل الخلايا السرطانية تحت المجهر، ويقسم إلى مراحل وفقاً لحجم ورم البروستات الخبيث، وما إذا كان السرطان قد انتشر لخارج البروستاتا أم لا، وفي هذه الحالة يسمى سرطان البروستاتا المنتشر أو النقيلي.
يقسم سرطان البروستات إلى عدة أنواع وفقاً لنوع الخلايا التي بدأ فيها السرطان في غدة البروستاتا، وتساعد معرفة نوع سرطان البروستاتا في تحديد العلاج الذي يحتاج إليه المريض، ويمكن أن تشمل أنواع سرطان البروستاتا ما يلي:
السرطانة الغدية العنيبية (بالانجليزي: Acinar adenocarcinoma) هي السرطان الذي يبدأ في الخلايا التي تبطن غدة البروستاتا.
تعد السرطانة الغدية العنيبية من أكثر أنواع سرطان البروستاتا شيوعاً، ويصاب بها تقريباً كل المرضى الذين يعانون من سرطان البروستاتا.
تبدأ السرطانة الغدية القنوية (بالانجليزي: Ductal adenocarcinoma) في الخلايا التي تبطن قنوات أو أنابيب البروستاتا ، ويميل هذا النوع من سرطان البروستاتا للانتشار في الجسم بسرعة أكبر من السرطانة الغدية العنيبية.
يطلق على سرطان الخلايا الانتقالية (بالانجليزي: Transitional cell cancer) أيضاً سرطان الظهارة البولية (بالانجليزي: Urothelial cancer).
يبدأ سرطان الخلايا الانتقالية في الخلايا التي تبطن مجرى البول (الإحليل)، وعادةً ما يبدأ هذا السرطان في المثانة وينتقل إلى البروستاتا، ونادراً ما يبدأ في البروستاتا.
يتطور سرطان الخلايا الحرشفية (بالانجليزي : Squamous cell cancer) في الخلايا المسطحة التي تغطي البروستاتا، ويميل إلى النمو والانتشار بسرعة أكبر من السرطانات السابقة.
يتكون سرطان الخلايا الصغيرة البروستاتي (بالانجليزي: Small cell prostate cancer) من خلايا صغيرة دائرية، وهو نوع من أنواع السرطانات الصماوية العصبية، أي لديه خصائص الغدد وخصائص الأعصاب معاً.
هناك أنواع أخرى نادرة من سرطان البروستاتا، منها الأورام الصماوية العصبية (بالانجليزي: Neuroendocrine tumours or NETs)، و الساركوما (بالانجليزي: Sarcoma).
للمزيد: ضعف الانتصاب
ما يزال سبب سرطان البروستاتا الرئيس غير معروف، لكن يمكن لبعض العوامل أن تساهم في تحويل خلايا البروستاتا إلى خلايا سرطانية، ولا يعني وجود أي من هذه العوامل أن الشخص سيصاب بسرطان البروستاتا، ومن هذه العوامل ما يلي :
الطفرات الجينية: الطفرات الجينية هي التغيرات التي تسبب تغييرات في طريقة عمل جينات معينة، منها : طفرات الجينات المسرطنة التي تساعد الخلايا في النمو والانقسام والبقاء على قيد الحياة والتراكم لتشكيل ورم، أو نتيجة حدوث تغيرات في الجينات الكابتة للورم، أي التي توقف انقسام الخلايا وتكون الأورام.
السن: يزداد خطر الإصابة بورم البروستاتا الخبيث بعد سن الخمسين.
العرق: يعد الرجال من الأصول الإفريقية أكثر عرضة للإصابة بالسرطان في البروستاتا من غيرهم.
التاريخ العائلي: يزداد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا إذا كان هناك تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان في البروستاتا، مما يشير إلى أنّه قد يكون هناك عامل وراثي يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، إذ تزيد إصابة الاقارب من الدرجة الأولى (أب، أو أخ) من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، خاصة وجود أخ مصاب بسرطان البروستات، إلا أن معظم الرجال الذين يعانون من سرطان البروستات لا يكون لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان في البروستاتا.
تشمل العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا على ما يلي:
السمنة.
ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون المستمرة.
بعض أنواع العدوى مثل عدوى الكلاميديا، والسيلان، والزهري، وعدوى فيروس الورم الحليمي البشري المسبب للثآليل التناسلية.
لا توجد علاقة بين سرطان البروستاتا والعادة السرية.
يرتبط سرطان البروستاتا بشكل عام باتباع النظام الغذائي الغربي، ويمكن أن تشمل الأطعمة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات على ما يلي:
لا يقلل تناول مكملات الفيتامينات من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، بل العكس قد تزيد بعض الفيتامينات من خطر الإصابة بسرطان البروستات.
يرتبط تناول كميات كبيرة من الكالسيوم بازدياد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
تزيد الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الدهون المتحولة، ومنتجات الأليان من خطر الإصابة بالسرطان في البروستاتا.
انخفاض مستوى فيتامين د في الدم.
زيادة تناول اللحوم الحمراء.
غالباً لا يسبب سرطان البروستاتا أعراض في المراحل المبكرة، وعند ظهور الأعراض فإنها تتشابه مع أعراض تضخم البروستاتا الحميد، بالإضافة إلى أعراض أخرى، وتشمل أعراض سرطان البروستاتا المبكرة ما يلي:
ألم خفيف أسفل الحوض.
كثرة التبول.
صعوبة التبول، أو صعوبة الحفاظ على تدفق البول.
ألم عند التبول، أو حرقان البول.
دم في البول (البيلة الدموية).
ألم عند القذف.
ألم أسفل الظهر، أو الوركين، أو أعلى الفخذين.
فقدان الشهية.
فقدان الوزن.
ألم العظام.
دم في السائل المنوي.
تشمل أعراض سرطان البروستاتا في مراحله المتقدمة ما يلي:
الهزل وضعف العضلات، وفقدان الوزن الشديد.
ألم العظام.
جلطات الأوردة العميقة.
اعتلال الأعصاب.
تورم الأطراف السفلية بسبب تراكم السوائل الليمفاوية في أنسجتها (وذمة الساق).
تضخم المثانة بسبب انسداد مخرجها.
ينطوي تشخيص سرطان البروستاتا على معرفة التاريخ الطبي والعائلي للمريض، وإجراء الفحص السريري، وتشمل طرق تشخيص سرطان البروستاتا ما يلي:
فحص المستضد البروستاتي النوعي (بالانجليزي: Prostate specific antigen test or PSA test)
، يجرى تحليل PSA عن طريق تحليل الدم للكشف عن مستويات بروتين خاص يعرف بمستضد البروستاتا النوعي الذي يصنع فقط من سرطان البروستاتا والبروستاتا، لكن كمياته التي تصنع في بروستاتا الرجل السليم تكون قليلة جداً، ويمكن أن تشير المستويات المرتفعة من المستضد البروستاتي النوعي إلى تضخم البروستاتا الحميد والخبيث، والتهاب البروستاتا أيضاً.
فحص المستقيم الرقمي للتحقق من وجود انتفاخ أو سمك غير طبيعي في البروستاتا.
إجراء خزعة البروستاتا لأخذ عينة من أنسجة البروستاتا وفحصها.
للمزيد: الناسور الشرجي
تشمل طرق علاج سرطان البروستاتا بالإضافة إلى العلاج الإشعاعي ما يلي:
تشمل أنواع عملية سرطان البروستاتا ما يلي:
جراحة استئصال البروستاتا المفتوحة.
استئصال البروستاتا بالمنظار.
عملية استئصال البروستاتا عبر الإحليل (بالانجليزي: Transurethral resection of the prostate or TURP).
يطلق على هذ التقنية العلاجية بشكل شائع اسم الجراحة بالتبريد أو الاستئصال بالتبريد، وتنطوي على استخدام درجات حرارة شديدة البرودة لقتل الخلايا السرطانية ومعظم غدة البروستاتا، وعلى الرغم من تسمية هذه التقنية بالجراحة، إلا أنها في الواقع ليست نوعاً من الجراحة.
يطلق على العلاج الهرموني مصطلح علاج كبت الإندروجينات، والهدف من هذا العلاج هو تقليل مستويات هرمونات الذكورة المسماة بالأندروجينات في الجسم، أو منعها من تغذية خلايا سرطان البروستاتا.
تستخدم ادوية العلاج الكيميائي التي تحقن في الوريد، أو تعطى على شكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم لقتل خلاياسرطان البروستاتا. يستخدم العلاج الكيميائي لسرطان البروستات إذا لم ينجح العلاج الهرموني وانتشر السرطان إلى خارج البروستاتا، وتشمل أدوية العلاج الكيميائي لسرطان البروستاتا ما يلي :
كابازيتاكسيل (Cabazitaxel).
إستراموستين (Estramustine).
دوسيتاكسيل (Docetaxel).
ميتوكسانترون (Mitoxantrone).
ينطوي العلاج الموجه على استخدام عقاقير لتحديد الخلايا السرطانية في البروستاتا ومهاجمتها، لكنها لا تلحق الكثير من الأذى بالخلايا السليمة، ويعمل كل نوع من أنواع العلاج الموجه بشكل مختلف على الخلية السرطانية من الداخل، لكنها جميعها في النهاية تغير طريقة انقسام الخلية السرطانية، وإصلاحها لنفسها، وتفاعلها مع الخلايا الأخرى.
مثبطات بوليميريز ريبوز بولي ثنائي فسفات الأدينوزين (بالانجليزي: Poly ADP-ribose polymerase inhibitors or PARP inhibitors) من أدوية العلاج الموجه المستخدم في علاج سرطان البروستاتا، ومن أنواعه:
روكاباريب (Rucaparib): يستخدم في الحالات المتقدمة عند عودة سرطان البروستاتا بعد العلاج الكيميائي، أو العلاج الهرموني.
أولاباريب (Olaparib): يستخدم في علاج الحالات المتقدمة من سرطان البروستات الذي نما بعد تجربة العلاج الهرموني، أو بعد استئصال الخصية.
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من سرطان البروستاتا، لكن يمكن للنصائح التالية أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وتحسين الصحة بشكل عام :
الحفاظ على وزن مثالي للجسم.
اتباع نظام غذائي صحي.
ممارسة التمارين الرياضية.
استخدام الستاتين ( Statin ) المستخدم في علاج ارتفاع كوليسترول الدم.
استخدام دواء ميتفورمين (Metformin) المستخدم في علاج مرض السكري.
استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل سيليكوكسيب (Celecoxib).
استخدام الأسبرين ( Aspirin ) العادي.
بشكل عام يعد الاكتشاف المبكر لسرطان البروستاتا المفتاح لزيادة مدة بقاء المريض على قيد الحياة، وتلافي انتشار السرطان لأعضاء الجسم الأخرى.
تعتمد مدة بقاء المريض على قيد الحياة لأكثر من خمس سنوات (الشفاء من سرطان البروستاتا) على نوع ودرجة السرطان، بالإضافة إلى بعض العوامل الفردية. لا تعني كلمة الشفاء من سرطان البروستاتا بأن المريض سيتعافى كلياً، ولكنها تعني بقاء المريض لأكثر من خمس سنوات تهدأ خلالها الأعراض، وتعرف هذه الفترة بفترة الغفران.
تكتشف 80-85% من حالات سرطان البروستاتا في المراحل التي تسبق انتشار السرطان، أي عندما يكون السرطان محصور في أنسجة غدة البروستاتا وما حولها وهي المرحلة الأولى والثانية والثالثة، وتصل نسبة البقاء على قيد الحياة لأكثر من خمس سنوات إلى 100% لدى هذه الفئات.
بعد انتشار سرطان البروستاتا، أي في المرحلة الرابعة ينخفض معدل البقاء على قيد الحياة لأكثر من خمس سنوات إلى 28% ولكن هذه النسبة قابلة للارتفاع مع العلاج.
للمزيد: القذف العكسي
Leslie SW, Soon-Sutton TL, Sajjad H, et al. Prostate Cancer. [Updated 2022 Feb 14]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK470550/
Sivaraman, A., & Bhat, K. (2017). Screening and Detection of Prostate Cancer-Review of Literature and Current Perspective. Indian journal of surgical oncology, 8(2), 160–168. https://doi.org/10.1007/s13193-016-0584-3
Gann P. H. (2002). Risk factors for prostate cancer. Reviews in urology, 4 Suppl 5(Suppl 5), S3–S10. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1476014/
Kaiser, A., Haskins, C., Siddiqui, M. M., Hussain, A., & D'Adamo, C. (2019). The evolving role of diet in prostate cancer risk and progression. Current opinion in oncology, 31(3), 222–229. https://doi.org/10.1097/CCO.0000000000000519
Chen, H., Liu, X., Brendler, C. B., Ankerst, D. P., Leach, R. J., Goodman, P. J., Lucia, M. S., Tangen, C. M., Wang, L., Hsu, F. C., Sun, J., Kader, A. K., Isaacs, W. B., Helfand, B. T., Zheng, S. L., Thompson, I. M., Platz, E. A., & Xu, J. (2016). Adding genetic risk score to family history identifies twice as many high-risk men for prostate cancer: Results from the prostate cancer prevention trial. The Prostate, 76(12), 1120–1129. https://doi.org/10.1002/pros.23200
Coogan, P. F., Kelly, J. P., Strom, B. L., & Rosenberg, L. (2010). Statin and NSAID use and prostate cancer risk. Pharmacoepidemiology and drug safety, 19(7), 752–755. https://doi.org/10.1002/pds.1970