أم الدم الأبهرية، أعراضها، أسبابها، وعلاجها | ميدزون
top of page

أم الدم الأبهرية


نظام الدورة الدموية
أم الدم الأبهرية

ما هي أم الدم الأبهرية؟ أم الدم الأبهرية (بالانجليزي: Abdominal Aortic Aneurysm or AAAs) ويطلق عليها أيضاً توسع الشريان الأبهر، أو أم الدم البطنية، أو تمدد الشريان الأورطي هي التمدد الغير طبيعي لجدار الشريان الأبهر وانتفاخه بنسبة 150% على الأقل مقارنة بقطر الشريان الأبهر الطبيعي [5].


الشريان الأبهر أو الأورطي أو الوتين هو أكبر شريان في الجسم يمتد عبر البطن والصدر ليوزع الدم في جميع أنحاء الجسم. تعد أم الدم الأبهرية من الحالات الخطيرة التي تحتاج للمراقبة والعلاج، لأن تمزق التمدد الحاصل للشريان الأبهر يسبب الوفاة السريعة المفاجئة [5]. ستتم مناقشة أم الدم الأبهرية البطنية في هذا المقال، لأن أم الدم الأبهرية يمكن أن تحدث في الصدر أيضاً.


قائمة عناوين موضوع أم الدم الأبهرية

يمكن الانتقال إلى الجزء المطلوب من موضوع أم الدم الأبهرية مباشرة من خلال الضغط على الرابط المطلوب في القائمة التالية:


أسباب أم الدم الأبهرية

لا يوجد سبب رئيسي مباشر يسبب أم الدم الأبهرية، إنما يرتبط تمدد الشريان الأبهر بالعديد من العوامل التي تزيد من خطر تمدده، ومن هذه العوامل ما يلي [1] [3] [5]:

  • السن، إذ يعد الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عام أكثر عرضة للإصابة بأم الدم الأبهرية.

  • الجنس، إذ تعد أم الدم الأبهرية عند الرجال أكثر شيوعاً منها لدى النساء بأربعة إلى ستة مرات أكثر.

  • العرق، إذ يعد الأشخاص ذوي البشرة البيضاء أكثر عرضة للإصابة بأم الدم الأبهرية من غيرهم من الأعراق.

  • المعاناة من تصلب الشرايين خاصة مرض الشريان التاجي.

  • ارتفاع ضغط الدم.

  • التدخين.

  • التاريخ العائلي من المعاناة من أم الدم الأبهرية.

  • فرط كوليسترول الدم.

  • وجود تاريخ مسبق من تسلخ الشريان الأبهر.

  • المعاناة من عدوى فيروس العوز المناعي البشري - الإيدز.

  • مرض الزهري.

  • أمراض النسيج الضام التي تؤثر على جدران الأوعية الدموية مثل:

  1. متلازمة إهلرز دانلوس.

  2. متلازمة مارفان.

  3. متلازمة لويز ديتز.

  • الصمام الأبهري ثنائي الشرف

  • متلازمة تيرنر.

  • الاختلالات في الشرايين المرافقة لأمراض القلب الخلقية.



أسباب تمزق أم الدم الأبهرية

يوجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر تمزق التمدد الحاصل لجدار الشريان الأبهر، ومن هذه العوامل ما يلي [3]:

  • الجنس، حيث يعد تمزق أم الدم الأبهرية عند النساء أكثر منه لدى الرجال.

  • التدخين.

  • ارتفاع ضغط الدم.

  • شرب الكحول.

  • مقدار التمدد في جدار الشريان الأبهر، وسرعة زيادة هذا التمدد، والضغط الحاصل على جدار الشريان.

  • زيادة تصلب جدار الشريان بسبب تراكم لويحات الكوليسترول بين طبقات جدار الشريان الأبهر.

  • مساحة الجسم، أي الوزن بالنسبة للطول، فكلما ازدادت مساحة الجسم كلما ازداد خطر انفجار أم الدم الأبهرية.


تشابه أم الدم الأبهرية البالون المنتفخ في جدار الشريان، فكلما زاد نفخ الهواء داخل البالون يزداد حجمه، ويزداد الضغط على جدرانه وتقل سماكتها ويصبح معرض للانفجار أكثر، وهذا واقع الحال مع أم الدم الأبهرية ولكن مع استبدال الهواء بالدم.


أعراض أم الدم الأبهرية

في معظم الحالات لا تسبب أم الدم الأبهرية أية أعراض، وغالباً ما يتم اكتشاف التمدد في جدران الشريان الأبهر بالصدفة خلال فحوصات تصوير البطن لغايات أخرى غير أم الدم الأبهرية، وقد يكون العرض الوحيد لأم الدم الأبهرية في أقل من نصف الحالات هو الشعور بالنبض أو الخفقان في البطن فقط ولا يعد هذا العرض حاسم [2] [4].


يسبق انفجار التمدد في جدار الشريان الأبهر تسلخ الشريان الأبهر، أي التشقق في بطانة الشريان الأبهر التي بدورها تزيد من خطر احتباس كريات الدم الحمراء والصفائح في هذه التشققات، ومع مرور الوقت يمكن أن تتشكل جلطة دموية في المنطقة المتسلخة تسد الشريان الأبهر [2].


في أحيان كثيرة يمكن أن تنفصل الجلطة عن جدار الشريان الأبهر وتنتقل مع مجرى الدم لتسبب انسداد في الأوعية الدموية في أي جزء آخر من الجسم مثل الدماغ والرئة، خاصة الأوعية الدموية في الأطراف مثل الساقين [2].


أعراض تمزق أم الدم الأبهرية

يبدأ ظهور الأعراض عند تمزق أم الدم الأبهرية، أي عندما يبدأ النزيف الشديد والمفاجئ في الجسم، مما يؤدي إلى صدمة نقص حجم الدم في معظم الحالات بسرعة شديدة [4].


يموت ما يقارب 65% من المرضى الذين يعانون من انفجار أم الدم الأبهرية نتيجة انهيار القلب والأوعية الدموية قبل الوصول إلى المستشفى، ويعد الإغماء العرض الأكثر شيوعاً لتمزق أم الدم الأبهرية [4].


يمكن أن تشمل أعراض تمزق أم الدم الأبهرية على ما يلي [4]:

  • الألم الشديد المفاجئ والمستمر في الخاصرة، أو أسفل البطن، أو أعلى الفخذ إذا كان المريض غير فاقد للوعي.

  • أعراض صدمة نقص حجم الدم (بالانجليزي: Hypovolemic shock) نتيجة للنزيف الشديد، ويمكن أن تشمل أعراضها على:

  1. زرقة وتبقع البشرة.

  2. شحوب البشرة.

  3. برودة الجسم.

  4. الغثيان والدوخة.

  5. الارتباك وعدم القدرة على التركيز.

  6. سرعة ضربات القلب.

  7. انخفاض ضغط الدم.

  8. الإغماء.


قد لا يعاني بعض المرضى في بداية تمزق الشريان الأبهر من انخفاض العلامات الحيوية أي انخفاض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب نتيجة لاحتواء تجمع الدم (الورم الدموي) خلف جدار البطن (الصفاق)، ولكن مع مرور الوقت وزيادة فقدان الدم تتغير هذه الأعراض.



معدل خطر تمزق أم الدم الأبهرية

في الوضع الطبيعي يقل قطر الشريان الأبهر البطني عن 3 سم، وتشمل العوامل التي تزيد من خطر تمزقه على ما يلي [1] [3]:


حجم تمدد الشريان الأبهر

يعد حجم أو مدى التمدد في الشريان الأبهر وزيادة قطره عن 3 سم أكبر عامل خطر لتمزقه.


يبلغ خطر تمزق أم الدم الأبهرية بالنسبة لقطر الشريان الأبهر ما يلي:

  • عندما يقل قطر أم الدم الأبهرية أو يساوي 4.0 سم، فإن خطر تمزقها هو 0 %.

  • عندما يتراوح قطر أم الدم الأبهرية بين 4.0 - 4.9 سم فإن خطر تمزقها يتراوح بين 0.5 - 5.0%.

  • عندما يتراوح قطر أم الدم الأبهرية بين 5.0 - 5.9 سم فإن خطر تمزقها يتراوح بين 3.0 - 15.0%.

  • عندما يتراوح قطر أم الدم الأبهرية بين 6.0 - 6.9 سم فإن خطر تمزقها يتراوح بين 10.0 - 20.0%.

  • عندما يتراوح قطر أم الدم الأبهرية بين 7.0 - 7.9 سم فإن خطر تمزقها يتراوح بين 20.0 - 40.0%.

  • عندما يزيد قطر أم الدم الأبهرية عن 8.0 سم فإن خطر تمزقها يتراوح بين 30.0 - 50.0% وأكثر.


معدل التمدد في جدار الشريان الأبهر

كلما ازداد معدل التمدد في جدار الشريان الأبهر كلما ازداد خطر تمزق أم الدم الأبهرية. على سبيل المثال عندما تتوسع أم الدم الأبهرية الصغيرة بمعدل 0.5 سم خلال الستة أشهر التالية فإن خطر تمزقها يزداد.


يعد معدل الزيادة في توسع أم الدم الأبهرية أكبر لدى المدخنين، والمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الغير منضبط بالعلاج، أو الخارج عن السيطرة.



تشخيص أم الدم الأبهرية

لا تفيد الفحوصات المخبرية في تشخيص أم الدم الأبهرية، وقد تساعد فحوصات التصوير في اكتشاف التمدد في جدار الشريان الأبهر، ومن هذه الفحوصات ما يلي [4]:

  • تصوير البطن بالموجات الفوق صوتية (الألتراساوند).

  • التصوير بالأشعة السينية، ولكنها غير دقيقة في تشخيص تمدد الشريان الأبهر.

  • التصوير المقطعي المحوسب للبطن.

  • تصوير الأوعية الدموية الكلاسيكي.

  • التصوير المقطعي المحوسب للشريان الأبهر في البطن (CTA).

  • تصوير البطن بالرنين المغناطيسي.


علاج أم الدم الأبهرية

تعد الجراحة الحل الوحيد لعلاج تمدد أم الدم الأبهرية. في حالات أم الدم الأبهرية التي يكون خطر تمزقها متدني يفضل الأطباء مراقبتها عن كثب دون تدخل جراحي، مع وقف التدخين للمدخنين، والتقليل من العوامل التي ترفع ضغط الدم، واستخدام أدوية حاصرات بيتا لعلاج ارتفاع ضغط الدم للتخفيف من تقدم تمدد أم الدم الأبهرية، حيث أظهرت هذه الأدوية فائدة كبيرة في إبطاء تمدد أم الدم الأبهرية [1].


تحتاج أم الدم الأبهرية المتمزقة إلى التدخل الجراحي الطارئ والسريع لإصلاح التمزق في الشريان الأبهر [4].


كلما تم إصلاح التمدد في الشريان الأبهر مبكراً كلما كانت مخرجات أم الدم الأبهرية أفضل. تشمل طرق إصلاح أم الدم الأبهرية المتمددة لإصلاح التسلخ والتمدد في جدار الشريان الأبهر، وإصلاح أم الدم الأبهرية المتمزقة على ما يلي [1] [4]:


عملية أم الدم الأبهرية المفتوحة

في إصلاح أم الدم الأبهرية المفتوح ويطلق عليها أيضاً جراحة استكشاف البطن (بالانجليزي: Laparotomy) يتم شق جدار البطن للوصول للتمدد أو التمزق في جدار الشريان الأبهر، والتخلص من تجمع الدم في البطن.


تعد العملية المفتوحة النهج المفضل لإصلاح أم الدم الأبهرية سواء لإصلاح التمدد أو التمزق لأنها تسمح للجراح بتقييم حالة الشريان وما حوله، وتحديد مكان التمدد أو التمزق وإصلاحه بدقة.


عند الوصول لأم الدم الأبهرية المتمددة أو المتمزقة تتم إعادة بناء الجزء التالف من الشريان الأبهر بعدة طرق ومنها:

  • أخذ طعم أي جزء من تفرع الشريان الأورطي في الشريان الحرقفي (بالانجليزي: Aortic iliac bifurcation graft) ووضعه مكان الجزء المتمزق من الشريان الأبهر.

  • استخدام أنبوب مكان الجزء المتمزق من الشريان الأبهر.

  • مجازة الشريان الأبهري الفخذي (بالانجليزي: Aortofemoral bypass) أي أخذ جزء من الشريان الفخذي وربطها بالشريان الأبهر لتجاوز منطقة التمدد أو التمزق، أي الالتفاف حولها.


عملية أم الدم الأبهرية بالمنظار

عندما لا يكون المريض مؤهل لإصلاح أم الدم الأبهرية المفتوح مثل في حالات معاناة المريض من الانسداد الرئوي المزمن، أو الفشل الرئوي ينصح بإجراء إصلاح الأوعية الدموية (بالانجليزي: Endovascular Repair or EVAR) بالمنظار.


يتم الوصول إلى التمدد في الشريان الأبهر من خلال الأوعية الدموية في الفخذ باستخدام قسطرة لوضع دعامة في منطقة التمدد لحمايتها من الانفجار من خلال تقوية الجزء المتمدد من جدار الشريان الأبهر، ويتبع وضع الدعامة وضع طعم داخل الشريان، أي أنبوب مصنوع من البوليستر أو الغورتيكس.


أضرار أم الدم الأبهرية

تعد النظرة المستقبلية لأم الدم الأبهرية المتمزقة سيئة للغاية، حيث يموت أكثر من 65% من المرضى قبل الوصول للمستشفى، ويموت 50% من المرضى عند وصولهم للمستشفى نتيجة صدمة نقص حجم الدم، أما الذين يبقون على قيد الحياة فيعانون من نسبة مراضة ومضاعفات مرتفعة [5].


يعتمد أيضاً معدل البقاء على قيد الحياة للمرضى الذين يعانون من أم الدم الأبهرية على الأمراض الأخرى التي يعانون منها مثل أمراض القلب، وتشير التقديرات إلى أن 70% من المرضى يبقون على قيد الحياة لأكثر من خمس سنوات عند إصلاح التمدد في الشريان الأبهر مبكراً قبل تقدم التمدد أو تمزقه [5].


تشمل المضاعفات المحتملة لأم الدم الأبهرية ولتمزقها على ما يلي [2] [5]:

  • النزيف القاتل.

  • جلطة القلب.

  • الورم الدموي البطني.

  • متلازمة الحيز البطني، أي ارتفاع الضغط داخل البطن مما يسبب الضغط الشديد داخل البطن وانقطاع تدفق عن أعضاء البطن.

  • جلطات الأطراف التي قد تتطور إلى الحاجة إلى بتر الطرف.

  • جلطة القولون.

  • الالتهاب الرئوي.

  • انسداد الأمعاء.

  • الفشل الكلوي.

  • متلازمة الإصبع الأزرق، أي انقطاع تدفق الدم إلى الأصابع خاصة في القدمين.

  • القيلة اللمفية، أي تجمع السوائل الليمفاوية في أنسجة أعضاء البطن.

  • الوفاة.



المراجع

[1] Aggarwal, S., Qamar, A., Sharma, V., & Sharma, A. (2011). Abdominal aortic aneurysm: A comprehensive review. Experimental and clinical cardiology, 16(1), 11–15. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3076160/#:~:text=An%20abdominal%20aortic%20aneurysm%20(AAA,aneurysm%20(1%2C2).

[2] Levy D, Goyal A, Grigorova Y, et al. Aortic Dissection. [Updated 2023 Apr 23]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK441963/

[3] Mathur, A., Mohan, V., Ameta, D., Gaurav, B., & Haranahalli, P. (2016). Aortic aneurysm. Journal of translational internal medicine, 4(1), 35–41. https://doi.org/10.1515/jtim-2016-0008

[4] Rahimi, S. (n.d.). Abdominal Aortic Aneurysm [Review of Abdominal Aortic Aneurysm]. Medscape; WebMD. https://emedicine.medscape.com/article/1979501-overview

[5] Shaw PM, Loree J, Gibbons RC. Abdominal Aortic Aneurysm. [Updated 2023 Mar 21]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK470237/


bottom of page