د.نضال البستنجي

أضرار الفسفور الأبيض

أضرار الفسفور الأبيض

تحتوي قنابل الفسفور الأبيض (بالانجليزي: White phosphorus or WP) على مادة الفسفور الأبيض الصناعية وهي مادة كيميائية ذات لون أصفر خفيف لذا يشار إليها أيضاً باسم الفسفور الأصفر أو القنابل الفسفورية. للفسفور الأبيض قابلية عالية للتفاعل مع الهواء الجوي، أما قابليته للذوبان في الماء فهي سيئة ولكنه قابل للذوبان في بعض المذيبات مثل البنزين والدهون مثل الزيوت مما يزيد من قابلية اختراقه للملابس وبقاءه على الجلد والتسبب بالمزيد من الضرر [4] [5].

يتفاعل الفسفور الأبيض مع الماء ليكون مركب غازي سام يطلق عليه غاز الفوسفين (PH3) ويزيد الماء أيضاً من معدل تبخر الفسفور الأبيض في الهواء، ويعد غاز الفوسفين سام للجهاز العصبي المركزي والكبد، لذا يجب تجنب استخدام الماء لإطفاء قنابل الفسفور الأبيض، إلا إذا كان استخدام الماء لغايات الغمر التام وعدم تعريض قنابل غاز الفسفور الأبيض للهواء الجوي مرة أخرى [5].

قائمة عناوين موضوع أضرار الفسفور الأبيض

يمكن الانتقال إلى الجزء المطلوب من موضوع ضرار الفسفور الأبيض مباشرة من خلال الضغط على الرابط المطلوب في القائمة التالية:

  • استخدامات الفسفور الأبيض

  • أضرار الفسفور الأبيض

  1. حروق الفسفور الأبيض

  2. الاختناق بدخان الفسفور الأبيض

  3. أضرار الفسفور الأبيض الأخرى

  • العلاج بعد التعرض للفسفور الأبيض

  1. علاج حروق الفسفور الأبيض

  2. علاج الاختناق بدخان الفسفور الأبيض

  • المراجع

استخدامات الفسفور الأبيض

يستخدم الفسفور بشكل عام للعديد من الغايات بما في ذلك صناعة الأسمدة، ويستخدم لغايات عسكرية لتفريق التجمعات وغيرها من الغايات بسبب دخانه الكثيف، وتشمل الاستخدامات الأخرى للفسفور الأبيض على ما يلي [5]:

  • إنتاج حامض الفوسفوريك.

  • مواد مضافة إلى الأغذية والمشروبات.

  • صناعة مواد التنظيف.

  • صناعة الألعاب النارية.

للمزيد: التبرع بالدم

أضرار الفسفور الأبيض

يتسبب الفسفور الأبيض بالعديد من الأضرار الجسدية بما في ذلك أضرار الجهاز العصبي المركزي، والعينين، وتهيج الجهاز التنفسي، إذ يمكن لدخان الفسفور الأبيض وغاز الفوسفين الناجم عن انفجار قنابل الفسفور الأبيض أن تسبب تهيج الجهاز التنفسي للأشخاص المحيطين بها في نطاق 5000 متر [5].

لا توجد دراسات كافية حول تأثير الفسفور الأبيض على البشر بسبب نقص أعداد البشر المتعرضين للفسفور الأبيض الذين تم وضعهم تحت الدراسة والملاحظة، ولكن بشكل عام تشمل أضرار الفسفور الأبيض التي تمت ملاحظتها من خلال الدراسات الحيوانية والدراسات البشرية القليلة على ما يلي [2] [4] [5]:

حروق الفسفور الأبيض

للفسفور الأبيض قابلية مرتفعة للالتصاق بالجلد، ومن ثم يمكن للجلد امتصاصه بسبب قابليتة المرتفعة للذوبان في الدهون تحت الجلد، مما يؤدي للإصابة بحروق عميقة ناخرة للأنسجة، أي أنه يمكن أن يزداد عمق الحرق حتى العظم إذا لم يتم علاجه بالسرعة الكافية.

عادةً ما تكون حروق الفسفور مؤلمة للغاية وذات لون أصفر وتفوح منها رائحة مشابهة لرائحة الثوم أو السمك الفاسد.

الاختناق بدخان الفسفور الأبيض

تعتمد شدة الضرر الناجمة عن التعرض لدخان الفسفور الأبيض على المدة الزمنية التي تم التعرض خلالها لدخان قنابل الفسفور الأبيض، ونسبة تركيز دخان الفسفور الأبيض في الهواء، وعلى البيئة المحيطة بالشخص عند التعرض للدخان، على سبيل المثال يكون التعرض لدخان الفسفور الأبيض في الأماكن المفتوحة أقل خطراً من التعرض له في الأماكن المغلقة.

يتسبب دخان الفسفور الأبيض في تضرر الطبقة الظهارية المغلفة للجهاز التنفسي، ومن ثم يمتد الضرر ليطال الطبقات الأعمق كلما ازدادت مدة التعرض لدخان الفسفور الأبيض وازدادت شدة تركيزه في الجهاز التنفسي.

تشمل الأعراض التي يسببها استنشاق دخان الفسفور الأبيض وغاز الفوسفين وفقاً لمدة التعرض على ما يلي:

أضرار التعرض لدخان الفسفور الأبيض لمدة دقيقتين

يؤدي التعرض لمدة دقيقتين لدخان الفسفور الأبيض إلى مواجهة أعراض غالباً ما تكون خفيفة ويمكن عكسها أي التخفيف منها أو علاجها، ومنها:

أضرار التعرض لدخان الفسفور الأبيض لمدة تتراوح بين 15 - 20 دقيقة

يتسبب التعرض لدخان الفسفور الأبيض لمدة تتراوح بين 15 - 20 دقيقة في ظهور الأعراض التالية:

  • تهيج الأنف والحنجرة.

  • التهاب الحنجرة والأحبال الصوتية وتورمها، وقد يستمر التهاب الحنجرة لعدة أشهر بعد التعرض لغاز الفسفور الأبيض.

  • السعال.

  • التهاب الشعب الهوائية.

أضرار التعرض لدخان الفسفور الأبيض لمدة تتراوح بين 2 - 7 ساعات

يتسبب التعرض لدخان الفسفور الأبيض لمدة تتراوح بين 2 - 7 ساعات، أو التعرض المتقطع لدخان الفسفور الأبيض خلال فترة تتراوح بين 6 - 20 ساعة بالأعراض والمضاعفات التالية:

  • ضعف العضلات.

  • السعال الجاف.

  • ضيق التنفس.

  • الصداع.

  • التهاب الحنجرة.

  • التهاب الشعب الهوائية.

  • الالتهاب الرئوي.

  • الوذمة الرئوية أو ماء الرئة، أي تجمع السوائل في الحويصلات الهوائية المسؤولة عن تبادل الغازات في الرئتين.

  • نزيف الجهاز التنفسي.

  • تضخم الكبد.

  • ارتفاع تعداد كريات الدم البيضاء.

  • انحلال الدم، أي تلف كريات الدم الحمراء.

أضرار الفسفور الأبيض الأخرى

يتسبب الفسفور الأبيض بالضرر لمختلف أعضاء الجسم عند التعرض لحروق الفسفور الأبيض أو استنشاق دخانه. في أول 8 ساعات بعد التعرض للسفور الأبيض يعاني المريض من أعراض الجهاز الهضمي مثل:

  • ألم البطن.

  • الغثيان.

  • التقيؤ.

  • الإسهال.

بعد 8 ساعات غالباً لا يعاني المرضى من أعراض حتى اليوم الثالث وفي بعض الأحيان قد تمتد هذه الفترة حتى اليوم الثامن ومن ثم تبدأ أعراض فشل الأعضاء بالظهور، وقد يؤدي فشل الأعضاء المتعددة والخلل في الجهاز العصبي المركزي إلى الوفاة.

تشمل الأعراض والمضاعفات الأخرى التي يمكن أن يعاني منها الشخص بعد التعرض للفسفور الأبيض على ما يلي:

  • التقلصات العضلية الشديدة.

  • نوبات الاختلاج، أي نوبات التشنج وتعرف بشكل شائع باسم نوبات الصرع.

  • اضطراب نظم القلب الكهربائية.

  • اضطراب كهارل الدم (أملاح الدم).

  • التهاب وتضخم الكبد.

  • تضخم الكلى وانخفاض وظائفها وقد يعاني البعض من الفشل الكلوي.

  • تشوه الأعضاء الداخلية للأجنة لدى النساء الحوامل خاصة الحوامل في الثلث الأول من الحمل.

  • تهيج العينين.

  • نخر العظام خاصة نخر عظام الفك (نخر الفك الفسفوري).

للمزيد: الفطر الأسود

العلاج بعد التعرض للفسفور الأبيض

لا توجد دراسات كافية حول علاج حالات الحروق والاختناق الناجمة عن التعرض للفسفور الأبيض وغازه، ويفضل دائما استخدام الماء المالح أو ماء الحنفية بشكل مستمر، على سبيل المثال غسل العين بالماء بشكل مستمر لمدة 15 دقيقة [6].

فيما يلي أفضل الاستراتيجيات العلاجية التي تم التوصل إليها في علاج التعرض للفوسفور الأبيض سواء من خلال الاستنشاق أو عن طريق الجلد [1] [6]:

علاج حروق الفسفور الأبيض

تتضمن الإسعافات الأولية لحروق الفوسفور الأبيض على ما يلي:

  • إزالة ملابس المريض مع تجنب سحبها بقوة، وإزالة أي إكسسوارات يرتديها المريض.

  • تغطية الحرق بالماء أو المحلول الملحي أو بقطع الشاش أو القماش النظيفة المشبعة بالماء بشكل مستمر وعدم تعريض الحرق للهواء الجوي لتجنب اشتعال بقايا الفسفور الأبيض مرة أخرى.

  • إزالة جزيئات الفوسفور تحت الماء أو المحلول الملحي أو قطع القماش المبللة بالماء باستخدام أداة حادة لكشط سطح الجلد المتعرض للحرق لمنع الفسفور الأبيض من حرق المزيد من طبقات الأنسجة إذا كان ذلك ممكناً، والاحتفاظ بهذه الجزيئات والأنسجة تحت الماء وعدم تعريضها للهواء.

علاج حروق الفسفور الأبيض في المستشفى

تتضمن التوصيات لعلاج حروق الفسفور الأبيض في المستشفى على ما يلي [1] [6]:

  • غمر الحرق بالماء أو المحلول الملحي أو استخدام الشاش المشبع بمحلول ملحي مع مراقبة حرارة الجسم لتلافي انخفاضها.

  • الإزالة الشاملة للفسفور أثناء الغمر، ويجب تجنب استخدام كبريتات النحاس للكشف عن الفسفور لأن امتصاص كبريتات النحاس قد يتسبب بزيادة سوء حالة المرض وتطور المزيد من المضاعفات مثل الفشل الكلوي، والاستعاضة عن كبريتات النحاس بالأشعة فوق البنفسجية، إذ تتسبب الأشعة فوق البنفسجية بتوهج بقايا الفسفور الأبيض في الجرح.

  • تصحيح نقص كالسيوم الدم من خلال استخدام غلوكونات الكالسيوم عن طريق الوريد وفقاً للوزن.

  • العلاج الداعم بعد التخلص من بقايا الفسفور الأبيض وتصحيح مستويات كالسيوم الدم.

علاج الاختناق بدخان الفسفور الأبيض

يجب إبعاد المريض الذي يعاني من الاختناق بغاز الفسفور الأبيض أو الفوسفين عن مصدر الغاز، والتأكد من عدم وجود عائق في مجرى التنفس لديه، وتزويده بالأوكسجين إذا كان يعاني من ضيق التنفس. قد يحتاج بعض المرضى إلى الإنعاش القلبي الرئوي على الفور في حالات انقطاع التنفس أو توقف القلب ولكن لا ينصح بالقيام بالإنعاش القلبي الرئوي إلا من قبل أشخاص مؤهلين [2] [3].

يعتمد علاج الاختناق بغاز الفسفور الأبيض على مدى الضرر الحاصل للجهاز التنفسي، فقد يحتاج بعض المرضى إلى علاج الأعراض الطفيفة مثل علاج تهيج مجرى التنفس، وقد يحتاج البعض الآخر إلى التنبيب والوضع تحت أجهزة التنفس الصناعي، بالإضافة إلى حاجة المريض للعلاج بالأدوية وفقاً لحالته الصحية مثل استخدام مضادات الهيستامين، والستيرويدات وموسعات الشعب الهوائية وغيرها من الأدوية التي يقرها الطبيب وفقاً لحالة المريض [2] [3].

للمزيد: هبوط الضغط

المراجع

[1] Barqouni, L., Abu Shaaban, N., & Elessi, K. (2014). Interventions for treating phosphorus burns. The Cochrane database of systematic reviews, 2014(6), CD008805. https://doi.org/10.1002/14651858.CD008805.pub3

[2] Gorguner, M., & Akgun, M. (2010). Acute inhalation injury. The Eurasian journal of medicine, 42(1), 28–35. https://doi.org/10.5152/eajm.2010.09

[3] Gupta, K., Mehrotra, M., Kumar, P., Gogia, A. R., Prasad, A., & Fisher, J. A. (2018). Smoke Inhalation Injury: Etiopathogenesis, Diagnosis, and Management. Indian journal of critical care medicine : peer-reviewed, official publication of Indian Society of Critical Care Medicine, 22(3), 180–188. https://doi.org/10.4103/ijccm.IJCCM_460_17

[4] Ng, N. Y., Abdullah, A., & Milner, S. M. (2015). A phosphorus burn. Eplasty, 15, ic15. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4364261/

[5] National Research Council (US) Subcommittee on Military Smokes and Obscurants. Toxicity of Military Smokes and Obscurants: Volume 2. Washington (DC): National Academies Press (US); 1999. 2, White Phosphorus Smoke. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK224560/

[6] Witkowski, W., Surowiecka-Pastewka, A., Biesaga, M., & Gierczak, T. (2015). Experimental Comparison of Efficiency of First Aid Dressings in Burning White Phosphorus on Bacon Model. Medical science monitor : international medical journal of experimental and clinical research, 21, 2361–2366. https://doi.org/10.12659/MSM.894991