فرط الحركة وتشتت الانتباه، أعراضه، أسبابه، أنواعه، وعلاجه | ميدزون
top of page

فرط الحركة وتشتت الانتباه


طفل متستت الانتباه لا يستطيع الدراسة أمامه دفتر وعداد
فرط الحركة وتشتت الانتباه

فرط الحركة وتشتت الانتباه أو اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة (بالانجليزي: Attention deficit hyperactivity disorder or ) هي حالة صحية عقلية تسبب مشاكل في تحكم الشخص بانفعالاته واندفاعه، بالإضافة إلى النشاط المفرط، وفقدان القدرة على التركيز والتشتت الذهني الدائم.


يصيب فرط الحركة وتشتت الانتباه الأطفال والكبار، وتتراوح نسب الإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه عند الكبار بين 2-6%، أما لدى الأطفال فتصل نسب الإصابة إلى 7% بين المراهقين، أما الأطفال الأصغر سناً فتصل نسب الإصابة لديهم إلى 11%، ويميل الأطفال الذكور إلى الإصابة بمتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه مرتين أكثر من الإناث.

أنواع فرط الحركة وتشتت الانتباه

يرتبط فرط الحركة وتشتت الانتباه بشكل كبير باضطراب طيف التوحد ولكنه ليس أحد أنواع التوحد، ويقسم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إلى ثلاث أنواع وفقاً للأعراض التي يعاني منها المريض، وهي:


الغفلة السائدة

تعد الغفلة السائدة (بالانجليزي: Predominantly inattentive) النوع الأكثر شيوعاً من فرط الحركة وتشتت الانتباه، ولا يزال هذا النوع من فرط الحركة وتشتت الانتباه غير مفهوم تماماً، وغالباً ما يتم تجاهله من قبل المختصين.

يتميز هذا النوع من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بالسماة التالية:

  • قلة الانتباه والتشتت.

  • الفشل في إكمال المهام.

  • كثرة النسيان.

  • عدم التنظيم.

  • عدم وجود أو ضعف فرط النشاط والاندفاع.

  • غالباً ما يرتبط هذا النوع من فرط الحركة وتشتت الانتباه بضعف الأداء الأكاديمي (ضعف الأداء في المدرسة أو الجامعة)، ومشاكل التعلم.

  • ضعف العلاقات الاجتماعية.

  • القلق.


فرط النشاط والاندفاع السائد

يشعر المصابين بفرط النشاط والاندفاع السائد (بالانجليزي: Predominantly hyperactive/impulsive) بالحاجة المستمرة للحركة، وغالباً ما يكثرون من التململ، ولا يستطيعون البقاء جالسين.


في معظم الحالات يتم تشخيص هذا النوع من فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة ولدى الرجال، وغالباً ما يصف الأهل الطفل بأنه يحتوي على موتور ولا يتوقف عن الحركة ويركض بشكل مفرط، أما لدى الأطفال الأكبر سناً والبالغين فيتميز فرط النشاط والاندفاع السائد بما يلي:

  • التحدث دون توقف.

  • مقاطعة الآخرين أثناء حديثهم.

  • التسرع في الإجابة.

  • مواجهة صعوبة في ضبط النفس.


النوع المدمج من فرط الحركة وتشتت الانتباه

يظهر المصابين بالنوع المدمج من فرط الحركة وتشتت الانتباه 6 أعراض أو أكثر من أعراض الغفلة السائدة، و6 أعراض أو أكثر من فرط النشاط والاندفاع السائد.


للمزيد: الصرع


أسباب فرط الحركة وتشتت الانتباه

على الرغم من عدم معرفة السبب الرئيسي خلف الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، إلا أن هذا الاضطراب يرتبط بالعجز المعرفي والوظيفي الناجم عن تشوهات منتشرة في الدماغ. يمكن للعديد من العوامل أن تزيد من خطر الإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه ومنها:


العوامل خلال الحمل وبعد الولادة وفرط الحركة وتشتت الانتباه

يمكن للعوامل التي تؤثر على نمو الجهاز العصبي للطفل خلال الحمل أو في الفترة التالية للولادة أن تسبب حدوث تغيرات في الخلايا العصبية في الدماغ، أو أن تؤدي إلى موت هذه الخلايا، مما يقود بدوره إلى إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ومن هذه العوامل ما يلي:

  • الولادة المبكرة.

  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة.

  • إصابة الطفل بالالتهابات المختلفة.

  • الاختناق الوليدي (نقص الأكسجين عند الطفل أثناء الولادة أو بعدها مباشرة).

  • سوء تغذية الأم أثناء الحمل وعدم حصولها على كميات مناسبة من المغذيات اللازمة لنمو وتطور الدماغ لدى الجنين، مثل نقص تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 وفيتامين ب9 (حمض الفوليك) أو مكملاتها الغذائية خلال الحمل.

  • شرب الكحول قبل وخلال الحمل.

  • التعرض للمبيدات الزراعية والمبيدات الحشرية مثل مبيد دلتامثرين أثناء الحمل.


التعرض للمعادن الثقيلة وفرط الحركة وتشتت الانتباه

يمكن للتعرض للمعادن الثقيلة السامة للأعصاب المستخدمة في الصناعات المختلفة مثل الطلاء والأسمدة وغيرها قبل الحمل وخلاله، وأثناء مراحل نمو الطفل التالية للولادة أن يؤثر بشكل سلبي على خلايا الدماغ، مما قد يقود إلى الإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه، ومن هذه المعادن ما يلي:

  • الزئبق.

  • التعرض لمستويات مرتفعة جداً من المنغنيز أو انخفاضه إلى مستويات قليلة جداً في الجسم.

  • الرصاص.

  • الكادميوم.

  • النيكل.

  • النحاس.

  • التعرض لمستويات مرتفعة جداُ من الزنك.


العوامل الأخرى المساهمة في الإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه

تشمل العوامل الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه على ما يلي:

  • العوامل الجينية والوراثية، ووجود تاريخ عائلي من الإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه.

  • اضطرابات النوم، وعلى الرغم من أن اضطرابات النوم لدى المرضى المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه تعد من أعراض هذا الاضطراب مثل سهر الطفل حتى وقت متأخر، وقصر فترة نوم الطفل، إلا أنها أيضاً تعد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ضمن آلية معقدة.

  • التشوهات في بنية الدماغ.

  • كثرة أكل السكر ليست من أسباب الإصابة فرط الحركة وتشتت الانتباه كما هو شائع.


أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه

تختلف أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه وفقاً لنوع فرط الحركة وتشتت الانتباه الذي يعاني منه المريض، وتشمل الأعراض وفقاً لنوع فرط الحركة وتشتت الانتباه على ما يلي:


أعراض الغفلة السائدة

يجب أن يعاني الطفل أو الشخص البالغ على الأقل من 6 أعراض للغفلة أو تشتت الانتباه، على الأقل لمدة 6 أشهر لدرجة غير قابلة للتغير أو التكيف، وتشمل هذه الأعراض على ما يلي:

  • الفشل في الاهتمام بالتفاصيل، أو ارتكاب اخطاء ناجمة عن الإهمال في المدرسة أو العمل أو الأنشطة الأخرى.

  • مواجهة صعوبة في الحفاظ على الانتباه أثناء الدراسة أو القيام بالمهام أو اللعب.

  • عدم الاستماع إلى ما يقال.

  • عدم اتباع التعليمات، والفشل في إنهاء الواجبات المدرسية، أو الأعمال المنزلية، أو الواجبات في مكان العمل.

  • مواجهة صعوبة في تنظيم الأنشطة والمهام.

  • يتجنب أو يكره بشدة المهام مثل الواجبات المدرسية التي تتطلب جهد عقلي مستمر.

  • فقدان الأشياء الضرورية للقيام بالمهام والأنشطة، مثل فقدان الأقلام، أو الكتب، أو الأدوات، أو الألعاب.

  • يمكن تشتيت انتباهه بسهولة عن طريق أي منبه خارجي مثل مرور طائر بجانب الشباك أثناء الدراسة، أو رنين الهاتف.

  • ينسى القيام بالأنشطة اليومية، أو ينسى ما يجب القيام به خلال أداء المهام.



أعراض فرط النشاط والاندفاع

يجب أن يعاني الطفل أو الشخص البالغ على الأقل من 6 أعراض لفرط النشاط والاندفاع على الأقل لمدة 6 أشهر لدرجة غير قابلة للتغير أو التكيف، وتشمل هذه الأعراض على ما يلي:

  • كثرة التململ والنقر باليدين والقدمين، والتلوي أثناء الجلوس.

  • كثرة ترك المقعد داخل الفصل الدراسي وفي الأماكن الأخرى التي يتوقع من الطفل أن يبقى جالساً فيها.

  • كثرة التسلق والركض خاصة لدى المراهقين والبالغين.

  • صعوبة اللعب أو الانخراط في النشاطات الترفيهية بهدوء.

  • عدم أخذ استراحة لفترات طويلة من الوقت.

  • كثرة الكلام.

  • التسرع في إجابة الأسئلة بإجابات غير واضحة.

  • صعوبة الانتظار في الصف أو الدور للعب وفي الأماكن الأخرى.

  • مقاطعة الآخرين او التطفل عليهم.


اضطرابات النوم لدى مرضى فرط الحركة وتشتت الانتباه

تعد اضطرابات النوم من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه، كما أنها من الأعراض السائدة لهذا الاضطراب أيضاً، وتشمل مشاكل النوم التي قد يعاني منها المصاب بمتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه على ما يلي:

  • السهر حتى ساعات متأخرة.

  • قصر فترة النوم.

  • اضطرابات التنفس أثناء النوم.

  • زيادة حركة المريض خلال النوم.

  • صريف الأسنان (الضغط على الأسنان).

  • كثرة حركة الأطراف خلال النوم.

  • الحركة اللاإرادية للساقين (تململ الساقين).

  • كثرة الاستيقاظ خلال الليل.

  • النوم القهري أي النعاس الشديد أثناء النهار، والنوم المفاجئ نتيجة لفقدان الدماغ لقدرته على تنظيم دورات النوم.

  • الخطل النومي، أي التصرفات الغير طبيعية أثناء النوم، أو التعرض للكوابيس.


علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه

في حالات فرط الحركة وتشتت الانتباه الخفيف قد يساعد العلاج السلوكي لوحده على تخفيف أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه، وفي أحيان أخرى قد يكون العلاج السلوكي فعال عند استخدامه مع الأدوية. يبقى العلاج الدوائي هو الدعامة الأساسية لعلاج المرضى المصابين بمتلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه، وتقسم أدوية فرط الحركة وتشتت الانتباه إلى نوعين وهما:


العلاجات المنبهة لفرط الحركة وتشتت الانتباه

تعد العلاجات المنبهة فعالة في علاج 70% من حالات فرط الحركة وتشتت الانتباه، ويمكن أن تشمل العلاجات المنبهة المستخدمة في علاج هذه الحالة على ما يلي:

  • ميثيل فينيدات (Methylphenidate) هو الدواء الأكثر استخداماً لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال في سن 6 سنوات وأكثر.

  • ديكسميثايل فينيديت (Dexmethylphenidate).

  • ديكستروأمفيتامين (Dextroamphetamine and amphetamine).

  • ديكستروأمفيتامين (Dextroamphetamine).

  • ليسديكس أمفيتامين (Lisdexamfetamine).

  • أمفيتامين (Amphetamine).

  • سيرديكس ميثيل فينيدات وميثيل فينيدات (Serdexmethylphenidate/methylphenidate) ويستخدم هذا التركيب لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى البالغين والأطفال في سن 6 سنوات وأكثر.

  • رقع ديكستروأمفيتامين التي تستخدم على الجلد.


العلاجات الغير منبهة لفرط الحركة وتشتت الانتباه

في حالات البالغين الذين تزداد شدة أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه لديهم في الصباح الباكر أو الليل، أو الذين لديهم ميل أو تاريخ من تعاطي المخدرات لا تكون العلاجات المنبهة هي الحل الأمثل لهم، لذا يلجأ الأطباء إلى استخدام العلاجات الغير منبهة مع هذه الفئات، ومنها:

  • مثبطات استرداد النورابينفرين للتخفيف من أعراض متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه مثل الاكتئاب، ومن الأمثلة على هذه الأدوية:

  1. أتوموكسيتين (Atomoxetine).

  2. فيلوكسازين (Viloxazine).

  • مضادات الاكتئاب مثل:

  1. بوبروبيون (Bupropion).

  2. فينلافاكسين (Venlafaxine).

  3. إيميبرامين (Imipramine).

  • ناهضات ألفا2 (Alpha2 agonists) وتستخدم لعلاج الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه، ومنها:

  1. جوانفاسين (Guanfacine).

  2. كلونيدين (Clonidine).


سير فرط الحركة وتشتت الانتباه

تختلف النظرة المستقبلية ومقياس فرط الحركة وتشتت الانتباه باختلاف سن المريض، وغالباً ما يلاحظ أن أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه تستمر لدى خمسي المرضى خلال مرحلة المراهقة، ويمكن أن تؤثر على حياة الشخص الأكاديمية والاجتماعية.


في حالات فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الكبار يتخلص 50% من المرضى من الأعراض في مرحلة البلوغ خاصة مع العلاج، ولا يحتاج 25% من المرضى إلى العلاج، حيث يمكن أن تساعد الأدوية المنبهة على تحسين تطور الفص الجبهي للدماغ في مرحلة البلوغ ما قد يقلل من الأعراض، بالإضافة إلى ما سبق غالباً ما يختار البالغين وظائف لا تتطلب الاهتمام والتركيز المستمر، كما أن البالغين يكون لديهم القدرة على تحقيق أهدافهم المهنية والعلمية.


يقلل العلاج من خطر السلوك العدائي والميل لتعاطي المخدرات لدى المرضى، لذا فإن عدم تشخيص فرط الحركة ونقص الانتباه وتركه دون علاج قد يؤدي إلى خلل وظيفي مستمر لدى المرضى على المدى الطويل، وقد يقود إلى عواقب مدمرة، مثل عدم القدرة على العمل لوقت طويل، حوادث السيارات، تعاطي المخدرات وغيرها من العواقب.


للمزيد: فقر الدم


المراجع

  1. Magnus W, Nazir S, Anilkumar AC, et al. Attention Deficit Hyperactivity Disorder. [Updated 2021 Aug 20]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK441838/

  2. Solanto M. V. (2000). The predominantly inattentive subtype of attention-deficit/hyperactivity disorder. CNS spectrums, 5(6), 45–51. https://doi.org/10.1017/s1092852900007069

  3. Núñez-Jaramillo, L., Herrera-Solís, A., & Herrera-Morales, W. V. (2021). ADHD: Reviewing the Causes and Evaluating Solutions. Journal of personalized medicine, 11(3), 166. https://doi.org/10.3390/jpm11030166

  4. Riley, C., DuPaul, G. J., Pipan, M., Kern, L., Van Brakle, J., & Blum, N. J. (2008). Combined type versus ADHD predominantly hyperactive-impulsive type: is there a difference in functional impairment?. Journal of developmental and behavioral pediatrics : JDBP, 29(4), 270–275. https://doi.org/10.1097/DBP.0b013e31816b6afe

  5. Kates N. (2005). Attention deficit disorder in adults. Management in primary care. Canadian family physician Medecin de famille canadien, 51(1), 53–59. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1479568/

  6. Wilens, T. E., & Spencer, T. J. (2010). Understanding attention-deficit/hyperactivity disorder from childhood to adulthood. Postgraduate medicine, 122(5), 97–109. https://doi.org/10.3810/pgm.2010.09.2206

  7. Cabral, M., Liu, S., & Soares, N. (2020). Attention-deficit/hyperactivity disorder: diagnostic criteria, epidemiology, risk factors and evaluation in youth. Translational pediatrics, 9(Suppl 1), S104–S113. https://doi.org/10.21037/tp.2019.09.08

  8. Quinn, P. O., & Madhoo, M. (2014). A review of attention-deficit/hyperactivity disorder in women and girls: uncovering this hidden diagnosis. The primary care companion for CNS disorders, 16(3), PCC.13r01596. https://doi.org/10.4088/PCC.13r01596

  9. Singh, A., Yeh, C. J., Verma, N., & Das, A. K. (2015). Overview of Attention Deficit Hyperactivity Disorder in Young Children. Health psychology research, 3(2), 2115. https://doi.org/10.4081/hpr.2015.2115

  10. InformedHealth.org [Internet]. Cologne, Germany: Institute for Quality and Efficiency in Health Care (IQWiG); 2006-. Attention deficit hyperactivity disorder (ADHD): Overview. 2015 Sep 9 [Updated 2018 Sep 20]. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK321129/


bottom of page