ضربة الشمس، أعراضها، درجاتها، أسبابها، علاجها، ومضاعفاتها | ميدزون
top of page

ضربة الشمس


ميزان حرارة موضوع في رمل الشاطئ أمام البحر
ضربة الشمس

ضربة الشمس (بالانجليزي: Heat Stroke) هي المرض الشديد المرتبط بالحرارة والذي ينطوي عادةً على ارتفاع حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة مئوية ولكن ليس دائماً، وتحدث بسبب فقدان الجسم لقدرته على تنظيم حرارته، نتيجة لبذل مجهود بدني شاق، أو التعرض لأشعة الشمس، أو لدرجات الحرارة المرتفعة أو الرطوبة عالية.


يطلق على ضربة الشمس العديد من المصطلحات ومنها، ضربة الحر، وضربة الحرارة، وصفعة الشمس، وتقسم الأمراض المرتبطة بالحرارة إلى عدة أنواع ودرجات، وتعد ضربة الشمس النوع الأشد، وغالباً ما تترافق جميع أنواع الأمراض المرتبطة بالحرارة بدرجة من درجات الجفاف.


قائمة عناوين موضوع ضربة الشمس

يمكن الانتقال إلى الجزء المطلوب من موضوع ضربة الشمس مباشرة من خلال الضغط على الرابط المطلوب في القائمة التالية:


أنواع ضربة الشمس

تقسم ضربة الشمس إلى ثلاث أنواع رئيسية تندرج جميعها تحت مسمى الأمراض المرتبطة بالحرارة، وتقسم الأنواع الثلاثة وفقاً لشدة الحالة، والأعراض، ومدة التعرض للحراة، وتشمل هذه الأنواع على ما يلي:

  • الإجهاد الحراري (بالانجليزي: Heat exhaustion): وتعني فقدان الجسم للسوائل بشدة من خلال التعرق نتيجة لارتفاع درجة حرارته بسبب التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة مثل حرارة الشمس، أو التواجد في مكان حار ورطب مثل حمامات البخار (الساونا)، ويزداد الأمر سوءً إذا كان الجسم من الأساس فاقداً للأملاح.

  • الإصابة الحرارية (بالانجليزي: Heat injury): تقسم الإصابة الحرارية إلى عدة درجات وفقاً لشدة التعرض للحرارة وفقدان سوائل الجسم، وتبدأ درجات الإصابة الحرارية بتقلص العضلات (ألم العضلات) ويعد أخف أنواع الإصابة الحرارية، يليها بدء فشل الأعضاء نتيجة لارتفاع حرارة الجسم ونقصان الماء والأملاح.

  • ضربة الشمس (بالانجليزي: Heat Stroke): تعد النوع الشديد من المرض المرتبط بالحرارة الذي يتعرض فيه المريض لصدمة نتيجة لنقص حجم الدم بسبب فقدان السوائل الشديد، وإصابة الجهاز العصبي المركزي (الدماغ، والحبل الشوكي، والأعصاب).


للمزيد: الحروق


أسباب ضربة الشمس

يحتوي الجسم على آليات فعالة للغاية تعمل على تخفيض حرارة الجسم من خلال زيادة ضخ الدم، وتضييق الأوعية الدموية، والتعرق، ومع ذلك قد يصبح هذا النظام الجسدي غير فعال إذا زادت درجة رطوبة البيئة المحيطة عن 75%.


يزيد الجسم من حرارته بمعدل درجة مئوية واحدة لكل ازدياد في درجة حرارة البيئة المحيطة بنسبة تتراوح بين 25 - 30 درجة مئوية، إلا أن استمرار ارتفاع درجة حرارة البيئة المحيطة المتبوع باستمرار ارتفاع حرارة الجسم يؤدي إلى فقدان سوائل وأملاح الجسم نتيجة للتعرق، ومن ثم تتلاحق المضاعفات وأضرار ضربة الشمس مع استمرار ارتفاع درجة الحرارة.


هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة، ويمكن أن تزيد من سوء الأعراض وأن تسبب مضاعفات للشخص المتعرض للحرارة، وتقسم هذه العوامل إلى عوامل خارجية، أي عوامل محيطة بالشخص، وعوامل داخلية تأتي من داخل الجسم، وتشمل هذه العوامل على ما يلي:

  • ارتفاع درجة حرارة البيئة المحيطة خاصة المرتبط بارتفاع في درجة الرطوبة، مما يجعل التعرق أقل فعالية في تخفيض حرارة الجسم.

  • التعرض المباشر لأشعة الشمس.

  • قلة النسيم أو الرياح التي تبرد الجسم، إلا إذا كان الهواء المتدفق ساخناً، مما قد يزيد من سوء الحالة ويزيد من ارتفاع حرارة الجسم.

  • العمل بالقرب من المحركات أو غيرها من المعدات الساخنة.

  • قلة شرب الماء أو الجفاف، وتعد العامل الرئيسي الأهم بعد التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة.

  • ممارسة التمارين أو العمل الشاق دون أخذ فترات راحة كافية.

  • قلة النوم.

  • انخفاض حجم الدم (ضعف الدم).

  • عدم التأقلم مع درجات الحرارة المرتفعة مثل الموظفين الجدد الذين يتعرضون لظروف عمل صعبة تنطوي على درجات حرارة مرتفعة، أو العودة إلى العمل بعد أخذ إجازة لمدة طويلة، أو التغير المفاجئ في درجة الحرارة مثل موجات الحر.

  • استخدام بعض أنواع الأدوية قد تؤثر في قدرة الجسم على تحمل الحرارة، ومن الأمثلة على هذه الأدوية:

  1. أدوية علاج الرشح والحساسية والاحتقان (مضادات الهستامين).

  2. أدوية التشنجات العضلية.

  3. أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.

  4. مدرات البول.

  5. أدوية علاج الإمساك (ملينات البراز).

  6. أدوية علاج الدوخة أو الدوار.

  7. أدوية علاج الذهان والاكتئاب.

  • المعاناة من الأمراض قصيرة الأمد مثل التهاب المعدة والأمعاء، والتهابات الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا أو الزكام التي تسبب الحمى، أو المعاناة من الحالات المزمنة مثل أمراض القلب، ومرض السكري.

  • زيادة الوزن، أو السمنة.

  • تدني اللياقة البدنية.

  • الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عام، والأطفال.

  • ارتداء الملابس التي لا تسمح بالتهوية الجيدة للجسم، أو القاتمة اللون.

  • تعاطي المخدرات مثل الأمفيتامين.


أعراض ضربة الشمس

تختلف أعراض الأمراض المرتبطة بالحرارة وفقاً لشدة الحالة، وصحة الشخص العامة وسنه، ويتم التفريق بين أنواع المرض المرتبط بالحرارة وفقاً للأعراض التي يعاني منها المريض، ويمكن أن تشمل الأعراض على ما يلي:


أعراض الإجهاد الحراري

قد تشابه أعراض الإجهاد الحراري بشكل عام أعراض الإنفلونزا مثل الصداع وسيلان الأنف وألم العضلات التي تترافق بأعراض أخرى، ويمكن أن تشمل أعراض الإجهاد الحراري على ما يلي:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.

  • التعب.

  • احمرار الجلد.

  • الطفح الجلدي الحراري (بالانجليزي: Miliaria) ويعرف ايضاً بطفح العرق، أو الدخنية، أو حصف الحر، ويظهر نتيجة لانسداد غدد العرق، وغالباً ما يحدث انسداد غدد العرق نتيجة لارتداء الملابس الضيقة التي لا تسمح بتهوية الجسم.

  • سرعة ضربات القلب.

  • سرعة التنفس.

  • الصداع.

  • الوذمة الحرارية، وتعني تورم القدمين واليدين.

  • الدوخة أو الارتباك.

  • الغثيان أو التقيؤ.

  • فقدان الشهية.

  • التعرق المفرط، وشحوب البشرة، ورطوبتها، وبرودها.

  • ألم العضلات في الذراعين، والساقين، والمعدة.

  • الشعور بالعطش الشديد.

  • قلة التبول، أو كمية البول القليلة.


غالباً ما تشابه أعراض ضربة الشمس عند الأطفال أعراض ضربة الشمس عند الكبار (الإجهاد الحراري) إلا أن الأطفال قد يميلون إلى الارتخاء والشعور بالنعاس.


أعراض الإصابة الحرارية

تتضمن أعراض الإصابة الحرارية على أعراض الإجهاد الحراري المذكورة سابقاً بالإضافة إلى ظهور أعراض أخرى تشير إلى حدوث خلل في وظائف أعضاء الجسم الداخلية بما في ذلك القلب، والكبد، والأمعاء، والكلى، والعضلات.


أعراض ضربة الشمس

في الحالات الشديدة وعند معاناة الشخص من ضربة شمس تظهر لدى المريض أعراض تشير إلى إصابة الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي والأعصاب)، ويمكن أن تشمل هذه الأعراض على ما يلي:

  • الاختلاج أو النوبات، وتعرف بشكل شائع باسم نوبات الصرع.

  • الترنح عند المشي.

  • الهذيان.

  • الغيبوبة.



تشخيص ضربة الشمس

يساعد معرفة التاريخ الشخصي، ومكان تواجد الشخص قبل الإصابة، والفحص البدني على تشخيص الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة، وعادةً ما يجري الأطباء العديد من الفحوصات لتقييم شدة الحالة، ولاستبعاد الجفاف، وإصابة الأعضاء الداخلية والجهاز العصبي المركزي، ويمكن أن تشمل الفحوصات على ما يلي:

  • قياس درجة حرارة الجسم من خلال الشرج.

  • تحليل الدم الشامل وعوامل تخثر الدم لاستبعاد الاستجابة الالتهابية في الجسم التي يمكن أن تتطور إلى تجلط الدم المنتشر داخل الأوعية الدموية في الحالات المتقدمة.

  • فحص أملاح الدم (الإليكتروليتات).

  • فحص وظائف الكلى والكبد لاستبعاد إصابتهما.

  • فحص مستويات إنزيم الكرياتينين كيناز لتقييم مستوى إصابة العضلات.

  • تحليل البول لتقييم صحة الكلى.

  • تخطيط القلب للكشف عن عدم انتظام ضربات القلب.

  • فحص مستويات الجلوكوز (سكر الدم)، إذ غالباً ما يعاني المرضى المصابين بالأمراض المرتبطة بالحرارة من انخفاض سكر الدم.

  • البزل القطني، أي أخذ عينة من السائل النخاعي الشوكي من منطقة أسفل الظهر، والتصوير المقطي للرأس لاستبعاد إصابة الدماغ والحبل الشوكي.


علاج ضربة الشمس

يختلف علاج الأمراض المتعلقة بالحرارة وفقاً لشدة الحالة، ويمكن أن يضمن العلاج على ما يلي:


علاج الإجهاد الحراري

يمكن إسعاف ضربة الشمس الخفيفة (الإجهاد الحراري) من خلال اتباع الخطوات التالية:

  • وضع المريض في مكان بارد بعيداً عن مصدر الحرارة يحتوي على مروحة أو جهاز تكييف.

  • إزالة أكبر قدر ممكن من ملابس المريض.

  • وضع المريض في وضعية الاستلقاء مع رفع ساقيه لأعلى.

  • رش المريض بالماء البارد بدلاً من وضعه في حوض الاستحمام بشكل مفاجئ، حيث يعمل رش الماء على تبديد حرارة الجسم بشكل مكافئ لوضع المريض في حوض الاستحمام.

  • استخدام كمادات الماء البارد على الرأس، وخلف الرقبة، وتحت الإبطين.

  • ترك المريض يشرب أكبر كمية ممكنة من الماء، واستخدام المشروبات الرياضية المحتوية على الأملاح، أو محلول الإماهة (الأكواسال) إذا كانت متوفرة.


تستمر أعراض ضربة الشمس (الإجهاد الحراري) لفترة تتراوح بين 30-60 دقيقة، ويجب مراجعة أقرب غرفة طوارئ إذا استمرت الأعراض لفترة أطول من ذلك، أو إذا ازدات شدة الأعراض، أو ظهرت أعراض أخرى مثل التشنج أو الغيبوبة، أو إذا ازدادت حرارة الجسم عن 40 درجة مئوية.


علاج الإصابة الحرارية وضربة الشمس

تحتاج الحالات الأكثر شدة وهي الإصابة الحرارة وضربة الشمس إلى العلاج الطارئ في المستشفى لتفادي تلف الأعضاء، وينطوي علاج هذه الحالات على الكثير من الخطوات المعقدة التي تتم على أيدي الاطباء لتخفيض حرارة الجسم، واستعادة توازن أملاح الجسم، ويتم استكمال العلاج وفقاً للعضو المتعرض للإصابة نتيجة للحرارة.


أضرار ضربة الشمس

تختلف مضاعفات ضربة الشمس أو الأمراض المرتبطة بالحرارة التي يمكن أن تتطور لدى المريض وفقاً لشدة الحالة، وعوامل الخطر الأخرى لدى المريض مثل السن والحالات الصحية الأخرى التي يعاني منها.


تتراوح المضاعفات من ضعف المناعة الذي يسبب الإصابة بأشكال متعددة من العدوى والالتهابات، وقد تصل مضاعفات ضربة الشمس إلى النزيف أو تجمع السوائل في الدماغ (الوذمة الدماغية) وتلف الدماغ الدائم، وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى الوفاة في حالات ضربة الشمس الشديدة.


تتسبب ضربة الشمس أيضاً في التأثير على مستويات البوتاسيوم في الجسم وتؤدي إلى انخفاضها، مما يؤدي إلى عدم استقرار القلب والأوعية الدموية، وانخفاض تدفق الدم إلى العضلات، مما يهيء فرصة لبدء انهيار العضلات وتحللها، الذي بدوره يسبب الفشل الكلوي الحاد (الذي يحدث بسرعة).


تؤثر ضربة الشمس أو الأمراض المرتبطة بالحرارة في مستويات الكالسيوم، مما يتسبب في اضطراب التوصيل الكهربائي للقلب والذي قد يتحول في حالات نادرة إلى عدم انتظام قاتل في ضربات القلب، بالإضافة إلى ما سبق هناك الكثير من اعتلالات تخثر الدم المرتبطة بنقص الكالسيوم التي قد تؤدي إلى النزيف القاتل، أو الجلطات المنتشرة في الأوعية الدموية.


الوقاية من ضربة الشمس

يمكن الوقاية من التعرض للإصابات المتعلقة بالحرارة من خلال اتباع النصائح التالية:

  • تجنب الوقوف تحت أشعة الشمس خاصة بين الساعة 11 ظهراً وحتى الساعة 3 عصراً، واستخدام واقي الشمس.

  • تجنب التواجد في الأماكن مرتفعة الحرارة لفترات طويلة.

  • الإكثار من شرب السوائل خاصة الماء في الأجواء الحارة وعند ممارسة التمارين أو القيام بمجهود بدني.

  • ارتداء ملابس فضفاضة، وخفيفة، وفاتحة اللون.

  • رش الماء على الجلد أو الملابس بين الحين والآخر.

  • ارتداء القبعات أو وضع قطعة قماش مبللة بالماء على الرأس وخلف العنق.

  • أخذ فترات كافية من الراحة بين الحين والآخر، خاصة عند أداء التمارين أو القيام بمجهود بدني.

  • تجنب البقاء داخل السيارة، أو ترك الأطفال أو كبار السن في السيارات خلال أيام الصيف الحارة.

  • تجنب المشروبات كثيرة السكر، وتجنب شرب الكحول.

  • تجنب تناول الطعام الحار، أو الوجبات الكبيرة والدسمة.

  • تتبع النشرات الجوية وعدم إهمال المعلومات الورادة خلالها حول درجات الحرارة وموجات الحر، واتخاذ الخطوات الوقائية اللازمة وفقاً للمعلومات الورادة في النشرة الجوية.


للمزيد: التهاب الدم


المراجع

  1. Mehta, S. R., & Jaswal, D. S. (2003). Heat Stroke. Medical journal, Armed Forces India, 59(2), 140–143. https://doi.org/10.1016/S0377-1237(03)80062-X

  2. Morris A, Patel G. Heat Stroke. [Updated 2022 Apr 30]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK537135/

  3. Leiva DF, Church B. Heat Illness. [Updated 2022 May 1]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK553117/

  4. Khan AA. Heat related illnesses. Review of an ongoing challenge. Saudi Med J. 2019 Dec;40(12):1195-1201. doi: 10.15537/smj.2019.12.24727. PMID: 31828270; PMCID: PMC6969637. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6969637/

  5. Rublee C, Dresser C, Giudice C, Lemery J, Sorensen C. Evidence-Based Heatstroke Management in the Emergency Department. West J Emerg Med. 2021 Feb 26;22(2):186-195. doi: 10.5811/westjem.2020.11.49007. PMID: 33856299; PMCID: PMC7972371. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7972371/

  6. Székely M, Carletto L, Garami A. The pathophysiology of heat exposure. Temperature (Austin). 2015 May 27;2(4):452. 10.1080/23328940.2015.1051207. PMID: 27227063; PMCID: PMC4843928.

  7. Groot E, Abelsohn A, Moore K. Practical strategies for prevention and treatment of heat-induced illness. Can Fam Physician. 2014 Aug;60(8):729-30, e392-4. PMID: 25122818; PMCID: PMC4131963. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4131963/


bottom of page