حرقة المعدة، علاجها، أسبابها، ومضاعفاتها، وحرقة المعدة للحامل | ميدزون
top of page

حرقة المعدة


معدة تشتعل بالنار
حرقة المعدة

المعدة أو حرقة المعدة (بالانجليزي: Heartburn) هي الشعور بألم حارق أو انزعاج في الصدر بعد تناول الطعام في معظم الحالات، ويطلق على هذه الحالة أيضاً ارتداد الأحماض المعدي المريئي GERD، أو عسر الهضم، وغالباً ما يحدث الشعور بالحرقة أو الألم في الجزء الأوسط من الصدر خلف عظم القص، وهو العظم المتصل بنهاية الأضلاع في منتصف الصدر.


تشير الإحصاءات إلى أن 25-40% من البالغين يعانون من حموضة في المعدة مرة واحدة على الأقل شهرياً، بينما يعاني 7-10% من البالغين من حموضة المعدة يومياً، ويعد الذكور والأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً أكثر عرضة للإصابة بحرقة المعدة.


أسباب حرقة المعدة

يحتوي المريء، وهو الأنبوب الذي يوصل الطعام من الحلق إلى المعدة، في أسفله على عضلة دائرية تسمى عضلة المريء العاصرة السفلية، وتتمثل وظيفة هذه العضلة في منع عودة محتويات المعدة إلى المريء، لكن يتسبب ارتخاء هذه العضلة في الوقت الخاطئ أو ضعفها في عودة أحماض المعدة إلى المريء، مما يسبب الشعور بحرقة المعدة.


يمكن للعديد من الأسباب مثل: السمنة أن تؤدي إلى ارتداد الأحماض إلى المريء، وقد تشمل بعض أسباب حرقة المعدة ما يلي:


العادات السيئة وأطعمة تسبب حرقة المعدة

يمكن للكثير من الأطعمة أن تكون سبب حرقة المعدة، وقد تكون بعض العادات السيئة أيضاً خلف حرقة المعدة، ومن هذه العادات تناول وجبة كبيرة دفعة واحدة، وتناول الطعام بسرعة، والنوم مباشرة بعد تناول الطعام، والتدخين، وتشمل الأطعمة المسببة لحرقان المعدة ما يلي:

  • الكحول، إذ تسبب الكحول إرخاء العضلة العاصرة السفلية للمريء.

  • القهوة والشاي والبرتقال وعصائر الحمضيات.

  • الأطعمة الدهنية، والأطعمة المقلية، والأطعمة الحمضية مثل: الطماطم والجريب فروت.

  • الأطعمة الحارة والغنية بالتوابل.

  • الحلويات.

  • حلوى النعناع.

  • الشوكولاتة.



الحموضة للحامل

تعد حرقة المعدة للحامل من المشاكل الشائعة، إذ تعاني ما يقارب 50% من النساء الحوامل من الحموضة خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل نتيجة ضغط الطفل والرحم النامي على المعدة، وضعف أو ارتخاء عضلة المريء العاصرة السفلية نتيجة لهرمونات الحمل، مما يؤدي إلى عودة أحماض المعدة للمريء.


يجب على النساء الحوامل تجنب العادات والأطعمة المسببة لحرقة المعدة، وعدم استخدام أي أعشاب أو أدوية لعلاج حرقة المعدة دون استشارة الطبيب.


أعراض حرقة المعدة

يعد الشعور بالألم والحرقة في منتصف أو أسفل الصدر العرض الرئيس لحرقة المعدة، ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى التي ترافق حرقة المعدة ما يلي:

  • ازدياد الشعور بالألم أو الحرقة عند الانحناء أو الاستلقاء على الظهر.

  • صعوبة البلع.

  • الشعور بوجود طعام عالق في الحلق.

  • الشعور بطعم حامض أو مر في مؤخرة الفم.

  • تسارع ضربات القلب.

  • رائحة النفس الكريهة.

  • السعال وعدم الشعور بالراحة في الجهاز التنفسي ، لكنّ هذه الأعراض غير شائعة.


الفرق بين حرقة المعدة والنوبة القلبية

يذهب الكثير من الأشخاص الذين يعانون من حرقة المعدة إلى مراكز الطوارئ ظناً منهم أنهم يعانون من الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية.


تحدث الذبحة الصدرية نتيجة عدم كفاية تدفق الدم إلى عضلة القلب، أما النوبة القلبية فتحدث غالباً نتيجة انسداد واحد أو أكثر من الشرايين التاجية في عضلة القلب بجلطة دموية نتيجة تصلب الشرايين، مما يؤدي إلى تضرر عضلة القلب والشعور بألم حارق في الصدر وضغط، وغالباً لا يستطيع معظم المرضى التمييز بين الحالات الثلاثة.


يمكن التفريق بين أعراض حرقة المعدة وأعراض النوبة القلبية من خلال المقارنة بين الأعراض التالية، ويجب الحصول على الرعاية الطبية الفورية عند تطور أي من الأعراض التي تشير للذبحة الصدرية أو النوبة القلبية:

  • تسبب الذبحة الصدرية والإصابة بالنوبة القلبية الشعور بألم أو ضغط أو الشعور بالوخز القوي في منتصف الصدر بالقرب من القلب، أما الحموضة فتسبب الشعور بألم حارق خلف عظم القص في أي مكان على طول المريء.

  • تسبب النوبة القلبية انتشار الألم أو الخدر إلى أحد الكتفين، أو الذراعين، أو الرقبة، أو الفك (الحنك)، أما حرقة المعدة فتسبب انتشار الألم أو الشعور بالحرقة إلى الحلق.

  • تسبب النوبة القلبية عدم انتظام في ضربات القلب وتسارع النبض، وضيق التنفس.

  • تسبب النوبة القلبية حرقة المعدة أو ألم أعلى المعدة المترافق بالغثيان أو القيء في بعض الأحيان، أما حرقة المعدة فيمكن أن تسبب شعور المريض بعودة الطعام إلى الفم، والشعور بطعم مر أو حامض في مؤخرة الحلق دون تقيؤ.

  • تسبب النوبة القلبية زيادة الشعور بالألم وتفاقم الأعراض المذكورة سابقاً عند القيام بأي مجهود بدني، أما حرقة المعدة فتزداد أعراضها سوءاً عند الاستلقاء أو الانحناء.

  • تظهر أعراض حرقة المعدة بعد تناول وجبة كبيرة أو دسمة، ولا تترافق الأعراض بالصداع، أو الدوخة، أو الدوار، أو العرق البارد، أو الارتباك العقلي وعدم القدرة على التركيز مثل النوبة القلبية.



تشخيص حرقة المعدة

يحتاج الطبيب للتاريخ الطبي والفحص الجسدي وبعض الفحوصات الأخرى لمعرفة مدى الضرر الذي تسببت به حرقة المعدة ولمعرفة السبب الرئيس خلفها. ويمكن أن تشمل الفحوصات ما يلي:

  • عدوى جرثومة المعدة: عمل التحاليل اللازمة للكشف عن العدوى ببكتيريا هليكوباكتر بايلوري التي يمكن أن تسبب قرحة المعدة، مثل تحليل الدم، وتحليل الزفير باليوريا.

  • التنظير الداخلي (بالانجليزي: Endoscopy): يطلق عليه أيضاً تنظير المريء والمعدة أو التنظير الداخلي، ويجرى لمعرفة إذا كان هناك أي ضرر واضح في المريء أو العضلة العاصرة السفلية للمريء، وللكشف عن وجود جسم غريب أو ورم خبيث في المريء، وقد يأخذ الطبيب عينة من أنسجة المريء (خزعة) أثناء التنظير لفحصها في المختبر.

  • سلسلة تصوير الجهاز الهضمي العلوي بالباريوم (بالانجليزي: Upper GI series): ينطوي هذا الفحص على شرب سائل يحتوي على الباريوم ليغطي بطانة المريء والمعدة حتى يجرى تصوير الجهاز الهضمي العلوي بالأشعة السينية وإنشاء صورة ومخطط واضح لها.

  • فحص درجة الحموضة المتنقل (بالانجليزي: Ambulatory pH testing): يجرى هذا الفحص من خلال تمرير أنبوب صغير من الأنف إلى المعدة لتقييم عدد المرات التي يعود فيها الحمض من المعدة إلى المريء، مع تمكين المريض من مواصلة نشاطاته العادية دون أن يشعر بالضيق أو عدم الراحة من وجود الأنبوب.

  • تخطيط القلب: عمل تخطيط القلب الكهربائي لاستبعاد إصابة المريض بنوبة قلبية عندما تشير الأعراض لذلك.


علاج حرقة المعدة

في العادة لا تحتاج حرقة المعدة إلى العلاج بالأدوية أو التدخل الجراحي، أما في الحالات التي تزداد فيها شدة حرقة المعدة فقد يحتاج المريض إلى الأدوية، وتشمل طرق علاج حرقة المعدة ما يلي:


علاج حرقة المعدة طبيعياً

يمكن علاج حرقة المعدة في المنزل باستخدام أدوية حموضة المعدة التي لا تحتاج لوصفة طبية، ويمكن علاج حموضة المعدة من دون أدوية بتغيير بعض العادات التي تزيد من خطر الإصابة بحرقة المعدة، ويمكن أن تشمل هذه التغيرات ما يلي:

  • خسارة الوزن والمحافظة على وزن صحي، إذ تزيد الدهون في البطن وزيادة الوزن من الضغط على المعدة، مما يزيد من خطر الإصابة بالحموضة.

  • الإقلاع عن التدخين وتجنب شرب الكحول.

  • مضغ الطعام جيداً قبل ابتلاعه، وتجنب السرعة في تناول الطعام.

  • ارتداء الملابس الفضفاضة، وانتزاع الأحزمة أو أي شيء يمكن أن يسبب الضغط على المعدة.

  • تجنب الأطعمة التي تسبب حرقة المعدة.

  • تقليل كمية الطعام المتناولة أثناء الوجبة، وتقسيم الوجبة الكبيرة إلى عدة وجبات صغيرة على مدار اليوم.

  • عدم النوم أو الاستلقاء بعد تناول الطعام.

  • رفع الرأس باستخدام الوسائد خلال الليل للتقليل من ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء.

  • مضغ العلكة الغير محلاة.


لا تساعد الوصفات الطبيعية مثل علاج حموضة المعدة بالأعشاب أو تناول الخيار أو الخس أو لبن الزبادي أو الحليب على التخفيف من حرقة المعدة ويمكن أن تزيد من سوء عسر الهضم وحرقة المعدة.


أدوية الحموضة

يمكن للكثير من الأدوية التي يمكن الحصول على بعضها دون وصفة طبية أن تساعد على علاج حرقة المعدة أو تخفيفها، وتشمل هذه الأدوية ما يلي:


مضادات الحموضة لحرقة المعدة

ما الذي يحدث لحمض معدتك عندما تبتلع حبة مضاد للحموضة؟ مضادات الحموضة وتعرف أيضاً بأدوية تحييد أحماض المعدة من خلال تقليل درجة حموضة أحماض المعدة، وتمتاز هذه الأدوية بتوفير الراحة السريعة من حرقة المعدة، ولكنها لا تشفي الضرر في المريء، ولا تمنع هجمات حرقة المعدة في المستقبل، ومن هذه الأدوية:

  • مالوكس (Maalox).

  • غافيسكون (Gaviscon).

  • رولايدس (Rolaids).

  • ميلانتا (Mylanta).


أدوية تقليل إنتاج أحماض المعدة لعلاج حرقة المعدة

تعرف هذه الأدوية بحاصرات مستقبلات الهيستامين 2 (H-2 blockers) إذ تعمل هذه الأدوية على إيقاف مفعول الهيستامين 2 في خلايا جدار المعدة، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج احماض المعدة.


يمكن أن تتوفر الأدوية التي تقلل من إنتاج أحماض المعدة دون وصفة طبية أو بوصفة طبية، وتتميز باستمرار مفعولها لفترة أطول من الأنواع الأخرى من أدوية علاج حرقة المعدة، إلا أنها تستغرق وقتاً أطول لتبدأ في العمل، ومن هذه الأدوية :

  • نيزاتيدين (Nizatidine).

  • رانيتيدين (Ranitidine).

  • فاموتيدين (Famotidine).

  • سيميتيدين (Cimetidine).


أدوية تمنع إنتاج أحماض المعدة لعلاج حرقة المعدة

تمنع هذه الأدوية الخلايا في جدار المعدة من إنتاج الأحماض، مما يساعد على التئام المريء وتعافيه، وتعرف باسم أدوية مثبطات مضخة البروتون، ومن الأمثلة عليها:

  • لانسوبرازول (Lansoprazole).

  • أوميبرازول (Omeprazole).


علاج حرقة المعدة للحامل

غالباً ما تزول حرقة المعدة بعد انتهاء الحمل، وللأسف لا توجد دراسات كافية حول سلامة استخدام أدوية علاج حرقة المعدة على الجنين، كما أن الباحثين لن يقوموا بتجربة هذه الأدوية على النساء الحوامل، إلا أن التجارب على الحيوانات أظهرت أن الأدوية المضادة للحموضة والمقللة لإنتاج أحماض المعدة غير ضارة بالجنين.


يمكن إدارة حرقة المعدة للحامل من خلال اتباع التغيرات في نمط الحياة وطرق العلاج المنزلية المذكورة سابقاً، والأدوية المضادة للحموضة مثل:

  • مالوكس.

  • غافيسكون.

  • رولايدس.

  • ميلانتا.


لا تنصح الحامل باستخدام أي دواء لعلاج حرقة المعدة دون استشارة الطبيب أولاً.


أضرار حرقة المعدة

في العادة لا تسبب حرقة المعدة أضرار عندما تكون الحالة غير متكررة، ولكن في حالات ارتداد الأحماض المعدي المريئي المستمرة والمتروكة دون علاج وحرقة المعدة الشديدة يمكن أن تسبب عودة أحماض المعدة إلى المريء والحلق في المضاعفات التالية:

  • الإصابة بالربو.

  • قرحة المريء ونزفه.

  • التهاب المريء.

  • مريء باريت، وهي التغيرات في أنسجة المريء التي تسبق الإصابة بالسرطان.

  • سرطان المريء.

  • تضيق المريء نتيجة لتورمه وتندبه.

  • وصول أحماض المعدة للرئتين عند وصولها إلى مجرى الهواء في الحلق واستنشاقها لتسبب الالتهاب الرئوي الاستنشاقي، وتسبب هذه الحالة السعال المزمن (طويل الأمد).

  • تآكل الأسنان.

  • التهاب الحنجرة وبحة الصوت.



المراجع

  1. InformedHealth.org [Internet]. Cologne, Germany: Institute for Quality and Efficiency in Health Care (IQWiG); 2006-. Heartburn and GERD: Overview. 2012 Jul 19 [Updated 2018 Dec 13]. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK279254/

  2. InformedHealth.org [Internet]. Cologne, Germany: Institute for Quality and Efficiency in Health Care (IQWiG); 2006-. Heartburn and GERD: Overview. 2012 Jul 19 [Updated 2018 Dec 13]. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK279254/

  3. Dent, J., Jones, R., Kahrilas, P., & Talley, N. J. (2001). Management of gastro-oesophageal reflux disease in general practice. BMJ (Clinical research ed.), 322(7282), 344–347. https://doi.org/10.1136/bmj.322.7282.344

  4. Fox, M., & Forgacs, I. (2006). Gastro-oesophageal reflux disease. BMJ (Clinical research ed.), 332(7533), 88–93. https://doi.org/10.1136/bmj.332.7533.88

  5. Antunes C, Aleem A, Curtis SA. Gastroesophageal Reflux Disease. [Updated 2021 Jul 18]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK441938/

  6. Argyrou, A., Legaki, E., Koutserimpas, C., Gazouli, M., Papaconstantinou, I., Gkiokas, G., & Karamanolis, G. (2018). Risk factors for gastroesophageal reflux disease and analysis of genetic contributors. World journal of clinical cases, 6(8), 176–182. https://doi.org/10.12998/wjcc.v6.i8.176

  7. Kim, S. Y., Jung, H. K., Lim, J., Kim, T. O., Choe, A. R., Tae, C. H., Shim, K. N., Moon, C. M., Kim, S. E., & Jung, S. A. (2019). Gender Specific Differences in Prevalence and Risk Factors for Gastro-Esophageal Reflux Disease. Journal of Korean medical science, 34(21), e158. https://doi.org/10.3346/jkms.2019.34.e158

  8. Chang, P., & Friedenberg, F. (2014). Obesity and GERD. Gastroenterology clinics of North America, 43(1), 161–173. https://doi.org/10.1016/j.gtc.2013.11.009

  9. Lundell, L. R., Dent, J., Bennett, J. R., Blum, A. L., Armstrong, D., Galmiche, J. P., Johnson, F., Hongo, M., Richter, J. E., Spechler, S. J., Tytgat, G. N., & Wallin, L. (1999). Endoscopic assessment of oesophagitis: clinical and functional correlates and further validation of the Los Angeles classification. Gut, 45(2), 172–180. https://doi.org/10.1136/gut.45.2.172

  10. Fass R. (2014). Functional heartburn. Gastroenterology & hepatology, 10(6), 381–383. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4080874/


bottom of page