جلطة الرئة، أعراضها، أسبابها، علاجها، ومضاعفاتها | ميدزون
top of page

جلطة الرئة


انسداد أحد الاوعية الدموية في الرئة
جلطة الرئة

جلطة الرئة، ويطلق عليها علمياً الانصمام الرئوي (بالانجليزي: Pulmonary embolism or PE) أو انسداد الرئة، وهي انقطاع أو انخفاض تدفق الدم في أحد الشرايين الرئوية أو فروعها بسبب خثرة دم (جلطة) تكونت في جزء آخر من الجسم وغالباً ما تكون الساق مصدر الجلطة، إذ تتحرك الخثرة مع الدم العائد في الأوردة من الجسم إلى الرئتين، وتعد جلطة الرئة سبباً يمكن الوقاية منه في المستشفى للوفاة والمرض.


أسباب جلطة الرئة

يعد الخثار الوريدي العميق الذي يطلق عليه بشكل شائع جلطة الساق السبب الرئيسي لجلطة الرئة، إلا أنه يمكن للخثار الوريدي العميق أن يتكون في أي منطقة في الجسم مثل اليدين والدماغ وغيرها من الأجزاء.


بناءً على ما سبق تعد عوامل الخطر الرئيسية التي تقود للإصابة بالخثار الوريدي العميق التي تعرف بثالوث فيرشو هي نفس عوامل االخطر للإصابة بجلطة الرئة، وتشمل هذه العوامل على ما يلي:

  • تجمع الدم في الأوردة (الركود الدموي) وعدم عودته كاملاً إلى القلب، مما يزيد من فرصة تخثر الدم، وتشمل أسباب بقاء الدم في الأوردة على ما يلي:

  1. التعرض للتخدير العام.

  2. ملازمة المريض للفراش لفترة طويلة لأي سبب كان، وعادةً ما تكون العمليات الجراحية التي تجرى لتبديل المفاصل وكسر الحوض من الأسباب الشائعة لتكون الجلطة.

  3. الرحلات الطويلة التي تتطلب الجلوس لفترات طويلة.

  4. ارتفاع الضغط في الوريد نتيجة لوجود عوامل تعيق تدفق الدم بحرية في الأوردة، ومن هذه العوامل الأورام، والحمل، والتضيق أو التشوه الخلقي في الأوردة.

  5. السرطان.

  6. ارتفاع لزوجة الدم بسبب كثرة الصفيحات الدموية، أو كثرة كريات الدم الحمراء، أو الجفاف.

  • تعرض الأوردة للإصابة نتيجة لأحد الأسباب التالية:

  1. التعرض للعمليات الجراحية.

  2. الصدمات والرضوض.

  3. وجود قسطرة وريدية.

  4. تعاطي المخدرات عن طريق الوريد.

  • الاضرابات الوراثية التي تزيد من ميل الدم للتجلط، ومنها:

  1. نقص عامل لايدن الخامس.

  2. نقص البروتين سي و إس.

  3. متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية.

  4. نقص العامل المضاد للثرومبين الثالث.


العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بجلطة الرئة

تشمل العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بالخثار الوريدي العميق المسبب لجلطة الرئة على ما يلي:

  • العلاج التعويضي بالهرمونات.

  • استخدام وسائل منع الحمل المركبة التي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجيستيرون مثل حبوب منع الحمل المركبة.

  • فشل القلب الاحتقاني.

  • الإصابة سابقاً بالخثار الوريدي العميق (جلطة الساق).

  • الذئبة المضادة للتخثر، والذئبة الحمامية الجهازية.

  • النوبة القلبية.

  • مرض الأمعاء الالتهابي مثل داء كرون، والتهاب القولون التقرحي.

  • التهاب الأوعية الدموية.

  • السمنة.


للمزيد: حموضة الدم


أعراض جلطة الرئة

قد لا تسبب جلطة الرئة أعراض لدى بعض المرضى، ولدى شريحة واسعة من المرضى قد تسبب أعراض خفيفة أو أعراض مبهمة وغير متصلة بالرئتين مما يصعب اكتشاف الإصابة بها، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً التي يعاني منها المريض عند الإصابة بجلطة الرئة على ما يلي:

  • ضيق التنفس.

  • ألم الصدر (الذبحة الصدرية).

  • صفير الصدر.

  • السعال المنتج للبلغم، وقد يترافق السعال بنفث الدم أي خروج دم من الفم عند السعال.

  • الإغماء.

  • نقص الأكسجين.

  • النوبات (الصرع).

  • ألم البطن.

  • ألم الخاصرة.

  • الحمى.


في حالات أقل شيوعاً تسبب جلطة الرئة الرجفان الأذيني في القلب، والهذيان خاصة لدى كبار السن، وأعراض عدم استقرار أو انهيار الدورة الدموية، وانخفاض ضغط الدم نتيجة لنقص تروية الأعضاء بالدم، مما بدوره يقود إلى ظهور أعراض أخرى وفقاً للعضو الذي يعاني من نقص التروية بالأكسجين، وعادةً ما يحدث عدم استقرار الدورة الدموية عندما يكون هناك تخثر منتشر في الرئتين، أي عندما يكون هناك عدة جلطات في الرئة.


تشخيص جلطة الرئة

يعد التشخيص السريع في الوقت المناسب أمر بالغ الأهمية لمرضى جلطة الرئة لأن معدلات المراضة والوفيات المرتبطة بها مرتفعة، كما أن نسب الوقاية من المراضة والوفيات أيضاً مرتفعة عندما يتم علاج جلطة الرئة مبكراً.


يموت أكثر من 30% من المرضى نتيجة لتأخر التشخيص والعلاج، بينما يموت 8% فقط من مرضى جلطة الرئة بعد العلاج في الوقت المناسب.


تشمل الفحوصات التي تجرى للكشف عن جلطة الرئة (تحليل جلطة الرئة) على ما يلي:

  • تحليل الدي دايمر (بالانجليزي: D-dimer).

  • تصوير الصدر بالأشعة السينية CXR.

  • تحليل مستوى مضاد الثرومبين (بالانجليزي: Antithrombin III or ATIII).

  • تحليل البروتين الدماغي الأولي (بالانجليزي: N-terminal pro-brain natriuretic peptide or NT-proBNP).

  • تحليل مستوى البروتين التفاعلي سي (بالانجليزي: C-reactive protein or CRP).

  • تحليل مستوى التروبونين المصلي.

  • تحليل البيلة الهيموسيستينية (Homocystinuria).

  • تصوير الاوعية الرئوية.

  • تخطيط القلب ECG.

  • تخطيط صدى القلب (الإيكو).

  • تصوير الصدر بالرنين المغناطيسي.

  • التصوير المقطعي المحوسب للصدر.



علاج جلطة الرئة

تتراوح مدة علاج جلطة الرئة بين 3-6 أشهر. يقسم علاج جلطة الرئة إلى عدة مراحل وفقا لحالة المريض واستقرار دورته الدموية، ويجب أن يتم علاج جلطة الرئة على يد طبيب مختص.


عادةً ما يبدأ العلاج لدى 90% من مرضى جلطة الرئة بالعلاج بالأكسجين (التهوية الميكانيكية) لتزويد الجسم بالأكسجين الكافي، ويتبعه العلاج بالأدوية أو الجراحة وفقاً لما يراه الطبيب مناسباً لحالة المريض، وتشل أدوية جلطة الرئة على ما يلي:

  • مضادات التخثر للتقليل من عوامل تخثر الدم، ومن هذه الأدوية:

  1. إينوكسابارين (Enoxaparin).

  2. دالتبارين (Dalteparin).

  3. تينزابارين (Tinzaparin).

  4. الهيبارين (Heparin).

  5. فوندابارينوكس (Fondaparinux).

  • الأدوية الحالة للخثرة أي التي تذيب الجلطة ومنها:

  1. ريتبلاز (Reteplase).

  2. التيبلاز (Alteplase).

  • مضادات التخثر الفموية المباشرة، وتستخدم أيضاً للتقليل من عوامل تخثر الدم التي تسبب تكون الجلطة، ومنها:

  1. ريفاروكسابان (Rivaroxaban).

  2. أبيكسابان (Apixaban).

  3. دابيغاتران (Dabigatran).

  4. إيدوكسابان (Edoxaban).

  5. بيتريكسابان (Betrixaban).


قد يحتاج بعض المرضى إلى تركيب مرشح (فلتر) في الوريد الأجوف بالإضافة إلى العلاج بمضادات التخثر، حيث يعمل المرشح على حبس الجلطات التي يتم تمريرها في الوريد قبل أن تصل إلى الرئة، ويعد هذا الإجراء وقائي لمنع الإصابة بجلطة الرئة المتكررة.


عملية جلطة الرئة

لا يتم اللجوء للخيارات الجراحية في علاج جلطة الرئة إلا في حالات معينة مثل: معاناة المريض من انصمام رئوي منتشر أي عدة جلطات في الرئة، وفي حالات الانصمام الرئوي الضخم، أو عند عدم تحمل المريض للأدوية التي تذيب الجلطة، أو عندما لا تستقر حالة المريض حتى بدء العلاج بالأدوية.


هناك عدة أنواع من الاجراءات الجراحية التي تجرى لغزالة الجلطة من الرئة، ويقرر الطبيب التدخال الجراحي وفقاً لتقديره لحالة المريض، ومن الإجراءات الجراحية المتبعة في علاج جلطة الرئة استئصال الصمة بالقسطرة والتجزئة (بالانجليزي: Catheter embolectomy and fragmentation)، واستئصال الخثرة بالجراحة المفتوحة.

تؤخذ الجراحة بعين الاعتبار لعلاج جلطة الرئة في الحالات التالية:


جلطة الرئة المتكررة

لدى كثير من المرضى يمكن أن تتكرر الإصابة بالجلطة في الرئة، ويمكن أن يصاب المرضى في الحالات التالية بجلطة الرئة على الرغم من علاجهم بمضادات التخثر:

  • المرضى الذين يعانون من الخثار الوريدي العميق الغير طافي، أي الذي لا يتم تدويره مع الدورة الدموية.

  • المرضى الذين يعانون من جلطة دموية طافية تدور في مجرى الدم.

  • المرضى الذين يعانون من جلطة الرئة.

  • المرضى الذين يعانون من جلطة الرئة، ولديهم جلطة طافية في الأوردة تم رصدها عند تصوير الأوعية الدموية.


أضرار جلطة الرئة

هل جلطة الرئة خطيرة؟ نعم تعد جلطة الرئة خطيرة خاصة إذا ترافقت بعدم استقرار الدورة الدموية، ويمكن أن تشمل مضاعفات جلطة الرئة الرئيسية على ما يلي:


يعد فشل البطين الأيمن السبب الرئيسي لوفاة المرضى الذين يعانون من جلطة الرئة المترافق بعدم استقرار الدورة الدموية.



المراجع

  1. Tarbox, A. K., & Swaroop, M. (2013). Pulmonary embolism. International journal of critical illness and injury science, 3(1), 69–72. https://doi.org/10.4103/2229-5151.109427

  2. Vyas V, Goyal A. Acute Pulmonary Embolism. [Updated 2022 Aug 8]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK560551/

  3. Turetz, M., Sideris, A. T., Friedman, O. A., Triphathi, N., & Horowitz, J. M. (2018). Epidemiology, Pathophysiology, and Natural History of Pulmonary Embolism. Seminars in interventional radiology, 35(2), 92–98. https://doi.org/10.1055/s-0038-1642036

  4. Howard L. (2019). Acute pulmonary embolism. Clinical medicine (London, England), 19(3), 243–247. https://doi.org/10.7861/clinmedicine.19-3-247

  5. Lavorini, F., Di Bello, V., De Rimini, M. L., Lucignani, G., Marconi, L., Palareti, G., Pesavento, R., Prisco, D., Santini, M., Sverzellati, N., Palla, A., & Pistolesi, M. (2013). Diagnosis and treatment of pulmonary embolism: a multidisciplinary approach. Multidisciplinary respiratory medicine, 8(1), 75. https://doi.org/10.1186/2049-6958-8-75

  6. Morrone, D., & Morrone, V. (2018). Acute Pulmonary Embolism: Focus on the Clinical Picture. Korean circulation journal, 48(5), 365–381. https://doi.org/10.4070/kcj.2017.0314

  7. Tak, T., Karturi, S., Sharma, U., Eckstein, L., Poterucha, J. T., & Sandoval, Y. (2019). Acute Pulmonary Embolism: Contemporary Approach to Diagnosis, Risk-Stratification, and Management. The International journal of angiology : official publication of the International College of Angiology, Inc, 28(2), 100–111. https://doi.org/10.1055/s-0039-1692636

bottom of page