الوسواس القهري، أعراضه، أسبابه، علاجه، واختبار الوسواس القهري | ميدزون
top of page

الوسواس القهري


الوسواس القهري
الوسواس القهري

ما هو الوسواس القهري؟ الوسواس القهري أو اضطراب الوسواس القهري (بالانجليزي: Obsessive-Compulsive Disorder or OCD)، ويطلق عليه بشكل شائع الوسواس القهري الفكري هي أفكار أو دوافع أو تخيلات غير مرغوب بها ولا تقاوم، تسبب القلق الشديد وتدفع الشخص لتبني قواعد صارمة، أو القيام بطقوس أو سلوكيات أو أفعال رغما عنه (بالإكراه) بوعي أو بدون وعي، على سبيل المثال الهوس تجاه الجراثيم وكثرة غسل اليدين.


تظهر أعراض الوسواس القهري في سن المراهقة وتبلغ ذروتها في سن الثلاثين، وغالباً ما ترتبط الإصابة بالوسواس القهري في الإصابة باضطراب القلق.


قائمة عناوين موضوع الوسواس القهري

يمكن الانتقال إلى الجزء المطلوب من موضوع الوسواس القهري مباشرة من خلال الضغط على الرابط المطلوب في القائمة التالية:


أسباب الوسواس القهري

لا يزال سبب الوسواس القهري غير معروف، إلا أن ما هو معروف تماماً أن الوسواس القهري يمكن أن يكون وراثي. تشمل العوامل التي يعتقد أنها ترتبط في الإصابة بالوسواس القهري على ما يلي:

  • الاستعداد الوراثي حيث أظهرت الدراسات أن نسبة توريث الوسواس القهري عند الأطفال من الوالدين تتراوح بين 45-65%.

  • المعاناة من الاضطرابات العصبية قد يزيد من خطر الإصابة بالوسواس القهري، خاصة الاضطرابات المؤثرة على قشرة الدماغ مثل:

  1. إصابات الدماغ الرضحية.

  2. رقاص سيدنهام.

  3. متلازمة توريت.

  4. مرض هنتنغتون.

  • التغيرات في جين ناقلة ميثيل-O الكاتيكول (COMT)، المسؤول عن إنتاج الإنزيم الذي يتحكم بإلغاء تنشيط الناقلات العصبية (المواد الكيميائية في الدماغ) مثل الدوبامين، والإبينفرين، والنورادرينالين، ويرتبط التحور في هذا الجين في الإصابة بالوسواس القهري في سن مبكرة.

  • عدم توازن السيراتونين في الدماغ، وهو أيضاً أحد النواقل العصبية الدماغية.

  • التعرض للضغوطات النفسية مثل التعرض للاعتداء الجنسي في الطفولة يزيد من خطر الإصابة بالوسواس القهري خلال مرحلة البلوغ.

  • أظهرت بعض الدراسات ارتباط بعض أنواع العدوى في الإصابة بالوسواس القهري عند الشباب والأطفال ومن هذه الأنواع:

  1. عدوى المكورات العقدية من المجموعة أ.


حيث تم الافتراض أن هذه الأنواع من العدوى تؤدي إلى استجابة مناعية في الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب)، أي التهاب، وتؤدي هذه الاستجابة المناعية بدورها إلى ظهور أعراض الوسواس القهري النفسية والعصبية، إلا أن الارتباط بين هذه الأنواع من العدوى والوسواس القهري لم يتم تأكيده، كما أن معظم حالات الوسواس القهري تحسنت بعد علاج العدوى.


للمزيد: النرجسية


أنواع الوسواس القهري

كما ذكر سابقاً يتسم الوسواس القهري بالأفكار الغير مرغوب بها التي تستهلك وقت الشخص، ويتسم أيضاً بالأفعال الجسدية القهرية المتكررة. قد يعي الكثير من مرضى الوسواس القهري أن أفكارهم أو تصرفاتهم غير عقلانية، مما قد يدفعهم للشعور بالذنب لعدم قدرتهم على السيطرة على هذه الأفكار والتصرفات.


هناك الكثير من أنواع الوسواس القهري الفرعية من الأمثلة الشائعة للوسواس القهري مثل:

  • الوسواس القهري الديني والوسواس القهري الأخلاقي، حيث يصبح المريض مفرط القلق من أن أحد اعتقاداته أو تصرفاته قد تكون خطيئة أو قد تكون منتهكة للحدود الدينية أو الأخلاقية.

  • الوسواس القهري الجنسي وكثرة الهواجس الجنسية.

  • الخوف من الجراثيم.

  • القلق بشأن النظافة أو السلامة الزائدة.


أعراض الوسواس القهري

على الرغم من أن الإحصائيات تشير إلى أن معدل الإصابة بالوسواس القهري قليل، إلا أنه يعتقد أن هناك الكثير من حالات الوسواس القهري التي لم يتم اكتشافها أو تشخيصها، أو قد يكون تم انسابها لاضطرابات عقلية أخرى مثل اضطراب القلق. يمكن أن تشمل أعراض الوسواس القهري على ما يلي:


أعراض الوسواس القهري الشائعة

تشمل أعراض الوسواس القهري الشائعة على ما يلي:

  • الاهتمام الزائد بالنظافة.

  • الاهتمام الزائد بالسلامة مثل كثرة فحص الأقفال والموقد والاطفال.

  • شكووك المريض في ذاكرته أو إدراكه.

  • الصدق والحاجة إلى القيام بالتصرف الصحيح والخوف من ارتكاب الأخطاء أو التجاوزات.

  • الحاجة إلى النظام والترتيب والتماثل.

  • الأفكار الجنسية العدوانية.

  • العد أو تكرار الإجراءات عدد معين من المرات حتى يشعر المريض بالراحة.

  • ترتيب الأشياء وفقاً لنظام أو نمط معين.

  • إعداد القوائم.

  • كثرة لمس الأشياء والتحقق منها.

  • قضم الأصابع والأيدي.


أعراض الوسواس القهري النفسية

يعاني مرضى الوسواس القهري من عدة اضطرابات نفسية أخرى ومنها:

  • اضرابات المزاج.

  • القلق.

  • اضطراب العرض الجسدي.

  • اضطرابات الأكل.

  • هوس نتف الشعر.

  • الأفكار والسلوكيات الانتحارية.


أعراض الوسواس القهري الجسدية

تشمل علامات الوسواس القهري الجسدية خاصة التي تظهر على الجلد لدى مرضى الوسواس القهري على ما يلي:

  • الأكزيما المرتبطة بغسل اليدين أو الجسم المفرط.

  • بقع الشعر الفارغة المرتبطة بهوس نتف الشعر.

  • السحجات الناجمة عن التهاب الجلد العصبي.

  • تقرحات الجلد الناجمة عن نتف الجلد القهري.

  • الكدمات الناجمة عن مص الجلد وقضمه.


للمزيد: ثنائي القطب


تشخيص الوسواس القهري

تساعد معرفة التاريخ الطبي والأعراض التي يعاني منها المريض على توجيه تشخيص مرض الوسواس القهري في الطريق الصحيح، وقد يجري الطبيب أيضاً الفحص البدني للبحث عن العلامات المرتبطة بالوسواس القهري مثل بقع الشعر الفارغة المرتبطة بنتف الشعر الهوسي.


على الرغم مما سبق يبقى اختبار الوسواس القهري هو الفيصل في تشخيص إصابة الشخص بالوسواس القهري، وتقييم شدته، وينطوي اختبار الوسواس القهري على مجموعة من الأسئلة يطرحها الطبيب النفسي، ويعطي نقاط لكل إجابة، ووفقاً لمجموع هذه النقاط من 40 تصنف خطورة أعراض الوسواس القهري، وتدور الأسئلة خلال اختبار الوسواس القهري حول ما يلي:

  • المدة التي تشغلها الأفكار الوسواسية، والأفعال القهرية.

  • مدى تداخل الأفكار الوساسية مع حياة الشخص.

  • مقاومة الأفكار والسواسية والهواجس من قبل المريض.

  • مقاومة القيام بالسلوك القهري.

  • الضيق النفسي المرتبط بالسلوك القهري.

  • درجة السيطرة على السلوكيات القهرية.


علاج الوسواس القهري

كيف اتخلص من الوسواس القهري؟ لا يمكن علاج الوسواس القهري نهائياً، إنما يهدف العلاج إلى التخفيف من الأعراض التي يعاني منها مريض الوسواس القهري مثل الاكتئاب، والتصرفات الخارجة عن السيطرة، ومنع تطور المضاعفات.


غالباً لا يتم اكتشاف الوسواس القهري لسنوات طويلة تصل إلى عشرين عام، مما قد يجعل العلاج وكسر العادات المتبناة من المريض أمر صعب بسبب حدوث تغيرات في هياكل وبنية الدماغ، لذا يعد التشخيص والعلاج المبكر للوسواس القهري أمر حاسم. ينطوي علاج الوسواس القهري على اتباع عدة طرق علاجية معاً ومنها:


العلاج السلوكي للوسواس القهري

تنطوي أنواع العلاج السلوكي المتبعة لعلاج الوسواس القهري على ما يلي:

  • علاج التخلص المنظم من الحساسية (بالانجليزي: Systematic desensitization therapy): ينطوي هذا العلاج على التعريض التدريجي للمريض للمواقف والأمور التي تسببه له الأفكار والتصرفات القهرية، مع تعليم المريض الاسترخاء وتقبل هذه المواقف.

  • العلاج بالتبغيض (بالانجليزي: Aversion therapy): هو نوع من العلاج السلوكي الذي يتضمن تكرار إقران سلوك غير مرغوب فيه بعدم الراحة. على سبيل المثال ترافق صور الكحول بالصدمات الكهربائية أثناء العلاج، أي تعريض مريض اضطراب الوسواس القهري للصدمات الكهربائية في كل مرة يرى فيها المريض صورة الكحول. تهدف هذه العملية إلى جعل المريض يربط التصرفات أو الأفكار الغير سارة بالأحاسيس الغير سارة أو الغير مريحة.

  • العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني (بالانجليزي: Rational emotive behavior therapy): هو نوع من أنواع العلاج السلوكي المعرفي يساعد المرضى على التعامل مع المعتقدات والأفكار الغير عقلانية، ويعلمهم إدارة عواطفهم وأفكارهم وسلوكياتهم بطريقة صحية وواقعية.

  • العلاج بالتعريض ومنع الاستجابة (بالانجليزي: Exposure and Response Prevention): هو نوع من أنواع العلاج السلوكي يعرض المريض تدريجياً لمواقف مصممة لإثارة هواجس الشخض ولكن في بيئة آمنة، ولكن يتميز هذا العلاج بأنه لا يزيل الأفكار والتصرفات القهرية تماماً.


أدوية الوسواس القهري

تعد أدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (Selective serotonin reuptake inhibitors or SSRIs) هي الأدوية الرئيسية المعتمدة لعلاج اضطراب الوسواس القهري، وتستخدم مع العلاج السلوكي.


قد يصف الطبيب أيضاً أدوية أخرى مل مضادات الذهان للسيطرة على الأفكار والتصرفات القهرية والقلق وغيرها من الأعراض، ولكن تستخدم هذه الأدوية فقط عندما يصفها الطبيب وتحت إشرافه، وتشمل الأدوية التي توصف لعلاج أعراض الوسواس القهري على ما يلي:

  • أدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ومنها:

  1. فلوكستين (Fluoxetine).

  2. سيتالوبرام (Citalopram).

  3. باروكستين (Paroxetine).

  4. سيرترالين (Sertraline).

  5. فلوفوكسامين (Fluvoxamine).

  6. إسيتالوبرام (Escitalopram).

  • أدوية مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Tricyclic Antidepressants)، ومنها:

  1. كلوميبرامين (Clomipramine).

  2. ديسيبرامين (Desipramine).

  • أدوية مثبطات استرداد السيروتونين نوربينفرين (Serotonin Norepinephrine Reuptake Inhibitor SNRIs) لعلاج الاكتئاب ومنها:

  1. فينلافاكسين (Venlafaxine).

  2. دولوكستين (Duloxetine).

  • مضادات الذهان، ومنها:

  1. ريسبيريدون (Risperidone).

  2. أولانزابين (Olanzapine).

  3. الليثيوم (Lithium).

  4. هالوبيريدول (Haloperidol).

  5. أريبيبرازول (Aripiprazole).

  • مضادات القلق مثل بوسبيرون (Buspirone).


أضرار الوسواس القهري

يصنف الوسواس القهري من قبل منظمة الصحة العالمية كواحد من الاضطرابات العشرة الأولى المسببة للإعاقة. يميل مرضى الوسواس القهري إلى تجنب المواقف التي تجعلهم غير مرتاحين مما قد يؤدي إلى انخفاض تفاعلهم الاجتماعي، ويقلل من جودة الحياة.


من المضاعفات المحتملة الأخرى للوسواس القهري تبني المريض للأفكار الانتحارية ومحاولة الانتحار، والتهاب الجلد نتيجة لنتف الجلد القهري، وفقدان الشعر نتيجة لنتف الشعر القهري، كما أن التوتر المرافق للوسواس القهري يعد سبب رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم.



المراجع

  1. Brock H, Hany M. Obsessive-Compulsive Disorder. [Updated 2022 Aug 15]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK553162/

  2. Stein, D. J., Costa, D. L. C., Lochner, C., Miguel, E. C., Reddy, Y. C. J., Shavitt, R. G., van den Heuvel, O. A., & Simpson, H. B. (2019). Obsessive-compulsive disorder. Nature reviews. Disease primers, 5(1), 52. https://doi.org/10.1038/s41572-019-0102-3

  3. Janardhan Reddy, Y. C., Sundar, A. S., Narayanaswamy, J. C., & Math, S. B. (2017). Clinical practice guidelines for Obsessive-Compulsive Disorder. Indian journal of psychiatry, 59(Suppl 1), S74–S90. https://doi.org/10.4103/0019-5545.196976

  4. Soomro G. M. (2012). Obsessive compulsive disorder. BMJ clinical evidence, 2012, 1004.https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3285220/

  5. Fineberg, N. A., Hollander, E., Pallanti, S., Walitza, S., Grünblatt, E., Dell'Osso, B. M., Albert, U., Geller, D. A., Brakoulias, V., Janardhan Reddy, Y. C., Arumugham, S. S., Shavitt, R. G., Drummond, L., Grancini, B., De Carlo, V., Cinosi, E., Chamberlain, S. R., Ioannidis, K., Rodriguez, C. I., Garg, K., … Menchon, J. M. (2020). Clinical advances in obsessive-compulsive disorder: a position statement by the International College of Obsessive-Compulsive Spectrum Disorders. International clinical psychopharmacology, 35(4), 173–193. https://doi.org/10.1097/YIC.0000000000000314

  6. Seibell, P. J., & Hollander, E. (2014). Management of obsessive-compulsive disorder. F1000prime reports, 6, 68. https://doi.org/10.12703/P6-68

  7. Pittenger, C., Kelmendi, B., Bloch, M., Krystal, J. H., & Coric, V. (2005). Clinical treatment of obsessive compulsive disorder. Psychiatry (Edgmont (Pa. : Township)), 2(11), 34–43. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2993523/

  8. Image by Medzone

bottom of page