التهاب الكلى، أعراضه، أسبابه، علاجه، ومضاعفاته | ميدزون
top of page

التهاب الكلى


توضيح تدرج المسالك البولية
التهاب الكلى

التهاب الكلى ويطلق عليه علمياً التهاب الحويضة والكلية (بالانجليزي: Pyelonephritis) ويطلق عليها أيضاً عدوى الكلى، وهي التهاب الكلى الذي يحدث نتيجة للعدوى البكتيرية التي في معظم الحالات تصعد من المسالك البولية السفلية أي الإحليل والمثانة إلى الكلى، ويعد التهاب الكلى أحد مضاعفات التهاب المسالك البولية.


قائمة عناوين موضوع التهاب الكلى

يمكن الانتقال إلى الجزء المطلوب من موضوع موضوع التهاب الكلى مباشرة من خلال الضغط على الرابط المطلوب في القائمة التالية:


أسباب التهاب الكلى

يعد التهاب الكلى عند النساء أكثر شيوعاً منه لدى الرجال، خاصة النساء النشطات جنسياً، كما أن التهاب الكلى للحامل شائع أيضاً حيث يصيب ما يقارب 20-30% من النساء الحوامل خلال الثلث الثاني وبداية الثلث الثالث من الحمل، ومن الفئات المعرضة أيضاً لخطر الإصابة بالتهاب الكلى كبار السن والرضع بسبب التشوهات التشريحية لديهم، أي التشوهات في تركيب الجهاز البولي وبسبب التغيرات الهرمونية.


تعد البكتيريا سالبة غرام السبب الرئيسي خلف التهاب الكلية، ومنها:

  • بكتيريا الإشريكية القولونية (الإيكولاي) التي توجد بشكل طبيعي في الأمعاء وتصل إلى الكلى غالباً نتيجة لوصول البراز إلى فتحة البول، وتعد أكثر أنواع البكتيريا المسببة لالتهاب الكلى شيوعاً.

  • بكتيريا المتقلبة (Proteus).

  • الكلبسيلا (Klebsiella).

  • البكتيريا المعوية أو الإنتيروباكتر (Enterobacter).

  • بعض سلالات بكتيريا المكورات العنقودية (Staphylococcus).

  • بكتيريا الزائفة (Pseudomonas).

  • بكتيريا الليمونية (Citrobacter).


تصل البكتيريا إلى الكلى بطريقتين إما من خلال الصعود من المسالك البولية السفلية إلى الكلى، أو من خلال الإنتشار من الدم إلى الكلى، ويعد الرضع وكبار السن والمرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكلى المنتشر من الدم.


عوامل تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الكلى

يمكن لأي حالة تسبب عدم إفراغ البول من المثانة وتجمعه في المثانة أن تسبب التهاب المسالك البولية والتهاب الكلى، لأنها تعطي فرصة للبكتيريا لاستعمار الأنسجة في الجهاز البولي من خلال بقائها لفترة طويلة مع البول في المثانة قبل تفريغ البول إلى خارج الجسم.


تشمل العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الكلى على ما يلي:

  • قلة شرب الماء.

  • الإناث، ويعود السبب إلى قصر مجرى البول لديهن، وقرب فتحة الشرج من فتحة البول، مما يسمح بوصول البكتيريا بسهولة إلى فتحة البول، بالإضافة إلى أن التقليات الهرمونية لدى النساء تلعب دور في الإصابة بالتهاب الكلى.

  • انسداد الحالب.

  • المعاناة من التهاب المسالك البولية المتكرر.

  • وجود قسطرة بولية.

  • الحمل، إذ يتسبب الجنين النامي في الرحم بالضغط على المثانة وتجمع البول بداخلها.

  • المعاناة من حصى الكلى.

  • الجزر المثاني الحالبي، أي عودة البول من المثانة إلى الحالبين ثم إلى الكلى.


للمزيد: سوء التغذية


أنواع التهاب الكلى

بشكل عام يقسم التهاب الكلى إلى نوعين رئيسيين وهما:

  • التهاب الكلى الغير معقد.

  • التهاب الكلى المعقد ويشمل على التهاب الكلى في الحالات التالية:

  1. الحوامل.

  2. مرض السكري الغير منضبط.

  3. زراعة الكلى.

  4. المعاناة من الفشل الكلوي الحاد أو المزمن.

  5. نقص المناعة ويحدث نتيجة للعديد من الحالات مثل السكري، ونتيجة للعلاج ببعض أنواع الأدوية مثل السترويدات والعلاج الكيميائي.

  6. التشوهات الخلقية في المسالك البولية.

  7. العدوى البكتيرية المكتسبة من المستشفيات، إذ غالباً ما تكون هذه السلالات من البكتيريا المقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية.

  8. استمرار الأعراض لاكثر من 7 أيام لدى الذكور والمسنين والأطفال.


أعراض التهاب الكلى

كيف أعرف أن الكلى ملتهبة؟ يسبب التهاب الكلى الغير شديد أعراض كلاسيكية مشابهة لأعراض التهاب المسالك البولية ومنها:

  • الحمى ولكن ليس دائماً، وعند الإصابة بالحمى فإن درجة حرارة الجسم تتجاوز 39.4 درجة مئوية.

  • ألم الجنب (مغص الكلى).

  • ألم أسفل الظهر.

  • الشعور بالضغط أسفل الحوض.

  • ألم الإربية، أي منطقة التقاء أعلى الفخذ بالبطن.

  • القشعريرة.

  • الغثيان أو التقيؤ.

  • كثرة التبول.

  • الألم عند التبول.

  • الحاجة الملحة للتبول.

  • البول الغائم او العكر.

  • الرائحة الكريهة للبول.

  • فقدان الشهية ولكن ليس دائماً.

  • خروج البول مع الدم (البيلة الدموية)، وتحدث لدى 30-40% من المرضى.


أعراض التهاب الكلى عند الأطفال

غالباً في حالات التهاب الكلى عند الأطفال لا يعاني الأطفال من الأعراض المذكورة سابقاً، خاصة لدى حديثي الولادة والرضع، أي الأطفال تحت سن عامين، وتشمل أعراض التهاب الكلى لدى الأطفال عند ظهورها على ما يلي:

  • صعوبة التغذية أو رفض الرضاعة.

  • الحمى.

  • التقيؤ.

  • كثيرة تهيج وبكاء الطفل.

  • البول الداكن أو البول ذو الرائحة الكريهة في الحفاض.


أعراض التهاب الكلى الشديد

تشمل أعراض التهاب الكلى الشديد، وأعراض التهاب الكلى لدى المسنين على ما يلي:


تشخيص التهاب الكلى

كيف يشخص التهاب الكلى؟ تساعد معرفة التاريخ الطبي والأعراض والفحص البدني على اكتشاف الإصابة بالتهاب الكلية، ويتم تأكيد التشخيص من خلال إجراء الفحوصات التالية:

  • زراعة البول.

  • زراعة الدم.

  • التصوير المقطعي المحوسب للكلى.

  • تصوير الكلى بالرنين المغناطيسي.

  • التصوير بالموجات الفوق صوتية.

  • التصوير الومضي.


للمزيد: حموضة الدم


علاج التهاب الكلى

تعد المضادات الحيوية خط العلاج الأول لعلاج التهاب الكلى وتستخدم لمنع تقدم شدة العدوى وتطور المضاعفات، وتوصف المضادات الحيوية من قبل الطبيب بناءً على نوع البكتيريا المسببة لعدوى الكلى وشدة العدوى، لذا لا يوجد ما يسمى أفضل مضاد حيوي لعلاج التهاب الكلى.


يمكن أن يسبب التهاب الكلى مضاعفات خطيرة في بعض الأحيان، لذا لا يجب محاولة علاج التهاب الكلى في المنزل، أو علاج التهاب الكلى بالثوم، ولا يجب تجربة ذلك.


أدوية التهاب الكلى

تشمل المضادات الحيوية لعلاج التهاب الكلى على ما يلي:

  • أدوية البنسلين ومنها:

  1. أمبيسلين (Ampicillin).

  2. السلفوناميدات ومنها: تريميثوبريم - سلفاميثوكسازول (Trimethoprim-sulfamethoxazole).

  • الفلوروكينولونات ومنها:

  1. سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin).

  2. الليفوفلوكساسين (Levofloxacin).

  • أدوية الجيل الثاني من السيفالوسبورين ومنها: سيفاكلور (Cefaclor).

  • الجيل الثالث من السيفالوسبورين ومنها:

  1. سيفترياكسون (Ceftriaxone).

  2. سيفوتاكسيم (Cefotaxime).

  3. سيفتازيديم (Ceftazidime).

  4. سيفيبيمي (Cefepime).

  • أدوية البنسلين واسعة الطيف ومنها:

  1. بيبيراسيلين - تازوباكتام (Piperacillin-tazobactam).

  2. أمبيسلين - سولباكتام (Ampicillin-sulbactam).

  • أدوية الكاربابينيمات ومنها:

  1. دوريبينيم (Doripenem).

  2. إرتابينيم (Ertapenem).

  3. ميروبينيم (Meropenem).

  4. إيميبينيم - سيلاستاتين (Imipenem-cilastatin).

  5. ميروبينيم - فابورباكتام (Meropenem-vaborbactam).

  • أدوية الأمينوغليكوزيدات ومنها:

  1. الجنتاميسين (Gentamicin).

  2. توبراميسين (Tobramycin).

  3. أميكاسين (Amikacin).

  4. بلازوميسين (Plazomicin).

  • الجليكوببتيدات مثل فانكومايسين (Vancomycin).

  • أدوية المونوباكتام مثل أزترونام (Aztreonam).


قد يصف الطبيب المسكنات عند معاناة المريض من عسر التبول أي الألم والحرقة عند التبول لدرجة تعطل المريض عن ممارسة نشاطات حياته اليومية، ومن الأمثلة على هذه المسكنات فينازوبيريدين (Phenazopyridine).


علاج التهاب الكلى عند الحامل

تعالج النساء الحوامل اللواتي يعانين من التهاب الكلى بشكل خاص تحت إشراف الطبيب لتجنب الآثار الجانبية لبعض أنواع المضادات الحيوية على الطفل النامي في الرحم مثل الفلوروكينولونات والأمينوغليكوزيدات، وتشمل المضادات الحيوية التي توصف لعلاج التهاب الكلى للحامل على ما يلي:

  • في حالات التهاب الكلى البسيط إلى المتوسط المسبب للأعراض تشمل المضادات الحيوية على ما يلي:

  1. أموكسيسيلين - حمض الكلافونيك (Amoxicillin-clavulanate).

  2. سيفترياكسون (Ceftriaxone).

  3. سيفيبيمي (Cefepime).

  4. سيفوتاكسيم (Cefotaxime).

  5. سيفتازيديم (Ceftazidime).

  6. أمبيسلين (Ampicillin).

  • في حالات التهاب الكلى الشديد لدى الحامل قد يصف الطبيب أمبيسلين - سولباكتام (Ampicillin-sulbactam).


عملية التهاب الكلى

في بعض الحالات قد تكون هناك حاجة للتدخل الجراحي لعلاج المضاعفات التالية لالتهاب الكلى:

  • خراج قشرة الكلى ويطلق عليها أيضاً الجمرة الكلوية (بالانجليزي: Renal carbuncle) ويتم علاجه من خلال التصريف الجراحي للقيح إذا لم يستجب المريض للعلاج بالمضادات الحيوية، وفي بعض الأحيان قد يستأصل الجراح كيس الخراج أو الكلية.

  • خراج لب قشرة الكلى (بالانجليزي: Renal corticomedullary abscess) ويحتاج هذا النوع من الخراج إلى الشق الجراحي والتصريف أو الاستئصال، وفي الحالات المتقدمة قد يستأصل الجراح الكلية.

  • خراج حول الكلية (بالانجليزي: Perinephric abscess) ويحتاج هذا النوع من الخراج إلى التصريف أو الاستئصال، وفي الحالات المتقدمة قد يستأصل الجراح الكلية.

  • علاج التهاب المسالك البولية والكلى المرتبط بحصى الكلى من خلال تفتيت حصى الكلى من خارج الجسم بالموجات الصادمة، أو جراحة التنظير، أو الجراحة المفتوحة لاستخراج الحصى.

  • النخر الحليمي الكلوي (بالانجليزي: Renal papillary necrosis) ويتم تصريفه من خلال التوجيه بالتصوير المقطعي المحوسب، أو يتم تصريفه جراحياً بالتنظير.

  • التهاب الحويضة والكلية الورمي الحبيبي الأصفر (بالانجليزي: Xanthogranulomatous pyelonephritis) ويتم علاجه باستئصال الكلية.


أضرار التهاب الكلى

هل التهاب الكلى خطير؟ يمكن أن يسبب التهاب الكلى الغير معالج أو المعالج جزئياً العديد من المضاعفات الخطيرة، وتشمل هذه المضاعفات على ما يلي:

  • خراج قشرة الكلى.

  • خراج لب قشرة الكلى.

  • خراج حول الكلية.

  • النخر الحليمي الكلوي.

  • جلطة الاوردة الكلوية (جلطة الكلى).

  • الفشل الكلوي الحاد.

  • التهاب الحويضة والكلية الانتفاخي (بالانجليزي: Emphysematous pyelonephritis) وهو التهاب ناخر يصيب الكلى ويتسبب في تجمع الغازات في أنسجة الكلى، ويعد من المضاعفات الشديدة لالتهاب الكلى التي قد تسبب الوفاة في 38% من الحالات، وعادةً ما يحدث التهاب الحويضة والكلية الانتفاخي نتيجة للعدوى ببكتيريا الإشريكية القولونية أو الكلبسيلا الرئوية، وغالباً ما يصيب مرضى السكري وتتم ملاحظة الإصابة به بشكل متكرر لدى النساء.

  • الوفاة.


أضرار التهاب الكلى للحامل

قد يتسبب التهاب الكلى لدى الحامل المتروك دون علاج أو المعالج جزئياً وعند تاخير العلاج بالإضافة إلى المضاعفات المذكورة سابقاً وزيادة خطر الإصابة بتسمم الحمل بأضرار تطال الجنين أيضاً ومنها:

  • تقيد نمو الجنين في الرحم، أي صغر حجم الجنين بالنسبة لعمر الحمل.

  • الإجهاض.

  • وفاة الطفل بعد الولادة (موت الرضع المفاجئ).

  • زيادة خطر الإصابة بفقر الدم المنجلي.


النظرة المستقبلية لالتهاب الكلى

بشكل عام تتجاوز نسبة الشفاء من التهاب الكلى دون تطوير أية مضاعفات 80% من خلال العلاج بالمضادات الحيوية الفموية، ولكن على الرغم من نسب الشفاء المرتفعة لالتهاب الكلى إلى أن هناك نسبة اعتلال ووفاة كبيرة ترتبط بالتهاب الكلى الشديد حيث تتراوح نسبة الوفيات بين مرضى التهاب الكلى الشديد بين 10-20% خاصة بين كبار السن، والذكور، والمرضى الذين يعانون من مشاكل في وظائف الكلى، أو جلطة الكلى.


يساعد التشخيص السريع لالتهاب الكلى، وتحديد البكتيريا المسببة للالتهاب، والتدخل السريع بالعلاج على تحسين نسب الشفاء وتقليل خطر تطور المضاعفات.



المراجع

[1] Belyayeva M, Jeong JM. Acute Pyelonephritis. [Updated 2022 Sep 18]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK519537/

[2] Anumudu, S., & Eknoyan, G. (2019). Pyelonephritis: A Historical Reappraisal. Journal of the American Society of Nephrology : JASN, 30(6), 914–917. https://doi.org/10.1681/ASN.2019010017

[3] Venkatesh, L., & Hanumegowda, R. K. (2017). Acute Pyelonephritis - Correlation of Clinical Parameter with Radiological Imaging Abnormalities. Journal of clinical and diagnostic research : JCDR, 11(6), TC15–TC18. https://doi.org/10.7860/JCDR/2017/27247.10033

[4] Umesha, L., Shivaprasad, S. M., Rajiv, E. N., Kumar, M. M. S., Leelavathy, V., Sreedhara, C. G., & Niranjan, M. R. (2018). Acute Pyelonephritis: A Single-center Experience. Indian journal of nephrology, 28(6), 454–461. https://doi.org/10.4103/ijn.IJN_219_16

[5] Neumann, I., & Moore, P. (2014). Pyelonephritis (acute) in non-pregnant women. BMJ clinical evidence, 2014, 0807. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6551776/

[6] Lee, D. G., Jeon, S. H., Lee, C. H., Lee, S. J., Kim, J. I., & Chang, S. G. (2009). Acute pyelonephritis: clinical characteristics and the role of the surgical treatment. Journal of Korean medical science, 24(2), 296–301. https://doi.org/10.3346/jkms.2009.24.2.296

[7] Buonaiuto, V. A., Marquez, I., De Toro, I., Joya, C., Ruiz-Mesa, J. D., Seara, R., Plata, A., Sobrino, B., Palop, B., & Colmenero, J. D. (2014). Clinical and epidemiological features and prognosis of complicated pyelonephritis: a prospective observational single hospital-based study. BMC infectious diseases, 14, 639. https://doi.org/10.1186/s12879-014-0639-4

[8] Khoo, K. S. M., Lim, Z. Y., Chai, C. Y., Mahadevan, M., & Kuan, W. S. (2021). Management of acute pyelonephritis in the emergency department observation unit. Singapore medical journal, 62(6), 287–295. https://doi.org/10.11622/smedj.2020020

[9] Scholes, D., Hooton, T. M., Roberts, P. L., Gupta, K., Stapleton, A. E., & Stamm, W. E. (2005). Risk factors associated with acute pyelonephritis in healthy women. Annals of internal medicine, 142(1), 20–27. https://doi.org/10.7326/0003-4819-142-1-200501040-00008

[10] Neumann, I., Rojas, M. F., & Moore, P. (2008). Pyelonephritis (acute) in non-pregnant women. BMJ clinical evidence, 2008, 0807. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2907999/


bottom of page