البواسير

البواسير

ما هي البواسير؟ البواسير (بالانجليزي: Hemorrhoids) هي أوردة منتفخة ومتورمة تتكون داخل وخارج فتحة الشرج والمستقيم، وعادةً ما تكون البواسير مؤلمة.

يعاني شخص واحد من كل 20 شخصاً من الباسور، مما يعني أنها من الحالات الشائعة، ويمكن أن تصيب أي شخص في أي سن، لكن يزداد خطر الإصابة بالبواسير مع تقدم السن، وتصيب أكثر من نصف الأشخاص فوق سن الخمسين.

أنواع البواسير

تقسم البواسير إلى ثلاثة أنواع، وتشمل هذه الأنواع ما يلي:

• البواسير الداخلية (بالانجليزي: Internal haemorrhoids): هي انتفاخ الاوردة داخل المستقيم (داخل فتحة الشرج)، وعادةً لا يتسبب هذا النوع من الباسور في الألم، لكنه يسبب النزيف.

• البواسير المتدلية (بالانجليزي: Prolapsed haemorrhoids): هي النوع المتقدم من الباسور الداخلي، وتتطور عندما تتدلى الأوردة داخل المستقيم، وتخرج عبر فتحة الشرج وقد يشير إليها البعض بتدلي قطع لحم من فتحة الشرج، خاصة بعد الذهاب للمرحاض، وفي بعض الأحيان يمكن أن تخنق العضلة العاصرة الشرجية هذه البواسير.

• البواسير الخارجية (بالانجليزي: External haemorrhoids): هي البواسيرالتي تحدث في الأوردة حول فتحة الشرج، ويمكن أن تسبب النزيف تحت الجلد، ويمكن الإحساس بها على شكل كتل صلبة تحت الجلد.

للمزيد: حبة البركة

أسباب البواسير

تشمل أسباب البواسير ما يلي:

انخفاض العائد الوريدي

يتسبب اتباع نظام غذائي منخفض الألياف أي لا يحتوي على خضراوات وفواكه في تكون براز رفيع أو براز صلب، ويحتاج هذا البراز إلى الإجهاد والضغط عند التبرز، ويمكن أن يسبب الإجهاد الناجم عن هذه العملية في رفع الضغط داخل الأوردة في المستقيم والشرج، مما يسبب احتقانها وتورمها، وعدم عودة الدم الموجود في هذه الأوردة بشكل كامل إلى القلب.

يعتقد أن الحمل، والجلوس لمدة طويلة على المرحاض، والإمساك المزمن (طويل الأمد) تتسبب أيضا في نقص العائد الوريدي، مما يسبب تضخم الأوردة في الشرج والمستقيم، ومع مرور الوقت تضعف هذه الأوردة وتتمدد وتتدلى عبر فتحة الشرج لتسبب الباسور المتدلي.

الحمل والبواسير

ما يزال سبب ظهور أعراض البواسير عند الحامل غير معروف، ومن الجدير بالذكر أن معظم النساء تنتهي أعراض البواسير لديهن بعد الولادة.

يمكن أن تعود العلاقة بين الحمل وانتفاخ الأوردة داخل الشرج أو حوله للتغيرات الهرمونية أثناء الحمل أو نتيجة ضغط وزن الحمل على عضلات قاع الحوض.

الدوالي الشرجية والبواسير

تحدث الدوالي الشرجية (بالانجليزي: Anorectal varices) أي تمدد أوردة الشرج في منتصف المستقيم نتيجة ارتفاع ضغط الدم البابي في الوريد الذي يحمل الدم من الأعضاء الهضمية إلى الكبد، مما يسبب تمدد الوريد وتدليه وحدوث النزيف.

ذكرت هذه الحالة هنا لأنه يتم الخلط كثيراً بين الدوالي الشرجية والبواسير، وتعد الدوالي الشرجية شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد، مثل تليف الكبد.

عوامل تزيد من خطر الإصابة بالبواسير

تشمل العوامل الأخرى التي تزيد من خطر تطور البواسير ما يلي:

• وجود تاريخ عائلي من الإصابة بالبواسير.

• الإسهال المزمن.

• سرطان القولون.

• أمراض الكبد.

• السمنة.

• التعرض للإصابة في الحبل الشوكي.

• التعرض لجراحة المستقيم.

• ممارسة الجنس الشرجي.

• فقدان التواتر (ضعف) في عضلات المستقيم.

• الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي، ومن ذلك: مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.

• طول فترة المخاض تسبب البواسير بعد الولادة، بسبب الضغط على عضلات قاع الحوض أثناء المخاض والولادة.

الفرق بين البواسير والشرخ الشرجي

تحدث الباسور نتيجة تورم الأوردة في المستقيم وحول فتحة الشرج، أما الشرخ الشرجي يحدث نتيجة حدوث تمزق في بطانة فتحة الشرج، وتسبب الحالتين ظهور أعراض متشابهة ومنها الحكة الشرجية، وألم الشرج، والنزيف، ويمكن أن يكون الشخص مصاب بالحالتين معاً، ويحتاج تشخيص البواسير والشرخ الشرجي إلى الفحص الطبي من قبل الطبيب لمعرفة سبب الأعراض.

الفرق بين البواسير و الناسور الشرجي

يحدث الناسور الشرجي نتيجة تجمع القيح وتكون جيب من الخراج نتيجة العديد من الأسباب في الأمعاء، ومن أهمها:

• انسداد الغدد في فتحة الشرج والتهابها، ويؤدي احتباس القيح إلى تشكل قناة من جيب الخراج تمتد عبر الأنسجة إلى الجلد بالقرب من فتحة الشرج لتصريف القيح، ويختلف الناسور عن الباسور أيضاً في شكل البواسير الذي يشبه الكتل الصلبة تحت الجلد.

• يسبب الناسور الشرجي ظهور أعراض مشابهة لأعراض البواسير، ومنها: الألم والتورم حول فتحة الشرج، والاحمرار، والنزيف، لكنه يتميز الناسور بتصريفه القيح حول فتحة الشرج، وعادةً ما يهدأ ألم الناسور الشرجي بعد تصريف القيح.

للمزيد: القولون العصبي

أعراض البواسير

تعتمد أعراض البواسير على نوع البواسير التي يعاني منه المريض ومدى تقدم الحالة، وتشمل الأعراض ما يلي:

أعراض البواسير الخارجية

غالباً ما تختفي أعراض البواسير في غضون بضعة أيام دون علاج إذا لم يكن هناك مضاعفات، ويمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:

• حكة الشرج.

• وجود كتلة مؤلمة وصلبة بالقرب من فتحة الشرج.

• زيادة سوء الأعراض عند فرك أو تنظيف منطقة الشرج، أو الضغط على عضلات الشرج عند التغوط.

أعراض البواسير الداخلية

تتضمن أعراض البواسير الداخلية ما يلي:

• نزيف المستقيم، ويلاحظ النزيف عند رؤية الدم الأحمر الفاتح على ورق التواليت أو في المرحاض بعد التبرز.

• ألم وتهيج منطقة الشرج.

• التورم حول فتحة الشرج.

• البراز الرفيع والبواسير، إذ يمكن أن ينجم البراز الرفيع في القولون والمستقيم عن وجود أي كتلة تعيق خروج البراز من الشرج مثل تضخم الأوعية الدموية الذي يسبب البواسير، والكتل الحميدة أو السرطانية في القولون.

أعراض البواسير المتدلية

لا تتسبب البواسير الداخلية غير المتدلية في الشعور بالألم في أغلب الأحيان، لكن الباسور المتدلي منها يسبب الألم وعدم الراحة. وتشمل الأعراض في هذه الحالة عند تدلي الباسور ما يلي:

• النزيف.

• حكة الشرج.

• خروج الباسور لخارج فتحة الشرج بعد التبر.

• الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل كامل بعد التبرز.

تشخيص البواسير

يتم تشخيص البواسير بناءً على الأعراض والفحص البدني، ويمكن أن تشمل أنواع الفحوصات اللازمة لتشخيص البواسير ما يلي:

• الفحص البدني لفحص تورم الأوردة في المستقيم وحول فتحة الشرج.

• تنظير الشرج.

• الفحص بالمنظار السيني.

علاج البواسير

هناك العديد من طرق علاج البواسيرالتي تختلف وفقاً لنوع البواسير وشدة الأعراض، وتتضمن طرق العلاج ما يلي:

علاج البواسير في المنزل

غالباً ما تختفي أعراض البواسير من تلقاء نفسها دون علاج، وقد تستمر أعراض البواسير لمدة أسبوع أو أكثر، ويمكن التخفيف من أعراض البواسير من خلال اتباع ما يلي:

• استخدام مرهم للبواسير أو تحاميل للبواسير تحتوي على فينيليفرين (بالانجليزي: Phenylephrine)، أو ليدوكائين (بالانجليزي: Lidocaine)، أو بندق الساحرة.

• الإكثار من شرب الماء لتلافي الإصابة بالإمساك.

• اتباع نظام غذائي غني بالألياف مثل الخضراوات والفواكه، أو تناول مكملات الألياف الغذائية لتجنب الإصابة بالإمساك.

• استخدام مغاطس الماء الدافئ لمدة تتراوح بين 10-20 دقيقة في اليوم .

• استخدام الأدوية المسهلة (ملينات البراز) للتخلص من الإمساك.

• استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ومنها: الأيبوبروفين للتخفيف من ألم البواسير والتهابها وتضخمها.

• استخدام مناديل تواليت المبللة أو القابلة للغسل، ومحاولة تنظيف منطقة الشرج بها بلطف بالتربيت وليس الفرك.

للمزيد: فيتامين ب

علاج البواسير بدون عملية

يتم اللجوء إلى الإجراءات الطبية غير الجراحية عندما تشتد أعراض البواسير وتتداخل مع حياة الشخص اليومية، وتشمل أنواع هذه الإجراءات ما يلي:

• ربط الشريط المطاطي (بالانجليزي: Rubber band ligation): ينطوي هذا الإجراء على ربط شريط مطاطي صغير حول قاعدة الباسور المتدلي لقطع إمدادات الدم عن الوريد المتورم.

• التخثير الكهربائي (بالانجليزي: Electrocoagulation): ينطوي هذا الإجراء على استخدام التيار الكهربائي لتكوين أنسجة ندب (جروح) في الوريد المتورم لقطع إمدادات الدم عنه للتخفيف من الألم والتورم.

• التخثير بالأشعة تحت الحمراء (بالانجليزي: Infrared coagulation): تستخدم الأشعة تحت الحمراء في هذا الإجراء لتوليد الحرارة وعمل تندبات في الوريد المتوسع لقطع إمدادات الدم عنه.

• العلاج بالتصليب (بالانجليزي: Sclerotherapy): تستخدم في العلاج بالتصليب مادة كيميائية تحقن في البواسير لتدمر أنسجتها، مما يقطع إمدادات الدم عنه.

عملية البواسير

كيف تختفي البواسير الخارجية؟ تشمل أنواع الإجراءات الجراحية المستخدمة في علاج الحالات المتقدمة سواء الخارجية أو الداخلية من البواسير على ما يلي:

• استئصال البواسير (بالانجليزي: Hemorrhoidectomy): تجرى عملية استئصال البواسير لإزالة الباسور الخارجي الكبير، والباسور الداخلي المتدلي.

• التدبيس (بالانجليزي: Hemorrhoid stapling): يجرى التدبيس لعلاج الباسور الداخلي، لإعادة الأوعية الدموية المتدلية إلى داخل فتحة الشرج، وتثبيتها لكي لا تعاود الهبوط من مكانها.

• رأب الباسور بالليزر (بالانجليزي: Laser hemorrhoidoplasty or LHP): عملية البواسير بالليزر من أنواع الجراحة الحديثة طفيفة التوغل (لا تحتاج إلى شقوق جراحية كبيرة)، وتنطوي على كي الباسور بالليز لإتلاف أنسجته وقطع تدفق الدم بداخله، ويتميز هذا الإجراء عن باقي الإجراءات المتبعة في علاج البواسير بانخفاض الشعور بالألم بعد العملية، وانخفاض خطر تكرار الباسور بعد العملية، وعدم الحاجة لفترة نقاهة كبيرة حتى يعود المريض لمتابعة نشاطاته اليومية، وانخفاض خطر تطور المضاعفات.

أضرار البواسير

لا تسبب البواسير مضاعفات خطيرة، ولكن في حالات نادرة يمكن أن تسبب المضاعفات التالية:

• فقر الدم بسبب النزيف.

• حدوث جلطات في الباسور الخارجي.

• تدلي الزوائد الجلدية.

• الباسور المخنوق، الذي يحدث عندما تقطع عضلة الشرج تدفق الدم في الباسورالداخلي المتدلي عبرها.

الوقاية من البواسير

تشيع الإصابة بالبواسير مع تقدم السن، وقد تساعد الخطوات التالية في التقليل من خطر الإصابة به:

• تجنب الجلوس لفترة طويلة على المرحاض.

• تجنب الضغط بقوة عند التبرز.

• الإكثار من شرب الماء للتقليل من خطر الإصابة بالإمساك.

• عدم تأخير الذهاب للمرحاض عند الشعور بالحاجة إلى ذلك، لأن تاخير إخراج البراز يؤدي إلى امتصاص الأمعاء للماء الموجود في البراز، مما يزيد من صلابته، ويصعب إخراجه من المستقيم والشرج.

• تناول الأطعمة الغنية بالألياف، ومنها: الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة للوقاية من الإصابة بالإمساك.

للمزيد: فيتامين د

المراجع

1. Lohsiriwat V. (2012). Hemorrhoids: from basic pathophysiology to clinical management. World journal of gastroenterology, 18(17), 2009–2017. https://doi.org/10.3748/wjg.v18.i17.2009

2. Thomson W. H. (1975). The nature and cause of haemorrhoids. Proceedings of the Royal Society of Medicine, 68(9), 574–575. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1863996/

3. Nienhuijs, S., & de Hingh, I. (2009). Conventional versus LigaSure hemorrhoidectomy for patients with symptomatic Hemorrhoids. The Cochrane database of systematic reviews, 2009(1), CD006761. https://doi.org/10.1002/14651858.CD006761.pub2

4. Fontem RF, Eyvazzadeh D. Internal Hemorrhoid. [Updated 2021 Aug 9]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK537182/

5. Zagriadskiĭ, E. A., Bogomazov, A. M., & Golovko, E. B. (2018). Conservative Treatment of Hemorrhoids: Results of an Observational Multicenter Study. Advances in therapy, 35(11), 1979–1992. https://doi.org/10.1007/s12325-018-0794-x

6. Lawrence A, McLaren ER. External Hemorrhoid. [Updated 2021 Aug 11]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK500009/

7. Lohsiriwat V. (2015). Treatment of hemorrhoids: A coloproctologist's view. World journal of gastroenterology, 21(31), 9245–9252. https://doi.org/10.3748/wjg.v21.i31.9245