سكر الحمل، أعراضه، أسبابه، علاجه، ومضاعفات سكري الحمل | ميدزون
top of page

 سكر، جهاز قياس مستوى جلوكوز الدم
سكر الحمل

سكر الحمل (بالانجليزي: Gestational Diabetes Mellitus or GDM) أو سكري الحمل، هو ارتفاع مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم أثناء الحمل، وينتهي سكر الحمل بعد الولادة.


يحدث سكر الحمل في ما يقارب 4% من معظم حالات الحمل، وغالباً ما يبدأ سكر الحمل بالظهور في الثلث الثاني والثالث من الحمل، أي من بداية الشهر الرابع وحتى الشهر التاسع من الحمل، وفي معظم الحالات يحدث السكري الحملي لدى النساء اللواتي لم يعانين من مرض السكري سابقاً، إلا أن سكري الحمل يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تتراوح بين 35-60% خلال 10-20 سنة التالية للحمل.


أسباب سكر الحمل

يحدث مرض السكر عند الحامل نتيجة لارتفاع مستويات الهرمونات التي تفرزها المشيمة للحفاظ على تغذية الجنين، والمشيمة هي الغلاف المحيط بالجنين، إذ تؤدي هذه الهرمونات بدورها إلى حدوث مقاومة للأنسولين في الجسم.


الأنسولين هرمون يفرزه البنكرياس ليتحكم في إدخال السكر إلى الخلايا وتحويله إلى طاقة أو تخزينه لاستخدامه لاحقاً، وعندما تحدث مقاومة للأنسولين فإن هذا يؤدي إلى تراكم السكر في مجرى الدم، ويعد الهرمون محفز الإلبان البشري المشيمي (بالانجليزي: Human placental lactogen) الهرمون الرئيسي الذي تفرزه المشيمة المسؤول عن مقاومة الأنسولين لدى الحامل.


تشمل الهرمونات الأخرى التي تساهم في حدوث مقاومة الأنسولين وارتفاع السكر لدى الحامل على هرمون النمو، وهرمون البرولاكتين الذي يعرف بشكل شائع باسم هرمون الحليب، والهرمون المطلق لموجهة القشرة، وهرمون البروجيستيرون.


يحدث مرض سكر الحمل أيضاً نتيجة لتأخر استجابة البنكرياس لارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم بمستويات مرتفعة.


عوامل تزيد من خطر الإصابة بسكر الحمل

تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسكر الحمل على ما يلي:

  • زيادة الوزن والسمنة.

  • اتباع نظام حياة خالي من الحركة وقلة النشاط البدني.

  • وجود قريب من الدرجة الأولى (أب، أم، أخ، أخت) يعاني من النوع الثاني من مرض السكري.

  • الإصابة سابقاً بسكري الحمل.

  • انخفاض الكوليسترول النافع.

  • ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية.

  • عندما يزيد مستوى الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي ويطلق عليه أيضاً الهيموغلوبين السكري عن 5.7%.

  • ظهور نتائج غير طبيعية لفحص تحمل الجلوكوز الفموي الذي سيذكر لاحقاً خلال فقرة التشخيص.

  • ظهور علامات مقاومة الأنسولين مثل الشواك الأسود، وهو حالة تسبب تلون طيات الجسم مثل الإبط وأعلى الفخذ في مكان التقائه بالبطن باللون الأسود.

  • الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.



أعراض سكر الحمل

غالباً لا يسبب سكر الحمل أعراض، لذا يعد تحليل سكر الحمل (فحص السكري) مهم جداً للكشف عن ارتفاع السكر عند الحامل، وفي بعض الحالات يمكن أن يسبب سكر الحمل أعراض مثل:

  • جفاف الفم وكثرة الشعور بالعطش.

  • التبول المتكرر.

  • زيادة الوزن.


تأثير سكر الحمل على الطفل

عادةً تلد النساء المصابات بسكر الحمل اللواتي يتلقين الرعاية المناسبة أطفال أصحاء، ولكن عند إهمال ارتفاع السكر واستمراره في الارتفاع طوال فترة الحمل فإن مستوى السكر في دم الطفل سيرتفع أيضاً، مما قد يؤدي إلى تطور المضاعفات التالية لدى الطفل:

  • ولادة طفل يعاني من العملقة، أي يكون متوسط وزن الطفل عند الولادة أكثر من 4 كغم، مما قد يجعل الولادة أكثر تعقيداً وقد يزيد من خطر الحاجة للولادة القيصرية.

  • إصابة الطفل بهبوط سكر الدم بعد الولادة مباشرة.

  • اليرقان (الصفار) أو ارتفاع البيليروبين.

  • متلازمة الضائقة التنفسية الوليدية.

  • الولادة المبكرة.

  • زيادة خطر وفاة الطفل داخل الرحم أو بعد الولادة.

  • انخفاض كالسيوم الدم.

  • كثرة الحمر الحقيقية، وهي زيادة إنتاج نخاع العظم لخلايا الدم الحمراء، مما يزيد من كثافة الدم التي تزيد من خطر التعرض لحالات خطيرة مثل تكون الجلطة.

  • زيادة خطر الإصابة بالعيوب الخلقية.

  • الإجهاض.


تشخيص سكر الحمل

لا تجري الكثير من النساء فحص السكر قبل الحمل، لذا قد يكون من الصعب التميز بين حالات السكري الموجودة سابقاً قبل الحمل، وسكر الحمل خلال الحمل.


يوصى بإجراء تحليل السكر للحامل بين الأسبوع 24-28 من الحمل، أي خلال الشهر السادس، ويتم إجراء تحليل سكر الحمل بالترتيب التالي:

  • إجراء تحليل تحمل الجلوكوز الفموي (بالانجليزي: Oral glucose challenge test): يجرى هذا التحليل بدون صيام، ويتم إعطاء الحامل عصير محلى خاص لشربه، ومن ثم يتم قياس مستوى السكر في الدم من خلال سحب عينة من الدم بعد ساعة من شرب العصير. يشير ارتفاع مستوى جلوكوز الدم إلى أكثر من أو يساوي 130 مجم/ديسيلتر من الدم خلال الفحص إلى نتائج غير طبيعية، والحاجة إلى إجراء المزيد من التحاليل لاحتمال الإصابة بسكر الحمل.

  • عندما تكون نتائج الفحص السابق غير طبيعية يتم إجراء تحليل تحمل الجلوكوز الفموي مرة أخرى للتأكد من النتائج، ولكن خلال الفحص الثاني يتم زيادة نسبة السكر في العصير، ويتم فحص الدم مرة واحدة كل ساعة لمدة 3 ساعات، وتشمل النتائج الغير طبيعية لهذا الفحص والتي تشير إلى الإصابة بسكر الحمل على ما يلي:

  1. الساعة الأولى مستوى الجلوكوز أكثر من 180 مجم/ديسيلتر من الدم.

  2. الساعة الثانية مستوى الجلوكوز أكثر من 155 مجم/ديسيلتر من الدم.

  3. الساعة الثالثة مستوى الجلوكوز أكثر من 140 مجم/ديسيلتر من الدم.


يشير ظهور نتيجتين غير طبيعيتين من نتائج الثلاث فحوصات خلال الثلاث ساعات إلى الإصابة بسكر الحمل.

  • يمكن أن يجري الطبيب تحليل الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (بالانجليزي: Hemoglobin A1C or Hba1c)، ولكن لا يعد هذا التحليل دقيق للكشف عن سكري الحمل، وتعد نتائجه التي تزيد عن 5.7% نتائج غير طبيعية، وقد تشير إلى الإصابة بسكر الحمل أو الحاجة لإجراء المزيد من الفحوصات.

  • يمكن أن يجري الطبي أيضاً تحليل السكر الصيامي (بالانجليزي: Fasting blood sugar)، ويوصى بأن تبقى مستويات السكر في الدم التي يظهرها هذا الفحص خلال الحمل أقل من 95 مجم/ديسيلتر في حالة الصيام لثماني ساعات، وأقل من 130-140 مجم/ديسيلتر بعد تناول الطعام بساعة، وأقل من 120 مجم/ديسيلتر بعد تناول الطعام بساعتين.


بعد 24-72 ساعة من الولادة يوصى بمراقبة مستوى سكر الدم للنساء المصابات بسكري الحمل، للتأكد من تحسن مستويات السكر في الدم وعودته إلى قيمه الطبيعية، ويوصى أيضاً بإجراء تحليل تحمل الجلوكوز الفموي لاستبعاد الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.


للمزيد: ماء الرأس


علاج سكر الحمل

لا يمكن علاج سكر الحمل بالأعشاب، ولا يجب تجربة ذلك لتلافي ارتفاع سكر الدم وتطور المضاعفات، ويجب أن يتم علاج سكر الحمل تحت إشراف طبيب مختص.


يبدأ علاج سكر الحمل دون أدوية تحت إشراف الطبيب وأخصائي التغذية للحصول على تعديلات وتوصيات غذائية تقلل من ارتفاع سكر الدم بناءً على مؤشر كتلة الجسم للحامل.


توصى الحوامل المصابات بالسكري بالقيام بالتمارين الهوائية (تمارين الكارديو) متوسطة الشدة، أي التمارين التي تستهدف القلب والرئتين وتعمل على رفع معدل ضربات القلب وزيادة التنفس لزيادة حرق السكر في الجسم، حيث يجب القيام بالتمارين لمدة 30 دقيقة لمدة خمس أيام على الأقل في الأسبوع، أو لمدة 150 دقيقة على الأقل مقسمة على أيام الأسبوع.


أدوية سكر الحمل

إذا لم يساعد اتباع نظام غذائي خاص وممارسة الرياضة على إدارة سكر الحمل قد يلجأ الطبيب إلى علاج سكر الحمل بالأدوية وتشمل طرق العلاج على ما يلي:

  • الإنسولين، ويعد الإنسولين خط العلاج الأول لعلاج السكري عند الحامل تحت إشراف الطبيب ووفقاً لتعليماته، ويبدأ علاج سكر الحمل بالإنسولين عندما تساوي مستويات السكر الصيامي أو تزيد عن 110 مجم/ديسيلتر، أو إذا كان مستوى السكر بعد ساعة من تناول الطعام أكثر من أو يساوي 140 مجم/ديسيلتر، أو إذا كان مستوى السكر عند إجراء تحليل تحمل السكر بعد ساعة من شرب العصير المحلى أكثر من 130 ملجم/ديسيلتر.

  • يمكن أن يصف الطبيب أدوية علاج السكري مثل الإنسولين أو غليبوريد (Glyburide) للتحكم بمستويات السكر لدى الحامل على الرغم من أن الأدوية اللأخرى غير الإنسولين غير مصرح باستخدامها لعلاج سكر الحمل.

أضرار سكر الحمل

يعد سكر الحمل خطير على كل من الأم والجنين، وقد ذكرنا سابقاً المضاعفات التي يمكن أن تتطور لدى الطفل نتيجة لإصابة الأم بسكر الحمل، أما المضاعفات التي يمكن أن تعاني منها الحامل المصابة بسكري الحمل فتشمل على ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم.

  • تسمم الحمل.

  • زيادة خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.

  • زيادة خطر الحاجة إلى الولادة القيصرية.


للمزيد: الصرع


المراجع

  1. Quintanilla Rodriguez BS, Mahdy H. Gestational Diabetes. [Updated 2021 Aug 25]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK545196/

  2. Zhu, Y., & Zhang, C. (2016). Prevalence of Gestational Diabetes and Risk of Progression to Type 2 Diabetes: a Global Perspective. Current diabetes reports, 16(1), 7. https://doi.org/10.1007/s11892-015-0699-x

  3. Lindsay, R. S., Mackin, S. T., & Nelson, S. M. (2017). Gestational diabetes mellitus-right person, right treatment, right time?. BMC medicine, 15(1), 163. https://doi.org/10.1186/s12916-017-0925-2

  4. Plows, J. F., Stanley, J. L., Baker, P. N., Reynolds, C. M., & Vickers, M. H. (2018). The Pathophysiology of Gestational Diabetes Mellitus. International journal of molecular sciences, 19(11), 3342. https://doi.org/10.3390/ijms19113342

  5. Alfadhli E. M. (2015). Gestational diabetes mellitus. Saudi medical journal, 36(4), 399–406. https://doi.org/10.15537/smj.2015.4.10307

  6. International Association of Diabetes and Pregnancy Study Groups Consensus Panel, Metzger, B. E., Gabbe, S. G., Persson, B., Buchanan, T. A., Catalano, P. A., Damm, P., Dyer, A. R., Leiva, A. d., Hod, M., Kitzmiler, J. L., Lowe, L. P., McIntyre, H. D., Oats, J. J., Omori, Y., & Schmidt, M. I. (2010). International association of diabetes and pregnancy study groups recommendations on the diagnosis and classification of hyperglycemia in pregnancy. Diabetes care, 33(3), 676–682. https://doi.org/10.2337/dc09-1848

  7. American Diabetes Association (2011). Diagnosis and classification of diabetes mellitus. Diabetes care, 34 Suppl 1(Suppl 1), S62–S69. https://doi.org/10.2337/dc11-S062


bottom of page