سرطان الدم المزمن، أعراضه، أسبابه، أنواعه، وعلاجه | ميدزون
top of page

سرطان الدم المزمن


طفل يعاني من السرطان يحتضنه والده
سرطان الدم المزمن

ما هو سرطان الدم المزمن؟ سرطان الدم المزمن ويطلق عليه علمياً سرطان الدم اللمفاوي المزمن (بالانجليزي: Chronic Lymphocytic Leukemia or CLL)، ويطلق عليه أيضاً ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن أو اللوكيميا المزمنة، هو أكثر أنواع ابيضاض الدم شيوعاً لدى البالغين، ويبدأ سرطان الدم الليمفاوي المزمن في خلايا الدم البيضاء التي تسمى الخلايا الليمفاوية (بالانجليزي: Lymphocytes) في نخاع العظم ثم ينتقل إلى الدم.


قد يستغرق الأمر وقت طويل قبل أن يتسبب سرطان الدم المزمن في ظهور أعراض، ويمكن أن يعيش المريض المصاب بسرطان الدم المزمن لعدة سنوات دون أن يدرك أنه مصاب باللوكيميا المزمنة، وتعني كلمة المزمنة أن السرطان يتطور خلال فترة طويلة ولا يظهر بشكل مفاجئ، ويعد علاج سرطان الدم المزمن أصعب من علاج ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد.


كيف يحدث سرطان الدم المزمن؟

في نخاع العظم تصبح الخلايا الجذعية واحدة من ثلاثة أنواع من الخلايا الليمفاوية (خلايا الدم البيضاء) التي تدافع عن الجسم وهي:

  • الخلايا الليمفاوية البائية: تنتج هذه الخلايا أجسام مضادة تحمي الجسم من العدوى.

  • الخلايا الليمفاوية التائية: تساعد الخلايا الليمفاوية التائية الخلايا الليمفاوية البائية في تكوين الأجسام المضادة.

  • الخلايا القاتلة الطبيعية: هي الخلايا التي تهاجم الخلايا السرطانية، والفيروسات.


عندما يتغير أحد أنواع الخلايا السابقة وتصبح سرطانية فإنها لا تعود للنمو (تنمو بشكل جزئي) بالطريقة الطبيعية في نخاع العظم وتخرج عن السيطرة، وفي كثير من الأحيان تنقسم بسرعة لتكون خلايا جديدة، ولا تموت هذه الخلايا مثل باقي خلايا الجسم الطبيعية، ويتسبب انقسامها السريع وعدم موتها في تراكمها في نخاع العظم ومزاحمتها للخلايا الطبيعية.


في مرحلة ما تترك الخلايا الليمفاوية السرطانية نخاع العظم وتنسكب في مجرى الدم، مما يتسبب في زيادة عدد خلايا الدم البيضاء في الدم، وهذا يفسر سبب تسمية المرض بابيضاض الدم، وبمجرد دخول هذه الخلايا إلى مجرى الدم يمكن أن تنتشر إلى أعضاء أخرى، وأن تمنع خلايا الجسم الطبيعية من أداء وظائفها.



أنواع سرطان الدم المزمن

يمكن أن تبدأ الأورام الليمفاوية في الخلايا نفسها التي يبدأ فيها سرطان الدم المزمن، لكن الفرق الرئيسي بين النوعين أنه في سرطان الدم الليمفاوي تكون الخلايا السرطانية في نخاع العظم والدم، أما سرطان الغدد الليمفاوية فيحدث في الغدد الليمفاوية وأنسجة أخرى.


يقسم سرطان الدم المزمن إلى نوعين رئيسيين وفقًا لنوع الخلايا الليمفاوية التي يبدأ بها السرطان، وهما:

  • سرطان الدم الليمفاوي المزمن بالخلايا البائية (بالانجليزي: B-cell CLL): هو أكثر أنواع سرطان سرطان الدم المزمن شيوعاً، ويشكل أكثر من 95% من حالات سرطان الدم المزمن.

  • سرطان الدم الليمفاوي المزمن بالخلايا التائية (بالانجليزي: T-cell CLL): يعرف أيضاً هذا النوع من سرطان الدم المزمن بسليفة الخلية الليمفاوية التائية (بالانجليزي: T-cell prolymphocytic leukemia)، ويعد هذا النوع من سرطان الدم المزمن نادر، ويشكل ما يقارب 1% من الحالات.

  • يقسم الأطباء سرطان الدم المزمن إلى نوعين مختلفين بشكل عام، وهما:

  1. سرطان سرطان الدم المزمن الذي يتطور ببطء شديد، لذلك قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يحتاج المريض إلى علاج.

  2. سرطان الدم المزمن الذي يتطور بشكل أسرع، ويعد أكثر خطورة.


يختلف النوعان السابقان عن بعضهما نتيجة نسبة وجود نوعين من البروتينات، وهما بروتين ZAP-70 وبروتين CD38، وكلما قلت نسبة هذين البروتينات في خلايا سرطان الدم المزمن كلما كان تطور السرطان أبطأ، وتكون له نتائج أفضل على المدى البعيد.


أنواع سرطان الدم المزمن النادرة

هناك أنواع نادرة من سرطان الدم المزمن، ومن هذه الأنواع ما يلي:

  • ابيضاض الدم المزمن بسليفة الخلية الليمفاوية (بالانجليزي: Prolymphocytic leukemia or PLL): في هذا النوع من سرطان الدم المزمن تشبه الخلايا السرطانية إلى حد كبير الخلايا الطبيعية التي تعرف بسليفة الخلية الليمفاوية، وهي الشكل غير الناضج من الخلايا الليمفاوية البائية أو الخلايا الليمفاوية التائية، وتميل هذه الأنواع من سرطان الدم إلى الانتشار بشكل أسرع من الأنواع المعتادة من سرطان الدم المزمن.

  • ابيضاض الدم المزمن بالخلايا الليمفاوية كبيرة الحبيبات (بالانجليزي: Large granular lymphocyte leukemia or LGL): في هذا النوع من سرطان الدم المزمن تكون الخلايا السرطانية كبيرة، ولها سمات إما الخلايا الليمفاوية أو الخلايا القاتلة الطبيعية، وهذا النوع من سرطان الدم المزمن بطيء التطور.

  • ابيضاض الدم مشعر الخلايا (بالانجليزي: Hairy cell leukemia or HCL): الخلايا المشعرة نوع من أنواع الخلايا الليمفاوية البائية، ويعد هذا النوع من سرطان الدم المزمن نادر، ويميل إلى التقدم ببطء.


أسباب سرطان الدم المزمن

لا يزال السبب سرطان الدم المزمن غير معروف، لكن تمكن العلماء من معرفة الاختلافات بين الخلايا الطبيعية وخلايا سرطان الدم الليمفاوي المزمن.


تحتوي الخلية البشرية على 23 زوج من الكروموسومات تحمل الجينات، وهي المعلومات الوراثية الخاصة بالشخص، وتؤثر في عمل الخلايا في الجسم. ويمكن أن يحدث خطأ أثناء انقسام الخلية لخليتين يؤثر في الجينات مثل: أن يتم حذف بعض الجينات أو أن يتم تفعيل جينات تعزز نمو الخلايا السرطانية وانقسامها، وفي بعض الأحيان يمكن أن تحدث أخطاء في الحمض النووي (طفرات) توقف الجينات الكابتة للورم؛ أي توقف الجينات التي تؤدي إلى موت الخلايا بشكل طبيعي وتمنع تشكل الأورام.


في معظم حالات سرطان الدم المزمن يحدث على الأقل تغير واحد في أحد أزواج الكروموسومات، وغالباً ما يكون هذا التغير حذف جزء من الكروموسوم، ومن الكروموسومات التي تتأثر بالتغيرات المسببة لسرطان الدم المزمن ما يلي:

  • حذف جزء في الكروموسوم 13، وهو الحذف الأكثر شيوعاً في خلايا سرطان الدم المزمن.

  • الحذف في الكروموسوم 11.

  • الحذف في الكروموسوم 17.

  • التثلث الصبغي 21 أي وجود كروموسوم 21 إضافي.


يعتقد العلماء أن سرطان الدم المزمن يبدأ عندما تستمر الخلايا الليمفاوية في الانقسام دون توقف بعد تفاعلها مع مستضد قادم من جسم غريب مثل: مسببات العدوى كالبكتيريا، ولا يزال سبب هذا الانقسام الخارج عن السيطرة غير معروف.


في بعض الأحيان يمكن أن تحدث وراثة الطفرات المسببة لسرطان الدم المزمن من أحد الوالدين، لكن من النادر أن تسبب الطفرات الموروثة سرطان الدم المزمن، وعادةً ما تحدث التغيرات في الجينات أثناء حياة الشخص وتعرضه لعوامل بيئية تؤثر في الجينات، أي تكون الطفرات المسببة لسرطان الدم الليمفاوي المزمن مكتسبة وغير موروثة.


عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم المزمن

لا يعني وجود عوامل الخطر أن الشخص سيصاب بسرطان الدم المزمن، ففي بعض الحالات قد يصاب أشخاص بسرطان الدم الليمفاوي المزمن دون وجود أي عوامل خطر. تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم المزمن ما يلي:

  • السن إذ يزداد خطر الإصابة بسرطان الدم المزمن لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عام.

  • التعرض لبعض المواد الكيميائية مثل: التعرض لمبيد الأعشاب المعروف بالعامل البرتقالي، والتعرض لبعض مبيدات الآفات الزراعية لمدة طويلة.

  • وجود تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الدم المزمن.

  • الجنس إذ يعد سرطان الدم المزمن عند الرجال أكثر شيوعاً من سرطان الدم المزمن عند النساء.

  • العرق، يعد سرطان الدم المزمن أكثر شيوعاً في أمريكا الشمالية وأوروبا منه في آسيا.


لا توجد أي أدلة تشير إلى أن اتباع نظام غذائي معين والتدخين تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم المزمن.


للمزيد: فقر الدم


أعراض سرطان الدم المزمن

لا يعاني الكثير من الأشخاص من أعراض سرطان الدم المبكرة ؛ لأن المرض لا يتسبب بظهور الأعراض لدى الكثير من المرضى، وغالباً ما يتم الكشف عن الإصابة بسرطان الدم المزمن عند إجراء تحاليل الدم عند المعاناة من مشاكل صحية أخرى غير مرتبطة بسرطان الدم.


حتى عندما يعاني المصابون بسرطان الدم المزمن من أعراض، فغالباً ما تكون الأعراض لديهم غامضة، ويمكن أن تشير إلى مشاكل أخرى وليس إلى سرطان الدم المزمن، ويمكن أن تشمل أعراض سرطان الدم عند النساء والرجال ما يلي:

  • التعب.

  • فقدان الوزن غير المبرر.

  • القشعريرة.

  • الحمى.

  • التعرق الليلي.

  • تورم الغدد الليمفاوية.

  • الشعور بالألم أو الامتلاء في البطن، مما يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالشبع بعد تناول وجبة صغيرة، وتنجم هذه الحالة عن تضخم الكبد أو الطحال أو كليهما.


أعراض سرطان الدم المزمن المتقدم

يتسبب سرطان الدم المزمن في مراحله المتقدمة بالكثير من الأعراض لأن الخلايا السرطانية تحل محل الخلايا الطبيعية المنتجة للدم في نخاع العظم، مما يعني أنه لا يكون لدى الشخص ما يكفي من خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية، ويكون عدد خلايا الدم البيضاء السرطانية أكثر من الطبيعي ولا تعمل هذه الخلايا بشكل صحيح.


تشتمل أعراض سرطان الدم المزمن المتأخرة على ما يلي:

  • فقر الدم: ينجم عن إتلاف الطحال لخلايا الدم الحمراء بشكل أسرع من الطبيعي، وفي بعض الأحيان يمكن أن تصنع خلايا الجهاز المناعي أجسام مضادة غير طبيعية تهاجم خلايا الدم الحمراء لتسبب نوع من فقر الدم يطلق عليه فقر الدم الانحلالي المناعي الذاتي (بالانجليزي: Autoimmune hemolytic anemia).

  • يزيد النقص في عدد كريات الدم الطبيعية غير المسرطنة من خطر الإصابة بالعدوى لأن خلايا الدم البيضاء السرطانية لا تحارب مسببات العدوى كما تفعل خلايا الدم البيضاء الطبيعية، ويمكن أن تتراوح أنواع العدوى بين العدوى البسيطة مثل: نزلات البرد المتكررة، إلى العدوى الخطيرة؛ مثل: الالتهاب الرئوي والالتهابات الأخرى الخطيرة.

  • يمكن أن تتسبب قلة الصفائح الدموية (بالانجليزي: Thrombocytopenia) الناجمة عن إتلاف الطحال للصفائح الدموية وهي أحد مكونات الدم في سهولة ظهور الكدمات، وسهولة الإصابة بالنزيف، خاصة نزيف الأنف المتكرر والشديد، ونزيف اللثة لدى مرضى سرطان الدم المزمن، ويمكن أن يحدث نقص الصفيحات أيضاً بسبب مهاجمة الأجسام المضادة غير الطبيعية التي ينتجها الجهاز المناعي للصفائح الدموية والخلايا التي تصنعها.


تشخيص سرطان الدم المزمن

يلجأ الأطباء للفحوصات التالية لنخاع العظم أو العقد الليمفاوية في تشخيص سرطان الدم المزمن:

  • شفط نخاع العظم، أو أخذ خزعة من نخاع العظم لفحصها.

  • تحليل تعداد الدم الشامل مع النسب المئوية لكل نوع من خلايا الدم (بالانجليزي: Complete blood count with differential or CBC with differential).

  • قياس التدفق الخلوي (بالانجليزي: Flow cytometry) لتحديد إذا ما كانت خلايا الدم البيضاء في الدم تحتوي على خلايا سرطان الدم المزمن.

  • الفحوصات الجينية لفحص الكروموسومات والحمض النووي، للكشف عن سرطان الدم المزمن.


علاج سرطان الدم المزمن

تعتمد خطة علاج سرطان الدم المزمن على مدى تقدم المرض، فإذا كان سرطان الدم المزمن في مراحله المبكرة، فقد يختار الطبيب نهج الانتظار والمراقبة. ويمكن أن تشمل طرق علاج سرطان الدم المزمن عند الحاجة للعلاج ما يلي:


العلاج الكيميائي لسرطان الدم المزمن

يستخدم العلاج الكيميائي لسرطان الدم المزمن عن طريق الفم أو عن طريق الوريد لقتل الخلايا السرطانية، ويعطى العلاج الكيميائي على شكل دورات علاجية، تليها فترة استراحة للسماح للجسم بالتعافي، وبشكل عام تستمر دورة العلاج الكيميائي لسرطان الدم المزمن بين 3-4 أسابيع، ولا ينصح بالعلاج الكيميائي للمرضى الذين يعانون من حالة صحية سيئة.


تشمل أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة في علاج سرطان الدم المزمن ما يلي:

  • عوامل الألكلة (بالانجليزي: Alkylating Agents) ومن هذه الأدوية:

  1. كلورامبوسيل (Chlorambucil).

  2. سيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide).

  3. بينداميوستين (Bendamustine).

  • مضاهئات البيورين (بالانجليزي: Purine analogs) ومن هذه الأدوية:

  1. بنتوستاتين (Pentostatin).

  2. كلادريبين (Cladribine).

  3. فلودارابين (Fludarabine).

  • الكورتيكوستيرويدات ومنها:

  1. ميثيل بريدنيزولون (Methylprednisolone).

  2. ديكساميثازون (Dexamethasone).



الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لسرطان الدم المزمن

العلاج الكيميائي مع الأجسام المضادة وحيدة النسيلة علاج قياسي لسرطان الدم المزمن. والأجسام المضادة وحيدة النسيلة هي أجسام مضادة من صنع الإنسان، وتصمم بحيث تستهدف بروتينات معينة على سطح الخلايا السرطانية، مما يدفع جهاز المناعة لتدمير الخلايا السرطانية، ويمكن أن تقسم الأجسام المضادة وحيدة النسيلة إلى مجموعات وفقاً للبروتينات التي تستهدفها على سطح الخلايا السرطانية. ومن هذه الأدوية ما يلي:

  • مستهدفات البروتين CD20: هو بروتين موجود على سطح الخلايا الليمفاوية البائية السرطانية، وتشمل الأدوية التي تستهدف هذا البروتين:

  1. اوبينوتوزوماب (Obinutuzumab).

  2. اوفاتوموماب (Ofatumumab).

  3. ريتوكسيماب (Rituximab).

  • مستهدفات البروتين CD52: هي أدوية تستهدف بروتين CD52 الموجود على سطح خلايا سرطان الدم المزمن والعديد من الخلايا التائية، ولا تستخدم هذه الأدوية إلا إذا لم يستجب المريض للعلاجات القياسية. ومن مستهدفات البروتين CD52 دواء الميتوزوماب (Alemtuzumab) .

  • مستهدفات البروتين CD22: تستخدم هذه الأدوية لعلاج ابيضاض الدم مشعر الخلايا، ومن مستهدفات البروتين CD22 دواء لوموكسيتي (Lumoxiti).


العلاج الموجه لسرطان الدم المزمن

تستهدف أدوية العلاج الموجه التغيرات التي تحدث داخل الخلايا وتحولها إلى خلايا سرطانية، وغالباً ما تكون أدوية العلاج الموجه جزء من خطة العلاج الأولى لمريض سرطان الدم المزمن، وتشمل أدوية العلاج الموجه على ما يلي:

  • مثبطات بروتين التيروسين كيناز (بالانجليزي: Bruton's tyrosine kinase inhibitors or BTK inhibitors): بروتين التيروسين كيناز هو بروتين يساعد خلايا السرطان في النمو والبقاء على قيد الحياة، لذا يساعد تثبيط هذا البروتين في منع نمو الخلايا السرطانية وموتها، ومن أدوية مثبطات بروتين التيروسين كيناز:

  1. ابروتينيب (Ibrutinib).

  2. اكالابروتينيب (Acalabrutinib).

  • مثبطات فوسفينوسيتايد 3-كيناز (بالانجليزي: PI3K inhibitors): يساعد تثبيط هذا البروتين في الخلايا السرطانية في منع إرسال الإشارة بين الخلايا، ووقف نموها، ومن أدوية مثبطات فوسفينوسيتايد 3-كيناز:

  1. دوفيليسيب (Duvelisib).

  2. اديلاليسيب (Idelalisib).

  • فينيتوسلاكس (Venetoclax): يستهدف دواء فينتوسلاكس بروتين BCL-2، وهو البروتين الذي يساعد خلايا سرطان الدم المزمن على البقاء على قيد الحياة لمدة أطول مما ينبغي.


زرع الخلايا الجذعية لسرطان الدم المزمن

في معظم الحالات يمكن أن يقلل العلاج الكيميائي، والعلاج المناعي، أو العلاج الموجه من عدد خلايا سرطان الدم المزمن، وأن يخفف الأعراض، وتساعد هذه العلاجات في التحكم بالسرطان لمدة طويلة، لكن حتى لو اختفت أعراض سرطان الدم المزمن إلا أن سرطان الدم المزمن يعود لاحقاً.


يتم اللجوء لزرع الخلايا الجذعية لعلاج سرطان الدم المزمن في الحالات التالية:

  • خلايا سرطان الدم المزمن التي تنطوي على حذف جزء من الكروموسوم 17.

  • خلايا سرطان الدم المزمن التي تحتوي على طفرات TP53 .

  • سرطان الدم المزمن الذي لا يستجيب للعلاجات القياسية.

  • عندما يلحق العلاج الكيماوي الضرر بنخاع العظم.


لم يتضح مدى فائدة زراعة نخاع العظم لمرضى سرطان الدم المزمن، وغالباً ما تجرى زراعة نخاع العظم كجزء من التجارب السريرية، أو لاستعادة نخاع العظم ليتمكن الأطباء من متابعة العلاج الكيماوي والإشعاعي.


تأتي الخلايا الجذعية المكونة للدم إما من الدم، أو من عمليات الزراعة للخلايا الجذعية المكونة للدم، ومن أنواع زراعة الخلايا الجذعية: زرع الخلايا الجذعية المحيطية (بالانجليزي: Peripheral stem cell transplantation)، وزرع خلايا الدم الجذعية المحيطية (بالانجليزي: Peripheral blood stem cell transplant or PBSCT).


يمكن الحصول على الخلايا الجذعية للزراعة أيضاً من نخاع العظم لإجراء زرع نخاع العظم، وزرع الخلايا الجذعية المكونة للدم (بالانجليزي: Hematopoietic stem cell transplantation or BMT) أو يمكن الحصول عليها من دم الحبل السري، وقد كان زرع نخاع العظم شائعاً إلى حد كبير في ما مضى، ولكن الآن تم استبداله بزرع خلايا الدم الجذعية المحيطية.


أنواع زراعة نخاع العظم

هناك نوعان من زراعة نخاع العظم، وهما:

  • زراعة نخاع العظم الذاتية: في هذا النوع من الزراعة تجمع الخلايا الجذعية من دم أو نخاع العظم الخاص بالمريض نفسه، وتتم إعادة هذه الخلايا إلى جسم المريض بعد معالجتها، لكن تكمن المشكلة في هذه الزراعة بأنه يمكن أن يتم جمع خلايا سرطان الدم المزمن مع الخلايا الجذعية الطبيعية.

  • زرع نخاع العظم الخيفي: في هذا النوع من زراعة نخاع العظم تأتي الخلايا الجذعية من متبرع للتقليل من فرصة نقل خلايا سرطان الدم المزمن مع الخلايا لجذعية الطبيعية، وتحتاج هذه العملية إلى أن يكون المتبرع مطابقاً للمريض من حيث نوع الأنسجة، لذا غالباً ما يفضل أخذ الخلايا الجذعية من أحد أقارب المريض؛ مثل: الأخ أو الأخت. وفي بعض الأحيان يمكن العثور على متبرع من غير أقارب المريض، ويعد الزرع الخيفي أكثر شيوعاً من الزرع الذاتي.



العلاج الداعم لسرطان الدم المزمن

يهدف العلاج الداعم لسرطان الدم المزمن إلى المساعدة في حل المشاكل التي تحدث نتيجة للسرطان وعلاجه، مما يعني أنه ليس علاج سرطان الدم المزمن نفسه، لكنه يقلل من مشاكل العدوى وانخفاض تعداد الدم، ويخفيف من الأعراض المزعجة المتعلقة بهذه المشاكل. ومن أنواع العلاج الداعم لسرطان الدم المزمن ما يلي:

  • الغلوبيلوين المناعي عن طريق الوريد: يستخدم الغلوبيولين المناعي لمحاربة العدوى.

  • المضادات الحيوية والمضادات الفيروسية: تعطى هذه الأدوية لعلاج أنواع العدوى المختلفة التي قد تحدث نتيجة العلاج ببعض أنواع الأدوية مثل: عدوى الفيروس المضخم للخلايا، والالتهاب الرئوي الناجم عن عدوى المتكيسة الرئوية الجؤجؤية.

  • اللقاحات: يفضل أن لا يتلقى مرضى سرطان الدم المزمن اللقاحات دون استشارة ومتابعة الطبيب، ويوصى بإعطاء لقاح الالتهاب الرئوي لمرضى سرطان الدم المزمن كل خمس سنوات، ولقاح الإنفلونزا سنوياً، ولا يوصى بإعطاء المرضى اللقاحات التي تحتوي على فيروسات حية.


فصادة كريات الدم البيضاء لسرطان الدم المزمن

في حالات نادرة عندما يتم تشخيص سرطان الدم المزمن وتكون هناك أعداد كبيرة جداً من كريات الدم البيضاء تسبب زيادة كثافة الدم والمشاكل مثل: فشل القلب ومشاكل التنفس، فقد يلجأ الأطباء إلى فصادة كريات الدم البيضاء (بالانجليزي: Leukapheresis) .


تنطوي فصادة كريات الدم البيضاء على تمرير الدم عبر جهاز خاص يقوم بإزالة كريات الدم البيضاء الزائدة من الدم، ويعيد البلازما وخلايا الدم الحمراء إلى الجسم، ولا تسبب هذه العملية الألم ولا تنطوي على مضاعفات، إلا أنها في بعض الأحيان يمكن أن تخفض مستويات الكالسيوم في الدم.


عملية سرطان الدم المزمن

نظراً لأن خلايا سرطان الدم المزمن تنتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء نخاع العظام وإلى العديد من أعضاء الجسم، فلا يمكن للجراحة أن تعالج سرطان الدم المزمن.


في حالات نادرة يمكن أن يستأصل الأطباء الطحال، لكن لا يتم استئصال الطحال لعلاج سرطان الدم المزمن، إنما للتخفيف من الأعراض التي يتسبب بها تضخم الطحال نتيجة سرطان الدم المزمن وضغطه على أعضاء البطن الأخرى، ولتحسين عدد خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية التي يزيلها الطحال بسرعة عندما يتضخم، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من ابيضاض الدم مشعر الخلايا.


العلاج الإشعاعي لسرطان الدم المزمن

يدمر العلاج الاشعاعي الخلايا السرطانية، ونادراً ما يكون العلاج الاشعاعي جزء من خطة علاج سرطان الدم المزمن، لكن يمكن أن يلجأ إليه الاطباء في حالات معينة، ومنها:

  • تقليص الأعضاء المتضخمة مثل: الطحال للتخفيف من الضغط على الأعضاء الأخرى.

  • علاج الألم الناجم عن تلف العظام نتيجة نمو خلايا سرطان الدم المزمن في نخاع العظم.

  • يعطى العلاج الإشعاعي بجرعات منخفضة للجسم كله مباشرة قبل زراعة الخلايا الجذعية.


سير سرطان الدم المزمن

تعتمد النظرة المستقبلية وسير سرطان الدم المزمن على العديد من العوامل مثل: سن المريض، ومرحلة المرض، وصحة المريض العامة، والجينات المشاركة في المرض.


هل سرطان الدم المزمن مميت؟ بشكل عام تكون لدى مرضى سرطان الدم المزمن معدلات بقاء على قيد الحياة أعلى من العديد من أنواع السرطان الأخرى، ويصل معدل البقاء على قيد الحياة لدى ما يقارب 83% من المرضى إلى خمسة سنوات بعد تشخيص إصابتهم بسرطان الدم المزمن، ومع ذلك تنخفض هذه النسبة إلى أقل من 70% لدى المرضى الذين تتجاوز أعمارهم 75 عام.



المراجع

  1. Mukkamalla SKR, Taneja A, Malipeddi D, et al. Chronic Lymphocytic Leukemia. [Updated 2021 Oct 1]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK470433/

  2. Marwick C. (2003). Link found between Agent Orange and chronic lymphocytic leukaemia. BMJ (Clinical research ed.), 326(7383), 242. https://doi.org/10.1136/bmj.326.7383.242/d

  3. Parikh, S. A., Leis, J. F., Chaffee, K. G., Call, T. G., Hanson, C. A., Ding, W., Chanan-Khan, A. A., Bowen, D., Conte, M., Schwager, S., Slager, S. L., Van Dyke, D. L., Jelinek, D. F., Kay, N. E., & Shanafelt, T. D. (2015). Hypogammaglobulinemia in newly diagnosed chronic lymphocytic leukemia: Natural history, clinical correlates, and outcomes. Cancer, 121(17), 2883–2891. https://doi.org/10.1002/cncr.29438

  4. Fournier, S., Delespesse, G., Rubio, M., Biron, G., & Sarfati, M. (1992). CD23 antigen regulation and signaling in chronic lymphocytic leukemia. The Journal of clinical investigation, 89(4), 1312–1321. https://doi.org/10.1172/JCI115717

  5. Shanafelt, T. D., Wang, X. V., Kay, N. E., Hanson, C. A., O'Brien, S., Barrientos, J., Jelinek, D. F., Braggio, E., Leis, J. F., Zhang, C. C., Coutre, S. E., Barr, P. M., Cashen, A. F., Mato, A. R., Singh, A. K., Mullane, M. P., Little, R. F., Erba, H., Stone, R. M., Litzow, M., … Tallman, M. (2019). Ibrutinib-Rituximab or Chemoimmunotherapy for Chronic Lymphocytic Leukemia. The New England journal of medicine, 381(5), 432–443. https://doi.org/10.1056/NEJMoa1817073

  6. Molica, S., Shanafelt, T. D., Giannarelli, D., Gentile, M., Mirabelli, R., Cutrona, G., Levato, L., Di Renzo, N., Di Raimondo, F., Musolino, C., Angrilli, F., Famà, A., Recchia, A. G., Chaffee, K. G., Neri, A., Kay, N. E., Ferrarini, M., & Morabito, F. (2016). The chronic lymphocytic leukemia international prognostic index predicts time to first treatment in early CLL: Independent validation in a prospective cohort of early stage patients. American journal of hematology, 91(11), 1090–1095. https://doi.org/10.1002/ajh.24493


bottom of page