الهيموفيليا، أعراضها، أسبابها، أنواعها، علاجها، ومضاعفاتها | ميدزون
top of page

الهيموفيليا


فني مختبر يقوم بفحص مجموعة من عينات الدم تحت المجهر
الهيموفيليا

ما هي الهيموفيليا؟ الهيموفيليا (بالانجليزي: Hemophilia) أو الناعور ويطلق عليه أيضاً النزاف، هو اضطراب نزيف وراثي نادر يتسبب في عدم تجلط الدم بشكل طبيعي في موقع الجرح أو الإصابة.


تحدث الهيموفيليا بسبب فقدان بعض عوامل تخثر الدم أو عدم عمل هذه العوامل بشكل صحيح. يؤدي عدم تجلط الدم إلى النزيف الشديد من الجروح وهو النزيف الخارجي، ويمكن أن يحدث النزيف أيضاً داخل الجسم (نزيف داخلي)، خاصة في العضلات والمفاصل مثل مفاصل الوركين والركبتين. تؤثر الهيموفيليا في الذكور بشكل خاص، لكن في حالات نادرة يمكن أن تؤثر في الإناث.


أسباب الهيموفيليا

تحدث الهيموفيليا نتيجة وجود طفرات (أخطاء) في جينات العامل الثامن أو العامل التاسع على الكروموسوم إكس، وهي العوامل المسؤولة عن تجلط الدم .


تحمل الإناث كروموسومي إكس (XX) ، لذا عند حمل الأنثى الجين المعيب على أحد كروموسوماتها لن تصاب بالهيموفيليا، إلا أنها تكون حاملة لجين المرض، ويمكن أن تنقل الجين إلى أطفالها، ويكون هناك احتمال بنسبة 50% أن يرث أحد أبنائها جين الهيموفيليا أو يولد مصاباً بالهيموفيليا، وتكون هناك فرصة بنسبة 50% أن تحمل إحدى بناتها جين مرض الناعور دون أن تصاب به. أما الذكور فلديهم كروموسوم إكس واحد، وكروموسوم واي واحد ( XY)، لذا فإن وراثة الذكر للجين المعيب الحامل لإحدى الطفرات التي تسبب مرض الهيموفيليا على الكروموسوم إكس يؤدي إلى إصابته بالمرض.


من النادر جداً أن تولد فتاة مصابة بالهيموفيليا، ويمكن أن تحدث هذه الحالة إذا كان الأب مصاباً بالهيموفيليا وتحمل الأم جين الهيموفيليا، مما يؤدي إلى حصول الأنثى على الجين المعيب المسبب للهيموفيليا على كروموسومي إكس لديها، ويسبب إصابتها بالهيموفيليا. في ما يقارب 20% من حالات الالهيموفيليا قد تحدث الطفرة الجينية بشكل عشوائي، أي دون وجود وراثة عائلية للهيموفيليا.



أنواع الهيموفيليا

تصنف الهيموفيليا لأنواع وفقاً لنوع عامل التخثر المفقود أو الناقص من الدم، وتشمل أنواع الهيموفيليا ما يلي:

  • الهيموفيليا أ (بالانجليزي: Hemophilia A): هي نوع االهيموفيليا الذي يحدث نتيجة نقص عامل التخثر الثامن، ويعاني 85% من مرضى الهيموفيليا من النوع أ من الهيموفيليا.

  • الهيموفيليا ب (بالانجليزي: Hemophilia B): تحدث نتيجة نقص عامل التخثر التاسع.

  • الهيموفيليا سي (بالانجليزي: Hemophilia C): يطلق عليها أيضاً الهيموفيليا ج، ويستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى نقص عامل التخثر الحاي عشر.

  • مرض فون ويلبراند (بالانجليزي: Von Willebrand disease): هو ليس نوعاً من الهيموفيليا لكنه مشابه لها وأكثر شيوعاً واعتدالاً منها. يطلق على جزء من عامل التخثر الثامن اسم عامل فون ويلبراند أو العامل المساعد ريستوسيتين (بالانجليزي: Ristocetin cofactor)، ويحدث داء فون ويلبراند عندما يكون هناك نقص في هذا العامل. يساعد عامل فون ويلبراند صفائح الدم التي تتحكم بالنزيف في الالتصاق ببطانة الوريد أو الشريان لتغلق القطع أو التمزق فيها وتوقف النزيف.


أعراض الهيموفيليا

تتراوح شدة الهيموفيليا من الهيموفيليا الخفيفة، أي التي تسبب عدم حدوث تخثر كافٍ عند التعرض للإصابة أو سهولة ظهور الكدمات، إلى الهيموفيليا الشديدة التي تسبب حدوث نزيف تلقائي، وتشمل أعراض الهيموفيليا حسب جزء الجسم المتعرض للنزيف ما يلي:

  • الأعراض الشائعة للهيموفيليا: يعود سبب ظهور الأعراض الشائعة للهيموفيليا إلى الإصابة بفقر الدم الناجم عن النزيف، وتشمل هذه الأعراض على:

  1. الشعور بالتعب.

  2. شحوب البشرة.

  3. سرعة التنفس.

  4. عدم انتظام ضربات القلب.

  5. برودة الأطراف.

  • نزيف المفاصل: تشمل أعراض نزيف المفصل على:

  1. الشعور بالألم أو الوخز في المفصل.

  2. دفء المفصل.

  3. تيبس المفصل.

  4. رفض الطفل لاستخدام المفصل المتعرض للنزيف.

  • نزيف الدماغ: تتضمن أعراض نزيف الدماغ على:

  1. تيبس الرقبة.

  2. الصداع.

  3. الخمول.

  4. القيء.

  5. كثرة التهيج والبكاء عند الأطفال.

  6. ضعف الساقين.

  • نزيف الجهاز البولي التناسلي: تتضمن أعراض نزيف الجهاز البولي التناسلي على:

  1. البيلة الدموية أي وجود دم في البول.

  2. المغص الكلوي.

  3. نزيف الطفل بعد الختان.

  • الأعراض الأخرى: تشمل أعراض النزاف الأخرى على:

  1. نزيف اللثة وتجويف الفم.

  2. بصق الدم.

  3. ضيق التنفس.

  4. كثرة نزيف الأنف الغير مبرر.

  5. الشعور بتنميل أو ألم أو وخز في مناطق معينة في الأطراف.

  6. ظهور الكدمات بسهولة أو الغير مبرر.

  7. النزيف المفرط.


تشخيص الهيموفيليا

تشمل طرق تشخيص الهيموفيليا ما يلي:

  • إجراء تحليل الدم الذي يعرف بتعداد الدم الكامل.

  • فحص تخثر الدم.

  • فحص مستوى العامل الثامن والعامل التاسع في الدم.


نتائج تحليل الهيموفيليا

تساعد التحاليل السابقة في معرفة نوع الهيموفيليا التي يعاني منها المريض وشدتها، وتشمل نتائج هذه الفحوصات المحتملة ما يلي:

  • الهيموفيليا الخفيفة: تشخص الإصابة بالهيموفيليا الخفيفة إذا كان لدى الشخص 5-30% من الكمية الطبيعية لعوامل التخثر في الدم.

  • الهيموفيليا المتوسطة: تشخص الإصابة بالهيموفيليا المتوسطة إذا كان لدى الشخص 1-5% من الكمية الطبيعية لعوامل التخثر في الدم.

  • الهيموفيليا الشديدة: تشخص الإصابة بالهيموفيليا الشديدة إذا كان لدى المريض أقل من 1% من الكمية الطبيعية لعوامل التخثر في الدم .


للمزيد : الأسبرين


علاج الهيموفيليا

يعتمد علاج الهيموفيليا على نوع الهيموفيليا التي يعاني منها المريض وشدتها. ويستخدم في علاج الهيموفيليا علاج بديل مأخوذ من البلازما البشرية، أو من خلال استخدام عوامل التخثر المصنعة أو المؤتلفة لتعويض عوامل تخثر الدم المفقودة أو النافصة في الجسم، ويسمى هذا العلاج العلاج بالتعويض.


تصنع عوامل الدم المركزة من دم شخص متبرع به، وتتم معالجة هذا الدم في المختبر وفحصه للتقليل من خطر نقل الأمراض المعدية ومنها: عدوى التهاب الكبد الفيروسي، وعدوى الإيدز، لكن أصبح الاعتماد على العوامل المؤتلفة المصنعة في المختبر أكثر شيوعاً الآن من الاعتماد على عوامل الدم المأخوذة من الدم المتبرع به.


في البداية كانت الأشكال المناعية من عوامل تخثر الدم الثامن والتاسع تعاني من مشاكل، ومنها: قصر فترة حياتها في دم الإنسان، مما يعني أن المريض يحتاج إلى العلاج بجرعات أكثر تكراراً، لكن حالياً تم تطوير منتجات أحدث تعيش مدة أطول، ولا يحتاج المريض إلى أخذها عن طريق الوريد دائماً.


تحقن عوامل تخثر الدم أو يتم ضخها إلى دم المريض عبر وريد في الذراع أو فتحة في الصدر، وعادة لا يحتاج المرضى الذين يعانون من الهيموفيليا الخفيفة والمتوسطة إلى العلاج التعويضي، إلا إذا كانوا سيخضعون لعملية جراحية.


أدوية الهيموفيليا

في حالات الهيموفيليا الشديدة يعطى العلاج التعويضي لوقف النزيف عند حدوثه، أما المرضى الذين يعانون من حالات النزيف المتكرر فيتم علاجهم بالعلاج التعويضي مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، وتشمل أنواع أدوية الهيموفيليا ما يلي:

  • يمكن علاج الأشخاص الذين يعانون من الهيوفيليا أ الخفيفة أو المتوسطة بدواء دسموبريسين (Desmopressin)، وهو هرمون صناعي يساعد في تحفيز إفراز العامل الثامن، وعامل دم آخر يحمل العامل الثامن ويرتبط به، وفي بعض الأحيان يعطى دسموبريسين بشكل وقائي قبل أن يتعرض المريض المصاب بالهيموفيليا للإجراءات الطبية الخاصة بالأسنان، أو قبل التعرض للإجراءات الجراحية البسيطة، لكن لا يفيد دسموبريسين في علاج الهيموفيليا أ الشديدة أو الهيموفيليا ب.

  • يستخدم حمض أمينوكابريويك (Aminocaproic acid)، أو حمض ترانيكساميك (Tranexamic acid)، وهي من العوامل التي تمنع انحلال تجلط الدم (مضادات فبرين) لوقف نزيف الأنف، أو عند خلع الأسنان لمرضى الهيموفيليا.

  • يمكن علاج الهيوفيليا نهائياً من خلال زرع الكبد، لكن على الرغم من ذلك هناك تقدم كبير في إيجاد علاج وراثي يستخدم في علاج الهيموفيليا نهائياً.


أضرار الهيموفيليا

يمكن أن تنتج أجسام الأشخاص الذين يتعرضون للعلاج بعوامل التخثر المأخوذة من بلازما دم شخص متبرع، أو عوامل التخثر الصناعية لأجسام مضادة تسمى المثبط ينتجها جسم مريض الهيموفيليا، حيث تقوم هذه الأجسام المضادة بمهاجمة عوامل التخثر التي تعطى لمريض الهيموفيليا وتبطل مفعولها.


يعد تكون المثبط من المضاعفات الخطيرة التي تجعل من الصعب جداً علاج أو منع النزيف عند مرضى الهيموفيليا، ويعد الأشخاص المصابون بالهيموفيليا أ الشديدة أكثر عرضة لتطوير المثبط من المرضى المصابين بالهيموفيليا ب. يتم فحص المرضى المصابين بالهيموفيليا، خاصة الهيموفيليا عند الأطفال عدة مرات للبحث عن المثبط لديهم بعد التعرض للعلاج التعويضي لأول مرة.


يمكن تجاوز التأثير السلبي للمثبط وعلاج نوبة النزيف بنجاح باستخدام أدوية بديلة تعيد عوامل التخثر للعمل مرة أخرى، أما التحكم بالنزيف طويل الأمد فيتم باستخدام تقنية يطلق عليها تحريض التحمل المناعي (بالانجليزي: Immune tolerance induction or ITI) تعمل على خفض مستوى المثبط، وتعيد عوامل التخثر للعمل مرة أخرى من خلال اتباع بروتوكول ينطوي على إعطاء المريض جرعات يومية من عوامل التخثر لمدة زمنية تتراوح بين أسابيع إلى سنوات في بعض الحالات.


للمزيد: حبة البركة


المراجع

  1. Mehta P, Reddivari AKR. Hemophilia. [Updated 2021 Dec 31]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK551607/

  2. Bertamino, M., Riccardi, F., Banov, L., Svahn, J., & Molinari, A. C. (2017). Hemophilia Care in the Pediatric Age. Journal of clinical medicine, 6(5), 54. https://doi.org/10.3390/jcm6050054

  3. Roberts, J. C., & Flood, V. H. (2015). Laboratory diagnosis of von Willebrand disease. International journal of laboratory hematology, 37 Suppl 1(Suppl 1), 11–17. https://doi.org/10.1111/ijlh.12345

  4. Cafuir, L. A., & Kempton, C. L. (2017). Current and emerging factor VIII replacement products for hemophilia A. Therapeutic advances in hematology, 8(10), 303–313. https://doi.org/10.1177/2040620717721458

  5. Mannucci P. M. (2018). Use of desmopressin in the treatment of hemophilia A: towards a golden jubilee. Haematologica, 103(3), 379–381. https://doi.org/10.3324/haematol.2018.187567

  6. Knobe, K., & Berntorp, E. (2011). Haemophilia and joint disease: pathophysiology, evaluation, and management. Journal of comorbidity, 1, 51–59. https://doi.org/10.15256/joc.2011.1.2


bottom of page