الكوليرا
تاريخ التحديث: ١ فبراير

ما هي الكوليرا؟ الكوليرا (Cholera) عدوى بكتيرية تسبب إسهال حاد (سربيع التطور)، وتعرف البكتيريا المسببة للكوليرا باسم بكتيرا ضمة الكوليرا (بالانجليزي: Vibrio cholerae)، أو فيبريو كوليرا، أو البكتيريا الضمية أو الواوية.
تصيب عدوى الكوليرا أكثر من 4 ملايين شخص حول العالم سنوياً، وتتسم عدوى الكوليرا بفقدان كميات كبيرة من السوائل تترافق بالجفاف واختلال أملاح الدم (الكهارل)، ويمكن أن تتطور الحالة لتسبب صدمة نقص حجم الدم والوفاة.
أسباب الكوليرا
هل الكوليرا معدية؟ كيف تنتشر الكوليرا؟ تحدث العدوى بالكوليرا نتيجة لتناول المحار الغير مطهو بشكل جيد، ومن خلال شرب الماء وتناول الطعام الملوث بالبراز الحامل لبكتيريا الكوليرا. تحتاج بكتيريا الكوليرا إلى فترة حضانة في الجسم بعد التعرض للعدوى تمتد بين 12 ساعة إلى خمسة أيام قبل أن تبدا أعراض الكوليرا بالظهور.
تبقى جرثومة الكوليرا على قيد الحياة في البراز والماء ويمكنها التسبب بالعدوى لفترة تتراوح بين 17-14 يوم، ويمكن للعديد من العوامل أن تساهم في نشر الكوليرا ومنها:
شرب المياه الملوثة أو ابتلاعها في أماكن الترفيه مثل المسابح والبرك والبحيرات والأنهار.
وصول المياه الملوثة بالبراز إلى شبكات المياه الرئيسية.
سوء الصرف الصحي ومعالجة المياه.
العيش في الأماكن المكتظة ذات الصرف الصحي السيئ مثل مخيمات اللاجئين بسب الحروب والكوارث الطبيعية.
تناول الطعام الملوث ببكتيريا الكوليرا، ويمكن للبكتيريا أن تصل للطعام بعدة طرق مثل ري الخضراوات والفواكه بالمياه الملوثة ببكتيريا الكوليرا، أو استخدام الأسمدة العضوية الحاملة للبكتيريا، ومن خلال الذباب الحامل لبكتيريا الكوليرا عند هبوطه على الطعام، وتناول الخضراوات والفواكه النيئة المغسولة بمياه تحتوي على بكتيريا الكوليرا.
ملامسة اليد الملوثة ببكتيريا الكوليرا للطعام أو الفم، ويمكن أن تصل بكتيريا الكوليرا لليدين من خلال العديد من الأنشطة مثل لمس الأسطح الملوثة بالبكتيريا مثل طاولات غيار حفاضات الأطفال، ومقابض الأبواب وأزرار المصاعد الملوثة، والعناية بشخص مصاب بالكوليرا.
للمزيد: التهاب المعدة والأمعاء
على الرغم مما سبق تحتاج الإصابة بالكوليرا إلى الحصول على جرعة كبيرة من المياه والطعام الحامل لبكتيريا الكوليرا لتطوير العدوى. يمكن لبعض العوامل أن تزيد من خطر الإصابة بالكوليرا وتطوير المضاعفات، ومن هذه العوامل ما يلي:
لا تستطيع بكتيريا الكوليرا العيش في البيئة الحمضية مثل بيئة المعدة، لذا فإن أي اختلال في درجة حموضة عصارة المعدة يزيد من خطر الإصابة بالكوليرا، ومن الأدوية التي تقلل من حموضة عصارة المعدة أو تقلل إنتاجها وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بالكوليرا ما يلي:
استخدام أدوية مثبطات مضخة البروتون مثل ايزوميبرازول (Esomeprazole)، اوميبرازول (Omeprazole)، لانسوبرازول (Lansoprazole)، بانتوبرازول (Pantoprazole)، رابيبرازول (Rabeprazole).
استخدام أدوية حاصرات مستقبلات الهستامين 2 ومنها: رانيتيدين (Ranitidine)، فاموتيدين (Famotidine)، سيميتيدين (Cimetidine)، نيزاتيدين (Nizatidine).
فصيلة الدم 0.
التعرض لعملية قطع العصب المبهم في الصدر لتقليل نشاط أو إفراز المعدة، مما يقلل من إفراز أحماض المعدة.
المعاناة من عدوى جرثومة المعدة الحلزونية (هيليكوباكتر بيلوري).
الأطفال الذين تقل اعمارهم عن عامين، وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عام.
المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة تضعف المناعة مثل مرضى السكري.
المرضى الذين يتعرضون للعلاج بأدوية تضعف المناعة مثل العلاج الكيميائي، والعلاج بالستيرويدات.
مرضى زرع الأعضاء.
النساء الحوامل.
المرضى الذين يعانون من الاضطرابات المناعية مثل مرض الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
أعراض الكوليرا
في كثير من الحالات لا تظهر أعراض عند الإصابة بالكوليرا خاصة لدى الأشخاص الأصحاء، ويعد الإسهال المائي العرض الرئيسي للكوليرا، حيث تنتج بكتيريا الكوليرا سموم تتسبب في تجمع السوائل في الأمعاء بكميات كبيرة مسببة بذلك الإسهال، وقد لا يترافق الإسهال بألم البطن في المراحل المبكرة من الإصابة بالكوليرا، كما أن الغثيان واالتقيؤ يعد من أعراض الكوليرا المبكرة ويمكن أن يستمر لساعات ولكنه يتوقف بعد ذلك، وتشمل أعراض الكوليرا الأخرى على ما يلي:
الإسهال المشابه لماء غسيل الأرز بسبب احتوائه على المخاط والعصارة الصفراء.
ألم البطن.
رائحة البراز المشابهة لرائحة السمك.
الغثيان أو التقيؤ، ولكنها ليست من الأعراض التي يعاني منها جميع مرضى الكوليرا.
لا تسبب الكوليرا الإسهال الدموي، أي الإسهال المختلط بالدم، وفي حالات الإسهال الدموي يشتبه بإصابة المريض بعدوى الشيجيلا.
تتسبب الكوليرا في الإصابة بالجفاف السريع، وتشمل أعراض الجفاف لدى مرضى الكوليرا على ما يلي:
جفاف الفم.
كثرة الشعور بالعطش، أو العطش الشديد.
برودة الجلد.
الجلد الجاف والباهت الذي يعود إلى موضعه ببطء عند قرصه.
العينين الغائرتين.
تشقق الشفاه.
سرعة التنفس.
سرعة ضربات القلب.
ألم وتشنج العضلات نتيجة لفقد الأملاح مثل الصوديوم والبوتاسيوم.
سهولة وكثرة التهيج خاصة لدى الأطفال.
النعاس والخمول.
الدوخة.
البول الداكن.
انخفاض إنتاج البول.
النوبات (التشنج).
الصدمة وتعد من المضاعفات الخطيرة للجفاف، وتحدث بسبب نقصان حجم الدم (كمية الدم) بسبب فقدان السوائل، الذي بدوره يسبب انخفاض ضغط الدم وتزويد أنسجة الجسم بالأكسجين اللازم إلى درجات خطيرة في الحالات الشديدة، مما قد يدخل المريض في غيبوبة وقد يتسبب بوفاته.
تشخيص الكوليرا
يمكن للأطباء التعرف على عدوى الكوليرا من خلال الأعراض مباشرة مثل الإسهال المائي 3 مرات على الأقل خلال ال 24 ساعة السابقة، ويجري الأطباء العديد من الفحوصات لتأكيد التشخيص، ولتقييم حالة المريض مثل درجة الجفاف، ويمكن أن تشمل الفحوصات التي تجرى لمريض الكوليرا على ما يلي:
فحص البراز، ويمكن أن يجري الطبيب زراعة البراز لمعرفة سلالة بكتيريا الكوليرا المسببة للعدوى (تحليل الكوليرا).
فحص وظائف الكلى، وتحليل نيتروجين االيوريا في الدم لتقييم الجفاف، ولمراقبة مستويات الاملاح والسوائل في الجسم.
تعداد الدم الشامل لتقييم شدة العدوى في الجسم.
للمزيد: النزلة المعوية
علاج الكوليرا
لا يمكن علاج الكوليرا في المنزل، وتعد استعادة السوائل والحفاظ على توازن الأملاح الدعامة الأساسية لعلاج مرض الكوليرا، لذا يجب على القريبين من المريض إعطاء المريض محلول الإماهة (ORS) الذي يعرف بشكل شائع بمحلول الأكواسال أو محلول الجفاف، أو تحضير محلول فوري عند الاشتباه بالإصابة بالكوليرا وإعطائه للمريض عن طريق الفم لحين وصوله للمستشفى، وتشمل مكونات هذا المحلول على ما يلي:
لتر واحد من الماء.
6 ملاعق صغيرة من السكر.
نصف ملعقة صغيرة من ملح الطعام.
يشمل علاج الكوليرا في المستشفى على القضاء على بكتيريا الكوليرا، وتعويض سوائل وأملاح الجسم، وتشمل طرق العلاج على ما يلي:
محاليل الإماهة.
السوائل عن طريق الوريد.
العلاج بالمضادات الحيوية مثل التتراسيكلين (Tetracycline)، الدوكسيسيكلين (Doxycycline)، تريميثوبريم وسلفاميثوكسازول (Trimethoprim and sulfamethoxazole)، أمبيسلين (Ampicillin).
في حالات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية يمكن أن تشمل المضادات الحيوية المستخدمة في علاج الكوليرا على الإريثروميسين (Erythromycin)، سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin)، أزيثروميسين (Azithromycin)، نورفلوكساسين (Norfloxacin).
لقاح الكوليرا
في عام 2016 تمت الموافقة على أول لقاح ضد الكوليرا وهو لقاح فاكشورا (Vaxchora) الذي يحتوي على بكتيريا الكوليرا الحية المضعفة، ويعد هذا اللقاح فعال في الوقاية من عدوى الكوليرا، وفعال في تخفيف شدة عدوى الكوليرا للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 2-64 عام.
أضرار الكوليرا
هل الكوليرا خطيرة؟ هل الكوليرا مميتة؟ تعد الكوليرا خطيرة وقد تسبب الوفاة خلال مدة أقصاها 18 ساعة إذا لم تتم استعادة توازن سوائل وأملاح الجسم خلال هذه الفترة، ويزداد مستوى الخطر بين الأطفال والحوامل وكبار السن، حيث تزداد نسبة الوفاة بين هذه الفئات بسبب مرض الكوليرا لأكثر من 50%، ويمكن أن تشمل مضاعفات الكوليرا على ما يلي:
الجفاف.
النخر النبيبي الحاد، وهو تضرر وتلف نبيبات الكلى بسبب الجفاف.
تدلي المستقيم بسبب الإسهال.
إنتان الدم (تبكتر الدم).
صدمة انخفاض ضغط وحجم الدم التي تؤدي للغيبوبة.
الوفاة.
الوقاية من الكوليرا
على الرغم من خطورة الكوليرا إلا أنه لا ينصح بتوقف الأم المصابة بالكوليرا أو التي أصيبت سابقاً عن إرضاع طفلها بشرط استمرار تزويدها بالسوائل خلال إصابتها بعدوى كوليرا نشطة، إذ أشارت بعض الأبحاث إلى أنه يمكن أن يكون للرضاعة الطبيعية دور وقائي في حماية الرضيع من الإصابة بالكوليرا من خلال تمرير الأجسام المضادة للكوليرا مع الحليب، أي يحصل الطفل على المناعة من والدته المصابة، وعلى الرغم من ذلك ينصح أيضاً بتلقيح الأمهات والأطفال الرضع ضد الكوليرا.
يمكن للعديد من الخطوات أن تساعد على الوقاية من الإصابة بالكوليرا، خاصة لدى الأشخاص المعرضين بشكل أكبر لخطر الإصابة بالكوليرا مثل مقدمي الرعاية الصحية، والأشخاص الذين يسافرون إلى بلدان تعرف بانتشار الكوليرا، والفئات الضعيفة التي تم ذكرها سابقاً، وتشمل هذه الخطوات على ما يلي:
غسل اليدين جيداً بالماء والصابون وبشكل متكرر ولمدة كافية لا تقل عن 15 ثانية قبل تحضير الطعام، وقبل تناوله، وبعد تناول الطعام، وبعد تنظيف الأسطح خاصة الحمامات، وطاولات غيار الحفاضات.
تلقي لقاح الكوليرا.
استخدام معقم اليدين القائم على الكحول عند عدم توفر الماء والصابون.
غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل وبعد استخدام المرحاض، وبعد غيار حفاضات الأطفال.
تعقيم الأسطح خاصة الأسطح العامة بالماء والكلور.
تعقيم أي مكان تسرب إليه البراز بالماء والكلور.
التخلص من الحفاضات والمناديل التي وصل إليها البراز بطريقة صحيحة من خلال وضعها في أكياس مغلقة بعيداً عن أماكن تناول الطعام والشراب.
شرب الماء المعبأ أو المغلي جيداً خاصة عند التواجد في أماكن تنتشر بها عدوى الكوليرا.
تعقيم زجاجات الماء من الخارج قبل فتحها.
استخدام الماء المعبأ أو المغلي لغسل الخضار والفواكه، ولتنظيف الأسنان.
تجنب وضع الثلج غير معروف المصدر في المشروبات والماء المعقم.
تجنب ابتلاع مياه البحيرات أو المسابح وغيرها من أماكن الترفيه.
طهو الخضار والفواكه جيداً قبل تناولها.
حفظ الطعام بتغطيته جيداً، ووضعه في الثلاجة لحمايته من وصول الذباب إليه.
للمزيد: الملاريا
المراجع
Fanous M, King KC. Cholera. [Updated 2022 Jul 1]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK470232/
Harris, J. B., LaRocque, R. C., Qadri, F., Ryan, E. T., & Calderwood, S. B. (2012). Cholera. Lancet (London, England), 379(9835), 2466–2476. https://doi.org/10.1016/S0140-6736(12)60436-X
Hsueh, B. Y., & Waters, C. M. (2019). Combating Cholera. F1000Research, 8, F1000 Faculty Rev-589. https://doi.org/10.12688/f1000research.18093.1
Nelson, E. J., Harris, J. B., Morris, J. G., Jr, Calderwood, S. B., & Camilli, A. (2009). Cholera transmission: the host, pathogen and bacteriophage dynamic. Nature reviews. Microbiology, 7(10), 693–702. https://doi.org/10.1038/nrmicro2204
Davis, W., Narra, R., & Mintz, E. D. (2018). Cholera. Current epidemiology reports, 5(3), 303–315. https://doi.org/10.1007/s40471-018-0162-z
Somboonwit, C., Menezes, L. J., Holt, D. A., Sinnott, J. T., & Shapshak, P. (2017). Current views and challenges on clinical cholera. Bioinformation, 13(12), 405–409. https://doi.org/10.6026/97320630013405
Finkelstein RA. Cholera, Vibrio cholerae O1 and O139, and Other Pathogenic Vibrios. In: Baron S, editor. Medical Microbiology. 4th edition. Galveston (TX): University of Texas Medical Branch at Galveston; 1996. Chapter 24. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK8407/
Kaper, J. B., Morris, J. G., Jr, & Levine, M. M. (1995). Cholera. Clinical microbiology reviews, 8(1), 48–86. https://doi.org/10.1128/CMR.8.1.48
Faruque, S. M., Albert, M. J., & Mekalanos, J. J. (1998). Epidemiology, genetics, and ecology of toxigenic Vibrio cholerae. Microbiology and molecular biology reviews : MMBR, 62(4), 1301–1314. https://doi.org/10.1128/MMBR.62.4.1301-1314.1998
Azman, A. S., Moore, S. M., & Lessler, J. (2020). Surveillance and the global fight against cholera: Setting priorities and tracking progress. Vaccine, 38 Suppl 1(Suppl 1), A28–A30. https://doi.org/10.1016/j.vaccine.2019.06.037
#كوليرا #مرض_الكوليرا #كيف_تنتقل_الكوليرا #كيف_ينتقل_مرض_الكوليرا #داء_الكوليرا #ما_هي_الكوليرا #ماهي_الكوليرا #كوليرا_مرض #اعراض_الكوليرا #اسباب_الكوليرا #سبب_الكوليرا #كيف_تنتشر_الكوليرا #هل_الكوليرا_خطيرة #هل_الكوليرا_معدية #هل_الكوليرا_مميتة #اعراض_الكوليرا_عند_الاطفال #الكوليرا_للحامل #اعراض_مرض_الكوليرا_عند_الاطفال #أعراض_مرض_الكوليرا #تحليل_الكوليرا #علاج_مرض_الكوليرا_في_المنزل #علاج_الكوليرا_في_المنزل #علاج_الكوليرا_بالأعشاب #فحص_الكوليرا #بحث_عن_مرض_الكوليرا #أعراض_الكوليرا_المبكرة #لقاح_الكوليرا #مطعوم_الكوليرا #ماهي_اعراض_الكوليرا #عوارض_الكوليرا #ما_هي_اعراض_الكوليرا #أعراض_مرض_الكوليرا #عدوى_الكوليرا #طرق_انتقال_الكوليرا #كيف_ينتقل_الكوليرا #الوقاية_من_مرض_الكوليرا #كيفية_انتقال_الكوليرا #اعراض_الكوليرا_وعلاجها #تعريف_مرض_الكوليرا #فترة_حضانة_الكوليرا #ماهي_اعراض_مرض_الكوليرا #اعراض_الكوليرا_عند_البالغين #ما_هي_اعراض_مرض_الكوليرا #طرق_الوقاية_من_مرض_الكوليرا #طرق_عدوى_الكوليرا #ماهو_مرض_الكوليرا_وكيف_ينتقل #الكوليرا #أسباب_الكوليرا #أعراض_الكوليرا #أضرار_الكوليرا #علاج_الكوليرا #الوقاية_من_الكوليرا