الحمى النزفية، أعراضها، أسبابها، أنواعها، وعلاجها | ميدزون
top of page

الحمى النزفية


 خفافيش سوداء معلقة في شجرة
الحمى النزفية

ما هي الحمى النزفية؟ الحمى النزفية وتعرف علمياً بالحمى النزفية الفيروسية (بالانجليزي: Viral hemorrhagic fevers or VHFs) وهي مجموعة من الأمراض الجهازية التي تترافق بالحمى والنزيف الداخلي أو الخارجي الشديد أو النزيف داخل الجلد تسببها أربع عائلات من الفيروسات، وتتميز العدوى بهذه الفيروسات بعدد لا يحصى من الأعراض التي تتراوح من اعتلال تخثر الدم إلى الوفاة في الحالات الشديدة.


تتطلب معظم الفيروسات المسببة للحمى النزفية ناقل للتمكن من الانتقال إلى البشر، وغالباً ما تكون المفصليات والقوارض هي النواقل لفيروسات الحمة النزفية. فيما مضى كانت هذه الأمراض تقتصر على المناطق الموبوءة حيث يعيش المضيف، إلا أن الهجرة البشرية، وزيادة الرحلات، والاختلاط بالحيوانات البرية عن قرب، واحتوائها داخل المنازل زاد من الانتشار الجغرافي لهذه الأمراض.


أسباب الحمى النزفية

هل الحمى النزفية معدية؟ تعد المفصليات مثل القراد، والقوارض مثل الفئران والجرذان وحتى الماشية والبعوض والأفاعي والخفافيش من النواقل للفيروسات المسببة للحمى النزفية. يمكن أن تنتقل العدوى إلى البشر بالعديد من الطرق ومنها:

  • التعرض للدغ من المفصليات أو الحشرات الحاملة للفيروسات (حشرة الحمى النزفية).

  • ذبح الماشية المصابة.

  • التعرض لدم وسوائل جسم الشخص المصاب مثل والبراز والقيء واللعاب والسائل المنوي، وفي بعض الحالات يمكن لسوائل جثث المتوفين بعدوى أنواع معينة من هذه الفيروسات مثل فيروس الإيبولا أن تنقل العدوى.

  • الأشياء والأسطح الملوثة بسوائل جسم الشخص المصاب.

  • استنشاق الهباء الجوي الحامل لأجزاء من براز وبول القوارض.


للمزيد: الإيدز


أنواع الفيروسات المسببة للحمى النزفية

كما ذكرنا سابقاً تحدث الحمى النزفية نتيجة للعدوى بسلالات أربع عائلات من الفيروسات التي يطلق عليها بشكل شائع فيروس الحمى النزفية، وتشمل هذه الفيروسات وأنواع الحمى النزفية التي تسببها على ما يلي:

  • عائلة الفيروسات الخيطية (بالانجليزي: Filoviridae)، وتشمل السلالات المسببة للحمى النزفية ضمن هذه العائلة على ما يلي:

  1. فيروس ماربورغ (بالانجليزي: Marburg marburgvirus or MARV) المسبب لحمى ماربورغ النزفية.

  2. فيروس إيبولا السودان (بالانجليزي: Sudan ebolavirus or SUDV) المسبب لمرض الإيبولا.

  3. فيروس إيبولا بونديبوجيو (بالانجليزي: Bundibugyo ebolavirus or BDBV) المسبب لمرض الإيبولا.

  4. فيروس إيبولا زائير (بالانجليزي: Zaire ebolavirus or EBOV) المسبب لمرض الإيبولا.

  5. فيروس إيبولا غابة تاي (بالانجليزي: Taï Forest ebolavirus or TAFV) المسبب لمرض الإيبولا.

  • عائلة الفيروسات الرملية (بالانجليزي: Arenaviridae)، وتشمل سلالات فيروسات هذه العائلة المسببة للحمى النزفية على ما يلي:

  1. فيروس غواناريتو (بالانجليزي: Guanarito virus or GTOV) المسبب للحمى النزفية الفنزولية.

  2. فيروس لاسا (بالانجليزي: Lassa virus or LASV) المسبب لحمى لاسا.

  3. فيروس جونين (بالانجليزي: Junin virus or JUNV) المسبب الحمى النزفية الأرجنتينية.

  4. فيروس ماتشوبو (بالانجليزي: Machupo virus or MACV) المسبب للحمى النزفية البوليفية.

  5. فيروس تشاباري (بالانجليزي: Chapare virus or CHPV) المسبب للحمى النزفية التشابارية.

  6. فيروس لوهو (بالانجليزي: Lujo virus or LUJV) المسبب لحمى لوهو النزفية.

  7. فيروس سابيا (بالانجليزي: Sabia virus or SABV) المسبب للحمى النزفية البرازيلية.

  8. فيروس التهاب السحايا والمشيمات الليمفاوي (بالانجليزي: Lymphocytic choriomeningitis virus or LCMV).

  • عائلة الفيروسات المصفرة (بالانجليزي: Flaviviridae)، وتشمل السلالات المسببة للحمى النزفية ضمن هذه العائلة على ما يلي:

  1. فيروس مرض غابات كياسانور (بالانجليزي: Kyasanur forest disease virus or KFDV).

  2. فيروس حمى الضنك (بالانجليزي: Dengue virus or DENV-1-4).

  3. فيروس الحمى الصفراء (بالانجليزي: Yellow fever virus or YFV).

  4. فيروس حمى أومسك النزفية (بالانجليزي: Omsk hemorrhagic fever virus or OHFV).

  • عائلة فيروسات بونيا (بالانجليزي: Bunyaviridae)، وتشمل السلالات المسببة للحمى النزفية ضمن هذه العائلة على ما يلي:

  1. فيروس دوبرافا بلغراد (بالانجليزي: Dobrava-Belgrade virus or DOBV) المسبب للحمى النزفية المصحوبة بالمتلازمة الكلوية.

  2. فيروس بومالا (بالانجليزي: Puumalavirus or PUUV) المسبب للحمى النزفية المصحوبة بالمتلازمة الكلوية.

  3. فيروس هنتان (بالانجليزي: Hantaan virus or HTNV) المسبب للحمى النزفية المصحوبة بالمتلازمة الكلوية.

  4. فيروس ساريما (بالانجليزي: Saaremaa virus or SAAV) المسبب للحمى النزفية المصحوبة بالمتلازمة الكلوية.

  5. فيروس تولا (بالانجليزي: Tula virus or TULV) المسبب للحمى النزفية المصحوبة بالمتلازمة الكلوية.

  6. فيروس سيول (بالانجليزي: Seoul virus or SEOV) المسبب للحمى النزفية المصحوبة بالمتلازمة الكلوية.

  7. فيروس القرم والكونغو النزفي (بالانجليزي: Crimean-Congo hemorrhagic virus or CCHFV) المسبب لحمى القرم والكونغو النزفية.

  8. فيروس بدون اسم (بالانجليزي: Sin Nombre virus or SNV) المتسبب بمتلازمة هانتا الرئوية.

  9. فيروس متلازمة الحمى الشديدة ونقص الصفيحات (بالانجليزي: Severe fever and thrombocytopenia syndrome virus or SFTSV).

  10. فيروس حمى الوادي المتصدع (بالانجليزي: Rift Valley fever virus or RVFV).


أعراض الحمى النزفية

تسبب فيروسات الحمى النزفية الكثير من الأعراض وفقاً لشدة العدوى التي يعاني منها المريض، ونوع الفيروس المتسبب بالعدوى، وقد لا تظهر الأعراض مباشرة بعد التعرض للعدوى وقد تحتاج الأعراض لفترة تتراوح بين يومين إلى 3 أسابيلع وفقاً لمدة حضانة فيروس الحمى النزفية.


تغزو الفيروسات المسببة للحمى النزفية أنواع من خلايا الدم البيضاء التي تدافع عن الجسم وتعرف هذه الخلايا بالبلاعم والمتغصنات وتتكاثر بداخلها، مما يتيح للفيروس الانتشار بشكل سريع وكبير داخل الجسم. يتسبب تشغيل البلاعم والمتغصنات بإطلاق مواد التهابية في الجسم تعرف بالسيتوكينات والكيموكينات وتعد المسؤولة عن الحمى والنزيف.


يتمثل الخطر الأساسي في الحمى النزفية بتسبب العوامل الالتهابية (السيتوكينات والكيموكينات) تجاه هذه الفيروسات بزيادة نفاذية وتلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة، مما يؤدي إلى تسريبها للدم، وتؤثر العوامل الالتهابية أيضاً في قابلية الدم للتخثر مما يفسر النزيف الذي يعاني منه المصابين بهذه الأنواع من العدوى الفيروسية.


أعراض الحمى النزفية المبكرة

تشمل الأعرض المبكرة للحمى النزفية على ما يلي:

  • الحمى.

  • ألم العضلات والمفاصل.

  • القيء.

  • الإسهال.

  • الصداع.

  • ألم البطن.

  • الطفح الجلدي.


أعراض الحمى النزفية المتقدمة

يمكن أن يتبع الأعراض السابقة عدد لا متناهي من الأعراض وفقاً للعضو المتضرر نتيجة للعدوى، ويمكن أن تشمل الأعراض خاصة الأعراض التي تسير للحمى النزفية على:

  • احمرار واحتقان الملتحمة (بياض العين).

  • ألم خلف العين.

  • النزيف النقطي.

  • نزيف اللثة.

  • الرعاف.

  • الكدمات.

  • الإسهال والقيء المختلطات بالدم.

  • نفث أو سعل الدم.

  • الأعراض التي تدل على اختلال وظائف الكبد مثل اليرقان (الصفار).

  • الأعراض التي تدل على اختلال وظائف الكلى مثل زيادة أو قلة التبول.

  • اختلال القدرات العقلية.


أعراض الحمى النزفية الشديدة

تتسبب الحمى النزفية في التهاب ناخر في أعضاء الجسم المختلفة يؤدي إلى تلف هذه الأعضاء تباعاً. تتبع الأعراض السابقة في المراحل المتقدمة من مرض الحمى النزفية الأعراض التالية:



تشخيص الحمى النزفية

على الرغم من أن الحمى النزفية تسبب مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تتشابه مع الكثير من أعراض الحالات المرضية الأخرى، إلا أن الفحص البدني والتعرف على الأعراض مثل احمرار العين، ونزيف اللثة، وألم خلف العين، والتقيؤ والإسهال، وألم البطن قد تساعد الطبيب في التعرف على الحمى النزفية.


تشمل التحاليل التي يجريها الطبيب لتشخيص الإصابة بالحمى النزفية، ومدى الضرر الذي تعرض له جسم المريض، ونوع الفيروس المسبب للعدوى على ما يلي:

  • تحليل تفاعل البولميراز المتسلسل PCR.

  • تحليل الدم بما في ذلك تعداد الدم الكامل ولوحة الأيض الشاملة.

  • تحليل تخثر الدم.

  • تحليل البول.

  • زراعة البول.

  • تصوير الصدر بالاشعة السينية.

  • زراعة الدم.

  • الاختبارات المصلية للغلوبيولين المناعي IgM وIgG.


علاج الحمى النزفية

يساعد التشخيص المبكر في زيادة فرصة بقاء المريض على قيد الحياة، والتقليل من خطر انتشار العدوى، ويتم علاج المرضى الذين يعانون من عدوى الفيروسات المسببة للحمى النزفية في غرف العزل.


لا يوجد علاج محدد للحمى النزفية، ويعد العلاج الداعم الحجر الرئيسي في العلاج، مع الأخذ بعين الاعتبار تجنب أي إجراء علاجي يتضمن على الإجراءات الغازية، أي تجنب الإجراءات التي تحتاج إلى جروح بسبب ضعف تخثر الدم لدى المصابين بالحمى النزفية، وتشمل طرق العلاج المحتملة وفقاً لشدة العدوى، وأعضاء الجسم المتضررة، ونوع الفيروس على ما يلي:

  • تزويد المريض بالسوائل والأملاح اللآزمة لتلافي الإصابة بالجفاف.

  • تزويد المريض بالدم أو منتجاته (نقل الدم) في حال الحاجة لذبك.

  • تزويد المريض بالأكسجين.

  • استخدام المضاد الفيروسي ريبافيرين (Ribavirin) لمكافحة بعض أنواع الفيروسات مثل فيروس المسبب لحمى لاسا، والفيروس المسبب لحمى القرم الكونغو النزفية، والفيروس المسبب لمتلازمة هانتا الرئوية، ولكن لا يفيد هذا المضاد الفيروسي في مكافحة باقي أنواع الفيروسات المسببة للحمى النزفية.

  • تركيبة من أدوية الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (Monoclonal Antibodies) وهي أتولتيفيماب / مافتيفيماب / أوديسيفيماب (Atoltivimab/maftivimab/odesivimab) تستخدم في علاج المرضى الذين يعانون من عدوى فيروس الإيبولا.


سير الحمى النزفية

حالياً لا يوجد لقاحات متاحة للوقاية من عدوى الفيروسات المسببة للحمى النزفية، ونظراً لأن هذه الفيروسات تسبب مجموعة متنوعة من الأمراض فإن درجة خطورة العدوى بها يمكن أن تختلف باختلاف العديد من المتغيرات مثل سرعة التشخيص والبدء بالعلاج.


تتراوح معدلات الوفاة للمصابين بالحمى النزفية بين 80-90% في البلدان الفقيرة، وترتبط العديد من هذه الفيروسات في التسبب بجائحة وارتفاع معدلات المراضة والوفيات بسبب عدم توفر علاج محدد لها.


للمزيد: الملاريا


المراجع

  1. Mangat R, Louie T. Viral Hemorrhagic Fevers. [Updated 2022 Aug 29]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK560717/

  2. Fhogartaigh, C. N., & Aarons, E. (2015). Viral haemorrhagic fever. Clinical medicine (London, England), 15(1), 61–66. https://doi.org/10.7861/clinmedicine.15-1-61

  3. Romero MG, Anjum F. Hemorrhagic Fever Renal Syndrome. [Updated 2022 Jul 19]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK560660/

  4. Pigott D. C. (2005). Hemorrhagic fever viruses. Critical care clinics, 21(4), 765–vii. https://doi.org/10.1016/j.ccc.2005.06.007

  5. Racsa, L. D., Kraft, C. S., Olinger, G. G., & Hensley, L. E. (2016). Viral Hemorrhagic Fever Diagnostics. Clinical infectious diseases : an official publication of the Infectious Diseases Society of America, 62(2), 214–219. https://doi.org/10.1093/cid/civ792

  6. Govender, I., Maphasha, O., & Rangiah, S. (2020). An overview of the viral haemorrhagic fevers for the primary care doctor. South African family practice : official journal of the South African Academy of Family Practice/Primary Care, 62(1), e1–e6. https://doi.org/10.4102/safp.v62i1.5116

  7. Gubler D. J. (1998). Dengue and dengue hemorrhagic fever. Clinical microbiology reviews, 11(3), 480–496. https://doi.org/10.1128/CMR.11.3.480

  8. Shastri, P. S., & Taneja, S. (2021). Dengue and Other Viral Hemorrhagic Fevers. Indian journal of critical care medicine : peer-reviewed, official publication of Indian Society of Critical Care Medicine, 25(Suppl 2), S130–S133. https://doi.org/10.5005/jp-journals-10071-23814

  9. Ippolito, G., Feldmann, H., Lanini, S., Vairo, F., Di Caro, A., Capobianchi, M. R., & Nicastri, E. (2012). Viral hemorrhagic fevers: advancing the level of treatment. BMC medicine, 10, 31. https://doi.org/10.1186/1741-7015-10-31

  10. Patel PR, Shah Su. Ebola Virus. [Updated 2022 Jul 18]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK560579/

bottom of page