الحمل خارج الرحم، أعراضه، أسبابه، وعلاجه | ميدزون
top of page

الحمل خارج الرحم


امرأة تعاني من التعب والغثيان مستلقية على الأريكة
الحمل خارج الرحم

ما هو الحمل خارج الرحم؟ الحمل خارج الرحم (بالانجليزي: Ectopic Pregnancy) يطلق عليه أيضاً الحمل المنتبذ، أو الحمل الهاجر، هو حالة تستقر فيها البويضة المخصبة في أي مكان خارج البطانة الداخلية للرحم، وفي معظم حالات الحمل خارج الرحم تستقر البويضة المخصبة في قناة فالوب، ويطلق على هذه الحالة الحمل البوقي، ومع ذلك يمكن أن يحدث الحمل خارج الرحم في أماكن أخرى؛ مثل: عنق الرحم، والمبيض، وتجويف البطن.


يحدث الحمل خارج الرحم في 1-2% من حالات الحمل، ويعد تمزق قناة فالوب والنزيف الداخلي الخطر الرئيسي للحمل خارج الرحم، وفي بعض الأحيان يمكن أن يحدث الحمل خارج الرحم مع الحمل داخل الرحم في الوقت نفسه، ويطلق على هذه الحالة الحمل المتغاير (بالانجليزي: Heterotopic pregnancy)، وقد ارتفع معدل حدوث هذا الحمل في السنوات الأخيرة بسبب زيادة استخدام التلقيح الصناعي وغيرها من تقنيات المساعدة على الإنجاب.


أسباب الحمل خارج الرحم

في معظم الحالات يحدث الحمل خارج الرحم نتيجة وجود حالة تعيق أو تبطئ حركة البويضة المخصبة عبر قناة فالوب، وتمنع وصولها إلى بطانة الرحم. وتشمل العوامل التي تزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم ما يلي:

  • السن: يزداد احتمال حدوث الحمل خارج الرحم لدى النساء التي تتراوح أعمارهن بين 35-44 عام، إلا أنه يمكن أن يحدث الحمل خارج الرحم لأي امرأة في أي سن عندما تكون نشطة جنسياً.

  • وجود تاريخ من الحمل خارج الرحم: يعد وجود تاريخ لدى المرأة من حدوث الحمل خارج الرحم من أكثر العوامل التي تزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم.

  • التشوهات في قناة فالوب: يمكن لأي اضطراب أو تشوه في بنية قناة فالوب أن يزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم أو الحمل في أماكن أخرى.

  • التعرض لعملية جراحية سابقاً في قناة فالوب: التعرض لعملية جراحية في قناة فالوب مثل: ربط قناة فالوب أو ترميمها يمكن أن يسبب التندبات والتشوهات في البنية الطبيعية لقناة فالوب، مما يزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم.

  • عدوى الحوض: يعد مرض التهاب الحوض من العوامل التي تزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم، ويمكن أن يحدث التهاب الحوض نتيجة عدوى الأمراض المنقولة جنسياً، أو نتيجة العدوى البكتيرية غير المنقولة جنسياً (التهاب المهبل البكتيري)، وتتسبب هذه الأنواع من العدوى في حدوث التهاب وتندبات وانسداد في قناة فالوب، تزيد من خطر عدم وصول البويضة المخصبة إلى الرحم وحدوث الحمل خارج الرحم.

  • تعدد الشركاء الجنسيين: يزيد وجود أكثر من شريك جنسي من خطر الإصابة بالتهاب الحوض، مما يزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم.

  • أمراض النساء: يمكن للأمراض المختلفة التي تصاب بها النساء؛ مثل: بطانة الرحم المهاجرة، وأورام الرحم الليفية، و التصاقات الحوض أن تضيّق قناتي فالوب، مما يزيد من فرصة حدوث الحمل خارج الرحم.

  • اللولب: ما يقارب نصف حالات الحمل خارج الرحم تحدث لدى نساء يستخدمن اللولب، لكن بما أن حدوث الحمل أثناء استخدام اللولب منخفض للغاية فإن احتمال حدوث الحمل خارج الرحم منخفض جداً أيضاً لدى هؤلاء النساء.

  • التدخين: مؤخراً ربط التدخين بازدياد خطر حدوث الحمل خارج الرحم، وقد بينت الأبحاث أن ازدياد الخطر يعتمد على عدد السجائر التي تدخنها المرأة.

  • العقم: يرتبط وجود تاريخ من العقم لأكثر من عامين بخطر حدوث الحمل خارج الرحم.

  • الأسباب الأخرى: يمكن أن تزيد التشوهات الخلقية، وأورام قناة فالوب من خطر حدوث الحمل خارج الرحم.



أعراض الحمل خارج الرحم

تشمل أعراض الحمل خارج الرحم المبكرة على ألم البطن، وتأخر الدورة الشهرية، والنزيف المهبلي الطفيف أو ملاحظة بقع من الدم في الملابس الداخلية، لكن لا تعاني 50% من النساء اللواتي لديهن حمل خارج الرحم من هذه الأعراض، وقد لا تعني هذه الأعراض بالضرورة وجود الحمل خارج الرحم.


متى يكتشف الحمل خارج الرحم؟ عادةً ما تتطور أعراض الحمل خارج الرحم بعد ستة إلى ثمانية أسابيع من موعد آخر دورة شهرية، لكن قد يتأخر ظهور الأعراض لأكثر من ذلك إذا كان الحمل خارج الرحم خارج قناة فالوب، ويمكن أن تعاني النساء في هذه المدة من أعراض الحمل الشائعة مثل: الغثيان، والتقيؤ، والدوخة، وألم الثدي وتضخمه، وغيرها من أعراض الحمل خارج الرحم بدون نزيف. ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى للحمل خارج الرحم على ما يلي:

  • الألم في جانب البطن الذي يحتوي على الحمل خارج الرحم.

  • حركة الجنين المؤلمة.

  • ألم أسفل البطن أو الحوض أو أسفل الظهر.

  • النزيف المهبلي.

  • التعب والدوخة.

  • الحمى.

  • أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا.

  • الإغماء.


أعراض النزيف الداخلي نتيجة تمزق قناة فالوب

في بعض الأحيان يمكن أن تخلط النساء بين أعراض الحمل وأعراض النزيف الداخلي التي تحدث نتيجة تمزق قناة فالوب بسبب التشابه بين هذه الأعراض؛ مثل: الدوخة والإغماء الناجمة عن انخفاض ضغط الدم، لكن لسوء الحظ لا تدرك معظم النساء علامات النزيف الداخلي التي تتطلب الرعاية الطبية الطارئة حتى يصلن إلى مرحلة الصدمة الناجمة عن النزيف (صدمة نقص حجم الدم). وتشمل أعراض الصدمة ما يلي:

  • انخفاض ضغط الدم.

  • ضعف وسرعة النبض.

  • شحوب الجلد.

  • الارتباك.

  • سرعة التنفس.


تشخيص الحمل خارج الرحم

يبدأ تشخيص الحمل خارج الرحم بالفحص البدني، وتشمل خطوات وطرق التشخيص الأخرى ما يلي:

  • إجراء فحص الحمل النوعي للكشف عن وجود حمل أم لا، أو إجراء فحص الحمل الكمي لمعرفة مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية HGC في الدم (هرمون الحمل).

  • تصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية.

  • فحص الحوض.

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل.

  • إجراء فحص هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية بيتا، ويعد ارتفاع هذا الهرمون إلى مستويات غير طبيعية من أعراض الحمل خارج الرحم الأكيدة.

  • تنظير البطن، لكن في حالات قليلة.


علاج الحمل خارج الرحم

الحمل خارج الرحم هل يستمر؟ لا يستمر الحمل خارج الرحم وينتهي بالإجهاض، وتعد الجراحة الخيار الأول لعلاج الحمل خارج الرحم، وعادةً ما يتطلب الحمل خارج الرحم التدخل الجراحي الطارئ للسيطرة على النزيف عند انفجار قناة فالوب، وتشمل طرق علاج الحمل خارج الرحم على ما يلي:


عملية الحمل خارج الرحم

يعتمد نوع الجراحة على مدى الضرر في قناة فالوب والنزيف، إذ قد تتطلب بعض حالات الحمل خارج الرحم استئصال جزء من قناة فالوب أو استئصال القناة بالكامل، وقد تكون هناك حاجة في بعض الأحيان إلى استئصال قناة فالوب والمبيض والرحم. وتشمل أنواع العمليات الجراحية التي تجرى لعلاج الحمل خارج الرحم ما يلي:

  • تنظير البطن: يجرى تنظير البطن من خلال إجراء ثقوب أو شقوق جراحية صغيرة في البطن، لإدخال قسطرة تمرر عبرها كاميرا وأجهزة تستخدم في فتح قناة فالوب وتخليص الجسم من الحمل خارج الرحم وترك القناة سليمة بعد الجراحة.

  • الجراحة المفتوحة: تجرى الجراحة المفتوحة عندما تكون هناك أسباب تعيق قدرة الجراح على إجراء تنظير البطن مثل: النزيف الشديد، أو وجود الكثير من الأنسجة المتندبة في الحوض، أو الحاجة إلى استئصال القناة والمبيض والرحم. وتجرى جراحة البطن المفتوحة بإجراء شق جراحي عرضي في أسفل البطن مكان خط البكيني.


أدوية الحمل خارج الرحم

يمكن أن يساعد العلاج بالأدوية على علاج الحمل خارج الرحم بدون جراحة لدى مجموعة معينة من النساء، لتتمكن المرأة من إجهاض الحمل دون تدخل جراحي.


يشمل العلاج بالأدوية للحمل خارج الرحم على استخدام دواء مضاد للسرطان يسمى ميثوتريكسات (Methotrexate)، إذ يقتل هذا الدواء خلايا المشيمة النامية خارج الرحم، ويجهض الحمل دون تدخل جراحي، وقد اكتسب العلاج بالميثوتريكسات شعبية واسعة بسبب ارتفاع معدلات نجاحه، وانخفاض آثاره الجانبية، إلا أنه لا ينجح في التخلص من الحمل خارج الرحم في كل الحالات. يعتمد استخدام الميثوتريكسات في علاج الحمل خارج الرحم على عدة عوامل، ومنها:

  • حجم كيس الحمل: إذ يجب أن يتراوح قطر كيس الحمل بين 3.5-4 سم حتى يكون العلاج بالميثوتريكسات ناجح.

  • يجب أن يكون مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية بيتا لدى المرأة 5000 ملي وحدة دولية/ملليتر من الدم أو أقل حتى يتم علاجها بالميثوتريكسات.

  • استقرار الدورة الدموية.

  • عدم وجود ألم شديد أو مستمر في البطن.


حالات لا ينجح فيها علاج الحمل خارج الرحم بالميثوتريكسات

تصل نسبة نجاح العلاج في مثل هذه الحالة إلى أكثر من 90%، ولا يؤثر استخدام الميثوتريكسات في علاج الحمل خارج الرحم في الحمل اللاحق. وتشمل الحالات التي لا ينجح فيها علاج الحمل خارج الرحم بالميثوتريكسات ما يلي:

  • زيادة قطر كيس الحمل على 4 سم.

  • وجود كمية كبيرة من السوائل في البطن.

  • نشاط قلب الجنين.

  • تمزق قناة فالوب.

  • ضعف المناعة.

  • فقر الدم المتوسط إلى الشديد، أو نقص كريات الدم البيضاء، أو قلة الصفيحات.

  • الحساسية للميثوتريكسات.

  • وجود مرض رئوي نشط.



المراجع

  1. Mummert T, Gnugnoli DM. Ectopic Pregnancy. [Updated 2021 Dec 9]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK539860/

  2. Panelli, D. M., Phillips, C. H., & Brady, P. C. (2015). Incidence, diagnosis and management of tubal and nontubal ectopic pregnancies: a review. Fertility research and practice, 1, 15. https://doi.org/10.1186/s40738-015-0008-z

  3. Boots, C. E., Hill, M. J., Feinberg, E. C., Lathi, R. B., Fowler, S. A., & Jungheim, E. S. (2016). Methotrexate does not affect ovarian reserve or subsequent assisted reproductive technology outcomes. Journal of assisted reproduction and genetics, 33(5), 647–656. https://doi.org/10.1007/s10815-016-0683-7

  4. Hsu, J. Y., Chen, L., Gumer, A. R., Tergas, A. I., Hou, J. Y., Burke, W. M., Ananth, C. V., Hershman, D. L., & Wright, J. D. (2017). Disparities in the management of ectopic pregnancy. American journal of obstetrics and gynecology, 217(1), 49.e1–49.e10. https://doi.org/10.1016/j.ajog.2017.03.001

  5. Sivalingam, V. N., Duncan, W. C., Kirk, E., Shephard, L. A., & Horne, A. W. (2011). Diagnosis and management of ectopic pregnancy. The journal of family planning and reproductive health care, 37(4), 231–240. https://doi.org/10.1136/jfprhc-2011-0073

  6. Shaw, J. L., Dey, S. K., Critchley, H. O., & Horne, A. W. (2010). Current knowledge of the aetiology of human tubal ectopic pregnancy. Human reproduction update, 16(4), 432–444. https://doi.org/10.1093/humupd/dmp057


bottom of page