ثنائي القطب، أعراضه، أنواعه، أسبابه، وعلاجه | ميدزون
top of page

ثنائي القطب


 ثنائي القطب
ثنائي القطب

ثنائي القطب (بالانجليزي: Bipolar Disorder) وكان يطلق عليه سابقاً الاكتئاب الهوسي (بالانجليزي: Manic Depression)، هو اضطراب عقلي دائم يتضمن على التقلبات المزاجية، مع الإصابة بنوبة واحدة على الأقل من الهوس، وقد يتضمن أيضاً على نوبات الاكتئاب المتكررة.


يعرف الهوس بأنه حالة يظهر فيها المريض مستويات مرتفعة من النشاط، أو الطاقة، أو الحالة المزاجية، أو السلوك بدرجة يمكن للآخرين ملاحظتها مثل الحديث السريع، وقلة النوم، ووجود تصورات أو معتقدات خاطئة.

قد يستهين البعض في تقدير اضطراب ثنائي القطب، إلا أنه يعد حالة خطيرة عندما يترك دون علاج، إذ يرتفع معدل الانتحار بين مرضى اضطراب ثنائي القطب 60 مرة أكثر من الأشخاص الطبيعين.


أنواع ثنائي القطب

عرف اضطراب ثنائي القطب منذ أكثر من مئة عام عندما تم وصفه من قبل إميل كريبلين، وقد سمي في ذلك الوقت جنون الاكتئاب الهوسي (بالانجليزي: Manic-Depressive Insanity).


يقسم اضطراب ثنائي القطب إلى عدة أنواع وفقاً للأعراض، ومنها:

  • اضطراب ثنائي القطب النوع الأول: ويشخص عند إصابة مريض اضطراب ثنائي القطب بنوبة هوس واحدة على الأقل، ولكن لا يشترط أن يعاني المريض من الاكتئاب الشديد.

  • اضطراب ثنائي القطب النوع الثاني: ويشخص عند معاناة المريض من نوبة هوس خفيفة واحدة على الأقل، ونوبة واحدة من الاكتئاب الشديد.

  • اضطراب ثنائي القطب الموسمي: هي التغيرات المزاجية الموسمية الشديدة التي تحدث سنوياً للمريض.


أنواع نوبات ثنائي القطب

تقسم نوبات اضطراب ثنائي القطب أيضاً إلى نوعين وفقاً لسرعة حدوث التقلبات المزاجية، وتشمل هذه الأنواع على:

  • النوبة المختلطة: وهي النوبات التي تستمر أقل من الوقت اللازم لتشخيص الإصابة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب.

  • النوبة السريعة: وتعني حدوث أربع نوبات أو أكثر من اضطراب المزاج في العام الواحد في حالات اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال، والمعاناة من أربع نوبات أو أكثر خلال عامين في حالات اضطراب ثنائي القطب عند الكبار.


أسباب ثنائي القطب

يعد اضطراب ثنائي القطب من أكثر الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تنتقل بالوراثة، وعلى الرغم من ذلك يمكن للعديد من العوامل الأخرى أن تزيد من خطر الإصابة به مثل الضغوطات النفسية والاجتماعية، وأن تساهم في إطلاق التعبير عن الجينات التي تسبب اضطراب ثنائي القطب.


يشترك اضطراب ثنائي القطب في العديد من الجينات مع الفصام، كما يمكن للعديد من الاضطرابات العقلية الأخرى مثل اضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب القلق المعمم أن تزيد من خطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب، كما يمكن لحالات الصحة الجسدية الأخرى أن تزيد من خطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب مثل اضطرابات الغدة الدرقية، ويعد الإجهاد النفسي والعاطفي والاجتماعي عامل الخطر الأكبر في معظم أمراض الصحة العقلية والنفسية بما في ذلك مرض ثنائي القطب.


للمزيد: النرجسية


أعراض ثنائي القطب

يمكن أن تقسم أعراض اضطراب ثنائي القطب وفقاً لسن المريض وجنسه إلى ما يلي:


أعراض ثنائي القطب عند الأطفال والمراهقين

يمكن أن تشمل أعراض ثنائي القطب عند المراهقين والأطفال والتي يمكن أن تستمر لدى الطفل بعد البلوغ على ما يلي:

  • العدوانية والتهيج.

  • نوبات الغضب.

  • يميل المراهقين إلى الإصابة بالاكتئاب والتغيرات المزاجية السريعة.

  • الإفراط في الحركة.

  • عدم الانتظام.

  • سهولة التشتيت ونقص التركيز لدى الصغار والكبار.


أعراض ثنائي القطب عند الكبار

حتى يتم تشخيص اضطراب ثنائي القطب لدى البالغين يجب أن يعاني المريض من نوبة هوس واحدة تستمر أعراضها لمدة أسبوع على الأقل، ويمكن أن تشمل الأعراض خاصة أعراض النوبات المختلطة على الشعور أو التصرف ونقيضه، وفيما يلي بعض الأعراض الشائعة لاضطراب ثنائي القطب:

  • تسارع الأفكار.

  • المزاج السيء وسرعة الانفعال.

  • الإفراط في التحدث مع سرعة في الحديث.

  • بطء وقلة الكلام عند الإصابة بالاكتئاب.

  • تغيير موضعات النقاش بشكل متكرر إلى مواضيع أخرى غير مرتبطة بها.

  • قلة حاجة المريض للنوم.

  • كثرة النوم والشعور بالخمول.

  • هوس العظمة والتفوق.

  • الشعور بالذنب والفشل.

  • الاندفاع في الأحكام، وإصدار أحكام خاطئة.

  • ممارسة أنشطة خطيرة مثل الإفراط في شرب الكحول، أو تعاطي المخدرات.

  • ضعف الذاكرة والإدراك.

  • السعادة أو الابتهاج الغير طبيعي.

  • فقدان الدافع، وكثرة البكاء، وعدم القدرة على الاستمتاع عند الإصابة بالاكتئاب.

  • كثرة التفكير بالموت، وفقدان الأمل، والتفكير بأفكار انتحارية.


أعراض ثنائي القطب عند النساء

تميل النساء المصابات باضطراب ثنائي القطب إلى المعاناة من زيادة الاكتئاب والقلق بالمقارنة مع اضطراب ثنائي القطب عند الرجال، ويعانين من النوبات السريعة أكثر من الرجال، ويكن أكثر عرضة لتطوير السمنة والأمراض الأخرى التي يزيد اضطراب ثنائي القطب من خطر الإصابة بها.


علاج ثنائي القطب

لا يمكن علاج اضطراب ثنائي القطب نهائياً، ويمكن القول أن طرق العلاج تختلف باختلاف الأعراض التي يعاني منها المريض وشدتها، مثل المعاناة من الهوس، والاكتئاب، كما يمكن للعديد من العوامل أن تؤثر في الأدوية المستخدمة للسيطرة على النوبات مثل العوامل المؤثرة على استخدام العلاجات الدوائية، مثل الحالات الطبية والنفسية الأخرى التي يعاني منها المريض، والعلاجات السابقة التي تعرض لها، ومدى استجابة المريض للعلاج، وميل المرض للعلاج.


غالباً ما تشمل إدراة نوبات ثنائي القطب الحادة، أي التي تحدث بسرعة على ضمان سلامة المريض والأشخاص القريبين منه مثل العائلة، ويهدف العلاج أيضاً إلى التخفيف من أعراض ثنائي القطب بأقل آثار جانبية ممكنة للأدوية المستخدمة في العلاج.


أدوية ثنائي القطب

يجب التنويه إلى أن الأدوية التي ستذكر تالياً لا تستخدم دون أن يصفها الطبيب ودون أن يحدد جرعاتها، ولا يجب التوقف عن تناولها نهائياً أو استبدالها دون أن يطلب الطبيب ذلك.


يمكن أن تشمل أدوية اضطراب ثنائي القطب التي قد يصفها الطبيب وفقاً لحالة المريض والمعايير المذكورة سابقاً على ما يلي:

  • مثبتات الحالة المزاجية، وتعد الأدوية الرئيسية المستخدمة في علاج اضطراب ثنائي القطب خاصة في حالات الهوس المستمرة، وتعد كربونات الليثيوم (Lithium Carbonate) المعيار الذهبي لعلاج اضطراب ثنائي القطب، حيث أظهر استخدامها انخفاض في عدد حالات الانتحار بين المرضى، وانخفاض بنسبة 50-70% في الهوس.

  • مضادات الاختلاج وتعرف بشكل عام بمضادات التشنج أو مضادات الصرع، وتستخدم لعلاج حالات الهوس الحادة، ولإعادة استقرار الحالة المزاجية للمريض، ومن هذه الأدوية"

  1. حمض الفالبرويك (Valproate sodium).

  2. لاموتريجين (Lamotrigine).

  3. توبيراميت (Topiramate).

  • مضادات الذهان وتستخدم لوحدها أو مع مثبتات الحالة المزاجية لزيادة استجابة المريض للعلاج، ومن هذه الأدوية:

  1. كيتيابين (Quetiapine).

  2. ريسبيريدون (Risperidone).

  3. أولانزابين (Olanzapine).

  4. زيبراسيدون (Ziprasidone).

  5. أريبيبرازول (Aripiprazole).

  6. كاريبرازين (lurasidone).

  7. وكويتيابين (Quetiapine).

  8. مزيج أولانزابين وفلوكستين (Olanzapine and fluoxetine).

  • مضادات القلق مثل:

  1. لوماتيبرون (Lumateperone).

  2. أولانزابين - ساميدورفان (Olanzapine - samidorphan).


لا تسخدم مضادات الاكتئاب بأي نوع من أنواعها في علاج اضطراب ثنائي القطب نهائياً دون أن يصفها الطبيب، لأنها تزيد من خطر إصابة المريض بنوبة هوس.



طرق علاج ثنائي القطب الأخرى

تهدف الإدارة طويلة الأمد لاضطراب ثنائي القطب إلى الحد من انتكاس المريض وحدوث النوبات، كما يهدف أيضاً إلى ضمان تحسن الأداء الوظيفي مثل الأداء التعليمي، والتقليل من عدد مرات وطول مدة إقامة المريض في المستشفى، وعادةً ما ينطوي العلاج طويل الأمد لاضطراب ثنائي القطب على استخدام الأدوية، بالإضافة إلى التدخلات العلاجية الأخرى ومنها:

  • العلاج بالصدمة الكهربائية: يعد العلاج بالصدمات الكهربائية فعال للغاية في حالات النوبات المزاجية الحادة المقاومة للعلاج بالأدوية، وفي حالات الهوس الشديد المهدد لحياة المريض مثل رفض المريض للطعام الذي يزيد من خطر إصابته بسوء التغذية، كما قد يلجأ الاطباء إلى الصدمات الكهربائية في حالات اضطراب ثنائي القطب عند الحامل لتلافي الآثار الجانبية للأدوية على الجنين.

  • العلاج الأسري: وينطوي على تثقيف أفراد الأسرة حول اضطراب ثنائي القطب وكيفية التعامل مع مريض ثنائي القطب، ويتضمن أيضاً على التدريب لتعزيز مهارات حل المشاكل والاتصال بين المريض وأفراد الأسرة.

  • العلاج السلوكي المعرفي: يتضمن على مساعدة المريض على التقليل من التفكير السلبي، والمعتقدات الخاطئة.

  • التثقيف النفسي: تتضمن هذه الجلسات على تثقيف المريض وأفراد أسرته حول أعراض اضطراب ثنائي القطب والنوبات، ومحفزات النوبات مثل شرب الكحول والتعرض للضغوطات النفسية.

  • العلاج الشخصي: يميل هذا العلاج إلى تحديد المشاكل التي يعاني منها المريض في علاقاته مع الآخرين، والعمل على حلها.

  • علاج النظم الاجتماعية: في هذه الجلسات العلاجية يتم التحفيز على الحفاظ على دورات نوم واستيقاظ منتظمة، لتخفيف اضطرابات النوم المرتبطة باضطراب ثنائي القطب.


تغذية مريض ثنائي القطب

لا توجد توصيات غذائية خاصة لمريض اضطراب ثنائي القطب ما لم يتم علاج المريض بمثبطات مونوامين أوكسيديز، ولكن بشكل عام ينصح المرضى بالتقليل من تناول ملح الطعام، ويعود السبب في ذلك إلى أن ملح الطعام قد يقلل من مستويات الليثيوم المستخدم في العلاج في الدم، مما يقلل من فعاليته، كما ينصح المريض أيضاً بعدم التقليل كثيراً من كميات الملح التي يتناولها لتجنب ارتفاع مستويات الليثيوم وسميته في الدم.


يمكن تحسين أعراض الاكتئاب من خلال تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 وأوميغا 6، إلا أن هذه الأحماض لا تخفف من الهوس لدى مريض اضطراب ثنائي القطب.


نصائح لمرضى ثنائي القطب

فيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد على تحسين الأعراض والتقليل من عدد النوبات التي يواجهها مريض ثنائي القطب:

  • اتباع نظام غذائي صحي.

  • الاعتدال في تناول ملح الطعام.

  • وضع جدول يومي منتظم للنشاطات اليومية، خاصة أوقات النوم والاستيقاظ.

  • ممارسة التمارين الرياضية خاصة التمارين الهوائية (الأيروبيك).

  • اتباع تعليمات الطبيب حول الأدوية، وعدم التوقف عن العلاج تحت أي ظرف دون استشارة الطبيب.


أضرار ثنائي القطب

يمكن ان تشمل مضاعفات اضطراب ثنائي القطب على ما يلي:

  • الاكتئاب الشديد الذي يصعب علاجه.

  • اضطراب القلق.

  • اضطراب الهلع أو الرهاب.

  • اضطراب القلق المعمم.

  • اضطراب الوسواس القهري.

  • المشاكل العصبية، مثل التصلب العصبي المتعدد.

  • القصور الإدراكي.

  • الاضطرابات الجسدية، وعادةً ما تظهر لدى مرضى اضطراب ثنائي القطب بشكل أكبر وفي سن أبكر، ومنها السمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري.

  • الانتحار، ويعد السبب الرئيسي للوفاة بين مرضى اضطراب ثنائي القطب.



المراجع

  1. Goodwin, F. K., & Ghaemi, S. N. (1999). Bipolar disorder. Dialogues in clinical neuroscience, 1(1), 41–51. https://doi.org/10.31887/DCNS.1999.1.1/fgoodwin

  2. Jain A, Mitra P. Bipolar Affective Disorder. [Updated 2022 May 1]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2022 Jan-. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK558998/

  3. Miklowitz, D. J., & Johnson, S. L. (2006). The psychopathology and treatment of bipolar disorder. Annual review of clinical psychology, 2, 199–235. https://doi.org/10.1146/annurev.clinpsy.2.022305.095332

  4. Gibbons, R. D., Hur, K., Brown, C. H., & Mann, J. J. (2009). Relationship between antiepileptic drugs and suicide attempts in patients with bipolar disorder. Archives of general psychiatry, 66(12), 1354–1360. https://doi.org/10.1001/archgenpsychiatry.2009.159

  5. Culpepper L. (2014). The diagnosis and treatment of bipolar disorder: decision-making in primary care. The primary care companion for CNS disorders, 16(3), PCC.13r01609. https://doi.org/10.4088/PCC.13r01609

  6. Hilty, D. M., Leamon, M. H., Lim, R. F., Kelly, R. H., & Hales, R. E. (2006). A review of bipolar disorder in adults. Psychiatry (Edgmont (Pa. : Township)), 3(9), 43–55. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2963467/

  7. Image by Medzone

bottom of page